موقع النيلين:
2025-02-04@08:47:06 GMT

مكي المغربي: توجيه النقاش

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

عبارات غير صحيحة صدرت من كبار وقادة في الصف الوطني على شاكلة (المجاهدين قدموا أكثر من الجيش) أو (أي كوز ندوسو دوس) أو مدح العملاء والخونة بأنهم (أكثر أبناء السودان نزاهة) .. كل هذه أمور تحدث في سياقات لا صلة بالواقع وتمر في النهاية دون ضجيج ولا تغيير ولا حتى ضرر على قائلها، بل ربما تكون مفيدة لأنها تقود للمستوى السليم من التفكير.

هذه العبارات صلبة وصفرية وعلى أطراف اللوحة الحقيقية ولا جمال فيها، لأنها هي الإطار الخشبي الصلب حول اللوحة البديعة الزاهية وليست جزءا منها. وداخل اللوحة الحقائق الآتية:

1- غير صحيح أن الجيش على مسافة واحدة من كل التيارات، الاسلاميون هم الأقرب (في الجملة وليس الأستثناءات) وهذا ليس بقرار الجيش ولا رغبة قيادته، ولكن بقية المجموعات الأخرى اختارت تاريخيا الوقوف مع عدو الجيش، ظل اليسار مصنعا لكوادر الدعاية والاستهداف الخارجي ضد الوطن، وخضعت للأسف أحزاب كبيرة مثل الأمة لابتزازه وإرهابه وتآمرت ضد الجيش وانتهى بغالبهم الأمر بالارتزاق من المليشيا والدولة التي ترسل السلاح لقتل السودانيين، ولذلك الصحيح أن يقال الجيش يقف على (المسافة المناسبة) وليس (المتساوية) من كل تيار ومجموعة، حسب موقفها من الجيش وأهدافه الوطنية ولذلك (مثلا) لن تكون مسافة الحركة الاسلامية هي مسافة المؤتمر السوداني إلا اذا ابتعدت الحركة الاسلامية نحو المليشيا الارهابية أو اقترب المؤتمر السوداني نحو الجيش الوطني.

2- التوجه الاسلامي في السودان مبدأ (فوق-دستوري) لأن النظام السياسي في الدولة السودانية صنعه الإسلام، وهذه حالة سودانية لا فكاك منها، ولا يجوز اقحامها وتعميمها في دول لديها تطور سياسي مختلف. في السودان تحديدا، كل الدول الوطنية السابقة في التاريخ المعاصر اسلامية، إمارة كنز الدولة، سلطة سنار، سلطنة دارفور، الدولة المهدية. بل حتى أحزاب الحركة الوطنية الكبرى قامت على طوائف دينية الأنصار والختمية، حتى الشيوعيين يتحالفون مع الجمهوريين ويستخدمونهم حزاما حولهم لخلخلة الثوابت، لأن المجتمع لا يقبل الفكر الشيوعي إلا بغلاف إسلامي، ولذلك الإسلام صانع، والدستور مصنوع. والمصنوع لا يعلو على الصانع، والتوجه الإسلامي في السودان فوق-دستوري. من يريد تغيير هذا الأمر عليه الالتزام بهذه القاعدة أولا، ثم يجتهد في نشر العلمنة سلميا وبالاقناع والعمل السياسي عبر أجيال ولن يستطيع عبر ثورة مزيفة وكاذبة أو مليشيا مجرمة إرهابية أو صفقات مشبوهة وسرية من وراء ظهر الجميع.

تم تجريب كل كل المحاولات أعلاه، ولكنها زادت التوجه الاسلامي قوة ولم تضعفه. يضاف إلى هذا أن الإصرار على خلخلة المعادلات السياسية المستقرة في السودان بالأحلام والأوهام. والمتسكعين من أبناءه هو ضرب لاستقرار السودان والمنطقة كلها. يجب التعامل مع الواقع السوداني وقبول تفوق الاسلاميين.

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي: بيان حول إجتماع المكتب القيادي

إنعقد مساء الأمس الأحد 2 فبراير 2025 الاجتماع الدوري للمكتب القيادي القومي للحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، بحضور الرئيس ونائب الرئيس، إلى جانب مشاركة عدد من أعضاء المجلس المركزى، وتناول الإجتماع الأجندة الآتية:

◼️ تطوارات الكارثة الإنسانية والانتهاكات وجرائم الحرب والوضع السياسى والميدانى.

◼️ تقييم إجتماع نيروبي لبناء الجبهة المدنية.

◼️الحكومة الموازية .

◼️ إستقلالية العمل السياسى المدنى فى تحالف تقدم .

◼️ مشاركة الفلول فى ورش المنظمات العالمية وفى منابر العملية السياسية.

إستمع الاجتماع إلى تنوير قدمه الرئيس ونائب الرئيس وبعض أعضاء المكتب القيادي حول الأوضاع الراهنة، لا سيما تزايد رقعة الحرب وتصاعد الانتهاكات والتصفيات السياسية، إضافة إلى الكارثة الإنسانية المترتبة على إستمرار الحرب . كما تطرق التنوير إلى مجريات اجتماعات لجان تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم)، وإجتماع نيروبي لبناء الجبهةالمدنية.
وبعد نقاش مستفيض توصل الإجتماع إلى الآتى:

⭕ الذين خططوا للحرب يعملون على إقامة نظام فاشى لتصفية الثورة وإرهاب الشعب:
توصل الإجتماع بأن القوى التى خططت للحرب تعمل بشكل ممنهج لإثارة النزعات الإثنية والممارسات الداعشية وإرهاب الشعب كما تعمل على إقامة نظام فاشى لتصفية قوى الثورة ورموزها وإطلاق يد الفلول فى السلطة ونهب الموارد، مما يستدعي قيام جبهة صلبة معادية للحرب وتعمل لإستدامة السلام والحكم المدنى الديمقراطى والحفاظ على وحدة السودان وسيادته، وبناء دولة المواطنة بلا تمييز.

⭕الكارثة الإنسانية والمجاعة واقتصاد الحرب يهدد حياة الملايين:
توسع رقعة الحرب وجرائمها وإنتهاكاتها ونزوح ملايين المزارعيين والرعاة وإقتلاع المدن والقرى والتهديد المستمر لحق الحياة والكارثة الإنسانية والمجاعة والفاقة التى لحقت بالملايين لا تجد مكانتها المناسبة فى الأجندة الإقليمية والدولية مما يتتطلب من المجتمع المدني والسياسى التركيز على الكارثة الإنسانية وجرائم الحرب فى مقدمة أجندتنا والمطالبة بوقف فورى لإطلاق النار وحماية المدنيين كواجبات دائمة ما دامت وإستمرت الحرب.

⭕ قمة الإتحاد الأفريقي وإجتماع مجلس حقوق الإنسان فى فبراير الجارى، ماذا أعددنا؟

يشهد شهر فبراير قمة الإتحاد الأفريقي على مستوى الرؤساء ومن المتوقع إنتخاب رئيس جديد لمفوضية الإتحاد الأفريقي، كما يشهد الشهر نفسه إنعقاد دورة مجلس حقوق الإنسان، نتابع ما تقوم به تنسيقية تقدم من إعداد لقمة الإتحاد الأفريقي وهو أمر جيد وندعوا منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية لمخاطبة القمة وما أمكن الحضور إلى مقرها لتسليط الضوء والمطالبة بدور فاعل للإتحاد الأفريقي فى إيقاف الحرب، وكذلك لاحظ المكتب القيادي غياب التشبيك والعمل الفاعل للمشاركة فى دورة مجلس حقوق الإنسان القادمة مما يستدعي التفاكر والمزيد من العمل لوضع قضايا شعبنا فى مقدمة أجندة مجلس حقوق الإنسان.

⭕لا شرعية لحكومة أو حكومة موازية، والشرعية للحكم المدنى الديمقراطى:
الصراع الذى يدور بين طرفى الحرب حول الشرعية ونزع الشرعية، فطرفى الحرب لا يتمتعان بالشرعية حتى يتم نزعها أو إقامتها فالشرعية لثورة ديسمبر والحكم المدنى الديمقراطى، وإنقلاب 25 أكتوبر ومن بعده الحرب لا يرتبان أى شرعية، وعلى القوى المدنية الديمقراطية وقوى الثورة أن لا تنحاز لشرعية الإنقلاب أو شرعية الحرب وأن تنحاز لشرعية الثورة والحكم المدنى الديمقراطى وتحافظ على إستقلاليتها.

⭕ إجتماع الجبهة المدنية بنيروبى، خطوة نحو تعديل الموازين وإستقلال القوى المدنية:
فى إجتماع نيروبي شاركت قوى متعددة المشارب بدعوة من حركة وجيش تحرير السودان وبمشاركة من الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، وحزب البعث الأصل، وشاركت تنظيمات تنسيقية تقدم أصالة عن نفسها ومثل كل تنظيم نفسه على نحو منفرد لإزالة أى عقبات نحو توسيع الجبهة المدنية، وشاركت شخصيات وطنية مستقلة، أكد المكتب القيادي ان إجتماع نيروبي خطوة لتعديل الموازين لمصلحة قوى الثورة والتغيير وإستقلالية القوى المدنية عن قوى الحرب، وهو عملية وليس حدث ويجب أن يتواصل.

⭕ الجيش والدعم السريع والإسلاميين غارقين فى جرائم الحرب:
توقف المكتب القيادي للتيار الثورى عند تصاعد جرائم الحرب والتصفيات السياسية وإنتهاك حقوق الأسرى ومخالفة القانون الإنساني الدولي والشرائع وتدمير البنية التحتية ونهب ممتلكات المواطنين، وكلها جرائم حرب شهدناها مؤخرا فى أم روابة، الأبيض، وسوق صابرين وولاية الخرطوم ومدينة الفاشر ، إن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وما زال الإهتمام الإقليمى والدولى مخجل ولا يتناسب مع حجم الجرائم الكبيرة التى تقع فى السودان.

⭕مشاركة الفلول فى ورش المنظات العالمية ومنابر العملية السياسية:
ناقش المكتب القيادى مشاركة التيار الثورى فى ورش تشارك فيها جماعات الفلول وواجهات المؤتمر الوطني والدعوات فى منابر العملية السياسية دون مخاطبة الكارثة الإنسانية والإنتهاكات كمدخل لها وكحزمة واحدة وبمشاركة الفلول ومدى جدوى مشاركتنا وهل نتعتزل هذه الورش والمنابر أم نشارك، وقد قرر المكتب القيادي تكوين لجنة لدراسة ذلك والحوار مع حلفائنا حول جدوى هذه المنابر وإمكانية إتخاذ موقف مشترك ضد التطبيع مع الفلول وواجهاتهم.

⭕نحو قيام لجان لمقاومة تصفية ثورة ديسمبر فى الداخل والخارج:
هنالك مشروع منظم وبعمل ممنهج تقوم به الحركة الإسلامية وقوات العمل الخاص وتنظيماتها لتصفية ثورة ديسمبر ورموزها وتجفيف المقاومة مما يتتطلب عمل منظم ومضاد ومقابل له لكشفه وفضحه داخليا وخارجيا وضرورة وحدة قوى الثورة فى مواجهة هذه المخططات. علينا تصعيد المطالب بتصنيف الحركة الإسلامية السودانية وكتائب البراء كتنظيمات إرهابية من المجتمع الإقليمى والدولى.
وفى الختام أكد المكتب القيادى على ثقته فى شعبنا وقواه الحية وإمكانياته الكامنة رغم التعقيدات التى جلبتها ظروف الحرب والإستهداف الممنهج، فإن شعبنا سيهزم قوى الحرب والفلول ويستكمل ثورته ويقيم نظامه المدنى الديمقراطى، ودولة للمواطنة بلا تمييز.
المجد لشعب السودان
والنصر للجماهير
3 فبراير 2025
'  

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي: بيان حول إجتماع المكتب القيادي
  • الحركة الوطنية: إشراك القطاع الخاص في صنع القرار الاقتصادي يعزز مناخ الاستثمار
  • الجيش السوداني يواصل تقدمه في ولاية الجزيرة والدعم السريع يرد بالمسيرات
  • عاجل| توجيه هام من رئيس جهاز حماية المستهلك للتجار قبل شهر رمضان
  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على أكبر مدينتين بولاية الجزيرة
  • الجيش السوداني يسيطر على مناطق جديدة بالجزيرة
  • حزب الحركة الوطنية يطالب بمحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلى كـ مجرمى حرب
  • «الحركة الوطنية»: موقف مصر تجاه فلسطين يعبر عن إرادة شعب
  • وفاة المجاهد اسماعيل محفوظ أبرز مناضلي الحركة الوطنية