موقع النيلين:
2024-12-02@11:44:33 GMT

مكي المغربي: توجيه النقاش

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

عبارات غير صحيحة صدرت من كبار وقادة في الصف الوطني على شاكلة (المجاهدين قدموا أكثر من الجيش) أو (أي كوز ندوسو دوس) أو مدح العملاء والخونة بأنهم (أكثر أبناء السودان نزاهة) .. كل هذه أمور تحدث في سياقات لا صلة بالواقع وتمر في النهاية دون ضجيج ولا تغيير ولا حتى ضرر على قائلها، بل ربما تكون مفيدة لأنها تقود للمستوى السليم من التفكير.

هذه العبارات صلبة وصفرية وعلى أطراف اللوحة الحقيقية ولا جمال فيها، لأنها هي الإطار الخشبي الصلب حول اللوحة البديعة الزاهية وليست جزءا منها. وداخل اللوحة الحقائق الآتية:

1- غير صحيح أن الجيش على مسافة واحدة من كل التيارات، الاسلاميون هم الأقرب (في الجملة وليس الأستثناءات) وهذا ليس بقرار الجيش ولا رغبة قيادته، ولكن بقية المجموعات الأخرى اختارت تاريخيا الوقوف مع عدو الجيش، ظل اليسار مصنعا لكوادر الدعاية والاستهداف الخارجي ضد الوطن، وخضعت للأسف أحزاب كبيرة مثل الأمة لابتزازه وإرهابه وتآمرت ضد الجيش وانتهى بغالبهم الأمر بالارتزاق من المليشيا والدولة التي ترسل السلاح لقتل السودانيين، ولذلك الصحيح أن يقال الجيش يقف على (المسافة المناسبة) وليس (المتساوية) من كل تيار ومجموعة، حسب موقفها من الجيش وأهدافه الوطنية ولذلك (مثلا) لن تكون مسافة الحركة الاسلامية هي مسافة المؤتمر السوداني إلا اذا ابتعدت الحركة الاسلامية نحو المليشيا الارهابية أو اقترب المؤتمر السوداني نحو الجيش الوطني.

2- التوجه الاسلامي في السودان مبدأ (فوق-دستوري) لأن النظام السياسي في الدولة السودانية صنعه الإسلام، وهذه حالة سودانية لا فكاك منها، ولا يجوز اقحامها وتعميمها في دول لديها تطور سياسي مختلف. في السودان تحديدا، كل الدول الوطنية السابقة في التاريخ المعاصر اسلامية، إمارة كنز الدولة، سلطة سنار، سلطنة دارفور، الدولة المهدية. بل حتى أحزاب الحركة الوطنية الكبرى قامت على طوائف دينية الأنصار والختمية، حتى الشيوعيين يتحالفون مع الجمهوريين ويستخدمونهم حزاما حولهم لخلخلة الثوابت، لأن المجتمع لا يقبل الفكر الشيوعي إلا بغلاف إسلامي، ولذلك الإسلام صانع، والدستور مصنوع. والمصنوع لا يعلو على الصانع، والتوجه الإسلامي في السودان فوق-دستوري. من يريد تغيير هذا الأمر عليه الالتزام بهذه القاعدة أولا، ثم يجتهد في نشر العلمنة سلميا وبالاقناع والعمل السياسي عبر أجيال ولن يستطيع عبر ثورة مزيفة وكاذبة أو مليشيا مجرمة إرهابية أو صفقات مشبوهة وسرية من وراء ظهر الجميع.

تم تجريب كل كل المحاولات أعلاه، ولكنها زادت التوجه الاسلامي قوة ولم تضعفه. يضاف إلى هذا أن الإصرار على خلخلة المعادلات السياسية المستقرة في السودان بالأحلام والأوهام. والمتسكعين من أبناءه هو ضرب لاستقرار السودان والمنطقة كلها. يجب التعامل مع الواقع السوداني وقبول تفوق الاسلاميين.

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

البرهان يرد على «عبد الحي» ويرفض التشكيك في الجيش السوداني

عبد الفتاح البرهان دعا من أسماهم “المتشككين في وحدة الصف الوطني” إلى الانضمام لجهود تحقيق الأمن والاستقرار والسلام “ودحر المليشيا”.

الخرطوم: التغيير

شدد رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على رفضه التشكيك في دوافع الجيش للقتال ضد قوات الدعم السريع، أو الهيمنة عليه لصالح جهة محددة، وانتقد الأصوات التي تشكك في استقلاليته، فيما أكد عزمه القضاء على عدوه.

ويخوض الجيش حرباً شرسة ضد قوات الدعم السريع منذ منتصف ابريل من العام الماضي، خلفت عشرات آلاف القتلى والمصابين وملايين النازحين واللاجئين.

وقال البرهان خلال مخاطبته حشداً من منسوبي الجيش بمدينة أم درمان، السبت، إن القوات المسلحة تقاتل من أجل الوطن دون أي وصاية.

ونفى وجود أي قتال بدوافع سياسية أو انتماءات غير وطنية، وأضاف: “من يعتقد أن هناك جهة تقاتل لصالحها، فليأتِ ويأخذ من يقاتل باسمها”. وشدد على أنه جيش السودان.

وقال البرهان إن أي شخص يشكك في هذا الأمر “نقول له تعال لترى بعينك”، وأشا  إلى أنه “أمس كان هناك تكفيري يقول إنه لا يوجد جيش”.

وتجيئ تصريحات البرهان رداً على حديث الداعية الإسلامي عبد الحي يوسف، الذي هاجمه ووصفه بأنه شخصية غير محترمة وليس له دين، مؤكدًا أنه أعجز من القضاء على الإسلاميين.

وقال يوسف في مقطع فيديو إن الحركة الإسلامية لا تثق بالبرهان، وحمله مسؤولية النصيب الأكبر من الأزمة الحالية في السودان.

وأكد البرهان خلال خطابه بأم درمان، أن “القوات المسلحة عازمة على تسليم الشعب السوداني وطناً خالياً من الميليشيا الإرهابية وأعوانها”- في إشارة إلى الدعم السريع.

وقال إن القوات المسلحة وجميع القوات النظامية الأخرى والقوات المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية “يعملون معاً يداً واحدة من أجل القضاء على التمرد”.

ودعا البرهان “المتشككين في وحدة الصف الوطني” إلى الانضمام للجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام “ودحر المليشيا الإرهابية بدلاً من نشر الشائعات”.

وأكد حتمية النصر، قائلاً: “الله معنا، ولقاؤنا في الخطوط الأمامية دائماً”.

الوسومالجيش الحركة الإسلامية الدعم السريع السودان القوات المسلحة المستنفرين عبد الحي يوسف عبد الفتاح البرهان

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني بحارب في مرتزقة من 9 دول
  • بشأن استبدال العملة .. توجيه جديد من بنك السودان المركزي للمصارف
  • وزير الزراعة السوداني: السودان رغم الحرب زرع مساحات شاسعه تعادل 39 مليون فدانا لانتاج الحبوب الغذائيه
  • البرهان يرد على «عبد الحي» ويرفض التشكيك في الجيش السوداني
  • لم يكن السوداني ابدا ناكرا للجميل
  • كاميرون هدسون: المجتمع الدولي قرر أن طرفي النزاع “الجيش السوداني وقوات الرد السريع” لا يملكان “الشرعية” لحكم السودان
  • الجيش يصد محاولة استهداف مطار مروي بالمسيرات
  • السفير السوداني لدى روسيا: الفيتو الروسي أوقف مشروع قرار بريطاني ينتهك سيادة السودان وسلامة أراضيه
  • مسيرات تستهدف مطار مروي شمال السودان ومضادات الجيش السوداني تصدها وتوضح التفاصيل