جددت المملكة العربية السعودية، التأكيد على حرصها على أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، والمنطقة بأسرها، داعية الأطراف اليمنية كافة، للقبول بالحلول السياسية، لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن، ودرء التهديدات عن المنطقة.

جاء ذلك في كلمة مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالعزيز الواصل - تابعها "المشهد اليمني" -، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي ، الأربعاء، بشأن اليمن.

وأكد السفير الواصل على المبادرة السعودية الاستراتيجية لإنهاء الحرب في اليمن، والتوصل إلى حل سياسي شامل، وعلى دعم الجهود الأممية والدولية، للتوصل إلى حل سياسي وفقا لقرار مجلس الأمن، 2216.

كما أكد على مواقف المملكة الثابتة والمتواصلة في دعم مجلس القيادة الرئاسي، اليمني، وتؤدي الجهود الحالية المبذولة في هذا الشأن، إلى حل سياسي شامل.

اقرأ أيضاً السعودية: رونالدو يتدخل للرد على صفقة نيمار .. ”حلم الهلال” يقترب من النصر الفنان اليمني ”نبيل الآنسي” يعتذر ”لله ورسوله” بعدما أثار ضجة بظهوره مع ”علي البخيتي” ويوضح السبب ”فيديو” محمد علي الحوثي يُبشّر بصرف مرتبات الموظفين بعد العام 2030 والنائب عبده بشر يُلجمه برد مفحم تصريحات قوية للحكومة الشرعية تهدد باستخدام القوة وانتزاع ميناء الحديدة من سيطرة الحوثيين المهرة ترحب بالرئيس العليمي .. شاهد بالفيديو كيف تم استقبال رئيس مجلس القيادة في بوابة اليمن الشرقية بريطانيا تكشف عن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في اليمن المنتخب اليمني الأول والأولمبي يخوضان الحصة التدريبية الأولى في معسكرهما الخارجي الإمارات توجه دعوة جديدة للمليشيا وتحذر من إشعال نيران الحرب المبعوث الامريكي إلى اليمن يكشف عن صيغة نهائية جديدة لوقف إطلاق النار باحث سعودي يعلق على ماحدث لرئيس الحكومة اليمنية في قصر معاشيق صحيفة إمارتية تكشف عن تحقيق تقدماً جديداً في المفاوضات ومرتبات الموظفين في مناطق المليشيا أول تصريح لـ”العليمي” عقب وصوله بوابة اليمن الشرقية

وقال السفير السعودي الواصل: "وما زالت المملكة، تدعو الحوثيين، للاحتكام لصوت العقل، والحكمة، وتقديم مصالح الشعب اليمني الكريم، على ما سواها".

كما دعا السفير السعودي إلى تغليب المصلحة اليمنية الوطنية، فوق كل اعتبار، وإيجاد أرضية مشتركة بين كافة الأطراف، لمعالجة الإشكالات السياسية والاقتصادية القائمة بما يحقق، الرخاء الاقتصادي للشعب اليمني، والكف عن أي عملية عسكرية استفزازية قد تعيق التوصل إلى أي حل سياسي دائم في اليمن.

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية خصصت نحو 1.2 مليار دولار كوديعة لدعم البنك المركزي اليمني.

ما هي المبادرة السعودية الاستراتيجية، الكفيلة بصرف المرتبات وإنهاء الحرب في اليمن؟

في 22 مارس 2021، أعلنت المملكة العربية السعودية، عن مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل يتضمن:

وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.

وحينها، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحفي مشترك مع الناطق باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، إن المبادرة تأتي، استمراراً لحرص السعودية على أمن واستقرار اليمن والمنطقة، والدعم الجاد والعملي للسلام وإنهاء الأزمة اليمنية، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق، وتأكيداً لدعمها للجهود السياسية للتوصل إلى حل سياسي شامل بين الأطراف اليمنية في مشاورات بييل، وجنيف، والكويت، وستوكهولم.

ودعا الحكومة اليمنية والحوثيين للقبول بالمبادرة، وهي مبادرة تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل، ووقف نزيف الدم اليمني، ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعانيها الشعب اليمني الشقيق، وأن يكونوا شركاء في تحقيق السلام، وأن يُعلوا مصالح الشعب اليمني الكريم وحقه في سيادة واستقلال وطنه على أطماع النظام الإيراني في اليمن، والمنطقة، وأن يعلنوا قبولهم بالمبادرة، ليتم تنفيذها تحت إشراف ومراقبة الأمم المتحدة.

وخلال المؤتمر الصحفي، أكد وزير الخارجية السعودي، حق المملكة الكامل في الدفاع عن أراضيها ومواطنيها والمقيمين فيها من الهجمات الممنهجة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، كما أكد أيضاً رفض المملكة التام للتدخلات الإيرانية في المنطقة واليمن، "حيث إنها السبب الرئيسي في إطالة أمد الأزمة اليمنية بدعمها لميليشيات الحوثيين عبر تهريب الصواريخ والأسلحة وتطويرها، وتزويدهم بالخبراء، وخرقها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: الأمم المتحدة حل سیاسی الشعب الیمنی إلى حل سیاسی مجلس الأمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

جاء العقل الرعوي شخصياً وبطل التيمم الفكري (2-2)

كان النور حمد من ضمن من جاؤوا إلى نيروبي في منتصف فبراير (شباط) الماضي لتكوين حكومة موازية لـ"حكومة بورتسودان" في المناطق التي تحت سيطرة "الدعم السريع". والباعث من وراء وقفة حمد مع هذه الحكومة الحليفة لـ"الدعم السريع" المرتقبة هو استنقاذ ثورة ديسمبر 2018 من شرور الفلول ممن أشعلوا الحرب للقضاء عليها واستعادة سلطانهم. فظاهر حمد إعلان هذه لحكومة الموازية لأنها، في قوله، الفرصة الوحيدة الباقية لنزع زمام المبادرة من القوى الكيزانية. وبدا هنا على شيء كبير من اليأس من "تقدم"، فالحراك المدني الذي تقوم به لوقف الحرب وشل يد الكيزان لا شوكة له ولا أسنان، وسيبقى حراكها، في رأيه، حالماً إذا كانت كل عدتها الهتاف والمناشدة حيال قوة شرسة وديناميكية لا تبالي بشيء كقوة "الكيزان". فالمسرح السياسي تغير فلا مجال، في قوله، للحديث عن سلمية الثورة، بل شق طريقاً آخر يخرج فيه المدني الذي بلا شوكة ليتحد مع قوة عسكرية هي "الدعم السريع" كما يفعل الجيش والفلول.
لم تتفق للنور حمد في السابق فكرة الإطاحة بحكومة الإنقاذ (أيام الرئيس السابق عمر البشير) عن طريق ثورة منذ كان ينشر كتابه عن العقل الرعوي في حلقات نحو عام 2016، فقال إن حكومة "الإنقاذ" التي نخر العقل الرعوي تحت حكمها الدولة الحديثة ستسقط لا محالة ولن يجديها تمديد عمرها عن طريق الميليشيات القبلية، "الجنجويد" قبل اكتسابها صفة قوات "الدعم السريع" بقانون عام 2017 التي استنجدت بها غير مدركة أنها "أخطر عليها وعلى مستقبل وحدة القطر" من الحركات المسلحة في الهامش التي أرادت القضاء عليها، ولكنه تحسب من سقوط "الإنقاذ" بثورة. ولو حدث ذلك فيكون فيه "إعادة إنتاج للعقل الرعوي".
فالثورة المتعجلة تحت سياط الإحساس بالظلم من رعوية "الإنقاذ" تحجب عن رؤية الثوري إشكالات التغيير. والتعجيل بالتغيير هو ما ارتكب به الإسلاميون انقلابهم عام 1989 بإملاء من عقل رعوي "التصقوا في دوافع فعلتهم بالدين التصاقاً رعوياً فجاً"، فالهبة الرعوية قد تكون دينية وعلمانية لا فرق، فالتعجيل بالثورة هبة رعوية أيضاً.
الإسلاميون والدولة

ولم تتفق للنور حمد الثورة طريقاً للخلاص من الإنقاذ حتى الساعة الـ23 من عمر الإنقاذ. فكان استبعد في لقاء له بجريدة "التيار" (24 أكتوبر- تشرين الأول عام 2018)، قبل شهرين من ثورة ديسمبر 2018، قيام انتفاضة شعبية ضد نظام الإنقاذ، بل "استشأمها" وقال إنها "خيار مخيف". وقال لا بخطأ أي اتجاه لإقصاء الإسلاميين في أي معادلة مستقبلية فحسب، بل باستحالته أيضاً. فالإسلاميون لبسوا معهم "جسد الدولة وأي نَزع لهم سيكون ’نزعاً‘ للدولة". ودعا إلى "حل توليفي" والخروج من المطب بتصورات جديدة تنقلنا كلنا ومعنا الإسلاميين إلى وضع أفضل وإلا الضوضاء الفادحة التي ستقودنا إلى المهلكة ونفقد بها الدولة نفسها.
ولا مانع أن يحسن المرء الظن في ما ساء ظنه فيه من قبل، فللثورات هذه الدالة. ولكن يقتضي الاتساق من النور حمد هنا ألا يجازف لاستنقاذ ثورة، هي عنده بحسب ما رأينا "رعوية كاملة الدسم" بالتحالف مع جماعة هي هبة رعوية في حد ذاتها، وليس مثل استدراك ثورة كانت هي "الخيار المخيف" مخاطرة في المجهول.
وزكى النور حمد في السياق للمعارضين منازلة "المؤتمر الوطني" (الحزب الحاكم في عهد البشير) اقتراعياً في الانتخابات التي كان تقرر لها عام 2020. وجاء بالمتغيرات التي جعلت من الثورة على النظام استحالة ومن ذلك تضعضع الطبقة الوسطى التي كانت تنهض بالثورة بتنظيماتها في حين مكن النظام لنفسه بالخطاب الديني ونجح إلى حد بعيد في تقليل فرص قيام ثورة ضده. ولم يشقق النور حمد الكلام في عورة المعارضة، فقال إنها لم تستثمر مظالم النظام التي وقعت على الناس لأنها لا تملك وراءها اصطفافاً جماهيرياً يذكر، ولم تعدُ في قوله سوى ظاهرة صوتية غادرها الشارع ليدبر معاشه من دونها. فأكثرية الجمهور في قبضة "المؤتمر الوطني". فهو الذي زرع لجانه الشعبية في كل حيّ من أحياء مدن البلاد، بل في كل قرية، وهو الذي بقي على اتصال يومي وثيق بشؤون الناس اليومية وهو الذي يملك أدق المعلومات عنهم وعن أحوالهم وإن لم يقدم لهم شيئاً، فضلاً عن امتلاكه الشبكة الإدارية والأمنية المتغلغلة في كل أصقاع البلاد التي تعرف كيف تسوق الجمهور إلى صناديق الاقتراع. ويضاف إلى ذلك امتلاكه الآلة الإعلامية والخطاب الديني المخدر في المساجد وجمعيات التلاوة وكل ما يجعل عامة الناس واقعين في قبضته.
فما تقوم به المعارضة إزاء ما يقوم به "المؤتمر الوطني" مجرد انتظار غير منتج، فإن ما تمارسه المعارضة الآن ليس سوى انتظار قاتل لن يلبث أن يجعلها في وقت قريب جداً مجرد لافتة عليها بضع كلمات.
"إنها الحرب"
ليست للنور حمد كلمة طيبة واحدة عن العقل الرعوي. فحياة أهله في شعابه اقتضت "قوة البأس وشك السلاح، كما اقتضت ثقافة قتالية وقدرة عملية على وضع اليد على حيازات الأرض والدفاع عنها كلما اقتضى الأمر"، فيرى العقل الرعوي مغنماً حلالاً في انتهاب مال الآخر الذي ليس بينك وبينه حلف أو جوار بخلاف بيئة الحداثة التي يسبغ عدلها الجميع. ولا يحلو الغزو والاستحواذ للعقل الرعوي في مثل مجاورتهم بنية حضارية متقدمة يلمحون فيها علامات ضعف عسكري. وكانت "الدعم السريع" خلال حربها "يوماً مفتوحاً" لحيازات المال والعقار حتى جاء إخلاؤها للمباني في صلب اتفاق سلام جدة الأول (مايو 2023). إلا أن النور حمد لم يخضع هذه الانتهاكات لمفهومه عن العقل الرعوي بذريعة "إنها الحرب ومن غلب سلب" في قوله. فذكر في عبارة شهيرة أن مطلب خروج "الدعم السريع" من بيوت الناس شطط في التفكير، بل استحالة، وزاد أن الاحتكام إلى العقل في هذا الأمر أولى من الاحتكام إلى العاطفة. فاحتلال "الجنجويد" بيوت الناس أخرج الناس عن طورهم فركبتهم العاطفة في حين صح أن يركبهم العقل. فمثل ذلك الاحتلال مما يتوقعه المرء في حرب لأن "الحرب لا تدار بأخلاق"، ولذا يعمل أهل الحكمة ألا تندلع حرب، ومتى اندلعت اندلقت شرورها.
واعترف النور حمد أخيراً بارتكاب "الدعم السريع" لتجاوزات في حربها ضد القوات المسلحة وهي عنده موجبة للمساءلة، إلا أن الجيش هو الذي لم يرغب في عقد مثل هذا التحقيق. ومع ذلك فهذه الانتهاكات مما يقع في حرب تنتج أوضاعاً ينهار فيها حكم القانون. وبينما يصعب الدفاع، في قوله، عن "الدعم السريع" إلا أن من صحت مؤاخذته حقاً فهو القوات المسلحة التي أشعلت الحرب، فالأوْلى تحميل وزر التعديات لمن أشعل الحرب بدلاً من التمسك بتفاصيل التعديات التي لا سيطرة لمرتكبها عليها، فالحرب تؤدي إلى أوضاع ينهار فيها القانون وتلغي الدولة.
مفهوم العقل والانتهاكات
لم يعطل النور حمد هنا تطبيق مفهومه للعقل على انتهاكات "الدعم السريع" التي يصدق عليها ذلك العقل كما لا يصدق على الحركة الوطنية كما أراد النور حمد فحسب، بل جعل الحرب ساحة مثالية لممارسة العقل الرعوي كما شخصها "من غلب سلب" فيقول، "يقولوا ليك ’الدعم السريع‘ يطلع من البيوت. هو احتلها يطلع ليك كيف؟ ما بيطلع إلا بتفاوض. ما بيطلع ليك. في زول احتله ليهو محل في معركة طلع منها ساكت لأنك أنت قلت له اطلع. بيطلع لما أنت تكون عندك قوة تطلعه. تخليه يطلع. وعملياً أنت ما عندك هذه القوة". وهذا بالطبع بخلاف قانون الحرب الإنساني. ولا أعرف إن كان النور حمد اكترث ليراجع استباحته لحقوق المدنيين على ضوء ما كفله عهد جنيف الخاص بحماية المدنيين في الحرب (12 أغسطس 1949). وبالعدم فقد جعل النور حمد من حربنا "هبة رعوية" على ميثاق حداثي وصدق فيه قوله إن عقلنا الرعوي ابتلاء رعوي منذ وفود العرب إلى السودان لا نملك معه صرفاً ولا عدلاً.
كان لقاء النور حمد قائد ثاني "الدعم السريع" عبدالرحيم دقلو ومصافحتهما موضوع تعليق طريف في الوسائط. قالوا إن دقلو سأل حمد "لقيتنا كيف؟"، وهو السؤال التقليدي لمنسوبي "الدعم السريع" لأسراهم ليطروا معاملتهم وإنسانيتها.

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • جاء العقل الرعوي شخصياً وبطل التيمم الفكري (2-2)
  • شاهد | دعم سياسي لقرار المهلة اليمنية لإدخال المساعدات إلى غزة
  • خلال لقاء السعودية.. أوكرانيا تسعى لإقناع واشنطن باستئناف دعمها عسكريا
  • توكل كرمان تدعو في مؤتمر دولي إلى إنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان ومحاسبة مجرمي الحرب
  • اليمن يدعو لتنفيذ قرارات حظر الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين
  • مجلس التعاون الخليجي يؤكد دعمه الكامل لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن وجهود التوصل لحل سياسي شامل ''بيان ختامي''
  • اليمن تطلب من إيران كف يدها عن دعم الحوثيين وتشدد على تطبيق حظر تدفق الأسلحة
  • دور محوري تقوده السعودية لإنهاء حرب أوكرانيا
  • اليمن تؤكد على اهمية تنفيذ قرارات حظر تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين
  • "التعاون الخليجي" يدعو إلى موقف أممي حازم إزاء ممارسات الحوثيين في اليمن