بدأت بـ«النصر لصناعة السيارات».. القيادة السياسية تعيد الروح للقلاع الصناعية وتنفض الغبار عنها
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
تعمل مصر جاهدة على إعادة إحياء قطاع الصناعة وتطويره لتعزيز إسهام الصناعة في الاقتصاد.كما تسعى الدولة جاهدةً لزيادة حصة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي من 17% إلى 20% بحلول عام 2027. و تجسدت هذه الجهود في إعادة تشغيل مصنعيْ النصر للسيارات والنصر للمسبوكات، اللذين يعدان خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.
وفي خطوة أخرى نحو دعم الصناعة المحلية، أعلنت مصر عن 152 فرصة استثمارية في قطاعات حيوية مثل الصناعات الخشبية، الطبية، الغذائية، النسيجية، الكيماوية، ومواد البناء، بهدف تصنيع هذه المنتجات محليا وتقليل فاتورة الاستيراد.
في البداية يؤكد محمد البهي عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، أهمية الصناعة المحلية في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، مشيرًا إلى أن الاعتماد على الاستيراد يزيد من الضغط على الدولار ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام، مما يؤثر سلبا على المواطن البسيط.
وتابع البهي: صناعة الأدوية واجهت أزمة حادة بسبب الارتفاع الكبير في سعر الدولار ما أدى إلى نقص حاد في الأدوية وتسبب في ارتباك كبير في السوق، حيث عجز مصنعو الأدوية عن تغطية تكاليف الإنتاج المرتفعة وعدم قدرتهم على رفع أسعار الأدوية بشكل فوري. لافتا إلى أن البنك المركزي اتخذ قرارًا بتوحيد سعر الصرف للدولار، مما أسهم في استقرار السوق وتقليل التكاليف. وبالتزامن مع هذا تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الحكومة وهيئة الدواء لتحديد أسعار الأدوية بناءً على مبدأ التكلفة الزائدة cost plus) )، هدفت هذه اللجنة إلى حماية المستهلكين وضمان حصول الشركات على هامش ربح عادل.
وأضاف البهي أن التأثير السلبي لارتفاع سعر الدولار تجاوز صناعة الأدوية، حيث تضررت العديد من الصناعات الأخرى خاصةً تلك التي عقدت صفقات طويلة الأجل مع الحكومة، والتي وجدت نفسها مضطرة لتسعير منتجاتها بناءً على سعر صرف قديم، مما أدى إلى خسائر فادحة وتحديات في استمراريتها. موضحًا أن متوسط نسبة المواد الخام المستوردة بالدولار في الصناعات المصرية يتراوح بين 50% و60% وهذا الاعتماد الكبير على العملة الأجنبية جعل هذه الصناعات عرضة للتأثر بشكل كبير بارتفاع سعر الصرف، مما أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج وتراجع الأرباح. على النقيض من ذلك حققت الصناعات التصديرية أرباحًا كبيرة نتيجة لارتفاع قيمة صادراتها بالدولار، مما أسهم في تعزيز قدرتها التنافسية.
وأشار البهي إلى أن الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية، بالإضافة إلى الإجراءات الحكومية الداعمة للصناعة، قد خلقت مناخا إيجابيا أسهم في تعزيز النمو والاستقرار في القطاع الصناعي لافتاً أن الصناعيين يعانون من بيروقراطية مفرطة مع تعدد الجهات الرقابية، مما يؤدي إلى زيادة الأعباء الإدارية وتثبيط حماس المستثمرين كما أن غياب الإجراءات الواضحة والمعايير المحددة يجعل التعامل مع هذه الجهات أمرًا صعبًا ومعقدًا.
وأوضح أن وزير الصناعة، كامل الوزير أثبت أن الإرادة السياسية القوية يمكن أن تحقق نتائج ملموسة في مكافحة البيروقراطية حيث نجح في القضاء على الكثير من الإجراءات المعقدة بإصدار قرارات إدارية سريعة. كما أن إنشاء منصة إلكترونية أسهم في تقليل الفساد وزيادة الشفافية. موضحًا أن مفهوم الحماية الصناعية في الاقتصاد الحر يختلف عن الحماية المباشرة، فبدلاً من فرض حواجز أمام المنافسة الأجنبية، يتم التركيز على خلق بيئة جاذبة للاستثمار من خلال توفير حوافز مثل تبسيط الإجراءات وتقليل التكاليف. مشددا على أهمية توفير حوافز مالية إضافية، مثل تخفيض أسعار الفائدة، لدعم الصناعات المحلية، خاصة الصغيرة والمتوسطة، وتمكينها من المنافسة في السوق العالمية.
وأشار البهي إلى أن الدول المنافسة تتمتع بمزايا تنافسية، فبالإضافة إلى توفير قروض بأسعار فائدة منخفضة تتراوح مابين 1.5% إلى 2%، تقدم هذه الدول دعمًا حكوميا كبيرا يصل إلى عشرة أضعاف الدعم الذي تقدمه مصر للمصانع.
البهي يري أيضا أن عودة النصر للسيارات خطوة كان لا بد من اتخاذها. موضحًا أن شركة النصر للسيارات لديها خبرات متراكمة وإمكانات هائلة ومعدات يمكن تطويرها وإعادتها للعمل مرة أخرى. مشيرًا إلى أن إقامة مصنع قد تستغرق من 3 لـ 5 سنوات، ولكن فكرة إحياء المصانع المغلقة أفضل وأسرع من إقامة مصانع جديدة. مؤكدا أهمية إحياء صناعة السيارات في مصر والتي توفر فرص عمل كثيرة، وعندما يتم توطين هذه الصناعة في مصر تصبح لديها القدرة على المنافسة في السوق المحلي، بالإضافة إلى قدرتها على التصدير للأسواق المجاورة. لافتاً إلى أن السيارات مهمة جدا في عمليات التشغيل ونقل التكنولوجيا، ويعتمد عليها الكثير من الصناعات.
واستطرد قائلا: الدواء أيضًا من الصناعات التي تستطيع أن تحقق لمصر طفرة كبيرة، حيث يوجد 170 مصنعًا للدواء في مصر، وهناك أكثر من 60 مصنعا تحت الإنشاء.
من جانبه قال أسامة الشاهد عضو مجلس اتحاد الصناعات المصرية: إن جميع الصناعات المحلية كانت تمر بفترة ركود بسبب ارتفاع أسعار الدولار مما أدى إلى قلة مستلزمات الإنتاج، وارتفاع أسعار المنتجات فضلا عن ارتفاع تكلفة العمالة. موضحًا أن الصناعات عادت لاستعادة نشاطها مرة أخرى بعد انتظام سوق العملة وقرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف، مما أدى إلى توافر مستلزمات الإنتاج وارتفاع الإنتاج وبالتالي قلة أسعار المنتجات.
وأشار الشاهد إلى ضرورة توطين الصناعة المحلية من خلال زيادة نسبة الخامات المحلية في المنتج، الأمر الذي يؤدي لتقليل نسبة الإصدارات، بالإضافة إلى تقليل فاتورة الواردات، موضحا أن ذلك سيسهم في تقليل أسعار المنتجات المحلية عن مثيلاتها الأجنبية ما يساعد على المنافسة.
وأضاف: مصر تستطيع تصدير المنتجات بدون جمرك مع وجود العديد من الاتفاقيات الدولية مع جهات مختلفة مثل الاتحاد الأوروبي، المغرب، أمريكا اللاتينية أفريقيا وغيرها لافتا إلى إن هناك العديد من الصناعات الأساسية في مصر منها الكيماويات، وصناعة الموبايلات، بالإضافة لوجود العديد من شركات الأجهزة الكهربائية مثل"بوش وبيكو" اللتين تعتزمان بدء الإنتاج من مصنعهما لإنتاج أجهزة في مصر خلال الربع الأخير من العام الجاري.
وتابع الشاهد: هناك توجه من الشركات التركية لفتح مصانع في مصر مما يسهم في تنشيط الصناعة موضحاً أن السبب وراء عدم توافر الدواء في الفترة الماضية كان سببه فرض تسعيرة جبرية عليه، والتي تسببت في عدم تحقيق الربح للمصانع مؤكدا أن هناك مبادرات لتقديم الدعم الفني والمالي للمصانع المحلية المغلقة مثل مبادرة «ابدأ» التي تشارك في دعم المصانع المتعثرة والمغلقة لاستعادة نشاطها مرة أخرى، وأيضا مبادرة وزارة الصناعة المتمثلة في البنك المركزي، لتمويل المصانع بعائد منخفض باقتراض يصل إلى 15% فقط.
وفي سياق متصل أكد الدكتور هاني أبو الفتوح الخبير الاقتصادي أهمية الدور المحوري الذي تلعبه الصناعة في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة في مصر. لافتا إلى أن الصناعة تتجاوز كونها قطاعا إنتاجيا لتكون نسيجًا اقتصاديًا متكاملاً يسهم في بناء اقتصاد قوي ومتنوع قادر على مواجهة التحديات العالمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار أبو الفتوح إلى أن الصناعة تسهم بشكل كبير في دفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنتاجية وخلق قيمة مضافة وفرص عمل جديدة، كما تعمل على تنويع مصادر الدخل القومي، مما يقلل من الاعتماد على قطاع واحد ويقوي الاقتصاد أمام الصدمات الخارجية.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن الصناعة المحلية تدفع الشركات إلى الابتكار وتطوير منتجات وخدمات ذات جودة عالية، مما يعزز قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية. لافتاً إلى أن الصناعة المحلية تستلزم استثمارات كبيرة في البنية التحتية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين كما تسهم في تقليل فاتورة الاستيراد وتوفير المنتجات الاستراتيجية، مما يحقق الأمن القومي، كما تشجع الشركات على الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية ودعم المجتمعات المحلية.
وسلط أبو الفتوح الضوء على مجموعة من التحديات التي تواجه قطاع الصناعة المحلية، من أهمها: نقص الطاقة، ارتفاع تكاليف الإنتاج، نقص العمالة الماهرة، والبيروقراطية. مقترحاً مجموعة من الإجراءات لمواجهة هذه التحديات، من بينها: توفير بيئة استثمار جاذبة من خلال تبسيط الإجراءات وتقديم حوافز ضريبية وتوفير التسهيلات اللوجستية مطالبا بتطوير البنية التحتية من خلال الاستثمار في الطاقة والنقل والمواصلات، بالإضافة إلى دعم البحث والتطوير من خلال تشجيع الابتكار وتطوير المنتجات الجديدة.
وشدد أبوالفتوح على ضرورة تدريب القوى العاملة من خلال تطوير المهارات والكفاءات اللازمة للعمل في القطاع الصناعي حيث يرى ضرورة التكامل بين القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز الشراكة بين القطاعين لتسريع وتيرة التنمية الصناعية.
واختتم أبو الفتوح حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في الصناعة هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة، فمن خلال بناء قطاع صناعي قوي ومتنوع، يمكن لمصر أن تحقق نموًا اقتصاديًا مستدامًا، وتوفر فرص عمل للشباب، وتحسن مستوى المعيشة للمواطنين، وتدعم مكانتها كقوة إقليمية.
من جانبه أكد سيد خضر، الخبير الاقتصادي الأثر الإيجابي المتوقع لعودة المصانع المحلية إلى الاقتصاد المصري مثمناً العودة التي ستسهم في تحقيق العديد من الأهداف التنموية، بما في ذلك زيادة الإنتاج المحلي وخلق فرص عمل وتقليل الاعتماد على الواردات.
وأشار خضر إلى أن الصناعة تلعب دورًا حيويًا في تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الإنتاجية وتحسين الأداء الاقتصادي بشكل عام. كما تسهم في تقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية وتحديث البنية التحتية وتعزيز الابتكار. مشدداً علي ضرورة اتباع مجموعة من الاستراتيجيات لدعم المنتج المحلي، من أهمها: تطوير استراتيجيات تسويقية متكاملة، وإجراء دراسات سوقية، وتصميم حملات ترويجية مستهدفة، والتركيز على قنوات التوزيع المناسبة، وبناء علاقات قوية مع العملاء. لافتاً إلى ضرورة الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار لتطوير منتجات جديدة وتحسين الجودة، واستخدام التقنيات الحديثة، والتركيز على الاستدامة. مطالبا بتحديد الميزة التنافسية للمنتج المحلي، وبناء علامة تجارية قوية، وربط العلامة التجارية بالقيم والثقافة المحلية.
وشدد خضر على ضرورة التعاون مع موزعين وتجار تجزئة محليين ودوليين، والمشاركة في المعارض والمؤتمرات، وتنظيم فعاليات ترويجية، والتنسيق مع الجهات الحكومية والمؤسسات البحثية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: صناعة السيارات الطبية الغذائية الصناعات الخشبية النصر لصناعة السيارات النسيجية الكيماوية الصناعة المحلیة إلى أن الصناعة بالإضافة إلى الاعتماد على من الصناعات مما أدى إلى أبو الفتوح الصناعة فی الصناعة ا العدید من موضح ا أن فی تقلیل ا إلى أن من خلال أسهم فی فی مصر
إقرأ أيضاً:
الوزير: التنسيق مع وزارة البترول لسرعة توصيل الغاز الطبيعي على رأس المناطق الصناعية
ترأس الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل الاجتماع السابع عشر للمجموعة الوزارية للتنمية الصناعية، بحضور المهندس محمد صلاح الدين وزير الإنتاج الحربي والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والمهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس عادل النجار محافظ الجيزة والمهندس محمد السويدي، رئيس اتحاد الصناعات المصرية، واللواء مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، والدكتورة ناهد يوسف رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، والدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية، إلى جانب ممثلي الوزارات والهيئات أعضاء المجموعة الوزارية، وقيادات وزارة الصناعة وممثلي محافظة كفر الشيخ وممثلي عدد من الشركات والمستثمرين الصناعيين وممثلي هيئة سلامة الغذاء.
وفي مستهل الاجتماع وجه نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل الشكر لكافة الوزارات والهيئات أعضاء المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية على دورها الملموس، والذي حقق صدى كبيراً في الشارع المصري ولدى جموع المستثمرين وهو ما ينعكس على آراء المستثمرين الصناعيين خلال اللقاءات الأسبوعية التي يعقدها الوزير مع المستثمرين الصناعيين بكل محافظة، خاصة وأن هذه الاجتماعات تسهم في حل العديد من التحديات التي تواجه المستثمرين خاصة في وجود المحافظ المعني وممثلي الجهات المعنية بالمرافق والمناطق الصناعية في كل محافظة، لافتاً إلى أن اجتماعات المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية لها دور كبير في استعراض وبحث التحديات التي يرتبط حلها بتدخل مختلف الوزارات وليس وزارة الصناعة وحدها، الأمر الذي يبعث برسالة واضحة للمستثمرين أن الحكومة جادة في تذليل تحدياتهم.
واستعرض الاجتماع مطالب المستثمرين الصناعيين في محافظة كفر الشيخ في منطقتي بلطيم ومطوبس والمرتبطة بالصرف الصحي والغاز الطبيعي، حيث وجه الوزير بالتنسيق مع وزارة البترول والثروة المعدنية لسرعة توصيل الغاز الطبيعي على رأس المناطق الصناعية على أن يتم توفير المصادر المالية اللازمة لعمل هذه التوصيلات في إطار دور الدولة لدعم المصنعين، كما تلتزم جمعية المستثمرين بكل منطقة صناعية باستكمال التوصيلات الداخلية للغاز الطبيعي، موجهاً هيئة التنمية الصناعية لإصدار شهادة مدتها عام للمصانع العاملة في المنطقتين تفيد بعدم وجود غاز في هذه المصانع ليتسنى لها الحصول على السولار من وزارة البترول والثروة المعدنية للتشغيل أو لحين توصيل الغاز بها، موجهاً بالتنسيق مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لتسريع وتيرة إقامة محطة الجزيرة الخضراء للصرف الصناعي.
كما استعرض الاجتماع طلب شركة وطنية للصناعات الغذائية المتطورة المتمثل في تضررها من عدم حصولها على شهادة سلامة الغذاء التي تصدرها الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وكذا مشكلة مصدري الأعشاب الطبيعية والعطرية من إصدار شهادة تحت الفحص التي تصدرها الهيئة القومية لسلامة الغذاء، حيث وجه الوزير بتشكيل لجنة تضم الهيئة القومية لسلامة الغذاء وهيئة التنمية الصناعية والمصدرين المتضررين لبحث التحديات التي تواجههم في هذا الصدد وإعداد توصيات لعرضها على الاجتماع القادم للمجموعة الوزارية، مؤكداً أن معامل مصلحة الكيمياء التابعة جاهزة لإجراء أي تحاليل تخص تصدير الأعشاب الطبيعية والعطرية لاحتوائها على معامل عالية الجودة ومتخصصة في مختلف التحاليل اللازمة لسلامة الغذاء.
وأكد الوزير ضرورة قيام الهيئة القومية لسلامة الغذاء فور تقدم المصنع المصدر بطلب لاستخراج شهادة "تحت الفحص" بإيفاد لجنة من الهيئة لمعاينة المصنع للتأكد من استيفائه للاشتراطات على ألا يرتبط عمل هذه المعاينة بأعمال المعاينة التي تقوم بها اللجنة الموحدة للتفتيش على المصانع برئاسة هيئة التنمية الصناعية لمنع حدوث أي تأخيرات في عقود التصدير، مؤكداً ضرورة قيام اللجنة الموحدة للتفتيش على المصانع والتي تشمل في عضويتها الهيئة القومية لسلامة الغذاء بموافاة المصنع غير المستوفي لاشتراطات سلامة الغذاء بالملاحظات اللازمة للإصحاح ومنح المصنع مهلة لتوفيق أوضاعه وتكرار الزيارة له للمتابعة مع ضرورة تثبيت أعضاء اللجنة في كل زيارة متابعة لحين استيفاء المصنع للاشتراطات.
واستعرض الاجتماع المعوقات التي تواجه شركة صافولا السعودية للأغذية بمنطقة أبو رواش الصناعية والمتمثلة في عدم توافر الصرف الصحي والصناعي للمصنع وعدم صلاحية المياه الموصلة بالمصنع للشرب أو للصناعة فضلاً عن انقطاعها لفترات طويلة، حيث تم استعراض جهود محافظة الجيزة لإقامة المرحلة الأولى من محطة مياه بمنطقة أبو رواش على ترعة الإسماعيلية، كما أكد الوزير ضرورة توفير المرافق لمختلف المناطق الصناعية بمختلف أنحاء الجمهورية بما يحقق الاستدامة لهذه المناطق، وهو ما تم التأكيد خلال لقاءات الوزير الأسبوعية بالمستثمرين الصناعيين بكافة المحافظات وذلك من خلال اقتراح تحمل تكلفة ترفيق المنطقة الصناعية من قبل هيئة التنمية الصناعية ووزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية وجمعية المستثمرين بكل محافظة بحيث تتحمل كل جهة من الجهات الثلاثة ثلث التكلفة.
كما تم استعراض مطالب مصنع حمدي أبو العينين للملابس المتمثلة في عدم توافر الغزل الكافي للمصانع، وعدم وجود عمالة مدربة لتشغيل المصانع، والحاجة إلى التوسع في زراعة القطن خاصة المتوسط وقصير التيلة، وكذا ضرورة وجود المحالج اللازمة، وتصنيع قطع الغيار الخاصة بالمصانع من خلال الهيئة العربية للتصنيع، ووضع أسعار استرشادية للأقطان معتمدة على البورصة العالمية للأقطان، حيث وجه الوزير بتشكيل لجنة تضم وزارت الزراعة وقطاع الأعمال العام والاستثمار والتجارة الخارجية مع هيئة التنمية الصناعية للوقوف على كافة المشاكل الخاصة بالأقطان المصرية لتعميق الصناعة المحلية والحفاظ على تنافسية القطن المصري في الأسواق العالمية، على أن تعقد وزارة قطاع الأعمال لقاءً مع مختلف مصنعي الملابس الجاهزة والمنسوجات لتعريفهم بالإمكانيات الحالية للوزارة في توريد الغزول والأقطان، موجهاً بتنظيم معارض سلبية بصفة دورية ليكون ملتقى للشركات الصناعية التي تحتاج إلى قطع غيار ومستلزمات إنتاج لا يتم تصنيعها محلياً وكذا شركات وزارة قطاع الأعمال والهيئة العربية للتصنيع وشركات القطاع الخاص العاملة في إنتاج مستلزمات الإنتاج وقطع الغيار لتوفير هذه المستلزمات محلياً وترشيد الاستيراد.
واستعرض الاجتماع مطالب مجموعة شركات ومصانع العربي لجذب استثمارات أجنبية جديدة في صناعة الاجهزة الكهربائية والمنزلية من خلال استصدار موافقة مجلس الوزراء على إضافة منتجات هذه الشركات ضمن قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 104 لسنة 2022 بشأن الحوافز الاستثمارية، حيث أقرت المجموعة بالموافقة على إمكانية إدراج بعض منتجات مطالب مجموعة شركات ومصانع العربي ضمن قرار رئيس مجلس الوزراء على أن يتم دراسة إمكانية إدراج باقي الصناعات الخاصة بمجموعة العربي ضمن القرار المذكور.
ووجه الوزير بدراسة إعادة تبعية 5 مراكز تدريب مهني سبق نقل تبعيتها إلى وزارة قطاع الأعمال العام إلي مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني التابعة لوزارة الصناعة وذلك بهدف تخصيصها للمستثمرين الصناعيين لتولي إدارتها والإشراف عليها لتخريج خريجين على درجة عالية من الكفاءة لتلبية احتياجات الصناعة المصرية من العمالة المدربة وذلك على غرار ما تقوم به وزارة الصناعة حالياً من تخصيص عدد من مراكز التدريب التابعة لمصلحة الكفاية الإنتاجية لشركات ومصانع للمشاركة في إدارتها وتشغيلها وتطوير ورفع كفاءتها.