كيف تفاعل اليمنيون مع انتصارات المعارضة السورية ضد نظام الأسد؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
يتابع اليمنيون الانتصارات العظيمة والبطولات الملحمية التي يسطرها أبطال المعارضة في سوريا الشقيقة، بكل سرور، مؤمنين بأن هذه الأحداث ليست مجرد انتصارات عابرة؛ بل تمثل بارقة أمل ومصدر إلهام يعزز عزيمة المقاومة الشعبية في اليمن؛ من أجل مواصلة النضال ضد أذناب إيران واستعادة الجمهورية والسيادة الوطنية.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجةً غير مسبوقة من التفاعل الواسع والمتنوع مع هذه الأحداث؛ إذ ازدحمت بالمنشورات التي تبارك هذه الانتصارات وتشيد بها، مصحوبة بدعوات صادقة لتحقيق النصر الكامل، كما تحولت العديد من المنصات اليمنية إلى ساحاتٍ للنقاش والتحليل بمجرى هذه الأحداث.
ولم يتوقف هذا التفاعل عند حدود الكتابة والتحليل، بل شمل إنتاج محتويات إبداعية متنوعة من صور وفيديوهات وشعارات داعمة، الأمر الذي عزز من زخم القضية إعلاميًا وجعلها محور حديث الشارع اليمني لدى غالبية الأطياف.
وعلى الجانب الآخر تشعر مليشيا الحوثي بقلق كبير إزاء هذه الانتصارات العظيمة التي وصفتها مؤخرًا بالإرهاب؛ فيما يرى ناشطون ومحللون سياسيون أن قلق الحوثي هذا له مدلوله الكبير على هشاشة الجماعة وعدم ثقتها بنفسها ولا بالشعب الواقع تحت سيطرتها فقد ينتفض ضدها بأية لحظة.
سعادة عارمة
بهذا الشأن يقول الناشط الإعلامي، أبو فاهم فؤاد العسكري:” نتابع انتصارات المعارضة السورية على نظام الأسد المستبد، وكلنا فرح وسرور بتلك الانتصارات التي أعادت الروح للسوريين وبعثت الأمل الكبير في قلوب أبناء الدول التي توجد فيها مليشيا إيران”.
وأضاف العسكري لموقع” يمن مونيتور” المعارضة السورية بدخولها بانتصاراتها العظيمة، لا تغيّر خرائط السيطرة على الأرض فحسب؛ بل تُحدث نقطة تحول- ما قبلها لن يكون كما بعدها- على صعيد مشهد سوريا السياسي والعسكري والاقتصادي”.
وأردف هذه الفصائل حتى الآن تمكنت من إتمام السيطرة على غالبية أحياء العديد من المحافظات، التي خضعت بالكامل لسيطرة النظام السوري، وذلك إثر هجوم مفاجئ أطلقت عليه الفصائل اسم “ردع العدوان” وقد أقر النظام السوري بدخول الفصائل المسلحة معظم أحياء حلب وسقوط عشرات القتلى من قواته، لكنه اعتبر أن انسحاب القوات هو “إعادة انتشار” تمهيدا لـ “هجوم مضاد”
لاستعادة المدينة التي تعتبر ثاني أكبر المدن السورية، والحقيقة أن ظلم الأسد أوشك على النهاية”.
وتابع” ما حدث في حلب يُمثل انتصارًا كبيرًا لقوى المعارضة السورية على الأصعدة العسكرية والسياسية والمعنوية ضد القوى النصيرية الحاكمة والاستعمار الروسي ومليشيا حزب الله والعمائم السوداء، وهذا التحول أسعد جميع الشرفاء في سوريا وغيرها من معارضي السطو الإيراني، كما أن هذه الانتصارات المذهلة قد بعثت الأمل في الشعوب المقهورة جميعها”.
وأشار إلى أن” ما يحدث في سوريا هو انتصار ساحق كالذي حدث في أفغانستان وينبغي أن يحذو أبطال اليمن حذو الأبطال في سوريا، وذلك بدحر وملاحقة أذناب إيران، من أجل أن يعيش الشعب بسلام بعيدا عن الاستعباد والتنكيل والقمع الممنهج”.
الحوثي يعيش حالة من التخبط
ولفت العسكري في حديثه لموقع” يمن مونيتور” إلى أن” الحوثي اليوم يعيش حالةً من التخبط والقلق عندما يشاهد أجنحة إيران تقص في المنطقة العربية، وهذا ما يهدد بقاءهم في السيطرة على العديد من محافظات اليمن، وخاصة بعد أن أدرك تماما مدى بغض الشعب له والسخط الشعبي تجاهه”.
واختتم” نسأل الله أن يتم تحرير سوريا بالكامل من سطو النظام المستبد وأن تلحق العاصمة صنعاء بدمشق في التطهير من دنس الشيعة وأذنابهم، وأن يتم تحرير الأبرياء من النساء والرجال والأطفال الذين تم اختطافهم وسجنهم ظلما وعدوانا في اليمن الحبيب”.
مصدر إلهام
في السياق ذاته يقول، عزان السامعي (أحد رجال الجيش الوطني في محور تعز)” يتفاعل اليمنيون بشغف وسعادة مع الانتصارات المتتالية التي يحققها أبطال المعارضة السورية، فهذه الانتصارات ليست تطورًا عسكريًا في سوريا وحسب، بل تعد رمزاً للصمود والإصرار على التحرر من الهيمنة الخارجية، خاصة تلك المرتبطة بإيران وأذرعها في المنطقة”.
وأضاف السامعي لموقع” يمن مونيتور” هذه الانتصارات العظيمة تعكس قدرة الشعوب الحرة على مقاومة الظلم والطغيان سواء كان من الأنظمة القمعية كما هي الحال في سوريا، أو من المليشيات المدعومة خارجيًا كما هي الحال بالنسبة للشعب اليمني الذي يقاوم مليشيا إيران منذ عشر سنوات وما يزال”.
وأشار إلى أن” هذا الانتصار يمثل بارقة أمل متجددة بأن النصر على المليشيات الحوثية وأذرع إيران ليس بعيد المنال، وأن إرادة الشعوب هي السلاح الأقوى في استعادة الحقوق ودحر المليشيات، كما أن السيطرة على المدن السورية الكبرى من قوى مدعومة إيرانياً، عزز لدينا نحن رجال الجيش الوطني الثقة بأن صنعاء ستتحرر من قبضة هذه المليشيات لتعود إلى حضن الجمهورية والدولة المدنية وذلك على أيدي الجيش الوطني بالتعاون مع الشعب في العاصمة”.
وأكد السامعي أن” انتصارات سوريا زرعت القلق والخوف في قلوب مليشيا الحوثي؛ فهي ترى فيها سيناريو محتملًا لما قد يحدث في اليمن، فإذا ما سقطت دمشق من أيدي إيران، فسيشكل هذا السقوط تهديدًا مباشرًا لاستراتيجيتها الإقليمية ويزيد من عزلة المليشيات الحوثية”.
وشدد” على مليشيا الحوثي أن تعمل على مراجعة حساباتها، وأن تبتعد عن قمع وإذلال الشعب وعن الكذب ومسرحيات البحر الأحمر، خاصة وأن الوعي الشعبي اليمني تنامى مع هذه الأحداث في سوريا كما تصاعدت الدعوات لاستعادة الجمهورية وإن كانت سرية لا تصل إلى سمع المليشيات”.
واختتم” الانتصارات السورية ليست مجرد انتصار لسوريا وحدها؛ بل هي رسالة لكل شعوب المنطقة بأن التغيير ممكن وأن عهد الهيمنة الإيرانية بدأ يتآكل أمام إرادة الشعوب الطامحة للحرية”.
الهدف واحد
بدوره يقول عبده المسوري (محرر من سجون مليشيا الحوثي)” تعم اليمنيين اليوم فرحةٌ عارمة لانتصارات المقاومة السورية؛ وذلك لأن الوجع الذي يعيشه اليمنيون اليوم هو الوجع ذاته الذي عاشه أبناء سوريا، كما أن الهدف الذي ينشده اليمنيون هو الهدف نفسه الذي يحققه أبطال المعارضة السورية اليوم، وهو الاستقلال من براثن المليشيات الشيعية”.
وأضاف المسوري لموقع” يمن مونيتور” لم تقتصر الفرحة على أبناء الشعب اليمني وحدهم؛ بل امتدت إلى أقطار عربية أخرى مثل العراق ولبنان وغيرها من البلدان التي تعيش مرحلة الظلم والقمع وكذلك البلدان التي يعيش فيها الصادقون من الذين شاهدوا الأوجاع التي حلت بالسوريين منذ عام 2011 وحتى اليوم”.
وأردف” هذه الانتصارات العظيمة بمثابة أمل عارم في الذهن اليمني، وهي وحي ومصدر إلهام للشعب والجيش اليمني من أجل التخلص من حكم المليشيات السلالية المتمسكة بمقاليد الأمور والمستبدة بالشعب منذ عشر سنوات”.
ولفت إلى أنه” على النقيض من هذا، تكتسحُ مشاعر الإحباط صدور المليشيات الحوثية الإيرانية؛ التي ترى أن هزيمة نظام الأسد في دمشق تعني هزيمتها في صنعاء- دون شك- ووقائع الماضي القريب تؤيد ذلك كما حدث في ثورات الربيع العربي”.
وأشار المسوري إلى أن” عودة الأهالي السوريين إلى بيوتهم وأهلهم بعد سنوات من الغياب كان له أثر كبير على نفوس اليمنيين المشردين الذي غادروا مناطق سيطرة الحوثيين وذهبوا بعيدا يبحثون عن الأمان والحرية تاركين وراءهم ممتلكاتهم والأماكن التي ألفوها وأحبوها”.
واختتم” نتمنى أن تتحرر سوريا بالكامل وأن يعمها الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار، وأن يعود النازحون الذين شرودا في أصقاع الأرض إلى ديارهم فرحين مسرورين، كما نتمنى أن تتبع اليمن سوريا بمثل هذه الانتصارات العظيمة التي أثلجت صدور قوم مؤمنين، وبعثت الأمل في قلوب المستضعفين”.
بوابة الأمل القادم
من جهته يقول الناشط السياسي، زائد عبد القوي الحيدري” نتابع أخبار انتصارات أبطال المعارضة السورية فيغلب علينا شعور الفرح والسرور بما يحدث هناك، بعد سنوات طوال من القمع والظلم والاستبداد الذي مارسه النظام السوري بحق الشعب المعارض له”.
وأضاف الحيدري لموقع” يمن مونيتور” أتي هذه الانتصارات في ظل متغيرات سياسية ودولية وإقليمية، وفي ظل الوجع الذي يحدث في غزة فاليوم كلما نظرنا للوجع الغزاوي نلتفت ونرى النور في سوريا والبهجة تعم المحافظات فنشعر بأمل كبير؛ فاليوم اليمن وغيره متفائل بانتصارات المعارضة السورية والكثير ينظر لها بأنها بوابة الأمل القادم”.
وأردف” ما نتابعه اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي كم هائل من التفاؤل والأمل بأن تلك الانتصارات سيكون لها مردودها الفعلي في اليمن؛ خاصة وأن العدو واحد وممول العدو واحد، رغم أن الأمور تسير وفق الخطط والسياسات الدولية ولا شيء يحدث وفق ما تريد الشعوب إذا قالت، إلا أن هذه الانتصارات سيكون لها أثرها الإيجابي على الصراع في اليمن”.
وأشار إلى أن” المليشيات الحوثية تشعر بقلق كبير وتخبط فانتهاء جبروت الأسد في سوريا وما حدث لحزب الله في لبنان قبل ذلك ينذر بقرب انتهاء عهد السلالة الشيعية في الدول العربية، ولهذا تحاول المليشيات- عبثًاـ كسب ثقة الشعب بإعلانها عن تنفيذ عمليات نوعية في البحر الأحمر واستهدافها مدمرات أمريكية وذلك من أجل نصرة غزة؛ والحقيقة أن أعمال الحوثي الإجرامية بحق الشعب قد جعلته يشعر بالسخط الكبير تجاه هذه المليشيات”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: اليمن سوريا الملیشیات الحوثیة المعارضة السوریة ملیشیا الحوثی یمن مونیتور هذه الأحداث السیطرة على فی الیمن فی سوریا حدث فی إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
إيران ترسل قوات إلى سوريا لدعم نظام الأسد
سرايا - أفادت وسائل إعلام "إسرائيلية "نقلاً عن مصدر سياسي قوله بأن إيران بدأت بإرسال قوات إلى سوريا في محاولة لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد لمواجهة التنظيمات المسلحة، التي شنت هجوماً مباغتاً على ريفي حلب وإدلب.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله، إنَّ إيران بدأت في إرسال قوات إلى سوريا في محاولة لمساعدة الحكومة السورية على مواجهة تحرك التنظيمات المسلحة، شمالي البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تخشى أن تستغل إيران التطورات في سوريا، لزيادة قواتها بشكل كبير في البلاد.
وبحسب وكالة رويترز بان جماعات مسلحه موالية لإيران دخلت سوريا من العراق لمساندة الجيش السوري
عن "حزب الله"...
بدورها، قالت "هيئة البث الإسرائيلية" نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية إنَّ "حزب الله" قام بتحويل بعض من قواته من لبنان إلى سوريا من أجل حماية منشآته هناك.
وأضافت نقلاً عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أن الأحداث في سوريا يمكن أن تساعد على المدى القصير في إحلال الهدوء على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وكانت طهران تعهدت بتقديم كافة أنواع الدعم للحكومة السورية، ولم تستبعد إرسال مستشارين إلى حلب.
إقرأ أيضاً : 4 اصابات بحادثين سير منفصلين على الطريق الصحراوي إقرأ أيضاً : المقاومة تواصل التصدي للاحتلال في اليوم 423 للعدوان على غزةإقرأ أيضاً : ترامب بعد عفو بايدن عن هانتر: "إنها إساءة وإجهاض للعدالة"
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1624
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 02-12-2024 11:04 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...