الذكرى السابعة لانتفاضة الـ 2 من ديسمبر.. تقض مضاجع مليشيا الحوثي
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
لاتزال انتفاضة الثاني من ديسمبر تؤرق مضاجع ميليشيا الحوثي، التي مازالت للحظة تعيش آثار الانتفاضة مع حلول ذكراها السابعة، وتشهد صفوفها نكوصاً نحو قضية بداية الانتفاضة التي ظنت الميليشيا بأنها تجاوزتها.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الاعتقالات تجري الآن في الوقت الحالي على نطاق واسع، ويتم إحضار المعتقلين إلى السجون السرية المكتظة بالأبرياء خوفاً من تحرك الناس وخروجهم للشوارع كما حدث في ذكرى ثورة السادس والعشرون من سبتمبر التي خرج الناس فيها للشوارع للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية في العام ٢٠٢٣م.
ووفقاً لمصادر محلية مطلعة، فإن ميليشيا الحوثي فرضت يوم أمس الأحد الموافق ١ ديسمبر، إجراءات أمنية مشددة في العاصمة صنعاء بالتزامن مع حلول الذكرى السابعة لانتفاضة الثاني من ديسمبر، وقالت المصادر ذاتها لوكالة خبر: أن ميليشيا الحوثي أستحدثت منذُ يومين العديد من النقاط الأمنية التابعة لها على مداخل العاصمة صنعاء وعلى أطراف الشوارع الرئيسية وبعض الأحياء السكنية، مؤكدة أن هناك انتشاراً كثيف غير مسبوق لمسلحي الحوثي، وبأن عمليات التفتيش ليست كعادتها، وهو ما قد يؤشر إلى أن ميليشيا الحوثي تخشى خروج المواطنين للشوارع والانقضاض عليها.
وتظهر الاحصائيات إلى أن منهم في سن الشباب من يمثلون خطراً حقيقياً على الوجود الحوثي، ولذا تجدهم أكثر فئة عرضة للاعتقال، وبحسب البعض فقد وصلت نسبة اعتقالات الشباب في الفترة الأخيرة خاصة مع قدوم ذكرى انتفاضة ديسمبر ما بين ٣٠٪ إلى ٤٠٪ وأغلبهم من الفئات الاجتماعية والنخب ومن الخلفيات المستقلة ومناصري الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ اليمن.
وتشير الإحصائيات أيضاً إلى بروز أسماء نسائية ضمن قائمة الاعتقالات التي تقوم بها الميليشيا الحوثية قبل أي ذكرى أو مناسبة وطنية، وأشار حقوقيون إلى أن حالة التأهب والطوارئ القصوى التي تعيشها ميليشيا الحوثي قبل قدوم الثاني من ديسمبر يظهر مدى خوف وهشاشة هذه الميليشيا التي لم تعد تملك إلا القليل المتبقي من تلك الصورة القوية التي رسمتها لنفسها، مضيفين في الوقت نفسه، بأن الميليشيا باتت تعيش حالة من العزلة التامة والتخبط، لاسيما بعد أن حصرت تحركاتها إلى حدها الأدنى في مربعات صغيرة في العاصمة صنعاء، وقلصت دائرة الأشخاص الذين تتعاطى معهم نتيجة عدم ثقتها بالكثير من القيادات السياسية والأمنية والعسكرية.
وفي هذا السياق أشار عبدالواحد المقرمي، أكاديمي في علم الاحصاء، بأن دوائر الخوف التي تُحيط بقيادات ميليشيا الحوثي هذه الأيام مع اقتراب الذكرى السنوية السابعة لانتفاضة الثاني من ديسمبر يُنذر بعودة هذه الانتفاضة لأيامها الأولى وبنفس الزخم التي بدأت عليه بحرفية عالية جداً،
ويضيف المقرمي، بأن ما أسست له انتفاضة ديسمبر لا يقل أهمية عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر اللذان تلتقيان مع انتفاضة ديسمبر في الهدف والمصير والرؤية.
وبخصوص الحديث عن الذكرى السابعة لانتفاضة ديسمبر، ذكرت مصادر صحفية بأن التحركات الحوثية وحالة الخوف والهلع التي تعيشها هذه الأيام، هي نتيجة ضغوطات لتراكمات سابقة، وبأن الميليشيا قد تسعى بشكل أو بآخر إلى الاستفادة من هذه الضغوطات التي تشكلت عملياً على واقعها، لاعتقال مزيد من الناشطين والإعلاميين والمدنيين، معتبراً أن هذا الأمر طبيعي وبات معتاد مع اقتراب الذكرى السابعة لانتفاضة ديسمبر.
وتضيف المصادر ذاتها إلى أن ميليشيا الحوثي تخشى تكرار سيناريو انتفاضة ديسمبر، وبأنها دفعت منذُ يومين بتعزيزات عسكرية لبعض المناطق القبيلة خارج العاصمة صنعاء خوفاً من أي تحرك قد ينذر بنشوب مواجهات بينها وبين أبناء القبائل، وتأتي هذه التحركات نتيجة لحالة الغليان التي يعيشها المواطنين في مناطق سيطرة الميليشيا، وهو ما قد ينذر ربما بمواجهات مسلحة وبتحرك الشارع اليمني وانفجاره في وجه سلطة الميليشيا القمعية.
وعلى الرغم من أن ميليشيا الحوثي تحكم قبضتها على العاصمة صنعاء منذُ العام ٢٠١٤م. إلا أنها تعيش هاجس انتفاضة ديسمبر من كل عام، وتسعى من وقت لآخر إلى السيطرة التامة على طوق صنعاء وباقي المناطق القبلية، ولعل تحركاتها الأخيرة نحو بعض المناطق القبلية أكدت أن قبضتها الحديدية على مناطق سيطرتها باتت أقرب للذوبان، وبأن انتفاضة الشعب تبدو أقرب، ولن تقف عند جغرافية معينة حال انطلاق شرارتها.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الثانی من دیسمبر انتفاضة دیسمبر العاصمة صنعاء إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل لبعث الأصل دورا في انقلاب الميليشيا
لفت نظري نقد وجدي صالح مع المجموعة التي كانت في تحالف " قحت المركزي" للمبعوث الأممي رمطان لعمامرة" الذي قال (أن الأمين العام للأمم المتحدة يرحب بخارطة الطريق التي اقترحتها الحكومة السودانية) و انتقد وجدي صالح هذه التصريحات بالقول ( أن التصريح يعكس دعما غير مشروط لخارطة الطريق التي أقرها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، و أن العمامرة قد تراجع عن المباديء الأساسية التي ينبغي أن يدافع عنها كمبعوث للأمين العام ، و هي قيم السلام و الديمقراطية) حديث وجدي يثير تساؤلا هل حزب البعث عندما أنسحب من " قحت المركزي" في ديسمبر 2022م ، كان انسحابا تكتيكيا أن يلعب دورا متفق عليه مع " قحت المركزي" ليقوم بعمليات التعبئة و الحشد وساط الجماهير لمساندة " قحت المركزي" في كل تمظهراتها في المستقبل، خاصة أن "قحت المركزي" عندما ضرت بالشعارات الثلاث " لا تفاوض و لا مشاركة و لا مساومة" عرض الحائط خسرت الشارع.. و أن خروج البعث محاولة إلي إرجاع الشارع لتأييدها بصورة أخرى..
عندما التقت قحت المركزي مع المكون العسكري في بيت السفير السعودي ضاربة شعارات الشارع بتوجيه من مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي في الأسبوع الأول من يونيو 2022م، و بعد الاجتماع كانت قد أصدرت قحت بيانا قالت فيه ( أنها قدمت للعسكر شروطا لإنهاء الأزمة تتمحور في إنهاء إجراءات الخامس و العشرين من أكتوبر و تسليم السلطة للمدنيين، و توحيد الجيش و إبعاده عن الحياة السياسية و أنهاء المسار الحالي لحوار الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي و مجموعة الإيقاد) في ظل هذه التطورات كان حزب البعث موجودا داخل التحالف و لم يغادره رغم أنه يتحدث عن الأمبريالية و دورها في ضرب القوى الوطنية، لكنه كان على قناعة بتصورات مساعدة وزير الخارجية الأمريكي....
في الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر 2022م خرج حزب البعث من مجموعة " قحت المركزي" و اصدروا بيانا قالوا فيه (أن خروجهم جاء لآن " قحت المركزي" تبنت خطأ سياسيا لا يحقق المباديء التي قامت من أجلها الحرية و التغيير و عبرت عنها قوى جماهير انتفاضة ديسمبر 2018م) و أضافوا في البيان ( أن مشاركة أغلبية قوى الحرية و التغيير في التوقيع على الاتفاق الإطاري مع الانقلابيين، يتناقض مع الأهداف و المباديء الأساسية التي من أجلها نشأ هذا التحالف الواسع و هو ما يفرغه من محتواه الثوري بعد اصطفافه إلي جانب الانقلابيين.. و بالضرورة لم يعد الإطار المناسب لحشد و تنظيم أوسع جماهير شعبنا في النضال ضد الاستبداد و الفساد) أن التقاء قحت المركزي مع المكون العسكري كان في يونيو و كانت اللقاءات بين العسكر و قحت المركزي متواصلة تقودها أمريكا في " الرباعية و الثلاثية"و كان السفير الأمريكي و مساعدة وزير الخارجية هم الذين يطرحوا الأفكارو قوى " قحت مستقبلة و مؤيدة منها البعث، و لكن لم يخرج حزب البعث طوال هذه التطورات و كان مشاركا لماذا يخرج على " قحت المركزي" بعد 6 شهور؟ في الأول من يوليو 2022م غادر المبعوث الأممي فوكلر الخرطوم إلي الجنية و التقي بقائد الميليشيا حميدتي، و قال حميدتي عن اللقاء ( أن وجوده يعمل من أجل القضاء على الصراعات في الجنينة بهدف القضاء على الصراعات القبلية و قد يطول مكوثه في هذه الولاية التي تعاني من أضطرابات قبلية مسلحة) لكن هل كان حميدتي هناك بالفعل من أجل القضاء على الصراعات القبلية أم كان يلتقي برجال الإدارة الأهلية من نظار و عمد بهدف التعبئة و الحشد و التجنيد استعدادا لحرب، و التي سوف يقودها ضد الجش و المركز؟ قبل مغادرة فوكلر كان خالد يوسف القيادي في حزب المؤتمر السوداني قال في ندوة في منتصف مايو 2022م بالخرطوم نقلا عن صحيفة الراكوبة ( أن عدد جنود الدعم السريع يقدر بمائة الف عنصر محذرا من مغبة التطرف في التعامل مع هذه القضية) و اضاف قائلا ( لابد من التعامل مع هذه القضية بالتدرج عبر عملية سياسية و فنية تعتمد على عمليات التسريح و الدمج بدلا من المطالب الريدكالية التي تقود إلي حرب أهلية) لماذا لم يقول حرب بين الطرفين " الميليشيا و الجيش) و ذهب مباشرة إلي حرب أهلية هل كان يعلم أن حميدتي ذهاب للحشد من أجل هذه العملية في الجنينة)
إذا عدنا إلي تصريحات البعث عن الخروج قال عادل خلف الله الناطق بأسم البعث الأصل في لقاء مع جريدة "السوداني" قال (أن الراهن يقتضي حشد أوسع لجماهير القوى الحية في جبهة عريضة توحد وتنسق الجهود لتطوير الانتفاضة، لافتاً إلى أن هذه الدعوة فيها مراعاة لبعض التشكيلات التي تنسق فيما بينها مثل لجان المقاومة والتجمعات النسوية، باعتبارها أجساماً مناضلة ومتمسكة بالتحول الديمقراطي ورافضة للانقلاب، وهي مرشحة أن تكون جزءاً من الجبهة العرضة، مؤكداً أن الراهن والأولوية لإسقاط الانقلاب والإتيان ببديل ديمقراطي) هل البعث خرج من التحالف لكي مدثرا بأقوال الثورة و الثوار لكي يصبح هو الذي يقوم بعملية الحشد و التعبئة وسط هذه المجموعات التي اشار إليها عادل خلف الله إذا نجح أنقلاب " الميليشيا" الذي كان الإعداد له مبكرا في حالة لم ينجح الإطاري.. في نقد على خروج البعث كتب محمد الحسن محمد نور مقالا نشر في " جريدة التغيير" في 15 ديسمبر 2022م بعنوان " خروج البعث من قحت هل يخدم العسكر" قال فيه ( أن انسحاب حزب البعث من تحالف قوى الحرية و التغيير و إضعاف التحالف هو بالضبط ما خططت له المخابرات المصرية و ماتزال تخطط و تعكف على تنفيذه و خلق مزيدا من تفتيت القوى السياسية السودانية خدمة لأهدافها والتي على رأسها بث الخلاف بين السودان و أثيوبيا)
في الإسبوع الثاني من شهر مارس 2023م زار حميدتي اريتريا و قال في تغريدة له في تويتر (وصلنا اسمرا لكي نشرح للرئيس أسياس العملية السياسية في ضوء الاتفاق الإطاري و الإعلان السياسي) في الأسبوع الأخير من شهر فبراير وصل حميدتي إلي أبوظبي و التقى مع نائب رئيس مجلس الوزراء منصور بن زايد آل نهيان و تطرق اللقاء للخلاف بين حميدتي و رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.. الهدف الاستعداد للانقلاب.. ألان يكشف البعث الأصل عن دوره في اللعبة السياسية التي شارك فيها. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com