لاتزال انتفاضة الثاني من ديسمبر تؤرق مضاجع ميليشيا الحوثي، التي مازالت للحظة تعيش آثار الانتفاضة مع حلول ذكراها السابعة، وتشهد صفوفها نكوصاً نحو قضية بداية الانتفاضة التي ظنت الميليشيا بأنها تجاوزتها.

وبحسب مصادر مطلعة فإن الاعتقالات تجري الآن في الوقت الحالي على نطاق واسع، ويتم إحضار المعتقلين إلى السجون السرية المكتظة بالأبرياء خوفاً من تحرك الناس وخروجهم للشوارع كما حدث في ذكرى ثورة السادس والعشرون من سبتمبر التي خرج الناس فيها للشوارع للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية في العام ٢٠٢٣م.

وإعتقال عشرات المواطنين والزج بهم للسجون والمعتقلات السرية، وتضيف المصادر ذاتها: إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للميليشيا الحوثية ومع قروب ذكرى انتفاضة ديسمبر من كل عام تعيش حالة قلق كبير، وبأن العدد المتزايد للاعتقالات ينم عن سلطة قمعية تتخذ إجراءات وحشية ضد المدنيين وتظهر هذه التصرفات الغير مسؤولة تعويل هذه الميليشيا من البداية على حل " آمن" لها وهو العنف بدلاً من السياسة وتلبية احتياجات المواطنين.

ووفقاً لمصادر محلية مطلعة، فإن ميليشيا الحوثي فرضت يوم أمس الأحد الموافق ١ ديسمبر، إجراءات أمنية مشددة في العاصمة صنعاء بالتزامن مع حلول الذكرى السابعة لانتفاضة الثاني من ديسمبر، وقالت المصادر ذاتها لوكالة خبر: أن ميليشيا الحوثي أستحدثت منذُ يومين العديد من النقاط الأمنية التابعة لها على مداخل العاصمة صنعاء وعلى أطراف الشوارع الرئيسية وبعض الأحياء السكنية، مؤكدة أن هناك انتشاراً كثيف غير مسبوق لمسلحي الحوثي، وبأن عمليات التفتيش ليست كعادتها، وهو ما قد يؤشر إلى أن ميليشيا الحوثي تخشى خروج المواطنين للشوارع والانقضاض عليها.

وتظهر الاحصائيات إلى أن منهم في سن الشباب من يمثلون خطراً حقيقياً على الوجود الحوثي، ولذا تجدهم أكثر فئة عرضة للاعتقال، وبحسب البعض فقد وصلت نسبة اعتقالات الشباب في الفترة الأخيرة خاصة مع قدوم ذكرى انتفاضة ديسمبر ما بين ٣٠٪ إلى ٤٠٪ وأغلبهم من الفئات الاجتماعية والنخب ومن الخلفيات المستقلة ومناصري الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ اليمن.

وتشير الإحصائيات أيضاً إلى بروز أسماء نسائية ضمن قائمة الاعتقالات التي تقوم بها الميليشيا الحوثية قبل أي ذكرى أو مناسبة وطنية، وأشار حقوقيون إلى أن حالة التأهب والطوارئ القصوى التي تعيشها ميليشيا الحوثي قبل قدوم الثاني من ديسمبر يظهر مدى خوف وهشاشة هذه الميليشيا التي لم تعد تملك إلا القليل المتبقي من تلك الصورة القوية التي رسمتها لنفسها، مضيفين في الوقت نفسه، بأن الميليشيا باتت تعيش حالة من العزلة التامة والتخبط، لاسيما بعد أن حصرت تحركاتها إلى حدها الأدنى في مربعات صغيرة في العاصمة صنعاء، وقلصت دائرة الأشخاص الذين تتعاطى معهم نتيجة عدم ثقتها بالكثير من القيادات السياسية والأمنية والعسكرية.

وفي هذا السياق أشار عبدالواحد المقرمي، أكاديمي في علم الاحصاء، بأن دوائر الخوف التي تُحيط بقيادات ميليشيا الحوثي هذه الأيام مع اقتراب الذكرى السنوية السابعة لانتفاضة الثاني من ديسمبر يُنذر بعودة هذه الانتفاضة لأيامها الأولى وبنفس الزخم التي بدأت عليه بحرفية عالية جداً،

ويضيف المقرمي، بأن ما أسست له انتفاضة ديسمبر لا يقل أهمية عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر اللذان تلتقيان مع انتفاضة ديسمبر في الهدف والمصير والرؤية.

وبخصوص الحديث عن الذكرى السابعة لانتفاضة ديسمبر، ذكرت مصادر صحفية بأن التحركات الحوثية وحالة الخوف والهلع التي تعيشها هذه الأيام، هي نتيجة ضغوطات لتراكمات سابقة، وبأن الميليشيا قد تسعى بشكل أو بآخر إلى الاستفادة من هذه الضغوطات التي تشكلت عملياً على واقعها، لاعتقال مزيد من الناشطين والإعلاميين والمدنيين، معتبراً أن هذا الأمر طبيعي وبات معتاد مع اقتراب الذكرى السابعة لانتفاضة ديسمبر.

وتضيف المصادر ذاتها إلى أن ميليشيا الحوثي تخشى تكرار سيناريو انتفاضة ديسمبر، وبأنها دفعت منذُ يومين بتعزيزات عسكرية لبعض المناطق القبيلة خارج العاصمة صنعاء خوفاً من أي تحرك قد ينذر بنشوب مواجهات بينها وبين أبناء القبائل، وتأتي هذه التحركات نتيجة لحالة الغليان التي يعيشها المواطنين في مناطق سيطرة الميليشيا، وهو ما قد ينذر ربما بمواجهات مسلحة وبتحرك الشارع اليمني وانفجاره في وجه سلطة الميليشيا القمعية.

وعلى الرغم من أن ميليشيا الحوثي تحكم قبضتها على العاصمة صنعاء منذُ العام ٢٠١٤م. إلا أنها تعيش هاجس انتفاضة ديسمبر من كل عام، وتسعى من وقت لآخر إلى السيطرة التامة على طوق صنعاء وباقي المناطق القبلية، ولعل تحركاتها الأخيرة نحو بعض المناطق القبلية أكدت أن قبضتها الحديدية على مناطق سيطرتها باتت أقرب للذوبان، وبأن انتفاضة الشعب تبدو أقرب، ولن تقف عند جغرافية معينة حال انطلاق شرارتها.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الثانی من دیسمبر انتفاضة دیسمبر العاصمة صنعاء إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحت شعار “رجل المسؤولية”.. محافظة الحديدة تحيي الذكرى السنوية السابعة للشهيد الرئيس صالح الصماد

يمانيون/ الحديدة أقيمت في قاعة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، اليوم، بمدينة الحديدة، فعالية خطابية احياء للذكرى السنوية السابعة للشهيد الرئيس صالح علي الصماد تحت شعار “رجل المسؤولية”.

وفي الفعالية بحضور محافظي الحديدة عبدالله عبده عطيفي وصعدة محمد جابر عوض، ووكيل أول الحديدة أحمد البشري ووكلاء المحافظتين وقيادات أمنية وعسكرية، استعرض قائد كتائب الدعم والإسناد، اللواء قاسم الحمران، جانبا من مواقف وتضحيات الرئيس الصماد الذي مثل أنموذجا في إدارة الدولة بحنكة وحكمة واقتدار في مرحلة صعبة، وحاسمة في تاريخ اليمن المعاصر.

واعتبر الذكرى السابعة لاستشهاده، فرصة لاستذكار مناقب رمز وطني عاش حياته نزيهاً متواضعاً ووهب نفسه للدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله، مبينا أن إحياء سنوية الرئيس الشهيد الصماد، تكمن أهميتها في استحضار مواقفه المشهودة في البذل والعطاء والتضحية والفداء.

ولفت الحمران، إلى أن دلالات إحياء ذكرى الشهيد الصماد تتجلى في عظمة ما قدمه من نموذج راق وشاهد حقيقي على قيادته لسفينة الوطن في ظل ظروف استثنائية وتحديات كبيرة، مجسداً رؤيته الحكيمة ونظرته الثاقبة والشاملة لمشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة.

ونوه بأن الشهيد الصماد استطاع أن يحول التحديات إلى نجاحات في فترة قياسية، مثلت فارقاً في أدائه، وهو على قمة هرم السلطة التي لم يراها يوما مغنما ولا وسيلة سوى لإحقاق الحق وخدمة الوطن، انطلاقاً من ثقافته القرآنية وتطلعاته في بلورة مشروع بناء اليمن واقعا عمليا.

كما تطرق قائد كتائب الدعم والاسناد، الى الروحية الايمانية التي تحلى بها بعشقه للجهاد والشهادة في سبيل الله وتعظيم مكانة المرابطين في جبهات وميادين الدفاع عن الوطن، واستشعار تضحياتهم، فسعى إليها بكل جوارحه، فلا كرسي رئاسة أغراه عنها ولا مناصب الدنيا غيرته أو أنسته الشهادة.

وأشاد بأدوار الشهيد الصماد في توحيد الصف اليمني ومواجهة العدوان بكل الوسائل وما شهدته المؤسسة العسكرية في عهده من نقلة نوعية في التصنيع الحربي التي كان لها عظيم الأثر في تغيير معادلة المواجهة والانتقال من الدفاع إلى الهجوم والردع ومن الضربات الباليستية الأحادية إلى دفعات موجعة في عمق العدو.

فيما تطرق وكيل المحافظة لشؤون الخدمات محمد حليصي، إلى إرادة الشهيد الصماد ودوره في رسم خارطة طريق وطنية لتحقيق طموحات الشعب اليمني في بناء الدولة وإيجاد تنمية مستدامة، ما جعل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، يضعه على قائمة المستهدفين.

وأكد أن المشروع الوطني للشهيد الصماد ” يد تحمي و يد تبني” مثلت حالة فزع للأعداء، جعلهم يتجهون لوأد هذا المشروع باغتيال مهندسه ومن رسم خطوطه العريضة، في محاولة لكسر شوكة البناء واستقلال القرار السياسي في اليمن.

وأشار حليصي، إلى أن قوى العدوان فشلت في كسر الصمود اليماني والمشروع الذي أرسى قواعده الشهيد الرئيس صالح علي الصماد ويمضي في تجسيده فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى.

واستعرض تضحيات الشهيد الصماد الذي ضرب أروع الصور والأمثلة في الوفاء للوطن، مؤكدا أن من واجب الوفاء في هذه الذكرى تجسيد نهجه ودوره في مواجهة العدوان، وتخليد ذكرى قائد استثنائي مثل رحيله خسارة كبيرة على الوطن، لافتا إلى أن الشعب اليمني سيظل يتذكر هذه الجريمة وكل الجرائم جيلا بعد جيل، والتى كشفت كل الادعاءات والتبريرات الزائفة التي تحاول أن تشرعن للعدوان.

وأشار إلى أن الشهيد الصماد أعطى لكل اليمنيين في الداخل والخارج أنموذجاً للرئيس الاستثنائي الذي يخدم الشعب بما جسده خلال مراحل حياته من أنصع صور البذل والتضحية ، معتبرا مشروعه الوطني دليلاً على رؤيته الثاقبة لبناء الدولة اليمنية الحديثة.

واعتبر الشهيد الصماد أنموذجاً للقائد الذي حمل هم وطنه في ظروف صعبة، ولم يبخل عليه بتقديم نفسه فداء له، لافتا إلى الدور الأمريكي في اغتيال الشهيد الرئيس الصماد باعتباره من يخطط للسعودي ويرسم ويحدد أهداف ارتكاب الجرائم.

تخللت الفعالية التي حضرها قيادات وموظفو المكاتب التنفيذية والمؤسسات والجامعات والعلماء، قصيدة وأوبريت لفرقة الشهيد الصميد، عكست مآثر الشهيد الصماد التي ستظل خالدة في وجدان أبناء اليمن.

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تصادر مواد غذائية لمواطنين قدموا من مارب
  • حوادث قتل في عمران والجوف.. نزيف مستمر في ظل سيطرة مليشيا الحوثي
  • مليشيا الحوثي تقتل شاباً من قبيلة بني نوف في الجوف
  • تحت شعار “رجل المسؤولية”.. محافظة الحديدة تحيي الذكرى السنوية السابعة للشهيد الرئيس صالح الصماد
  • الحديدة تحيي الذكرى السنوية السابعة للشهيد الرئيس صالح الصماد
  • كهرباء الحديدة تُحيي الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
  • كلمة مرتقبة للسيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد الصماد
  • بالتزامن مع انشغال العالم بغزة.. مليشيا الحوثي تصعّد عسكرياً في جبهات اليمن وسقوط جرحى في مأرب
  • ذمار.. مليشيا الحوثي تختطف الشاعر الشعبي صالح السوادي
  • استشهاد امرأة بانفجار لغم من مخلفات مليشيا الحوثي شرقي صنعاء