بالملابس والموضة.. إيرانيات يتحدين قمع النظام
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
الموضة والملابس وطلاء الأظافر.. جميعها أشياء تقبل عليها المرأة في مختلف أنحاء العالم وتتفنن في استخدامها للتعبير عن شخصيتها وما تحب، إلا أن الأمر مختلف في إيران، حيث تستغل النساء تلك الأشياء كسلاح في وجه قيود صارمة تسعى لإلغاء هويتهن.
وثارت الحركات النسوية في المجتمع الإيراني مرارا على قيود النظام، ووجدت المرأة الإيرانية الملابس والموضة والفن أدوات لمواجهة انتهاكات حقوقهن.
ورأت رئيسة جمعية "الأنجلو – إيرانيات"، ليلى جزائري، أن سياسة النظام الإيراني "للحفاظ على قوته، كانت تعتمد على قمع النساء، فهو يعتبر المرأة عدوة له".
وأضافت في تصريحات لقناة "الحرة"، أن فرض قيود وقواعد عقابية لقمع الإيرانيات على مدار نحو 4 عقود، "لم يساعد النظام في شيء".
وطالما ابتكرت المرأة الإيرانية الوسائل والسبل لمواجهة هذا القمع، وكان من بينها ما سُميت بـ"ثورة المليميتر" التي أظهرت فيها النساء جزءا من الشعر بدفع الحجاب إلى الخلف، وفق تقرير سابق لموقع "بيزنس إنسايدر".
وأشار التقرير إلى أن هناك أيضًا حملة "الأربعاء الأبيض" التي عبرت عن رفض العباءة السوداء، حيث ارتدت النساء ملابس باللون الأبيض.
وهناك أيضًا حملة "طلاء الأظافر"، حيث اختارت النساء ارتداء أحذية تظهر أصابع الأقدام وطلوا أظافرهن باللون الأحمر.
ووصل الأمر كذلك إلى التنكر في ملابس رجالية للدخول إلى ملاعب كرة القدم وحضور المباريات، حيث كان الأمر ممنوعا على النساء.
إيران تكثف قمع النساء بعد عامين على مقتل مهسا أميني اتّهم خبراء في الأمم المتحدة السلطات الإيرانية، الجمعة، "بتكثيف" قمعها للنساء بعد عامين على وفاة مهسا أميني، بما في ذلك عبر إصدار أحكام بالإعدام بحق الناشطات.وتواصل جزائري حديثها للحرة، قائلة إن كل ما قام به النظام "لم يفلح لإسكات النساء، فالمتعلمات في المجتمع حاليا هن الملهمات للرجال والشباب، وصرن ركيزة أساسية للمقاومة".
وحول استخدام الملابس والموضة ضد قمع النظام، قالت: "من المثير للاهتمام المقاومة بالموضة، وهن لا يستخدمن ذلك فقط، فهناك أصوات النساء الشجاعة في المدارس والجامعات والأماكن العامة".
وأوضحت أن "الموضة شكل من أشكال الإبداع في وجه نظام يريد خلق جو من الرعب والخوف"، مضيفة أن هذا التوجه من النظام "سيجعل الشعب أكثر وحدة من أي وقت مضى".
ودعت جزائري المجتمع الدولي إلى "محاسبة النظام الإيراني على انتهاكات حقوق المرأة وممارساته الوحشية والقمعية".
وبات ارتداء الحجاب إلزاميا بعد فترة قصيرة من اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979. وبموجب "الشريعة الإسلامية المطبقة في إيران"، فإن النساء ملزمات بارتداء الحجاب وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة، وتواجه المخالفات التوبيخ العلني أو الغرامات أو الاعتقال.
"إرث أميني".. إيرانيات يتحدين السلطات بلا حجاب في شوارع المدن الإيرانية، أصبح من الشائع رؤية امرأة تمر دون حجاب إلزامي، مع اقتراب الذكرى الثانية لوفاة مهسا أميني والاحتجاجات الجماهيرية التي أثارتها.وأصبحت هذه القوانين قضية سياسية ملتهبة منذ أن تحولت الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني، أثناء احتجازها من قبل "شرطة الأخلاق" في البلاد عام 2022، إلى أسوأ اضطراب سياسي منذ الثورة الإسلامية.
وفي استعراض للعصيان المدني، ظهرت النساء غير المحجبات بشكل متكرر في الأماكن العامة منذ وفاة أميني، وقمعت قوات الأمن بعنف الانتفاضة اللاحقة التي دعت إلى إسقاط الحكومة.
وكانت نرجس محمدي، المسجونة الحائزة نوبل للسلام، قد دعت في أوقات سابقة، الإيرانيين إلى الاحتجاج على ما وصفتها بـ"الحرب الشاملة ضد النساء" في ظل القيود التي تواجهها المرأة الإيرانية.
واتّهم خبراء في الأمم المتحدة السلطات الإيرانية، في سبتمبر الماضي، بـ"تكثيف" قمعها للنساء بعد عامين على مقتل أميني، بما في ذلك عبر إصدار أحكام بالإعدام بحق الناشطات.
وحذّرت بعثة تقصي الحقائق المستقلة المعنية بإيران والتابعة للأمم المتحدة في بيان، من أنه بعد مرور عامين، "كثّفت إيران جهودها الرامية لقمع الحقوق الأساسية للنساء والفتيات، وسحق ما تبقى من مبادرات النشاط النسائي".
وأفاد الفريق في البيان بأن "قوات الأمن صعّدت أكثر أنماط العنف الجسدي القائمة أساسا، بما في ذلك الضرب والركل وصفع النساء والفتيات اللواتي يُعتبر أنهن فشلن في الامتثال إلى قوانين وقواعد الحجاب الإلزامي".
ومع وصوله للحكم بعد مصرع الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث مروحية، تعهد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، سبتمبر الماضي، بأن تحول حكومته دون "مضايقة" شرطة الأخلاق للنساء، خاصة فيما يتعلق بارتداء الحجاب.
وجاءت تصريحات الرئيس المنتمي للتيار الإصلاحي، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لوفاة أميني. لكن لا تزال التضييقات على المرأة في إيران مستمرة حتى الآن.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مهسا أمینی
إقرأ أيضاً:
عاجل .. أمريكا تدرس خيار ضرب المنشآت النووية الإيرانية
أفاد موقع أكسيوس الأمريكي عن مصادر له بأن الولايات المتحدة تدرس خيارا لضرب منشآت نووية إيرانية إذا سرعت طهران من عملية تصنيعها للسلاح النووي، وفق نبـأ عاجل نشرته قناة “القاهرة الإخبارية”.
وأفاد بأن بايدن لم يتخذ قراره بعد بشأن خيار ضرب منشآت نووية إيرانية، ولفت إلى أن خيار ضرب واشنطن منشآت نووية إيرانية عرضه مستشار الأمن القومي جيك سوليفان على بايدن وأشار إلى إمكانية تنفيذه قبل تنصيب ترامب.
واكد جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس أن قواته دمّرت في سبتمبر ، منشأة لتصنيع الصواريخ أقامتها إيران تحت الأرض في سوريا، عبر عملية تخللها إنزال جنود باستخدام طائرات مروحية.
وأوضح الجيش الذي نادراً ما يعلّق على تحركاته في سوريا، أن العملية جرت في الثامن من سبتمبر، وشارك فيها أكثر من 100 جندي من وحدات الكوماندوز، قاموا بتفكيك المنشأة الواقعة في منطقة مصياف على مقربة من شاطئ البحر المتوسط في محافظة حماة.
ولم يذكر الجيش حصيلة للعملية، بينما كان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تحدث في حينه عن مقتل 27 شخصاً.
وفي إطار آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حالات الانتحار في صفوفه ارتفعت خلال الحرب على قطاع غزة، وأنه سجل انتحار 28 جنديا بينهم 16 من الاحتياط في أعلى حصيلة منذ عقود.
وبحسب بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، انتحر 38 جنديا بين عامي 2023 و2024. وفي عام 2022 تم تسجيل 14 حالة انتحار، وفي عام 2021 سجلت 11 حالة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن 558 جنديا قتلوا في عام 2023، بما في ذلك 512 خلال "النشاط العملياتي".
وفي عام 2023، توفي 16 جنديا في حوادث مختلفة، اثنان أثناء التدريب، و4 في حوادث سيارات مدنية، و5 في حوادث سيارات عسكرية، وواحد نتيجة لإطلاق سلاح عرضي، و4 في حوادث أخرى، وتوفي 10 بسبب المرض.
وتقول قوات الدفاع الاحتلال إن 17 جنديا يُعتقد أنهم انتحروا خلال نفس العام، من بينهم 7 مجندين، و4 جنود محترفين، و7 جنود احتياطيين. وكانت 7 حالات انتحار مشتبه بها في عام 2023 بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وخلال عام 2024، انخفض إجمالي عدد القتلى في جيش الاحتلال الإسرائيلي مقارنة بعام 2023، لكن عدد حالات الانتحار ارتفع، حيث تم تسجيل إجمالي 363 حالة وفاة في صفوف الاحتلال ، بما في ذلك 295 في الأنشطة العملياتية وسط الحرب و11 في هجمات أخرى.
وبحسب بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي ، توفي 23 جنديا في حوادث خلال عام 2024، 20 في حوادث سيارات و3 في حوادث أخرى، وتوفي 13 بسبب المرض.
ولقي 21 جنديا على الأقل حتفهم بسبب ما يشتبه بأنه انتحار، بما في ذلك 7 مجندين، وجنديين محترفين، و12 جندي احتياطي.
ويمكن تفسير العدد المرتفع لحالات الانتحار في صفوف جنود الاحتياط باستدعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي لنحو 300 ألف جندي احتياطي خلال الحرب على غزة.
وبذلك يبلغ إجمالي حالات الانتحار المشتبه بها 38 حالة بين عامي 2023 و2024، 28 حالة كانت بعد بدء الحرب على غزة، كلها من الذكور.
وتقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنها تعمل على منع حالات الانتحار في الجيش، بما في ذلك فتح خط ساخن يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والذي تلقى أكثر من 3900 مكالمة منذ إنشائه في أكتوبر 2023. كما استدعى جيش الدفاع الإسرائيلي أكثر من 800 ضابط احتياطي للصحة العقلية وسط الحرب