سيدي شبل الأسود.. مَعلم من معالم التاريخ الروحي والتاريخي
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
سيدي شبل الأسود هو أحد الأعلام البارزة في تاريخ المغرب الروحي والديني، وله مكانة عظيمة في قلوب المغاربة، وارتبط اسمه في الذاكرة الشعبية بجملة من الفضائل والمزايا التي جعلت من مقامه محطًا للزيارة والتبرك. في هذا الموضوع الصحفي، نتناول سيرة هذا الرجل الطاهر وأثره العميق في تاريخ المنطقة.
من هو سيدي شبل الأسود؟
سيدي شبل الأسود هو أحد الشخصيات الصوفية البارزة في التاريخ المغربي، ويعود نسبه إلى الأشراف الحسنيين، وقد اشتهر في القرن التاسع الهجري.
يشتهر سيدي شبل الأسود بالتقوى والصلاح، وكان من أتباع الطريقة الشاذلية التي تؤكد على التصوف الروحي والعبادة الخالصة لله، وتنقل في مختلف المناطق المغربية، وترك أثرًا كبيرًا في العديد من الأماكن التي زارها.
الشهرة الروحية والمكانة التاريخية
يمثل سيدي شبل الأسود رمزًا من رموز الروحانية والتقوى في المغرب. عُرفت مجالس الذكر والدروس الروحية التي كان يقيمها، والتي كانت تجذب الناس من مختلف الشرائح الاجتماعية، وتميزت هذه المجالس بتركيزها على التوجيهات الروحية البسيطة والعميقة في آن واحد، مما جعل من سيدي شبل الأسود مرشدًا للعديد من التائبين والباحثين عن السكينة.
يعتبر قبره في إحدى المناطق المغربية نقطة تجمع للزوار، حيث يذهب الكثيرون لزيارة ضريحه طلبًا للبركة والدعاء، وكما يُقال إن العديد من الكرامات قد ظهرت على يديه، مما عزز من مكانته في الذاكرة الشعبية وجعلته واحدًا من الشخصيات المحورية في الثقافة الدينية المغربية.
الأثر الثقافي والروحي لمقام سيدي شبل الأسود
زيارة مقام سيدي شبل الأسود أصبحت تشكل جزءًا من التقاليد الروحية في بعض مناطق المغرب. يتوافد الزوار إليه في مناسبات دينية مختلفة، وخاصة في المناسبات الخاصة بالتجديد الروحي مثل ذكرى وفاته، حيث تُقام الاحتفالات التي يتخللها الذكر والتسبيح، ويستمد الناس من زيارته عونًا في حياتهم الدنيوية والروحية.
الأثر الثقافي الذي تركه سيدي شبل الأسود يتجاوز المقام نفسه، فقد ألهم العديد من الأجيال اللاحقة من أهل الصوفية والعلماء، و لم يقتصر تأثيره على الجانب الروحي فقط، بل امتد ليشمل الحياة اليومية للناس في تلك المناطق، حيث كانت قيمه من الزهد والورع أساسًا لكثير من العادات والممارسات اليومية.
التوريث الصوفي وأثره في الزمن المعاصر
إذا كان سيدي شبل الأسود قد عاصر فترة زمنية معينة في تاريخ المغرب، فإن رسالته الروحية ظلت حية عبر الأجيال. اليوم، لا تزال العديد من الطرق الصوفية في المغرب تحتفظ بتعاليمه، وقد تكون قد تغيرت أساليب التعبير عن هذه التعاليم في ظل العصر الحديث، لكن قيمته الروحية ظلت ثابتة في قلوب الأتباع.
وفي زمننا المعاصر، يظل سيدي شبل الأسود رمزًا من رموز الاستقامة الروحية. حيث نجد الشباب في العديد من المدن المغربية يبحثون عن إحياء هذه التعاليم في حياتهم اليومية، وقد ساعدت التقنيات الحديثة في نقل فكرة هذا الولي الصالح عبر المنصات الرقمية، وفالمقامات والمزارات الصوفية أصبحت تحظى بمتابعة كبيرة، ولا تقتصر على الزوار المحليين فقط، بل حتى الزوار الأجانب الذين يرغبون في اكتشاف ثقافة المغرب الروحية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأعلام البارزة والديني شبل الأسود العدید من
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرنوت: العديد من قادة الدول يتوددون لزعيم سوريا الجديد
تقول صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن العديد من الدول تشارك في الأحداث في سوريا ويستمر تدفق قياداتها إلى دمشق، مشيرة إلى وصول وزيري خارجية فرنسا وألمانيا أمس بعد أن زارها ممثلون من أوكرانيا والولايات المتحدة وتركيا وقطر وغيرها.
وأوردت الصحيفة ما تريده كل من هذه الدول من دمشق وتوقعاتها للعلاقات بين كل منها وسوريا الجديدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: حظر الأونروا يفاقم أزمة غزة والضفة و11 مليار دولار فاتورة إسرائيلlist 2 of 2جدعون ليفي: سيعرف العالم كله أن إسرائيل تقف وراء مجرمي حربend of listوتشير يديعوت أحرنوت إلى أن روسيا التي دعمت إلى جانب إيران نظام الأسد وكانت مسؤولة بشكل مباشر عن مقتل مئات الآلاف من السوريين، تحاول جذب القيادة الجديدة على الرغم من أنها تستضيف الدكتاتور السوري المخلوع بشار الأسد في موسكو.
وأشارت إلى أن أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة قال في مقابلة مع وسائل الإعلام السعودية إن سوريا لها مصالح إستراتيجية مع روسيا وإنه يأمل ألا تغادر موسكو بطريقة لا تتوافق مع العلاقات الثنائية.
الشرعية والتمويل
ومع ذلك، أضافت أنه من غير المرجح أن ينحاز أحمد الشرع إلى روسيا، وهو بحاجة إلى الشرعية والتمويل من الغرب بما في ذلك رفع العقوبات للسماح بالتجارة والاستثمارات الأجنبية.
وقالت الصحيفة أيضا إن أحمد الشرع يدرك جيدا الحاجة إلى تقديم صورة نظيفة للغرب إذا كان يأمل في الحصول على شرعية لحكمه. وزعمت أنه بينما يظهر نفسه كشخص يسعى إلى السلام، لا يزال ماضيه في "تنظيم القاعدة" يطغى على العديد من وعوده للمستقبل.
إعلانلكن لا يبدو أن الزعيم السوري الجديد لديه شكوك حول ما إذا كان سينحاز إلى الغرب أو الروس. موسكو ليست خيارا حقيقيا بالنسبة له.
لا يريد قتالا مع روسياونقلت عن البروفيسور إيال زيسر، الخبير الإسرائيلي في شؤون سوريا ولبنان ونائب رئيس جامعة تل أبيب، أنه يعتقد أن الشرع لن يعتمد على روسيا لكنه لا يريد قتالا مع الروس، "إنه يريد إنهاء الأمور مع موسكو بشكل إيجابي".
ويعتقد زيسر، حسب الصحيفة، أن هناك حسابا تاريخيا مفتوحا لقوى المعارضة السورية السابقة مع روسيا، التي سارعت إلى توفير ملاذ لبشار الأسد، مضيفا: "يمكن للولايات المتحدة أن تتوصل إلى اتفاقيات مع الشرع بسهولة أكبر مما تستطيع روسيا، التي لا تزال متعبة من الجماعات الإسلامية".
واستمرت يديعوت أحرنوت تنقل عن زيسر قوله إن النظام الجديد في سوريا يحتاج إلى المال لإعادة بناء سوريا وإعادة تأهيلها، وإن الأسد اعتمد بشكل كبير على عائدات تجارة المخدرات، وهناك حاجة الآن إلى مصدر دخل جديد. "إنه بحاجة إلى قطر ودول الخليج والولايات المتحدة والغرب، ويحتاج إلى رفع العقوبات حتى تكون هناك تجارة واستثمارات بالإضافة إلى مساعدة مالية".
تركيا والسعودية وإيران
ونسبت إلى الدكتورة غاليا ليندن شتراوس، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي قولها إن "النظام السوري الجديد يعتمد بشكل كبير على تركيا لإعادة بناء البلاد بعد الأسد، ومن المرجح أن يختار الشرع تأسيس قيادته قبل أن يواجه الأكراد في قتال".
وأضافت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية أيضا تعمل على بناء علاقاتها مع النظام الجديد. وقال الشرع إن "الرياض تريد الاستقرار في سوريا ولها دور مركزي تلعبه".
وعن علاقة سوريا الجديدة بإيران أشارت الصحيفة إلى قول الشرع: "آمل أن تعيد إيران النظر في مشاركتها في المنطقة. نحن نسعى إلى إقامة علاقات متوازنة مع الجميع ويجب على إيران أن تنحاز إلى الشعب السوري".
إعلانوختمت بالقول إن المسؤولين في إسرائيل يشعرون بالقلق من أن الشرع قد يخدع الغرب، ويصرون على استمرار سيطرة إسرائيل على الجزء السوري من جبل الشيخ والمنطقة العازلة في مرتفعات الجولان حتى تتضح الأمور.