الشمبانزي يمتلك ثقافة متراكمة مثل البشر
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
لطالما اعتقد الباحثون أن التراكم الثقافي بين الأجيال هو ما ميزنا كبشر عن غيرنا من الكائنات الحية، لكن يبدو أن للشمبانزي رأيا آخر. إذ كشفت دراسة جديدة متعددة التخصصات أجرتها جامعة زيورخ عن اكتشاف أوجه غير متوقعة للثقافة التراكمية لدى الشمبانزي، وهو اكتشاف يحمل دلالات عميقة لفهم كيفية تطور الثقافة البشرية.
وتربط الدراسة المنشورة في دورية "ساينس" المرموقة بين الهجرة الوراثية والثقافة التراكمية لدى الشمبانزي، مسلطة الضوء على كيفية انتشار واستخدام أدوات معقدة بين مجتمعات الشمبانزي عبر الأجيال.
الشمبانزي ومظاهر الثقافة التراكميةتُظهر الدراسات طويلة المدى أن الشمبانزي، مثل البشر، ينقل ثقافته عبر الأجيال. فبعض مجتمعات الشمبانزي تستخدم أدوات معقدة، كالحجارة والعصي، لاستخراج الطعام.
وبالرغم من ذلك، لم تصل هذه الثقافات إلى مستويات التطور التي شهدتها الثقافة البشرية، وتشير أندريا ميغليانو -الأستاذة بمجموعة علم البيئة التطوري البشري، قسم الأنثروبولوجيا التطورية، جامعة زيورخ، سويسرا، والمشرفة على الدراسة- إلى أن هذه الاختلافات تنبع من معدلات التنقل بين المجموعات ومستوى التعاون الاجتماعي.
وتوضح ميغليانو في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "في حين أن التراكم الثقافي موجود لدى الشمبانزي، فإن هذه السمة لدى الشمبانزي ليست إلا سمة بدائية".
وجمع الباحثون معلومات عن علامات التشابه الجيني والأدلة الجينية على الروابط بين مجموعات مختلفة من الشمبانزي لمقارنة أنماط الهجرة الوراثية والثقافات، ومقارنة مجموعة من سلوكيات البحث عن الطعام التي سبق أن ورد أنها مكتسبة ثقافيا، من إجمالي 35 موقعا عبر أفريقيا لدراسة الشمبانزي في مختلف أنحاء القارة.
وقام الباحثون بتقسيم هذه السلوكيات إلى مجموعة لا تتطلب أدوات، وأخرى تتطلب أدوات بسيطة، وأخيرة تتضمن السلوكيات الأكثر تعقيدا التي تعتمد على مجموعة من الأدوات الأعلى تقنيا.
وتوصل الباحثون إلى أن الأدوات البسيطة مثل إسفنج الأوراق الذي يستخدمه الشمبانزي للحصول على الماء يمكن إعادة ابتكاره بسهولة، بالتالي لا تعتمد مثل تلك التقنيات المباشرة على التراكم الثقافي.
في المقابل، أظهرت الأدوات المعقدة ارتباطا مباشرا بالهجرة الوراثية، مثل مجموعة الأدوات المستخدمة في استخراج النمل الأبيض. تقول ميغليانو: "كانت الأدوات المعقدة موجودة فقط في المجتمعات المرتبطة بالهجرة، مما يجعل من غير المرجح حقا إعادة اختراعها بالتوازي"، مما يشير إلى دور الهجرة في انتشار هذه التقنيات.
هاجر إناث الشمبانزي عند بلوغها سن النضج إلى مجتمعات جديدة لتجنب التزاوج الداخلي (غيتي) دور الإناث في نشر الثقافةفي البشر، يتنقل كلا الجنسين بين المجتمعات دون قيود، ولكن على العكس، تهاجر إناث الشمبانزي عند بلوغها سن النضج إلى مجتمعات جديدة لتجنب التزاوج الداخلي.
وتلعب هذه الهجرة دورا أساسيا في نشر الابتكارات الثقافية بين المجموعات، كما توضح ميغليانو في تصريحها للجزيرة نت: "في كل مرة يحدث فيها تبادل للأدوات المعقدة بين المجتمعات، يكون هناك مؤشر على الهجرة (تقاسم الحمض النووي)، لكن لم تؤد كل الهجرات إلى تقاسم الأدوات المعقدة".
وتمثل نتائج الدراسة خطوة كبيرة نحو فهم كيفية تطور السلوكيات الثقافية لدى الشمبانزي والبشر. وتشير ميغليانو إلى أن البشر طوروا اعتمادا كبيرا على التقنيات المبتكرة للوصول إلى الموارد، مما أدى إلى تسريع وتيرة التطور الثقافي مقارنة بالشمبانزي، ومع تزايد الاعتماد على التقنيات والتعاون والهجرات غير المحدودة التي تميز بها البشر، انطلقت الثقافة البشرية نحو مستويات غير مسبوقة في هذا الكوكب.
ويعمل الفريق البحثي حاليا على ورقة متابعة تهدف إلى مقارنة معدلات الهجرة ومعدلات انتقال الثقافة بين البشر والشمبانزي. والنتائج المرتقبة ستسهم في توضيح أعمق لأسباب تفوق البشر في تطوير الثقافة التراكمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بحضور المحافظ.. قصور الثقافة بأسيوط تحتفل بالأطفال مرضى السكري| صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد قصر ثقافة أسيوط، احتفالية فنية، نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، احتفالا بأبطال مرضى السكري من الأطفال، تحت شعار "سكري صديقي"، جاءت في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمرضى السكري، ضمن برامج وزارة الثقافة، وبالتعاون مع وزارة الصحة والسكان.
شهد الاحتفالية اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، د. مينا عماد، نائب المحافظ، ضياء مكاوي، رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي، وعدد من قيادات الثقافة والصحة والتأمين الصحي بالمحافظة.
وجه محافظ أسيوط، خلال كلمته، الشكر للقيادة السياسية لتكليفه بخدمة أهالي محافظة أسيوط الذين يعتز بهم كثيرا، منوها لأهمية توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المصابين بالسكري وضرورة التكاتف المجتمعي لدعم الأطفال وأسرهم، بما يخلق بيئة إيجابية تساعدهم على مواجهة المرض بثقة وثبات.
وعبر دكتور محمد زين، وكيل وزارة الصحة والسكان بأسيوط، عن سعادته للمشاركة في احتفالية أبطال السكري من الأطفال مقدما الشكر والتقدير للثقافة على التعاون الجدير بالثقة في كل عام، منوها لأهمية توفير فرصة لتقديم التقدير والدعم لهؤلاء الأطفال المميزين.
وأشار دكتور محمد علي رسلان، مدير عام فرع التأمين الصحي، إلى أن الأطفال المصابون بالسكري يواجهون تحديات يومية قد تكون صعبة، مثل مراقبة مستويات السكر، الالتزام بالحقن أو مضخات الأنسولين، واتباع نظام غذائي صحي، مؤكدا أنهم أبطال، لأنهم يثبتون أن التحديات لا يمكن أن تقف عائقا أمام حياتهم الطبيعية
وقد بدأت فعاليات الاحتفالية بعروض فنية للأطفال بساحة القصر قدمها فريق ابتسامة على أنغام الموسيقى، إلى جانب عروض مسرح عرائس للأطفال، وورش للرسم الحر، وأخرى للرسم على الوجوه، وعروض ماسكات العرائس، والبلياتشو.
وعلى مسرح قصر ثقافة أسيوط، استهلت فعاليات الاحتفالية بالسلام الوطني، وقدمتها د. آية عبد القادر، ورحبت خلالها دكتور فاطمة إسماعيل، مدير التدريب بفرع التأمين الصحي ومنسق عام المبادرة بالحضور، موجهة الشكر والتقدير لكل من ساهم في رسم البهجة على وجوه الأطفال، مشيدة بجهود تنظيم الاحتفالية التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التوعية بمرض السكري ودعم المصابين به، وخاصة الأطفال.
أعقب ذلك عرض فيلم وثائقي عن إنجازات الدولة المصرية في القطاع الطبي، وتطوير قطاع التأمين الصحي.
وعلى أنغام الموسيقى، شهدت الاحتفالية عرضا فنيا لفريق كورال أطفال قصر ثقافة أحمد بهاء الدين المتخصص للطفل بأسيوط، بقيادة المايسترو نصر الدين أحمد، قدمت خلالها باقة من الأغاني الوطنية والطربية منها: "هنحب مين غيرها"، "يا أغلى اسم في الوجود"، سكتش "اتفضل قهوة"، "حبيبنا سيدنا النبي"، فقرة استعراضية "يا أبو زعيزع" وسط تفاعل كبير للحضور.
حضر الاحتفالية اللواء إسماعيل حسين، واللواء هشام المليجي مستشارا محافظ أسيوط، د. أحمد عثمان، نائب مدير فرع التأمين الصحي، د. مايكل يوسف، عضو النقابة العامة لأطباء مصر، علي المطيعي، مدير التسويق بفرع ثقافة أسيوط، صفاء حمدان مدير قصر ثقافة أسيوط. واختتمت فعاليات الاحتفالية بتكريم الأطفال أبطال السكري.