الجزيرة:
2025-01-05@15:54:42 GMT

الشمبانزي يمتلك ثقافة متراكمة مثل البشر

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

الشمبانزي يمتلك ثقافة متراكمة مثل البشر

لطالما اعتقد الباحثون أن التراكم الثقافي بين الأجيال هو ما ميزنا كبشر عن غيرنا من الكائنات الحية، لكن يبدو أن للشمبانزي رأيا آخر. إذ كشفت دراسة جديدة متعددة التخصصات أجرتها جامعة زيورخ عن اكتشاف أوجه غير متوقعة للثقافة التراكمية لدى الشمبانزي، وهو اكتشاف يحمل دلالات عميقة لفهم كيفية تطور الثقافة البشرية.

وتربط الدراسة المنشورة في دورية "ساينس" المرموقة بين الهجرة الوراثية والثقافة التراكمية لدى الشمبانزي، مسلطة الضوء على كيفية انتشار واستخدام أدوات معقدة بين مجتمعات الشمبانزي عبر الأجيال.

الشمبانزي ومظاهر الثقافة التراكمية

تُظهر الدراسات طويلة المدى أن الشمبانزي، مثل البشر، ينقل ثقافته عبر الأجيال. فبعض مجتمعات الشمبانزي تستخدم أدوات معقدة، كالحجارة والعصي، لاستخراج الطعام.

وبالرغم من ذلك، لم تصل هذه الثقافات إلى مستويات التطور التي شهدتها الثقافة البشرية، وتشير أندريا ميغليانو -الأستاذة بمجموعة علم البيئة التطوري البشري، قسم الأنثروبولوجيا التطورية، جامعة زيورخ، سويسرا، والمشرفة على الدراسة- إلى أن هذه الاختلافات تنبع من معدلات التنقل بين المجموعات ومستوى التعاون الاجتماعي.

وتوضح ميغليانو في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "في حين أن التراكم الثقافي موجود لدى الشمبانزي، فإن هذه السمة لدى الشمبانزي ليست إلا سمة بدائية".

وجمع الباحثون معلومات عن علامات التشابه الجيني والأدلة الجينية على الروابط بين مجموعات مختلفة من الشمبانزي لمقارنة أنماط الهجرة الوراثية والثقافات، ومقارنة مجموعة من سلوكيات البحث عن الطعام التي سبق أن ورد أنها مكتسبة ثقافيا، من إجمالي 35 موقعا عبر أفريقيا لدراسة الشمبانزي في مختلف أنحاء القارة.

وقام الباحثون بتقسيم هذه السلوكيات إلى مجموعة لا تتطلب أدوات، وأخرى تتطلب أدوات بسيطة، وأخيرة تتضمن السلوكيات الأكثر تعقيدا التي تعتمد على مجموعة من الأدوات الأعلى تقنيا.

وتوصل الباحثون إلى أن الأدوات البسيطة مثل إسفنج الأوراق الذي يستخدمه الشمبانزي للحصول على الماء يمكن إعادة ابتكاره بسهولة، بالتالي لا تعتمد مثل تلك التقنيات المباشرة على التراكم الثقافي.

في المقابل، أظهرت الأدوات المعقدة ارتباطا مباشرا بالهجرة الوراثية، مثل مجموعة الأدوات المستخدمة في استخراج النمل الأبيض. تقول ميغليانو: "كانت الأدوات المعقدة موجودة فقط في المجتمعات المرتبطة بالهجرة، مما يجعل من غير المرجح حقا إعادة اختراعها بالتوازي"، مما يشير إلى دور الهجرة في انتشار هذه التقنيات.

هاجر إناث الشمبانزي عند بلوغها سن النضج إلى مجتمعات جديدة لتجنب التزاوج الداخلي (غيتي) دور الإناث في نشر الثقافة

في البشر، يتنقل كلا الجنسين بين المجتمعات دون قيود، ولكن على العكس، تهاجر إناث الشمبانزي عند بلوغها سن النضج إلى مجتمعات جديدة لتجنب التزاوج الداخلي.

وتلعب هذه الهجرة دورا أساسيا في نشر الابتكارات الثقافية بين المجموعات، كما توضح ميغليانو في تصريحها للجزيرة نت: "في كل مرة يحدث فيها تبادل للأدوات المعقدة بين المجتمعات، يكون هناك مؤشر على الهجرة (تقاسم الحمض النووي)، لكن لم تؤد كل الهجرات إلى تقاسم الأدوات المعقدة".

وتمثل نتائج الدراسة خطوة كبيرة نحو فهم كيفية تطور السلوكيات الثقافية لدى الشمبانزي والبشر. وتشير ميغليانو إلى أن البشر طوروا اعتمادا كبيرا على التقنيات المبتكرة للوصول إلى الموارد، مما أدى إلى تسريع وتيرة التطور الثقافي مقارنة بالشمبانزي، ومع تزايد الاعتماد على التقنيات والتعاون والهجرات غير المحدودة التي تميز بها البشر، انطلقت الثقافة البشرية نحو مستويات غير مسبوقة في هذا الكوكب.

ويعمل الفريق البحثي حاليا على ورقة متابعة تهدف إلى مقارنة معدلات الهجرة ومعدلات انتقال الثقافة بين البشر والشمبانزي. والنتائج المرتقبة ستسهم في توضيح أعمق لأسباب تفوق البشر في تطوير الثقافة التراكمية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

قصور الثقافة تعرض «الزيبق» و«لا تشعل الضوء» في نوادي مسرح شرق الدلتا

بدأت الهيئة العامة لقصور الثقافة فعاليات عروض نوادي المسرح بقصر ثقافة الزقازيق، والتي تستمر حتى 10 يناير الحالي ضمن برامج وزارة الثقافة، بالعرض المسرحي «الزيبق» من تأليف وإخراج ولاء زكي، والذي يدور حول تأثير التربية القاسية غير الواعية وآثارها النفسية المدمرة على الإنسان، بالإضافة إلى غياب دور المجتمع في احتواء الأشخاص الذين يعانون من الوحدة والتفكك العقلي نتيجة الإفراط في استخدام الهواتف الذكية.

كما تتضمن الفعاليات العرض المسرحي «من أكل البازلاء» لفرقة قصر ثقافة بلبيس من تأليف محمد الشربيني وإخراج أحمد بلطة، ويناقش قضية الشك بأنواعه، حيث يواجه البطل القعيد شكوكا مطلقة تؤدي به إلى العيش في كوابيس مما يعكس صراعه الداخلي بين الواقع والأوهام، أما العرض الثالث فهو «المشنقة» عن نص «الحبل» من تأليف يوجين أونيل وإخراج رضا عواد، وتدور أحداثه حول إبراهيم الذي ينتظر عودة ابنه الذي سرق منه المال، مشروطا بعودة ابنه لشنق نفسه أمامه ليعفو عنه، في وقت يحيك فيه زوج الأخت شعلان مؤامرات للاستيلاء على أموال إبراهيم.

وضمن عروض فرع ثقافة دمياط، قدمت فرقة قصر ثقافة فارسكور العرض المسرحي «لا تشعل الضوء» من تأليف أحمد سعد وإخراج خالد مراد، ويناقش العرض مفهوم العدالة من خلال تسليط الضوء على فكرة أن العدالة ليست مطلقة بل هي نسبية تتفاوت حسب رؤية كل شخص لقضيته وحقه. وبعد العروض، أقيمت ندوات ومناقشات أدارها المخرج محمد الزيني، وناقشها الكاتب مجدي الحمزاوي، والكاتبة صفاء البيلي.. وتناولت المناقشات تدريب الممثل على الأداء، والتجانس بين الممثلين، وتعلم لغة الجسد، وأهمية روح الفريق، بالإضافة إلى نبذة عن تاريخ المسرح، وتعريف الدراماتورج، وسيكولوجية مشاهدة النص، وكيفية تلافي الأخطاء الإخراجية المعتادة.

والعروض من إنتاج الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية، وبرئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتتم بالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافي بإشراف الكاتب أحمد سامي خاطر، حيث يشارك الإقليم بـ24 عرضا من فروعه في الشرقية، الدقهلية، ودمياط.

اقرأ أيضاً«رئيس الأعلى للإعلام» يبحث مع وزير الثقافة تعزيز الوعي الفكري

الثقافة تحتفل بالعام الميلادي الجديد على مسرح المركز الثقافي بطنطا

الأوقاف تعقد ندوات بقصور الثقافة على مستوى الجمهورية

مقالات مشابهة

  • أحمد هنو يوجه بتحسين نظافة قصر ثقافة مصطفى كامل وتكثيف الفعاليات
  • وزير الثقافة يوجه بعمل تقرير مفصل عن "قصر التذوق" بسيدي جابر
  • قصر ثقافة الأنفوشي تواصل تقديم عروض نوادي المسرح بالإسكندرية
  • قصر ثقافة الأنفوشي يشهد استمرار عروض نوادي المسرح بالإسكندرية
  • غدا.. انطلاق أسبوع قصور الثقافة للشباب بالشلاتين
  • قصور الثقافة تعرض «الزيبق» و«لا تشعل الضوء» في نوادي مسرح شرق الدلتا
  • ثقافة سوهاج تنظم احتفالية بالعام الجديد لدعم المتعافين من الإدمان 
  • بناء الإنسان والتحول الرقمي في مناقشات قصور الثقافة بالجيزة
  • "قيم المواطنة" محاضرة ثقافية بمركز ثقافة الطفل بطهطا
  • توزيع مساعدات غذائية وبطاطين على أهالي حلايب وشلاتين