الجزيرة:
2025-05-02@13:50:51 GMT

الشمبانزي يمتلك ثقافة متراكمة مثل البشر

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

الشمبانزي يمتلك ثقافة متراكمة مثل البشر

لطالما اعتقد الباحثون أن التراكم الثقافي بين الأجيال هو ما ميزنا كبشر عن غيرنا من الكائنات الحية، لكن يبدو أن للشمبانزي رأيا آخر. إذ كشفت دراسة جديدة متعددة التخصصات أجرتها جامعة زيورخ عن اكتشاف أوجه غير متوقعة للثقافة التراكمية لدى الشمبانزي، وهو اكتشاف يحمل دلالات عميقة لفهم كيفية تطور الثقافة البشرية.

وتربط الدراسة المنشورة في دورية "ساينس" المرموقة بين الهجرة الوراثية والثقافة التراكمية لدى الشمبانزي، مسلطة الضوء على كيفية انتشار واستخدام أدوات معقدة بين مجتمعات الشمبانزي عبر الأجيال.

الشمبانزي ومظاهر الثقافة التراكمية

تُظهر الدراسات طويلة المدى أن الشمبانزي، مثل البشر، ينقل ثقافته عبر الأجيال. فبعض مجتمعات الشمبانزي تستخدم أدوات معقدة، كالحجارة والعصي، لاستخراج الطعام.

وبالرغم من ذلك، لم تصل هذه الثقافات إلى مستويات التطور التي شهدتها الثقافة البشرية، وتشير أندريا ميغليانو -الأستاذة بمجموعة علم البيئة التطوري البشري، قسم الأنثروبولوجيا التطورية، جامعة زيورخ، سويسرا، والمشرفة على الدراسة- إلى أن هذه الاختلافات تنبع من معدلات التنقل بين المجموعات ومستوى التعاون الاجتماعي.

وتوضح ميغليانو في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "في حين أن التراكم الثقافي موجود لدى الشمبانزي، فإن هذه السمة لدى الشمبانزي ليست إلا سمة بدائية".

وجمع الباحثون معلومات عن علامات التشابه الجيني والأدلة الجينية على الروابط بين مجموعات مختلفة من الشمبانزي لمقارنة أنماط الهجرة الوراثية والثقافات، ومقارنة مجموعة من سلوكيات البحث عن الطعام التي سبق أن ورد أنها مكتسبة ثقافيا، من إجمالي 35 موقعا عبر أفريقيا لدراسة الشمبانزي في مختلف أنحاء القارة.

وقام الباحثون بتقسيم هذه السلوكيات إلى مجموعة لا تتطلب أدوات، وأخرى تتطلب أدوات بسيطة، وأخيرة تتضمن السلوكيات الأكثر تعقيدا التي تعتمد على مجموعة من الأدوات الأعلى تقنيا.

وتوصل الباحثون إلى أن الأدوات البسيطة مثل إسفنج الأوراق الذي يستخدمه الشمبانزي للحصول على الماء يمكن إعادة ابتكاره بسهولة، بالتالي لا تعتمد مثل تلك التقنيات المباشرة على التراكم الثقافي.

في المقابل، أظهرت الأدوات المعقدة ارتباطا مباشرا بالهجرة الوراثية، مثل مجموعة الأدوات المستخدمة في استخراج النمل الأبيض. تقول ميغليانو: "كانت الأدوات المعقدة موجودة فقط في المجتمعات المرتبطة بالهجرة، مما يجعل من غير المرجح حقا إعادة اختراعها بالتوازي"، مما يشير إلى دور الهجرة في انتشار هذه التقنيات.

هاجر إناث الشمبانزي عند بلوغها سن النضج إلى مجتمعات جديدة لتجنب التزاوج الداخلي (غيتي) دور الإناث في نشر الثقافة

في البشر، يتنقل كلا الجنسين بين المجتمعات دون قيود، ولكن على العكس، تهاجر إناث الشمبانزي عند بلوغها سن النضج إلى مجتمعات جديدة لتجنب التزاوج الداخلي.

وتلعب هذه الهجرة دورا أساسيا في نشر الابتكارات الثقافية بين المجموعات، كما توضح ميغليانو في تصريحها للجزيرة نت: "في كل مرة يحدث فيها تبادل للأدوات المعقدة بين المجتمعات، يكون هناك مؤشر على الهجرة (تقاسم الحمض النووي)، لكن لم تؤد كل الهجرات إلى تقاسم الأدوات المعقدة".

وتمثل نتائج الدراسة خطوة كبيرة نحو فهم كيفية تطور السلوكيات الثقافية لدى الشمبانزي والبشر. وتشير ميغليانو إلى أن البشر طوروا اعتمادا كبيرا على التقنيات المبتكرة للوصول إلى الموارد، مما أدى إلى تسريع وتيرة التطور الثقافي مقارنة بالشمبانزي، ومع تزايد الاعتماد على التقنيات والتعاون والهجرات غير المحدودة التي تميز بها البشر، انطلقت الثقافة البشرية نحو مستويات غير مسبوقة في هذا الكوكب.

ويعمل الفريق البحثي حاليا على ورقة متابعة تهدف إلى مقارنة معدلات الهجرة ومعدلات انتقال الثقافة بين البشر والشمبانزي. والنتائج المرتقبة ستسهم في توضيح أعمق لأسباب تفوق البشر في تطوير الثقافة التراكمية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

بحسب إف بي آي.. مواقع تحويل الملفات تخترق حاسوبك

في مطلع مارس/آذار الماضي خرج مكتب التحقيقات الفدرالي في مدينة دنفر بولاية كولورادو الأميركية ببيان رسمي محذرا من مواقع تحويل الملفات، وذلك بعد أن وردته العديد من الشكاوى من مثل هذه المواقع، إذ اكتشف فريق التحقيقات أن هذه المواقع تستخدم لحقن برمجيات خبيثة في أجهزة الضحايا.

توسع المكتب في تحذيراته قائلا إن فرق التحقيقات وجدت برمجيات تجسس وفدية مثبتة في حواسيب الضحايا، وذلك بعد استخدام أدوات تحويل الملفات عبر الإنترنت أو حتى دمج الملفات وتحميلها مجانا من المواقع المدفوعة.

طريقة مبتكرة للاختراق

وضح تقرير المكتب الفدرالي أن القراصنة يستخدمون مجموعة من المواقع المختلفة المعروفة والأخرى الحديثة من أجل زرع هذه البرمجيات الخبيثة، وفي العادة، تدعي هذه المواقع أنها قادرة على تحويل المستندات النصية إلى ملفات "بي دي إف" أو العكس، فضلا عن قص الصور وتصغير حجمها والتحويل بين صيغها المختلفة.

كذلك تدعي هذه الأدوات أنها قادرة على تحميل ملفات "إم بي 3" (MP3) الصوتية بشكل مجاني ودمجها مباشرة في الأدوات الأخرى المختلفة، وفي العادة، تنتج هذه الأدوات ملفات قابلة للتحميل، وفور تحميلها يتمكن المجرمون من الوصول إلى حواسيب الضحايا عند بعد.

إعلان

وإذا لم يكن اختراق حواسيب الضحايا عن بعد كافيا، فإن تقرير المكتب أشار إلى كون هذه الأدوات تتعرف على النصوص والمعلومات الموجودة في الملفات المرفوعة بها لتستخدمها لاحقا أو تساوم الضحية عليها.

رفض مكتب التحقيقات توضيح المزيد من المعلومات للمواقع والصحف المهتمة بالأمن السيبراني، كون هذا الأمر قد يكشف عن الآليات التي يستخدمها المكتب من أجل مقاومة الهجمات المختلفة والتعرف عليها، وذلك تخوفا من ردة فعل المجرمين وتطوير الآليات التي يستخدمونها بشكل مباشر.

هذه الهجمات لا تشكل خطرا سيبرانيا ضخما يجعل مكتب التحقيقات الفدرالي يتحرك (شترستوك) صيحة جديدة في عالم الاختراق

بينما يشكك البعض في تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي أو كونه تعرض لقلّة من هذه المواقع التي توفر أدوات مجانية، فإن الباحث الأمني ويل توماس شارك عبر حسابه في منصة "إكس" مجموعة من هذه المواقع التي تحتوي على برمجيات خبيثة، وهي مواقع مشهورة ومستخدمة بكثرة.

تقوم هذه المواقع بتحميل ملفات برمجية قابلة للتنفيذ في الحاسوب، وفي حالة المواقع التي أشار إليها الباحث، فإن أداة فحص الفيروسات عبر الإنترنت "فيروس توتال" (Virus Total) تعرفت عليها وتيقنت من احتوائها على برمجيات خبيثة.

وإلى جانب ذلك، اكتشف أحد الخبراء الأمنيين المهتمين بمتابعة برمجيات "غوت لودر" (Goatloader) الشهيرة أن هذه المواقع تستخدم حملات ترويج مدفوعة من "غوغل" لتضمن وصول الضحايا إليها بشكل مباشر، كما كشف الخبير عبر حسابه في "إكس" عن أحد هذه المواقع المستضافة في "وردبرس" (WordPress).

وبحسب ما كشفه، فإن الموقع يعرض تحميل ملف مضغوط يضم ملف "بي دي إف" تم تحويله بناء على طلب العميل، ولكن بدلا من وجود المستند النصي، يجد العميل برمجية خبيثة تدعى "غوت لودر" تعمل على تحميل المزيد من البرمجيات الخبيثة في النظام ليصبح اختراقه أمرا أسهل وأكثر يسرا.

إعلان نافذة من أجل هجمات أكبر

في العادة، لا تمثل هذه الهجمات خطرا سيبرانيا ضخما يجعل مكتب التحقيقات الفدرالي يتحرك، ولكن في السنوات الماضية، تم استخدام آليات هجوم مماثلة من أجل توزيع برمجيات خبيثة وطلب فدية كبيرة من الشركات الضحية.

وتصل هذه البرمجيات إلى الشركات عبر أكثر من طريقة، إما عبر استخدام الموظفين داخلها لهذه المواقع المشبوهة أو عبر توصيل حاسوب الموظف المخترق بالشبكة الرئيسية داخل الشركة، مما يمنع المخترق الوصوا إلى كافة البيانات والحواسيب المتصلة بهذه الشبكة، وقد حدث هذا سابقا مع هجمات "ريفيل" (REvil) و"بلاك سويت" (BlackSuit).

بالطبع، لا يمكن القول إن جميع أدوات تحويل الملفات المتاحة عبر الإنترنت هي خبيثة وتضم برمجيات خبيثة، ولكن الحذر في مثل هذه الحالات يعد واجبا للغاية، وذلك بسبب خطورة الهجمات السيبرانية وتبعاتها.

مكتب التحقيقات الفدرالي أشار في بيانه إلى أن التوعية ضد مثل هذه الهجمات هي الحل الأمثل لردعها ومنعها من الحدوث (شترستوك) التوعية هي سلاح الردع الأقوى

أشار مكتب التحقيقات الفدرالي في بيانه إلى أن التوعية ضد مثل هذه الهجمات هي الحل الأمثل لردعها ومنعها من الحدوث، فرغم تطور آليات مراقبة الفيروسات فإنه لن تفيد فور حدوث الإصابة، ويجب محاولة الحماية من الإصابة قبل حدوثها في الأساس.

ويتم هذا عبر استخدام مجموعة من الأدوات وبرمجيات فحص ملفات التحميل النشطة، وذلك لمواجهة الهجوم قبل حدوثه في البداية، كما أن غالبية الأدوات والبرمجيات التي توفر الحماية النشطة تعمل على فحص المواقع أيضا.

كما أكد على توخي الحذر والحيطة عند استخدام مثل هذه الأدوات، والاكتفاء بالأدوات الشهيرة والمستخدمة بكثرة أو حتى الأدوات التي توفر هذه الخاصية دون الحاجة إلى زيارة المواقع المختلفة في الإنترنت.

مقالات مشابهة

  • «ثقافة أبوظبي» تُطلق منتدى «النهوض بالمعرفة»
  • لطيفة بنت محمد تبحث التعاون مع وزير ثقافة كوستاريكا
  • المرأة العاملة ضمن مناقشات قصور الثقافة بالغربية للاحتفال بعيد العمال
  • أدباء الغربية يوصون بتوفير مقر دائم لقصر ثقافة العاصمة وبيت لكفر الزيات | تفاصيل
  • أبرزها توفير مقر مناسب لقصر ثقافة العاصمة.. ننشر توصيات مؤتمر اليوم الواحد الأدبي بالغربية
  • مجلس المحافظة يوافق على تخصيص ٤٠ الف دينار لمديرية ثقافة اربد
  • بحسب إف بي آي.. مواقع تحويل الملفات تخترق حاسوبك
  • الجديع ينتقد إدارة الهلال بعد خسارته : أخطاء متراكمة وأداء لا يليق .. فيديو
  • ثقافة الغربية تكرم اسم الدكتور نبيل فاروق في مؤتمر اليوم الواحد الأدبي
  • انطلاق فعاليات مؤتمر اليوم الواحد الأدبي بالغربية تحت شعار «الإبداع الأدبي بين الخيال والهوية»