تمكنت فصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا من إحكام السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر مدن البلاد، وما يحيط بها من ثكنات وأكاديميات عسكرية ومطارات، وتتجه الآن للتركيز على جبهة حماة، بعدما سيطرت على عدة قرى وبلدات في ريفها الشرقي.

وأعلن تحالف فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، صباح الإثنين، استكمال عملية السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف حلب من الجهة الشمالية، قائلا إنه خاض عمليات ضد قوات النظام السوري و"وحدات حماية الشعب" الكردية.

ومن بين هذه القرى: أم العمد وتل رحال والجوبة والشيخ كيف، وتتبع جميعها إلى مدينة تل رفعت التي سيطر عليها تحالف الفصائل ضمن عملية أسماها بـ"فجر الحرية".

في المقابل، أعلنت فصائل مسلحة أخرى تنضوي ضمن غرفة عمليات ما بعرف بـ "ردع العدوان"، السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف مدينة حماة من الجهة الشمالية، ونشرت تسجيلا مصورا وثق استهدافها بالطائرات المسيرة للتعزيزات التي يستقدمها النظام السوري إلى المنطقة.

بعد أحداث سوريا.. مخاوف من عودة نشاط الجماعات الجهادية في المنطقة مراقبون يرون أن استغلال الجماعات الجهادية للوضع السوري لا يقتصر على العمليات المسلحة فقط، بل يمتد إلى تجنيد عناصر جديدة. الفقر والبطالة والنزوح الناتج عن الصراع المستمر يعد بيئة خصبة لاستقطاب الأفراد، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية والدعم الحكومي. "على جبهتين"

تتركز عمليات الفصائل المسلحة في مدينة حلب ومحيطها بين "غرفتي عمليات"، الأولى تقودها فصائل مدعومة من تركيا والثانية تتصدرها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة قبل أن تعلن انفكاكها عن القاعدة"، انطلاقا من إدلب.

وكانت الفصائل المدعومة من تركيا قد أطلقت هجوما السبت، واستهدفت به قطع الطريق أمام "وحدات حماية الشعب" من شمال شرق سوريا إلى حلب، وتمكنت بالفعل من تحقيق ذلك، بعدما سيطرت على مطار كويرس من الجهة الشرقية للمدينة.

كما سيطرت على مدينة السفيرة وجميع القرى والبلدات بينها خناصر، وقالت إنها قطعت الطريق ما بين الرقة وحلب.

وجاء الهجوم المذكور بعد دخول فصائل إدلب إلى مدينة حلب من الجهة الغربية، قبل يومين، والسيطرة على غالبية الأحياء الموجودة فيها وعلى مطارها الدولي وقطع كامل الطرق التي تصلها مع الشرق والجنوب.

ويقول النظام السوري إنه بصدد تنفيذ "هجوم مضاد" لاستعادة ما خسره في حلب.

لكن تركيز جيش النظام السوري يبدو منحصرا على نحو أكبر بجهة مدينة حماة الشمالية، في ظل أنباء عن نية الفصائل المسلحة إطلاق عملية جديدة هناك.

وشنت طائراته الحربية سلسلة غارات في الساعات الماضية على إدلب وحلب، أسفرت عن ضحايا مدنيين.

هل لا يزال الحل الدبلوماسي للأزمة السورية ممكنا؟ قال مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، إن الضربات التي وُجِّهت إلى حزب الله مؤخرًا وانشغال إيران، وانغماس روسيا في أوكرانيا، عجَّلت بالتطورات الحاصلة في سوريا. ماذا بقي في حلب؟

وهذه المرة الأولى التي يخسر فيها النظام السوري مدينة حلب ومحيطها، على صعيد تاريخ سوريا المعاصر. ولم يتبق خارج سيطرة الفصائل المسلحة في المدينة سوى حيين يخضعان لسيطرة مسلحين أكراد.

وذكرت مصادر إعلامية مطلعة من حلب لموقع "الحرة"، أن الفصائل المسلحة تفاوض المسلحين الأكراد هناك للخروج من الأحياء باتجاه مناطق شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

وتشمل المفاوضات أيضا وضع السكان الأكراد، والسماح لهم بالبقاء دون أن يتعرض لهم أحد.

وفي غضون ذلك، لا يزال الغموض يلف مصير الآلاف في عدة قرى وبلدات بريف حلب الشمالي، بعدما سيطرت فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا عليها، في إطار عملية سمتها "فجر الحرية" كانت قد أطلقتها قبل يومين.

القصر الرئاسي في حلب بقبضة مسلحين.. وفيديو يوثق الاقتحام سيطرت الفصائل المسلحة، الأحد، على قصر الضيافة الرئاسي في مدينة حلب، ونشرت مواقع معارضة للنظام لقطات من تجول مقاتلين في القصر.



واستهدفت هذه العملية المنطقة المعروفة بـ"جيب تل رفعت"، وتمكنت من السيطرة عليها كاملا بالإضافة إلى مطار منغ العسكري الواقع فيها.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أكثر من 200 ألف كردي سوري أصبحوا محاصرين بعد سيطرة الفصائل المسلحة على الجيب الذي يضم عدة قرى وبلدات.

كما أغلقت الطرقات أمام المواطنين الراغبين بالنزوح إلى مناطق أكثر أمنا، حسب المرصد.

في المقابل، قال القيادي في "الجيش الوطني السوري"، زياد حج عبيد، لموقع "الحرة"، إن عدد السكان في المناطق التي سيطروا عليها "يتراوح بين 30 إلى 40 ألف نسمة، وهم من العرب والأكراد".

وأضاف أن الفصائل "فتحت طريقا لهؤلاء السكان باتجاه أحياء الشيخ مقصود، وخيرتهم إما بالعبور إلى هناك أو البقاء مع تسليم المسلحين منهم لأنفسهم".

وإلى جانب ما سبق، ذكر مصدر إعلامي من مدينة السفيرة بريف حلب لموقع "الحرة"، إن أكثر من 3000 شخص من بلدتي نبل والزهراء تقطعت بهم السبل هناك.

وقالت المصادر إن هؤلاء "غير قادرين على الانتقال إلى منطقة أخرى، بعدما خرجوا من البلدتين اللتين كانتا تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري لسنوات، باتجاه السفيرة."

وسيطرت فصائل "الجيش الوطني" على السفيرة، الأحد. وقال حج عبيد إن الفصائل "أمّنت" جميع المدنيين هناك و"تسعى إلى نقلهم إلى مناطق بعيدة عن المواجهات".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الفصائل المسلحة عدة قرى وبلدات النظام السوری الجیش الوطنی السیطرة على مدینة حلب من ترکیا من الجهة

إقرأ أيضاً:

الادارة السورية تعلن بدء ضم الفصائل المسلحة ضمن تشكيلاتها

4 يناير، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت وزارة الدفاع في الإدارة السورية المؤقتة، اليوم السبت، بدء جلسات تنظيمية مع قيادات فصائل المعارضة المسلحة لضمها إلى وزارة الدفاع.

وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا”: ان “وزارة الدفاع السورية بدأت بعقد الجلسات التنظيمية مع القيادات العسكرية للبدء بعملية انخراط الفصائل في وزارة الدفاع”.

وتأتي هذه الاجتماعات بعد ما أكده القائد العام للإدارة السورية أحمد الشرع حول أن الحكم القادم في سوريا سيتضمن إجراء الانتخابات، وأن وزارة الدفاع ستحل جميع الفصائل المسلحة.

وأضاف ان “وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية ستحل هذه الفصائل ولن يكون هناك سلاح خارج سلطة الدولة السورية”.

ودعا الشرع حكومات العالم إلى شطب “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب وإزالة كل القيود “لتتمكن سوريا من إعادة البناء”.

وفي ما يتعلق بإدراجه شخصيا على قائمة الإرهاب، قال: “هذا ليس مهما بالنسبة لي”، بحسب وكالة الانباء السورية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • قبل الحوار الوطني..سوريا: انطلاق المباحثات لدمج الفصائل المسلحة في الجيش
  • الادارة السورية تعلن بدء ضم الفصائل المسلحة ضمن تشكيلاتها
  • وزارة الدفاع في سوريا تعلن بدء ضم الفصائل المسلحة تحت مظلتها
  • الدفاع السورية تشرع بحل الفصائل المسلحة
  • وزير الداخلية اللبناني: “ارتحنا” بعد سقوط النظام السوري وأداء الشرع يصب بمصلحة سوريا ويحترم لبنان
  • 24 قتيلا في معارك بين فصائل موالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية
  • ماذا وراء منع السويداء دخول فصائل المعارضة المسلحة؟
  • إعادة بناء الجيش السوري.. مهمة معقدة في مرحلة ما بعد الأسد
  • مصدر حشدوي: فصائل الحشد توقفت عن استهداف أمريكا وإسرائيل بأمر من خامئني
  • من فصائل إلى أحزاب: تحليل لإعادة تشكيل النظام السياسي العراقي