لبنان ٢٤:
2025-01-05@06:37:55 GMT

لا إنتصارات في الحرب

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

في اللحظة التي أُعلن فيها بدء سريان مفعول وقف إطلاق النار على لبنان ومنه حضرتني "سالفة" سمعتها من أكثر من عراقي عندما زرت بغداد في العام الذي تلا وقف الحرب العراقية – الإيرانية. وتقول "السالفة" أنه يوجد في كل بيت عراقي سيف وبندقية و"خازوق". فالسيف يرمز إلى القادسية الأولى، والبندقية هي رمز للقادسية الثانية.

أمّا "الخازوق" فهو سيكون من نصيب كل من يفكّر في أن يجرّ العراقيين إلى قادسية ثالثة.
وإذا سألنا معظم اللبنانيين اليوم عمّا إذا كانوا يفضّلون الحرب أم العيش بسلام لأتت أجوبتهم الصادقة والعفوية بتكرار مقولة "لعنة الله على الحرب"، من دون أن ننسى أن شعارات الانتصار قد رفعت منذ اللحظة الأولى لوقف النار تحت شعار "انتصار لو شو ما صار". ولكن المنطق السليم يقول بأن لا منتصرين في الحرب. فما خلفته حرب الستين يومًا من كوارث وما نتج عنها من شهداء ودمار وتهجير لا يمكن وضعه إلا في خانة الخسارة الجماعية. وهذه الخسائر الفادحة ستبدأ بالظهور تباعًا بعد أن يبرد الجرح، وبعد زوال المظاهر الاحتفالية بانتهاء الحرب وتسجيل مواقف بطولية لجهة منع العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه الاستراتيجية التي حدّدها رئيس حكومة الحرب في إسرائيل بنيامين نتنياهو عندما تحدّث عن "شرق أوسط جديد". ولعل أصدق من تحدّث عن تكلفة النصر هم الرحابنة في مسرحية بترا، عندما غنّت "يا ملك النصر وقف الساعة اللي جاية لو تعرف شو كلّف النصر…! اشياء انقالت واشيا ما نقالت وبعدا وراء الدمع مخباية".
إلاّ أن مجرد إلقاء نظرة ولو خاطفة على البنود الثلاثة عشر الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار لرأينا كنتيجة عملية أنه كان في الإمكان تلافي هذه الحرب وتجنيب لبنان كل هذه الخسائر، التي لا يمكنه تحمّلها وحده. ففي هذا الاتفاق يُلاحظ في بنديه الأول والثاني إلزام كل من "حزب الله" وإسرائيل بعدم تنفيذ أي عمل هجومي، سواء أكان من لبنان أو من إسرائيل. أمّا ما ورد في البند الثالث لجهة اعتراف كل من لبنان وإسرائيل بأهمية القرار 1701، الذي لو طّبق من قِبل طرفي الصراع منذ اليوم الأول لإعلانه على أثر حرب تموز في العام 2006 لما كانت هذه الحرب بوجهيها الاسنادي والهجومي قد أدّت إلى ما أدّت إليه.
 ويبقى ما جاء في البند الرابع لجهة "حق كل من إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس"، مدعاة قلق دائم باعتبار أن إسرائيل لن تعدم من الحجج لكي تدّعي أنها تدافع عن نفسها من أي مصدر قد يشكّل خطرًا على أمنها الشمالي. وهذا ما هو حاصل عندما يقدم الجيش الإسرائيلي على إطلاق النار في اتجاه بلدات عيتا الشعب والخيام وكفركلا وغيرها من القرى والبلدات بحجة الاشتباه بحركة استفزازية كما يدّعي. وهذه الشبهات قد تكون من بين ذرائع كثيرة ستلجأ إليها إسرائيل في المستقبل للتملص من التزاماتها.
وما جاء في البند الخامس لجهة أن "تكون قوات الأمن والجيش اللبناني الرسميان هي الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان" هو ما نصّ عليه القرار 1701، وما تضمنته وثيقة الوفاق الوطني، على أن تشرف الحكومة اللبنانية على بيع الأسلحة أو توريدها أو إنتاجها أو المواد ذات الصلة بالأسلحة في لبنان، فضلًا عن تفكيك جميع المنشآت غير المصرح بها المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد ذات الصلة بالأسلحة، وسيتم تفكيك جميع البُنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي لا تتوافق مع هذه الالتزامات.
فهذه البنود التي وافق عليها لبنان الرسمي بعدما أخذ الرئيس نبيه بري موافقة "حزب الله" هي لمصلحة معنوية للدولة اللبنانية في الدرجة الأولى، خصوصًا أن البندين الخامس والسادس تشمل مفاعيلهما كل الأراضي اللبنانية وليس فقط منطقة جنوب الليطاني، مع أن الخاسر الأكبر من حيث حجم الدمار غير المسبوق هو لبنان، الذي يعاني أزمة اقتصادية تحتاج إلى كل دقيقة ضاعت في لحظات التخّلي، وإلى كل جهد لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل أن "تطير" أموال المودعين، وقبل 17 تشرين الأول من العام 2019، وقبل أن تنهار مؤسسات الدولة، الواحدة تلو الأخرى.
فالبندان الخامس والسادس من هذا الاتفاق هما تطبيق عملي وغير مباشر للقرار 1559، وتطبيق لوثيقة الوفاق الوطني. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هل تعود الحرب ؟ : نعيم قاسم يقول إن حزب الله مستعدّ للرد على "خروقات" إسرائيل للهدنة

بيروت - أعلن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم السبت أن حزبه مستعدّ للرد على "خروقات" إسرائيل لوقف إطلاق النار بعد أكثر من شهر على سريان الاتفاق الذي ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في غضون 60 يوما.
ودخل اتفاق الهدنة حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد شهرين من بدء مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران. ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الهدنة بشكل متكرر.

وقال قاسم في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد، "قلنا بأننا نعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتطبيق الاتفاق وأننا سنصبر" لكن "لا يعني هذا أننا سنصبر لمدة ستين يوما".

وأكّد قاسم "لا يوجد جدول زمني يحدد أداء المقاومة لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء مهلة الستين يوما في الاتفاق".

وتابع "قد ينفد صبرنا قبل الستين يوما وقد يستمر، هذا أمر تقرره القيادة، قيادة المقاومة هي التي تقرر متى تصبر ومتى تبادر ومتى ترد".

ينص الاتفاق على انتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد حيث تعمل أيضا قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال 60 يوما.

وينصّ أيضا على تراجع عناصر حزب الله إلى شمال نهر الليطاني (نحو 30 كلم شمال الحدود)، وتفكيك بنيته العسكرية في جنوب النهر.

وطلب لبنان الشهر الماضي من باريس وواشنطن "الضغط" على إسرائيل من أجل "الإسراع" في سحب جيشها من جنوب البلاد.

الولايات المتحدة وفرنسا عضوان في اللجنة الخماسية التي تضم أيضا لبنان وإسرائيل واليونيفيل والمكلفة الحفاظ على الحوار بين الأطراف مع تسجيل انتهاكات وقف إطلاق النار ومعالجتها.

-"انتهاك"-
اتهمت اليونيفيل السبت اسرائيل بتدمير "برميل أزرق يمثّل خط الانسحاب بين لبنان وإسرائيل في اللبونة، وكذلك برج مراقبة تابع للقوات المسلحة اللبنانية بجوار موقع لليونيفيل في المنطقة".

واعتبرت أن "التدمير المتعمد والمباشر من جانب الجيش الإسرائيلي لممتلكات اليونيفيل والبنية الأساسية التي يمكن التعرّف عليها بوضوح والتي تخصّ القوات المسلحة اللبنانية يشكل انتهاكا صارخا للقرار 1701 والقانون الدولي".

أرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.

وأعلن الجيش الاسرائيلي الخميس ضرب منصّات إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، مؤكدا أنه سيتحرّك لإزالة أي تهديد لإسرائيل "وفق تفاهمات وقف إطلاق النار".

وحثّت اليونيفيل الشهر الماضي على "الإسراع في انسحاب الجيش الإسرائيلي ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان".

كما أعربت عن قلقها إزاء "استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكا للقرار 1701".

وشدد قاسم السبت على أن "الاتفاق يعني حصرا جنوب نهر الليطاني ويلزم اسرائيل بالانسحاب"، مضيفا أن "الدولة الآن ونحن منها مسؤولة عن أن تتابع مع الرعاة لتكف يد إسرائيل ويطبق الاتفاق".

في ملف رئاسة الجمهورية، قال قاسم إن حزبه حريص على "انتخاب الرئيس على قاعدة أن تختاره الكتل بتعاون وتفاهم في جلسات مفتوحة"، معتبرا أن "هذا التوافق هو فرصة سانحة لنقلب صفحة باتجاه الإيجابية في لبنان".

ومن المقرر عقد جلسة للبرلمان اللبناني في 9 كانون الثاني/يناير لانتخاب رئيس للجمهورية بعد أكثر من عامين على شغور المنصب.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • هل تعود الحرب ؟ : نعيم قاسم يقول إن حزب الله مستعدّ للرد على "خروقات" إسرائيل للهدنة
  • لبنان وإسرائيل على حافة المجهول: هل يصمد وقف إطلاق النار أم يشعل اليوم الـ61 شرارة الحرب من جديد؟
  • خبير عسكري: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
  • إعلام عبري: إسرائيل ستبلغ واشنطن بنيتها البقاء في لبنان بعد مهلة الـ60 يوما
  • إعلام عبري: إسرائيل ستبلغ واشنطن نيتها البقاء بلبنان بعد مهلة الـ60 يوما
  • مخالفةً الاتفاق.. إسرائيل قد تبلغ واشنطن ببقائها في لبنان
  • إسرائيل تتحدث عن نيتها البقاء بجنوب لبنان عقب نهاية مهلة الاتفاق
  • هل سنشهد صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس ووقف إطلاق النار في لبنان؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
  • إسرائيل تواصل خرق وقف إطلاق النار في لبنان .. حرق منازل وتنفيذ غارات
  • نبيه بري يبحث مع مسئول أمريكي مواصلة إسرائيل خرق اتفاق وقف النار