لماذا يستميت نظام الأسد بالدفاع عن حماة؟ خبير عسكري يجيب
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
قال الخبير العسكري العميد المتقاعد إلياس حنا إن سقوط مدينة حماة بقبضة قوات المعارضة السورية يعني الوصول إلى حمص، مما يفتح الباب أمام مدن الساحل والعاصمة السورية دمشق.
وأوضح حنا -في تحليله للجزيرة- أن قوات النظام السوري تحاول الاستماتة في خوض معركة دفاعية عن شمال حماة، مشيرا إلى أن بُعد مدينة حلب عن دمشق ساهم في سقوطها حيث يتبقى فقط التعامل مع جيوب النظام فيها.
وتقول المعارضة السورية المسلحة إنها مستمرة في التقدم بريف حماة الشمالي بعد سيطرتها على بلدات قالت إنها "إستراتيجية"، وتحدثت عن استهداف مطار حماة العسكري بالطائرات المسيّرة.
في السياق ذاته، قال التلفزيون السوري الأحد إن الجيش استعاد السيطرة على بلدة السمان و7 قرى في ريف حماة.
ووفق الخبير العسكري، فإن سقوط حماة يعني أن مساحة جغرافية كبيرة باتت تحت قبضة المعارضة السورية، إذ تبلغ مساحة إدلب 6 آلاف كيلومتر مربع، وحلب أكثر من 18 ألف كيلو متربع مربع، في حين تقدر مساحة حماة بـ9 آلاف كيلومتر مربع.
ولأول مرة منذ عام 2011، باتت حلب خارج سيطرة النظام السوري الذي تراجعت قواته بشكل مفاجئ أمام زحف الفصائل المعارضة.
كذلك أعلنت المعارضة أن قواتها سيطرت على كامل محافظة إدلب التي كانت أجزاء مهمة منها تحت سيطرة الجيش السوري وحلفائه منذ سنوات.
وأكد الخبير العسكري أن قوات المعارضة تعتمد على الحركية والطرقات من أجل السيطرة على المناطق والمدن، مشيرا إلى أن هجوم قوات النظام السوري الذي يجري الحديث عنه يتطلب عدة عوامل غير متوفرة حاليا.
ونبه إلى أن المسافة بين حماة وحلب تصل إلى 150 كيلو مترا، مما يصعب من مهمة القيام بهجوم مضاد، إلى جانب صعوبة توفير العديد والعتاد العسكري، فضلا عن عدم توفر طيران متقدم عسكريا.
ورأى حنا أن سوريا عام 2015 تختلف عن سوريا 2024، إذ ساهم التدخل الروسي آنذاك عبر سيطرة نارية برية وجوية، ووجود مقاتلين من حزب الله باسترداد الكثير من المناطق أهمها حلب.
وأوضح أن حزب الله منهمك حاليا في تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة، مثلما انهمكت روسيا في الحرب مع أوكرانيا، وكذلك دخلت إيران بمرحلة انشغال "لذلك لم تعد قوات النظام قادرة على القتال على امتداد مساحة جغرافية شاسعة".
وأعرب حنا عن قناعته بأن سيطرة قوات المعارضة على مطارات عسكرية يحمل رمزية باستحواذها على كل ما في داخلها من أسلحة وطائرات حربية، لكنه استدرك بالقول إن هذه الطائرات ليست جاهزة وتتطلب طيارين وصيانة وذخيرة.
وفي إطار عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها الأربعاء الماضي بمشاركة هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الوطني، أحرزت المعارضة السورية تقدما سريعا مكّنها من السيطرة على معظم مدينة حلب -بما في ذلك المطار الدولي ومطارا كويرس ومنّغ العسكريان ومواقع عسكرية أخرى وطرق رئيسية- وحاولت الزحف جنوبا باتجاه مدينة حماة لكن تقدمها توقف في ريفها الشمالي.
وبالتوازي مع عملية "ردع العدوان"، أطلق الجيش الوطني السوري عملية عسكرية أطلق عليها "فجر الحرية" شمال وشرق مدينة حلب، حيث توجد مناطق سيطرة لوحدات حماية الشعب الكردية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المعارضة السوریة
إقرأ أيضاً:
ما أهمية سيطرة المعارضة على معامل دفاع السفيرة في ريف حلب؟
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي إن سيطرة فصائل المعارضة السورية على معامل الدفاع في منطقة السفيرة بريف حلب تمثل إنجازا إستراتيجيا مهما، نظرا للطبيعة الحيوية لهذه المنشأة العسكرية التي تضم معامل تصنيع وتخزين ذخائر وصواريخ، إضافة إلى مواقع دفاع جوي.
وأوضح الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بسوريا- أن منطقة السفيرة التي أعلنت المعارضة السيطرة عليها تحتوي على معامل لتصنيع الذخائر والمدفعية بمختلف أنواعها، بما في ذلك صواريخ "سكود"، إلى جانب مخازن للذخائر الكيميائية.
وأشار إلى أن هذه المنشأة كانت محصنة بشكل كبير، حيث وُضعت كتيبتان للدفاع الجوي على قمتي جبلين جنوبي المنطقة لحمايتها.
وأضاف أن السيطرة على معامل الدفاع تمنح المعارضة قدرات لوجستية هائلة، إذ يمكنها الاستفادة من المواد المتوفرة في هذه المنشأة لدعم عملياتها المستقبلية، مما يعزز قدراتها القتالية ضد قوات النظام.
وأكد أن هذا الإنجاز -إن ثبت- يعكس المستوى العالي من التنظيم والقدرة العسكرية التي تمتلكها فصائل المعارضة.
التصعيد بريف حماةوفي سياق متصل، لفت الفلاحي إلى أن المعارك في ريف حماة تشهد تصعيدا كبيرا، مع استمرار المواجهات بين المعارضة وقوات النظام، خصوصا في محيط جبل زين العابدين، الذي يعد موقعا إستراتيجيا يفصل بين ريف حماة الشرقي والشمالي.
وأشار إلى أن المعارضة تحقق تقدما ملموسا في هذه المنطقة، مما يهدد بسقوط مدينة حماة خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، إذا لم تتمكن قوات النظام من تعزيز دفاعاتها.
وأشار الفلاحي إلى أن النظام بدأ بإرسال تعزيزات عسكرية، تشمل الفرقة 25 المعروفة بفرقة المهام الخاصة، إضافة إلى دعم جوي مكثف من قواته ومن روسيا. ومع ذلك، فإن قدرة المعارضة على الحفاظ على زخم المعركة قد تضعف توازن النظام في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تقدم سريع أحرزته المعارضة المسلحة، شمل السيطرة على مدينة حلب ومطارها ومحافظة إدلب بالكامل ضمن عملية "ردع العدوان"، كما أعلنت المعارضة سيطرتها على مناطق إستراتيجية أخرى.