شبكة انباء العراق:
2025-02-04@06:59:03 GMT

يا دواعش سوريا لا تفرحوا

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

تنظيم تحرير الشام -النصرة سابقاً- تنظيم إرهابي مقيّد على سجل المنظمات الإرهابية الدولية بامتياز تام، فضلاً عن رائحته الطائفية النتنة التي تزكم الأنوف..

وطبعاً فإن كل الفصائل المسلحة سواء المنضوية تحت لواء هيئة تحرير الشام أو المتحالفة معها لا تختلف عنها في الشكل والمضمون، فهي تنتمي لذات المستنقع، وتحمل ذات الفايروس الطائفي، الظلامي الخبيث .

.

فجأة وبدون مقدمات يستيقظ تنظيم تحرير الشام من منامه، ويغادر فراشه بعد سبات طويل، والمصيبة أنه لا يكتفي بالنهوض فحسب، إنما (يثور) ايضاً، وينفجر، بل ويحقق (انتصارات) لافتة على الجيش السوري في مدن حلب وأدلب وحماه.. تلك الانتصارات المخيفة التي استفزت شعوب العالم، وصدمت الجميع، لاسيما وأن العالم يعرف دموية وظلامية وطائفية هذا التنظيم.. وهنا بات من الطبيعي أن تثار الشكوك حول ما حصل في حلب من غرائب وعجائب تفك الألسن من رباطها، و تطلق الاسئلة المذيلة بعلامات الاستفهام والتعجب حول معنى هذه الكوميديا السوداء التي تجري الان وقائعها في(حلب وأدلب وحماه) وغيرها من المدن السورية التي راحت تتساقط واحدة تلو الأخرى، بسهولة ويسر عجيبين.. ولعل أول هذه الاسئلة، ذلك السؤال الباحث عن سر عودة هذا التنظيم وصحوته المفاجئة في هذا التوقيت تحديداً بعد أن ظن الجميع أنه (توفي) ولن يعود للحياة أبداً..!وإذا ما عاد يوماً – وهذا أمر صعب- فلن تكون عودته ممكنة دون عامل مساعد قوي، فعال، ذي محرك مؤثر، قادر على، إيقاظه، وتحريضه على ( استغلال) الظروف الأمنية الناشئة بسبب الحرب الصهيونية على لبنان، وانشغال حزب الله بمعركته وتصديه للعدو ( الإسرائيلي )، وتحفيز هذا التنظيم الإرهابي ودفعه نحو استفزاز أو إزعاج القوات السورية والهائها فحسب وليس إلى احتلال مدينة كبيرة مثل (حلب) التي تعد ثاني اكبر مدن سوريا، لان تحقيق هذا الأمر صعب جداً على تنظيم طائفي (مخربط ) ومتآكل، ومنهك جداً !!

أما السؤال المهم الآخر من بين الاسئلة المثارة، فهو المتعلق بأسباب انهيار قوات الجيش السوري، وسقوطها السريع أمام مثل هذه العصابات المبتذلة !!

وعدا هذين السؤالين ثمة اسئلة اخرى يربط أصحابها بين ما يحصل في حلب اليوم، وبين ما حصل في الموصل عام 2014 ، إذ يبدو أن فيلم الموصل يتكرر ذاته في حلب، وأقصد من ناحية تسليم المدينتين إلى العصابات الإرهابية تسليم يد وبدون قتال يذكر، وتكرار خيانة المسؤولين المحليين في تسهيل سقوط المدينتين !

وقبل أن أخوض في هذه المعمعة دعوني أعترف علناً بكراهيتي الشديدة للنظام السوري، ولهذه الكراهية اسباب عديدة دون شك، من بينها أن هذا النظام البعثي يحمل في جيناته فايروسات البعث العفلقي الصدامي ذاتها، حتى لو ادعى عكس ذلك، كما يحمل في منهجه وثقافته وسلوكه وفكره وتفكيره ذات الرؤى والأهداف الدموية والانقلابية والشوفينية والفاشية الصدامية، فالبعث هو البعث، سواء أكان في اليمين أو في اليسار ، وقد أثبت البعث السوري بالتجربة أنه لا يختلف عن شقيقه البعث العراقي، ولا عن أي بعث آخر، مع احترامي لوفاء الأخوة المناضلين الذين أقاموا في سوريا إبان معارضتهم لنظام صدام حسين، ولمشاعرهم الطيبة تجاه هذا النظام ، لأني مقتنع تماماً أن إيواء النظام السوري لعدد من المعارضين العراقيين في دمشق، لم يكن من اجل سواد عيونهم قط، إنما – وهم يعرفون ذلك طبعاً – كان لحسابات سياسية دقيقة، ومن أجل مقايضة (شايلوكية) لم تكن غائبة عن الأذهان.. وثمة اسباب اخرى جعلتني أيضاً لا احب النظام الدكتاتوري البعثي في سوريا، من بينها جرائمه التي ارتكبها بحق العراق بعد سقوط نظام صدام، حين كان يفتح حدوده مع العراق على مصراعيها، ويقوم بتفخيخ السيارات بيده ( الكريمة) ويرسلها مع الانتحاريين إلى أسواق وجوامع وكنائس ومدارس العراق هدية إلى أطفال بغداد وشيوخها ونسائها، فكانت اعداد الضحايا الأبرياء من ابناء شعبنا تزداد كل يوم. ولم يتوقف النظام السوري عن ارسال هذه الهدايا رغم المناشدات العراقية التي وصلت حد التوسل بقيادة النظام في الشام، ولولا توقف الأرهابيين أنفسهم لبقيت هدايا ( الأسد ) متواصلة حتى هذه اللحظة ..!

لكن كراهيتي للنظام السوري لن تعصب عيني وتمنعها عن رؤية جرائم تنظيمات تحرير الشام والقاعدة وداعش وغير ذلك من العصابات الإرهابية الدموية ..

فتنظيمات تحرير الشام والقاعدة وداعش وكل من كان على شاكلتها الإرهابية، وعقيدتها الطائفية، متساوية تماماً في انحطاط الغايات والأهداف، وفي استخدام السبل والوسائل الدموية الوسخة لغرض الوصول نحو تحقيق الغايات والأهداف البغيضة .

فالأحقاد الطائفية برأيي هي الأشد تأثيراً بين كل الاحقاد، وهي الأبلغ إيذاءً للآخر، ولا يختلف هنا الطائفي السني عن الطائفي الشيعي عن الطائفي المسيحي واليهودي أبداً.. فالطائفية عمياء وسلاحها لن يرى في (الآخر) غير صورة ( العدو) الذي يجب ذبحه بسكين عمياء أيضاً قبل ذبح غيره مهما كان..!

وهنا أودّ أن أعلق على مواقف وسياسة عشرات القنوات الفضائية العربية التي أتابعها يومياً والتي صدعت رؤوسنا بالشفافية والحيادية والمهنية، وبدعمها ومساندتها للتوجهات والأفكار المدنية أيضاً، ومن هذه القنوات: الجزيرة والعربية والحدث وسكاي نيوز وغيرها،فهذه القنوات وللأسف احتفلت إعلامياً (بانتصار ) تحرير الشام واحتلال حلب، كما تقوم بتغطية مباشرة وخبيثة لهذه (الانتصارات)، مع رش بعض البهارات الدعائية، والنمنمات المطلوبة دون أدنى احترام للمهنية والإنسانية التي تدعيها.

وللحق، فإن النظام السوري – بكل مساوئه – عندي أفضل ألف مرة من تنظيم تحرير الشام الإرهابي الدموي والظلامي العفن.

والمصيبة أن جهابذة هذه القنوات يحاولون أن يضحكوا على ذقوننا عبر محلليها ( المحايدين) ، حين يدعون أن ( هيئة ) تحرير الشام، تمثل ثورة تحررية تسعى إلى إنقاذ سوريا و (تحريرها) من قيود النظام السوري ..!

ولا أعرف كيف يكون هذا التنظيم الإرهابي حراً وثورياً، وتحررياً، بينما يطلق (مجاهدوه ) حال دخولهم حلب، شعارات طائفية وسخة، ليس لها علاقة بالحرية ولا بالثورة، ولا بالتحرير .. ويقومون بهدم بعض الحسينيات والجوامع (الأخرى). ولا اكشف سراً حين أقول إن قلبي أوجعني جداً، ونفسي اضطربت كثيراً، حتى كدت أتقيأ حين سمعت هتافات (مجاهدي) تحرير الشام المسمومة، والتي أخجل من ذكرها، لكني أضع امامكم واحدة منها فقط لتحكموا عليها. إذ ينشد (مجاهدو) هيئة تحرير الشام عند بوابة حلب :

” يا خميني بكره تشوف .. جيش السنة ألوف ألوف ..

اليوم بنحكي عالمكشوف

وجايينك ع كربلاء ” ..!

ولا اعرف ما علاقة تحرير الشعب السوري بكربلاء؟!

وما علاقة الثورة التحررية بهدم الحسينيات ؟

لذا دعوني أهمس في أذن كل من وقف في باب مبنى محافظة حلب من (دواعش تحرير الشام) هاتفاً بتلك الشعارات الطائفية العفنة وأقول له: لا تفرح يا غبي، فما من طائفي انتصر قبلك قط – أياً كان حجم هذا الطائفي – واسألوا الذين سبقوكم، وستعرفون كيف أن الطائفي مهزوم في حربه قبل أن يدخلها.

شخصياً أعدكم وعد الحر، بأنكم ستغادرون حلب حفاةً عراةً هاربين مرعوبين، كما هرب من قبلكم دواعش العراق، بعد أن سحقنا أنوفهم ورؤوسهم بالبساطيل ..

فانتظروا قليلاً .. قليلاً جداً ولا تستعجلوا … !

فالح حسون الدراجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات النظام السوری تحریر الشام هذا التنظیم فی حلب

إقرأ أيضاً:

القبض على خفاش النظام السوري السابق

سرايا - ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أنه تم إلقاء القبض على أحد رموز النظام السوري السابق، الملقب بـ"الخفاش"، والمعروف بارتكابه العديد من الجرائم البشعة بحق الشعب السوري.



وقالت الوكالة إن "إدارة الأمن العام في محافظة طرطوس، الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا، وبالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة ألقت القبض على المجرم "موسى أحمد خليفة"".


وأشارت عبر حسابها على منصة "إكس"، إلى أن موسى خليفة "ملقب بالخفاش المشهور بارتكابه للعديد من الجرائم البشعة بحق الشعب السوري"، مؤكدة أنه تم ضبط عدد من الأسلحة لديه.

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، اعتقل الأمن السوري، 36 عنصرا من قوات النظام السابق في دير الزور شرقي البلاد، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.


ونقل "تلفزيون سوريا" عن مصدر خاص في إدارة الأمن العام، قوله إن هذه العناصر اعتقلت أثناء حملة أمنية استهدفت حي الجورة والطب بمدينة دير الزور.

وأشار المصدر إلى أن هؤلاء رفضوا التسوية التي أعلنت عنها إدارة العمليات العسكرية بعد سقوط نظام بشار الأسد في الـ8 من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وبعد أيام من سقوط الأسد، أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، افتتاح مراكز تسوية لعناصر الجيش السوري والأجهزة الأمنية في العديد من المحافظات السورية.

إقرأ أيضاً : الصحة العالمية تأمل أن تعيد الولايات المتحدة النظر في قرار الانسحاب منهاإقرأ أيضاً : توفير المأوى للنازحين .. حكومة غزة تناشد الأردن بإرسال خيام ومستلزمات الإيواءإقرأ أيضاً : إصابات في صفوف جيش الاحتلال بعملية إطلاق نار قرب حاجز تياسير شرق جنين



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #الأردن#إصابات#سوريا#الصحة#الجرائم#غزة#الاحتلال#أحمد#الشعب#شهر#جنين



طباعة المشاهدات: 1664  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 04-02-2025 08:51 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
لأول مرة منذ 100 عام .. روسيا تسمح للمسلم بالزواج من 4 نساء دراسة جديدة: جميع القطط ( مختلة عقليًا ) هذا ما حصل لرجل عاش في البحر 25 عاماً بسبب بكتيريا .. رحلة تخييم تتحول إلى كابوس دائم بالفيديو .. الصفدي يعلق على أخبار إبعاد أحلام... توقف عن العمل واغلاق جميع الصيدليات .. نقابة... في لقاء حصري مع "سرايا" .. طلال أبو... بالفيديو .. حريق هائل يلتهم 3 محلات تجارية وعدد... بالفيديو .. شاهد لحظة وصول موكب الملك لإفتتاح مبنى... بمليار دولار .. ترامب يعتزم بيع أسلحة جديدة...الكشف عن تفاصيل جديدة للأسرى الذين سيفرج عنهم...ترامب يعتزم إصدار أمر تنفيذي لحظر تمويل الأونرواالصحة العالمية تأمل أن تعيد الولايات المتحدة النظر...توفير المأوى للنازحين .. حكومة غزة تناشد الأردن...إصابات في صفوف جيش الاحتلال بعملية إطلاق نار قرب...قطر: نعتمد على ترامب وإدارته في إتمام اتفاق غزةمسؤول في البيت الأبيض: ترمب يعتزم حظر تمويل...أسلحة بمليار دولار .. أحدث هدايا ترمب لنتنياهو بيونسيه تفوز أخيرًا بجائزة ألبوم العام في الـ... 50 عامًا على رحيل أم كلثوم وحضور متجدد فى الفن... أرملة محمد رحيم تكشف عن مفاجأة لعمرو دياب طليق أصالة يؤكد حذف أغنية أصالة ويوضح الأسباب بالفيديو .. الفنانة أمل الدباس تعيد نشر اغنية... مدرب النشامى: التعمري قدوة وتوقف الدوري جاء لأجل المنتخب سيرجيو راموس ينتظره كأس العالم للأندية بالفيديو .. "بعد فوز الحسين" رئيس نادي الوحدات: أنا ضغطي واصل ألف مانشستر سيتي يحسم رابع صفقاته الشتوية "طائرة الوداع" تنتظر صلاح .. والجماهير ستدفع ثمن قرار ليفربول قهوة بسكر أم بدونه .. تأثير مدهش للكافيين مع المحليات مع بعض الناس علماء يطورون خرسانة يمكنها إذابة الثلوج من تلقاء نفسها تنتقم من طليقها بطريقة بشعة .. "ست الحبايب" عذبت طفلتها بالماء المغلي فيديو خطف الأطفال وسرقة أعضائهم في القاهرة .. المتهم يعترف رمضان 29 يوما .. والسبت 1 آذار أول أيامه فلكيا - (تفاصيل) أميركا .. عطلت أجهزة الإنذار وأشعلت النار في أطفالها الثلاثة فيديو .. مركبة فضائية تلتقط مشهدا غير مسبوق للقمر والأرض دهسه حتى الموت .. جريمة مروعة تهز لبنان بسبب خلاف مروري الصين .. سمكة كبيرة تهاجم حورية البحر! الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالمستقبل .. 9 مدن ستغمرها المياه بحلول عام 2100

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • القبض على خفاش النظام السوري السابق
  • د.عمرو عبدالمنعم يكتب: مشاهدات حية.. «سوريا وطن القاعدة الجديد».. كتاب يكشف أسرار هيئة الجولانى وعلاقتها بالجماعات الجهادية
  • الرئيس الشرع: النظام الاشتراكي فيه الكثير من السلبيات التي أثرت في المواطن وسنعيد هيكلة الاقتصاد في سوريا ونتخلص من الفساد
  • هل يحكم أحمد الشرع سوريا كلها؟
  • كيف يتعين التعامل مع حكام سوريا الجدد؟
  • مسؤولة كردية في قسد تعارض رفع العقوبات عن سوريا وتطالب بدور إسرائيلي هناك
  • تحرير 131 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق
  • هل يختار حكام سوريا الجدد الديمقراطية أم الثيوقراطية؟
  • ماذا وراء حل حراس الدين فرع تنظيم القاعدة في سوريا نفسه؟
  • انهيار النظام السوري: وثائق استخباراتية تكشف ضعف الجيش وتداعيات الهجوم المفاجئ