راشد عبد الرحيم: كمين جوبا
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
قبل عدة سنوات وإبان حكم الإنقاذ زرنا رفقة وفد صحفي مدينة الفاشر وفي جولة علي مؤسسات الولاية وقفت عند لافتة لوزراة ( الثروة الحيوانية والسمكية ) .
قلت لمن معي هل تجد الفاشر المياه التي تكفي الإنسان والحيوان علي الارض حتي تجد ماء لتنتج به ( ثروة ) سمكية ؟
كان هذا مؤشر لواحدة من الأعطاب والأدواء التي تصيب الحكم المحلي إذ تفرض علي ولايات مؤسسات وهياكل ليست لها وجود فيها ولا يمكن ان يكون لها .
في نيالا اقيم مصنع للجلود وعند نشوب الثورة ضد نميري خرج العاملون في المصنع في مظاهرات ضد الحكومة ولم يعودوا للمصنع وتركوا بعض الجلود وعليها خيوط لم يكتمل نسجها .
ظل العاملون في المصنع يصرفون رواتبهم لسنوات بعدها بل ومعها حوافز إنتاج والحكومة المركزية غائبة عن ذلك وعن اموالها المهدرة .
الأسبوع الماضي اصدرت وزارة الحكم الإتحادي قرارا بتقليص الوزارات من خمس وسبع إلي ثلاث و هي جهة غير مختصة و هو من إختصاص المجالس التشريعية و النيابية .
يهدف القرار لتقليص الهياكل لخفض الصرف ولكن تقليل العدد مع بقاء ذات المهام لن يوصل للنتيجة المبتغاة وستظل الوظائف قائمة مع تقليل عدد الوزراء وستذهب مخصصاتهم وسياراتهم لدرجات أدني ذلك مع قلة الاموال التي تصرف علي ثلاث وزارات ولن تتغير بقرار التقليص .
إلي الآن يسود فينا إتفاق جوبا الذي نصب حميدتي علي رأس الإقتصاد مع منصب نائب رئيس مجلس السيادة .
إتفاق جوبا كان سبب تعيين الهادي إدريس وحجر في مجلس السيادة ولم نر لهما عملا ولا ركزا طوال فترة عضويتهما ليتحولا من بعد إلي متمردين .
إتفاق جوبا هو الذي حدد الصرف الكبير علي ولايات دارفور وهو الذي عين أعضاء جدد في مجلس السيادة ولا يجد لهم الناس عملا واثرا بل قل من يتذكر أسماءهم .
تحكمنا الهياكل الميتة التي تجاوزها الزمن وهي التي تستحق التغيير .
بعد الحرب لا بد من تغييرات كبيرة ومن اهمها ان اعدادا كبيرة نزحت من مناطقها ومنهم من قرر البقاء في مكان هجرته حتي بعد نهاية الحرب ومنهم من أكتسب عملا واسس مشروعات منتجة .
كما ان مشاريع تعطلت في المناطق التي غادروها .
كل ذلك مع ما اصاب الولايات من دمار من قبل التمرد وتحركات الولايات الذاتية في الحرب تحتاج لمزيد من الإصلاحات والتغييرات مع تقوية الحكم المحلي بمزيد من الصلاحيات والإمكانيات لأزالة آثار الحرب وعودة المشروعات الكبري للعمل والإنتاج بنظم جديدة مواكبة .
السودان ليس دولة إتحادية فهو يختلف عن الولايات المتحدة التي قامت علي وحدة ولايات ولا الإمارات العربية التي قامت علي وحدة إمارات .
الدول الإتحادية تنشأ من مجموعات دول او كيانات تقيم بينها إتحادا والسودان نشأ منذ الإستقلال دولة مكونة من اقاليم .
مخجل ألا يزال إتفاق جوبا هو الذي يتحكم فينا إلي اليوم .
علينا اولا لكي نؤسس دولة مزدهرة ونامية ومتطورة الخروج من ( كمين جوبا ) .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إتفاق جوبا
إقرأ أيضاً:
حملة أمنية في اللاذقية بعد مقتل عنصري أمن سوريين في "كمين مسلح"
دمشق - أطلقت قوات الأمن السورية حملة أمنية في اللاذقية بعد مقتل عنصرين من وزارة الدفاع في "كمين مسلح" شنّه مسلحون من "فلول ميليشيات الأسد" في المدينة، على ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) فجر الثلاثاء 4مارس2025.
ونقلت سانا عن مصدر أمني قوله إن "مجموعات من فلول ميليشيات الأسد قامت وعبر كمين مسلح بقتل اثنين من عناصر وزارة الدفاع السورية في حي الدعتور بمدينة اللاذقية" الواقعة في غرب سوريا حيث يقطن ثقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأضافت سانا نقلا عن المصدر نفسه أن "إدارة الأمن الداخلي" باشرت "شن حملة أمنية واسعة في حي الدعتور وعدة أحياء محيطة لإلقاء القبض على فلول الميليشيات وتسليمهم للعدالة".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن حشد "وزارة الدفاع قوات عسكرية في محيط منطقة الدعتور في اللاذقية بحثا عن المسلحين الذين هاجموا دورية لقوى الأمن الداخلي"، مشيرا إلى "استقدام ناقلات جند، وسيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات إلى المنطقة".
وشهدت اللاذقية في الأيام الأولى لسقوط الأسد حالة من التوتر الأمني، تراجعت حدتها في الآونة الأخيرة، لكن الهجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية لا تزال تقع من وقت إلى آخر ينفذها فارون من الجيش السوري سابقا، بحسب المرصد.
ومنذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، تسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق بالوقوف خلفها. وتنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف "فلول النظام" السابق، يتخللها اعتقالات.
ويفيد سكان ومنظمات بين الحين والآخر عن حصول انتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تضعها السلطات في إطار "حوادث فردية" وتتعهد ملاحقة المسؤولين عنها.
ويشكل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بعد نزاع مدمر بدأ قبل 13 عاما وتشعبت أطرافه.
Your browser does not support the video tag.