الثورة نت:
2025-03-11@20:53:49 GMT

فواجعُ محرم .. وثوراته الخالدة

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

 

 

حين يتمادى الباطلُ، ويخفت الحق ويسكت النّاس خوفاً، وتضيع قيم الدين وتتبدد أواصر الشريعية الإسلامية ، وتتركز الأنظار والأهداف لمحو كل قيمة سنّها الدين وكل فضيلة شّرعها في الحياة، فيابى عباد الله المتقين إلا أن يقفوا حاجزاً أمام تلك الأهداف الشيطانية؛ فيخرجوا مجابهين جحافل الباطل؛ وذلك لاستصلاح الواقع المظلم ورفع الظلم عن كاهل المظلومين وإرساء كلمة الله، وفي نفس الشهر وعلى نفس الطريق تتكرر الأحداث والمآسي وتتجدد معها الغيرة على دين الله فما بين ثورة زيد بن علي وثورة جده الحسين بن علي – عليهم السلام – سِوى وقت ضئيل ازدهر فيه الباطل أكثر حتى بلغ أوجه ! .


“لم أخرج أشراً ولا بطراً وإنما خرجت للإصلاح في أمة جدي” وما بين ” والله ما كره قوما قط حر السيوف إلا ذُلوا” هنا علّنا نربط الحديث بين المقولتين لعظماءٍ كرهوا واقع يهان فيه المسلمون، ويتجبر فيه الجبابرة والظالمون الذين جعلوا من ظواهر الأمور وبواطنها سبيلا لتنفيذ ما استهوته أنفسهم النتنة ! فحولوا واقع جسد فيه رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أروع صور البناء والإصلاح للأفراد والمجتمع والحياة إلى واقع تنهار فيه كل صور القيم والفضيلة وحتى الإنسانية، وتهان فيه كرامة الإنسان المسلم وفي زمنٍ لم يكن على عهد رسول الله ببعيد هنا تكمُن المأساة، وتلتهب قلوب الشرفاء غيرة على ما وصل إليه واقع المسلمين، فهل سيسكت من في قلبهِ ذرة من غيرة على ذلك الوضع ؟! خرج الإمامان عليهما السلام للإصلاح بفارق بسيط في الزمن، فكان الخيار إذا لم ينتهِ الظالمون بالنصيحة والبيان والتوضيح فليس هناك سبيل سوى حد السيوف وسيلة لردعهم ، وحيث أن الظالمين في كلِ زمانٍ ومكانٍ معروفون بأن لهم آذان صم وقلوب غلف وعيون عمي، ولن يفقهوا بقدر ما سيتمادوا ويتجبروا ،وبالمقابل الثلة المؤمنة في واقع مهين كهذا لا شك أنها قد كرهت الحياة وفضّلت الموت فلا شيء يدعو لأن يعيش الإنسان تحت وطأة الاستعباد والخنوع وفي عروقه تجري ينابيع من الفطرة السليمة، وفي ظل ذلك لم يحسبوا للفارق بين إمكانية الظالمين وعتادتهم وبطشهم وبينهم هم ورؤيتهم السامية وتوجههم العظيم لنصرة الله والمستضعفين، وهنا يتجلى نموذج مختلف لقلة مؤمنة وإمكانيات بسيطة وإيمان راسخ واستشعار للمسؤولية في تغير ما يجري هذا هو زاد الحسين – وزيد عليهم السلام – في ثوراتهم الخالدة ..
أن تراق دماء نسل رسول الله وتهان كرامة العواتق من بيت النبوة وتتمزق أجساد أطفالهن ويُمثل بالعظماء – الحسين وزيد عليهم السلام – وتُرفع رؤوسهم على أسنة الرماح ويجول بأجسادهم الطاهرة بين شوارع المدن وأزقتها ومن ثم تنبش القبور وتحرق الجثث ثم تذر في الهواء وكل ذلك مِن مَن أتى؟! ليس من الروم ولا من الفرس ولا من أي عدو خارجي ! بل من قومٍ حسبوا أنفسهم على الإسلام وعامة منافقون ! فمنهم الساكتون ومنهم المعاونون للفسقة من الحُكام والسلاطين وكلهم أيضا يُحسبون على الإسلام ! يالها من فواجعٍ ذرفت لها العيون دماء؛ وتقطعت من هولها قلوب المؤمنين سواء من عاش عهدهم أو من قرأ تاريخهم إلى اليوم! فكيف بحال آل بيت رسول الله من كانوا هم قلب الحدث والضحية! لكن تظل الحكمة هنا أكبر من أن يفقهها من عميت بصائرهم وعاثوا في الأرض فسادا، وظنوا أنهم بقتلهم نسل رسول الله وعظماء الأمة انتصروا! نعم قضوا على أجسادهم لكن دعوتهم قائمة فينا وفي الأرض إلى قيام الساعة وإنما حفرا الحسين وزيد -عليهم السلام – في الأمة معنى الإباء والتضحية لأجل كرامة الدين أولا وكرامة المسلمين ثانيا فكانوا دروس عظيمة للأمة في مواجهة الظالمين والمستكبرين وعدم الخوف منهم أو الخنوع لهم، فأوصلوا لنا رسالة مفادها أن الحياة لا قيمة لها في ظل واقع يغزوه الباطل والتيه والانحراف، وهذه هي المنهجية التي يجب أن نسير عليها ونستنشق عبير عظمتها ونقف بها في عصر لطالما هو بحاجة لمثل هذه الثورات والتضحيات ! عل مد الظالمون يتوقف بها فتنهار قواهم ..
من مدرسة الحسين وزيد – عليهم السلام – تعلمنا أن المنافقين أشد خطراً من الأعداء الكفار والمشركون، وأن الضربة القاضية على الإسلام والمسلمين قد تأتي مِن مَن يحسبون أنفسهم على الإسلام، وإن الجهاد أولا يجب أن يكون على من يتعنونون بالإسلام والواقع يشهد بخرابهم وفسادهم وظلمهم وضلالهم، فما أكثر تلك المفاهيم التي استسلم لها الناس في عصرنا رغم ما يرون من الحقيقة فسلاطين العرب وحكامهم من استباحوا دماء الأبرياء في اليمن وسوريا وأعطوا الشارة الخضراء لليهود باستباحة دماء الفلسطينيين هم مسلمون ويُحسبون على الإسلام، ويزيد بن معاوية وهشام بن عبدالملك من استحلوا واستباحوا حرمات آل بيت رسول الله رجالا ونساء وأطفالا ومثلوا بأجسادهم الطاهرة بل وحّرقوها وذروها في صورة يستهجنها حتى عّباد الوثنية فضلا عن عامة الناس من يدينون غير الإسلام ! أي وحشية تلك وتعد على الله وحُرم رسوله والأئمة الطاهرين ورثة النبوة، نعم وهؤلاء الظالمون كانوا أيضا يُحسبون على الإسلام !.
وهذه الأحداث كلها تجعلنا نميز الحق من الباطل حتى ولو كان أهل الباطل مسلمون، ونعي أن المعركة بين يزيد والحسين – عليه السلام – وبين هشام وزيد – عليه السلام- قائمة إلى قيام الساعة وإن اختلفت الشخصيات إلا أن الأحداث والقضية هي نفسها ! إنها قضية الدفاع عن الإسلام وحدود الله ، ومن عمق تلك الثورات نستنشق معني الإيمان الحقيقي العملي والإباء والتضحية في سبيل الحق ومن مدرسة الحسين وزيد وثوراتهم الخالدة سنتعلم ، وعلى نهجهم سنمضي، فبمثل هذه الثورات سنقتدي وسنسير .
وأخيرا مات الظالمون وبقي الحسين وزيد يرتل ذكراهم الأحرار ويصدح ببطولتهم التاريخ، وصدق الله القائل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} فقصتهم الخالدة ونهجهم الحق ودفاعهم المستميت وتضحياتهم العظمى ونهجهم وسيرتهم التي تركوها لنا هي النصر بحد ذاته .
#اتحاد كاتبات اليمن

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أحمد علي سليمان: المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة

ألقى الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومدير اعتماد التعليم الأزهري بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، محاضرة عامة لطالبات السنة السادسة (الثالثة الثانوية) بتربية المعلمين بدار النجاح في جاكرتا، إندونيسيا، وللمعلمات،تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وتناولت المحاضرة عدة موضوعات:
مكانة المرأة في الإسلام وصور من رحمة النبي بها.


استهل الدكتور سليمان المحاضرة بالتأكيد على أن الإسلام كرَّم المرأة وأعلى من شأنها، ومنحها حقوقها كاملة في جميع مراحل حياتها، سواء كابنة، أو زوجة، أو أم، أو أخت أو حفيدة، أو أي امرأة في المجتمع.


وأكد سليمان أنَّ الرسول (ﷺ) جاء رحمة مُهداة للإنسان والحيوان والنبات وحتى الجماد، وقد أوصي بالرحمة بالبنات والنساء والرفق بهن؛ فقد بشَّر بعهدٍ جديد يُكرِّم المرأة، وينهي ممارسات الجاهلية التي كانت تُلحق الأذى بالبنت والمرأة، سواء بالقتل، أو الإهمال، أو غير ذلك من صور الظلم. 


وتابع: ففي العصر الجاهلي، كانت البنات تُعدّ عبئًا يُتخلَّص منه، بل كانت بعض المجتمعات تُقدم على وأدهن -أي قتلهن أحياء- ظلمًا وعدوانًا، فجاء الإسلام ورسوله العظيم (رحمة الله للعالمين) ليُغيِّر هذه المفاهيم، ويُعلن أن المرأة أمانةٌ من الله ونعمةٌ عظيمة، يجب الحفاظ عليها وصيانهتا وإكرامها. 


وواصل: وقد حرَّم النبي (ﷺ) كلَّ ما يُلحق الأذى بالبنات، وأوصى برعايتهن ومعاملتهن بالرحمة والاحترام، مؤكدًا أن من رزقه الله بنتًا فأحسن إليها، كان ذلك سببًا في البركة ودخول الجنة. وجاءت هذه التعاليم النبوية لتصحيح المفاهيم الاجتماعية، وجعل حقوق النساء واحترامهن جزءا مهما من تعاليم الإسلام. 


وأكمل: ويُشير مصطلح "وأد البنات" إلى تلك العادة الجاهلية القاسية، حيث كانت بعض القبائل تقدم على قتل البنات خوفًا من العار أو الفقر. فجاء الإسلام رحمةً من الله تعالى، فحرَّم قتل البنات، وأمر بحمايتهن ورعايتهن، مؤكِّدًا أنهن نعمةٌ عظيمة ومصدر للخير والبركة في الدنيا والآخرة. وقد شكَّل هذا التحريم تحولًا جذريًّا في المفاهيم السائدة آنذاك، ورسَّخ مبدأ الاعتراف الكامل بحقوق المرأة وتقدير مكانتها. قال تعالى: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ . يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ» (سورة النحل: 58-59).


وأردف: ولقد كان النبيُّ (ﷺ) مِثالًا في تواضعه، ورحمتِه، وبِرّه، وعطفِه، ووفائه، وعدلِه مع زوجاتِه وأهلِ بيته.  لقد توغَّلَ النبيُّ في فهمِ شخصية المرأة وفي أعماقِها الرقيقة.. يُناجيها بدفء العاطفة، ويُعينُها على العمل لدينِها ودنياها؛ فاستطاعتِ المرأةُ بتَوجيهاتِه الجليلةِ أن تُصلحَ ما بينها وبين ربها، فأصلحَ اللهُ أمرَ دينها ودنياها. وتؤكدُ السيدةُ عائشة (رضي الله عنها) هذه المعاني بقولها: "ما ضرَبَ رسولُ اللهِ (ﷺ) بيدِه شيئًا قطُّ إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سبيلِ اللهِ، وما ضرَب امرأةً قطُّ ولا خادمًا له قطُّ" (أخرجه ابن حبان في سننه).. وكان (ﷺ) يوصي بالنساءِ خيرًا، فيقول: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي) (أخرجه الترمذي في سننه). 

دعاء مؤثر من أستاذ صحة نفسية حال تعرضك للهجر وقلة التقدير.. فيديوأدعية قرآنية تريح القلب وتشرح الصدر.. رددها يومياً تصب عليك الخير صباً

وأكمل: لقد كان النبيُّ زوجًا، وأخًا، وأبًا، وصديقًا لكلِّ زوجاته، وكان يقابلُ إساءتهنَّ بالإحسان، ويحثُّ أتباعَه والمسلمين مِن بعده على الرِّفق بهن، وورَدَ أنَّ النبيَّ (ﷺ) كان في سفَرٍ، وكان غُلامٌ يُقالُ له أنجَشَةُ يَحدو بهنَّ (أي يسوق الإبل وهو يغني لها ليحثها على السير والسرعة)، فقال له النبيُّ (ﷺ): (رُوَيدَك يا أنجَشَةُ سَوقَك بالقَواريرِ) (أخرجه البخاري في صحيحه)، والمعنى: رفقًا بالقوارير، فما أعظمَ هذا التَّعبير النَّبوي الراقي، وما أبلغَه! حيث شبَّه النساءَ في رقَّتِهنَّ وخِلقَتِهن بالزُّجاج الرَّقيق، في إشارةٍ منه إلى ضرورة مُعاملتِهنَّ بالرِّفق واللين وبالراحة والرحمة. كان يَحنو على زوجاتِه أيَّما حُنُو، ويرحمهنَّ أيَّما رحمة!، ويخفِّف آلامهنَّ وهُمومهنَّ وأتْعابهنَّ، ويُعلِّمهنَّ ويساعدهنَّ في شتَّى الأعمال.. ولم يدَّخرْ وسْعًا في ذلك.

وواصل: وهكذا، حمل رسول الله (ﷺ) إلى البشرية رسالة العدل والرحمة، فألغى الظلم والممارسات الجائرة، وأكَّد أن لكل بنتٍ حقَّها في الحياة والكرامة، وهو ما يُجسِّد أحد أسمى مقاصد الشريعة الإسلامية.


وأوضح أن المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة، وأسهمت عبر العصور في مجالات: العلم، والدعوة، والتربية، والسياسة، والإدارة، وغيرها.



وسلط الدكتور أحمد علي سليمان الضوء على الدور الريادي والحضاري لأمهات المؤمنين، وخص بالذكر ثلاث شخصيات عظيمة كان لهن أثر بالغ في نصرة الإسلام ونشر تعاليمه:
 

 السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها): كانت أول من آمن بسيدنا محمد (ﷺ)، ووقفت بجانبه في أصعب مراحل الدعوة. قدمت كل ما تملك من مال وجهد لدعم رسالة الإسلام، وكانت مصدر الطمأنينة والدعم النفسي للنبي (ﷺ)، حتى قال عنها: (إني رزقت حبها). كما كانت نموذجًا للمرأة المسلمة في الحكمة والوفاء والتضحية.


السيدة عائشة بنت أبي بكر (رضي الله عنها): كانت من أكثر نساء المسلمين علمًا وفقهًا، وروت عن النبي (ﷺ) كثيرا من الأحاديث التي شكلت أساسًا مهمًا للفقه الإسلامي. وأدت دورًا بارزًا في نشر السنة وتعليم الأجيال، حتى قيل إنها كانت مرجعًا لكبار الصحابة في الفتوى، مما يعكس مكانة المرأة في التعليم والتوجيه.


 السيدة أم سلمة (رضي الله عنها): عُرفت برجاحة عقلها وحكمتها، وكانت صاحبة المشورة التي غيرت مجرى الأحداث في صلح الحديبية، عندما أشارت على النبي (ﷺ) بحل الإحرام، فكان لرأيها أثر كبير في تهدئة الصحابة وقبولهم للاتفاق. كما كانت من المحدثات الفقيهات اللاتي أثرين العلوم الإسلامية.


تفعيل دور المرأة المسلمة في العصر الحاضر:


أكد الدكتور أحمد علي سليمان على ضرورة استلهام الدروس من سير أمهات المؤمنين لتفعيل دور المرأة المسلمة في مجتمعاتنا اليوم، خاصة في مجالات التربية والتعليم والتهذيب. 


وشدد على أن المرأة المسلمة تستطيع أن تكون عنصرًا فاعلًا في بناء الأجيال، ونشر القيم الإسلامية، وتعزيز الاستقرار الأسري والمجتمعي.


وقال: من الحقائق التي نؤمن بها، ويجب أن نسعى لترسيخها: أنَّ بناء المرأة بناء سليمًا في عصر شديد التعقيد، وتشكيل وعيها وتأهيلها؛ يُعدُّ بناء للمجتمع وتشكيل وعيه السليم.
 

 وأنَّ تمكين المرأة -لاسيما تربويًّا وإعلاميًّا وثقافيًّا؛ تمكين للأسرة وتأمين للنشء والشباب، وأنَّ تحصين المرأة؛ يُعدُّ تحصينًا للنشء والأسرة وتحصين لشتى أفرادها.


ونبه على أن المرأة المسلمة يمكن أن تُسهم بسهم وافر في تقوية الجهاز المناعي للأمة الإسلامية، وتُرسِّخ الحصانة الفكرية والسلوكية لدى النشء المسلم، من خلال برامج التربية الإيمانية والإعلامية، التي تنمي معارفهم ووعيهم ومداركهم ومسؤولياتهم تجاه دينهم وأوطانهم ومقدساتهم وهُويتهم وأيضًا تجاه التحديات التي تواجههم؛ حتى يتأهلوا لحمل راية دينهم وأوطانهم.


واستطرد: لكي تقوم المرأة بذلك يجب أن تؤهل لتحقيق ذلك؟!، ومن ثم يجب أن نُعنى بهذه في إطار خطة إسلامية عامة، تستهدف الاستثمار الاستراتيجي في بناء المرأة وتكوينها وتأهيلها. من خلال: أولا: الإيمان بالقدرات الخلاقة التي يمكن أن تقوم بها المرأة في الحياة.  ثانيا: تكاتف شتى المؤسسات التربوية والإعلامية والدينية والثقافية لبناء وعي المرأة، وتنمية قدراتها.  ثالثا: تدريب المرأة على منهجية التفكير الناقد لتمكينها من عمليات الفرز والانتقاء والغربلة من الوافد العاتي عبر التقانات الحديثة، وإكسابهن القدرة على النقد والتحليل والتركيب واستشراف المستقبل؛ من أجل المحافظة على كينونة النشء وهُويتهم الثقافية وخصائصهم الحضارية.


رابعا: توجيه وسائل بناء الوعي للتركيز على القضايا الكبرى التي تتعلق بالمصالح العليا للأمة، والسعي الحثيث لبناء القيم الدينية والأخلاقية، والعادات والتقاليد، والموروث الثقافي للمسلمين، مع ضرورة التحاور مع الثقافات الأخرى من منطلق الندية لا التبعية، وإبراز التحديات التي تواجه المجتمع في شتى المجالات، وسبل مواجهتها، وتعزيز المسؤولية الفردية والجماعية في المجتمع.


خامسا: تربية الوالدين تربية إعلامية تمكنهم من تدريب النشء المسلم على الاستخدام الأمثل والآمن لوسائل الإعلام المختلفة، وبما يساعد على تنميتهم في شتى الجوانب: العقلية والمعرفية والوجدانية والنفسية والسلوكية والعملية، وذلك يستلزم تزويد الوالدين بالعلوم والمعارف ومصادر التربية الإعلامية من منظور إسلامي، وبما يُحقق مصلحة النشء والشباب في حدود الضوابط الشرعية والقانونية، ويعمق ثقافتهم الدينية، ويحمي صحتهم الجسدية والعقلية، ويقيهم مخاطر المعلومات الضارة ويحصنهم ضد مظاهر الاختراق التي تُبث من خلال الإعلام الجديد وغيره، والتي تستهدف -في كثير منها- زعزعة الإيمان والتأثير السلبي في ملامح هُويتهم وتمسكهم بثوابتهم الدينية. 


رمضان.. فرصة لتعزيز العلاقة بالله وتحقيق التوازن الروحي


كما تحدث الدكتور سليمان عن أهمية شهر رمضان في تهذيب النفس، وتقوية الصلة بالله، وتحقيق التوازن النفسي والجسدي والروحي. وأوضح أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يشمل تهذيب الأخلاق، وتزكية النفس، وتدريبها على الصبر والعطاء.


كما أشار إلى فضل ذكر الله والصلاة والسلام على سيدنا النبي (ﷺ)، مبينًا أن هذه الأعمال الروحانية تسهم في طمأنينة القلب، وزيادة القرب من الله، وتحقيق الراحة النفسية، ومن ثم ينعكس إيجابيا على أداء الشخص في علاقاته بالله وبنفسه وبالناس وبشتى مفردات الطبيعة والكون والحياة.


شهدت المحاضرة والإفطار مع الالطالبات حضور عدد من الشخصيات البارزة، منهم: 
د. بسطامي إبراهيم، رئيس مؤسسة دار النجاح
أ. مختار غزالي، مدير رعاية الطلبة بمعهد دار النجاح الإسلامي المركزي
أ. جنيدي ريانطو، مدير معهد الثانوي الإسلامي بدار النجاح
أ. ميسرة، مديرة معهد الثانوي العامة بدار النجاح
أ. لطيفة حذيدة، نائبة مدير رعاية الطلبة للشؤون الطالبات بدار النجاح.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: الإسلام حدد 3 أنواع من حقوق الجوار
  • المفتي يكشف أسباب نهي النبي عن خروج الأطفال بالطعام
  • على ماذا يعتمد الباطل في تضليل الناس؟ (إنفوجرافيك)
  • مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (10) للسيد القائد 1446
  • أيمن أبو عمر: الرحمة بالحيوان طريق للجنة
  • أحمد كريمة: من يقول إن النبي سحر يهدم الإسلام
  • أحمد علي سليمان: المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة
  • «التكافل الاجتماعي في رمضان».. ندوة ثقافية بدار الكتب بطنطا
  • هؤلاء المرضى يجوز لهم عدم الصيام في هذه الحالة.. تعرف عليهم
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا لتوازن المجتمع