حرب الشائعات واستهداف الجبهة الداخلية
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
يكثف العدو حملاته الدعائية مستغلاً وضع المواطنين وظروف الحرب، يحارب جهود السلام على طاولة المفاوضات ويدعمه عبر وسائل الإعلام المختلفة، يحارب الاقتصاد ويعمل على تجويع الشعب، ويؤكد حرصه الشديد على تخفيف معاناة المواطنين إعلاميا فقط.
ينهب ثروات الشعب المختلفة وعلى رأسها النفط والغاز ويذهب بإيراداتها للبنك الأهلي السعودي، ويدعو لصرف المرتبات ومعالجة الاقتصاد من إيرادات الضرائب -التي لا تفي بتشغيل قطاعات الدولة-، ينشر الفساد ويعمم الفوضى ويدعو للتكاتف ولمّ الصف وتوحيد الجهود لبناء الوطن، يدعو الطامعين والمحتلين ويمهد لهم الطريق ويوجد المبررات اللازمة للإجابة على تساؤلات الشارع ويرجع أسباب ذلك للمد الإيراني وحماية اليمن من خطره، يفرق الصفوف ويوجد الفوارق ويدعم الفُرقة وينمي النخب بولاءات متعددة، ويزيد نفوذه بحجة توحيد الصفوف.
حالياً ومن خلال الممارسات التي يقوم بها في الجنوب المحتل يتضح حقيقة ادعاءاتهم وزيف ممارساتهم الرامية تجزئة الشعب وإيجاد فوارق وثغرات تمكنهم من بسط نفوذهم.
هناك جيش دعائي منظم يقود حملة التشويه وإثارة المشاكل والنعرات ويحاول توجيه بوصلة العداء للداخل وإرجاع أسباب فشل المفاوضات وصرف المرتبات وفك الحصار على الطرف الوطني الذي يحمل هم الشعب ويقدم الكثير من التنازلات لأجل الشعب وتخفيف معاناته، هناك أبواق أرخصت للمال ضميرها ومبادئها وباعت للسعودية شعبها وتسعى في خراب اليمن بكل جهد وعبر وسائل متعددة، لا يقتصر عملها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أنها تعمل على نشر الأكاذيب لصالح المحتل وبصورة محسنة تلفت الانتباه.
وفي سبيل تحقيق مكاسب عجز السلاح والتجويع عن تحقيقها، سخرت السعودية الكثير من المال والقنوات والإعلاميين والصحفيين واشترت خصوصيات الآخرين من الشركات العالمية وجعلتها تنصاع لقرارتها بحق الإعلام الوطني الحر وتغلق السلاح المضاد الذي يعري ويفضح النظام السعودي ويوضح الحقائق.
تسعى جاهدة لتنظيف وسائل التواصل الاجتماعي من الصدق وملئه بالزيف والافتراءات والتضليل وقلب حقائق الواقع.
كل هذا وأكثر في ظل التهدئة الحالية وبغية تمهيد طريق السلام- بحسب زعمها- وكأنها غير مدركة حقيقة من تكون واين موقعها بعد سنوات ثمان من العدوان؟!.
برأي الشخصي أن السعودية تقوم حالياً بتحديث ألعاب الماضي التي سبق وأن فشلت وتجرعت مرارة فشلها، والتحديث في هذه الحالة استغباء واقع لا يمكن إنكاره، والشعب أصبح يملك شهادات خبرة بخبث النظام السعودي وتجارب كثيرة ماضية بغيضة وحالية .
المشكلة أن السعودية أمام شعب لا يقهر ولا يقف عاجزاً أمام أي مخطط أو محاولة للالتفات على مكاسب المعركة التي أثبت الشعب فيها جدارته بالحرية ونيل الاستقلال دون الحاجة لأحد.
مهما كانت الوعود التي من شأنها تمديد حالة اللاسلم واللاحرب، فهي مجرد سياسة بديلة من بين عدة بدائل فاشلة، والواقع قد أثبتها والقائد قد حسم الجدال بجعلها فرصة أخيرة للنظام السعودي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تعزيز الوعى ومواجهة حرب الشائعات
تتعرض الدولة المصرية لحرب شائعات لا تتوقف على مدار السنوات العشر الأخيرة تستهدف التشكيك فى مؤسسات الدولة وبث الإحباط فى الشعب المصرى والنيل من استقرار وأمن الدولة المصرية ونشر الفوضى، ولكن يبقى دائماً وعى الشعب المصرى العظيم هو حائط صد منيع أمام هذه الشائعات المغرضة ومخططات أعداء الوطن وقوى الشر.
الشائعات أحد الأسلحة التى تستخدم فى الحروب ضمن أدوات الحرب النفسية لبث روح الإحباط وإحداث انقسامات وفتن وبلبلة فى المجتمع، وتستهدف هدم الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة والتشكيك فى أى إنجاز يتحقق على أرض الواقع، وهو ما يتطلب رؤية فاعلة لتعزيز الوعى داخل المجتمع، حيث تعد الحروب النفسية واحدة من أخطر أنواع الحروب فى العالم، فلم تعد الحروب العسكرية هى الآلية الوحيدة لإلحاق الهزائم بالآخرين.
والدولة المصرية على مدار أكثر من 10 سنوات تعرضت لحرب شرسة من الشائعات التى تستهدف النيل من هذا الوطن وضرب استقراره وحالة التلاحم التى تجمع شعبه، والثقة التى تربطه بجيشه وقيادته السياسية، وما زالت الأبواق المعادية للدولة المصرية توجه سهامها نحو مصر من خلال نشر الشائعات والأكاذيب للتشكيك فى مؤسسات الدولة وقراراتها وإنجازاتها، ووصل الأمر إلى التشكيك فى دور مصر التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، والتصدى لمحاولات تصفيتها، وحماية حقوق الشعب الفلسطينى، رغم أن الدولة المصرية أكثر من قدم تضحيات من أجل القضية الفلسطينية.
إن صنع الشائعات وترويجها سيظل جزءاً من حرب نفسية طويلة المدى، من أجل تضليل الشعوب وتزييف وعيها، وهو ما يتطلب تعزيز الوعى لتسليح المواطن المصرى بما يتيح له مواجهة هذه الادعاءات والأكاذيب التى تستهدف النيل من أمنه واستقراره، وهناك ضرورة وأهمية كبيرة لاستمرار التفاف الشعب المصرى خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة، ورفض أى محاولات لزعزعة الثقة فيهما، فضلاً عن رفض أى محاولات لإحباط الشعب المصرى والتصدى لأى مخططات خبيثة تستهدف الفرقة والانقسام، خاصة من خلال الشائعات التى تُبث من خلال مواقع التواصل الاجتماعى التى باتت بيئة خصبة لنشر الشائعات وتحقيق أهداف الأبواق المعادية.
إن الشائعات من أكبر التحديات التى تواجه المجتمع، بسبب انتشار المعلومات المضللة وغير الصحيحة، وأصبحت تشكل تهديداً مباشراً لاستقرار المجتمع بإثارة حالة من القلق والفوضى بين المواطنين، والتأثير سلباً على ثقتهم فى المؤسسات الوطنية والسياسات العامة، والتصدى لهذه الظاهرة يتطلب مسئولية مجتمعية يشترك فيها جميع مؤسسات الدولة لنشر الوعى وتعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحكومية.
وصناعة الوعى هى الحل الأمثل لمواجهة هذا الخطر، من خلال التوعية دائماً بخطورة الشائعات ونشر المعلومات الصحيحة للرد على المعلومات المغلوطة ليكون المواطن على دراية بالمستجدات، وليمتلك القدرة على التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة، كما أن تعزيز الوعى يساعد المواطنين على أن يكونوا أكثر قدرة على مواجهة الأكاذيب وعدم الانجراف وراء المعلومات المغلوطة.
وهناك ضرورة لتكاتف الجميع للتصدى للشائعات واستخدام قوى مصر الناعمة من أجل التصدى لدعوات التخريب والهدم، فضًلا عن تفعيل دور المؤسسات الثقافية والتعليمية والدينية لمخاطبة وجدان الشعب المصرى وتعزيز الوعى المجتمعى للتعامل مع هذه المخططات، بالإضافة إلى دور الإعلام فى التوعية وتعزيز الوعى لدى المواطنين ونشر المعلومات الصحيحة للرد على الأكاذيب.
وعلى الجميع الاصطفاف خلف مؤسسات الدولة وتحرى الدقة بعدم الانسياق خلف الشائعات التى تهدم ولا تبنى فى مرحلة استثنائية تتطلب من الجميع إدراك حجم التحدى الذى يتعرض له الوطن وتحمل المسئولية المجتمعية بالعمل بشأن مواجهة الشائعات والحروب التى تتعرض لها الدولة المصرية، وضرورة تكاتف جميع المؤسسات للتصدى لأى مخاطر تتعرض لها الدولة.
والشائعات لم ولن تثنى الدولة المصرية عن المضى قدماً فى تحقيق التنمية الشاملة والنهوض بالاقتصاد الوطني، ولابد من التصدى بحسم وحزم لكل من يردد وينشر شائعات وأكاذيب ضد مصر، وتطبيق العقوبات الصارمة حيال مرتكبى هذه الجرائم لتحقيق الردع العام ومواجهة الفوضى على مواقع التواصل الاجتماعى والتصدى للشائعات، وتفعيل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وما يتضمنه من ضوابط وعقوبات تجرم نشر وبث الشائعات وإثارة الفتن والبلبلة عبر المواقع الإلكترونية و«السوشيال ميديا».