من وعي وقيم ومشروع كلمة السيد القائد بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1445هـ
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
أكد السيد القائد في كلمته بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد -عليه السلام- ان نهضة وحركة وجهاد الإمام زيد -عليه السلام- أعطت الأمة المعرفة حول من هو، وأكسبتها الإيمان والوعي والرشد حتى لقب بحليف القرآن، وقام بحركة وثورة مهمة كونه في موقع القدوة والهداية وفي موقع استلهام الأمة بأهداف عظيمة، منطلقا من منطلق غيرته على دين الله وكتاب الله، يحمل الاهتمام والحرص لإنقاذ أمة جده عليه صلاة الله، تحرك الإمام الشهيد وسعى لإعادة الأمة إلى المسار الصحيح بعد ان انحرف بها بنو أمية، الذين لم يرعوا الحرمات وانتهاك حرمة المقدسات، والإساءة لرسول الله صل الله عليه وعلى آله، والتشويه المتعمد للرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله بأشكال كثيرة، والتقليل من مكانته -عليه الصلاة والسلام وعلى آله لصالح الولاة الجبابرة، بل وصل الحال لتكذيب النبي والتصريح بذلك، وكذلك الانتهاك لحرمة القرآن الكريم، وابعدوا الأمة عن الارتباط بالقرآن الكريم، وعملوا على مسألة الاتباع من ذهنية الأمة وآثارها للان، وعملوا على تحريف المعاني، وهم بذلك ارتكبوا جريمة كبيرة بحق الأمة، ووصل بهم الحال إلى الاعتداء على القرآن ورميه بالسهام، وانتهكوا حرمة الكعبة المشرفة ورميها بالمنجنيق لإحراقها بدون مبرر، والاستباحة لمكة وقتل الناس في المسجد الحرام والاستباحة للمدينة المنورة.
لقد استهدف بنو أمية مئات الآلاف من أبناء الأمة، وارتكبوا بحقهم جرائم التعذيب الوحشية والمرعبة المتنافية مع قيم الإسلام والفطرة الإنسانية، وكذلك الاستئثار بالفي وأموال المسلمين، وهم من اصلوا مدرسة الطغيان، ولذلك كانت نهضة الإمام زيد -عليه السلام- ضرورة دينية، وكان من عناوين ثورته البصيرة والجهاد، وهذا ما تحتاجه الأمة، البصيرة والوعي تجاه الواقع والأعداء والموقف والمسؤولية تجاه الأعداء، البصيرة في الفهم الصحيح لدينها ومبادئها، والوعي بالمسؤولية بالجهاد في سبيل الله بفهم صحيح والتحرك الصحيح في إطارها، وقد نقلت كتب التاريخ عن الإمام زيد الكثير من المقالات التي توبخ التفريط بالدين وتمكين الظالمين، وكان -عليه السلام- يمتلك العزم والإرادة للنهوض بمسؤولياته الجهادية، وخرج بدون أي تردد مضحيا بحياته، محذرا الأمة من الخضوع للظالمين، وقد كسر حاجز الخوف والذل ومن بعد ذلك تغيرت حالة الأمة الإسلامية وكانت النتيجة الثورة العارمة للإطاحة ببني أمية..
من أهم الدروس من ثورة وتضحية الإمام زيد عليه السلام مما قدمه لتبصير وتوعية الأمة، أن ندرك نحن مسؤوليتنا من مواجهة طواغيت العصر، إنها مسؤولية دينية والتزام إيماني، وهذا التحرك ضرورة واقعية لإنقاذ أنفسنا، وحالة الطغيان في هذا العصر الذي تستهدف الأمة الإسلامية في دينها ودنياها، وعلى المجتمع البشري، وعلى رأسهم الأمريكي والإسرائيلي واللوبي الصهيوني ومن يقف في صفهم، ونجد في زمن الطغيان في زماننا هذا الإساءة للقرآن الكريم، وحملة شاملة لتشويه القرآن والإسلام والتحريض المباشر وبنفوذ معروف في المجتمعات الغربية، لترسيخ حالة العداء الشديد ضد الإسلام ونبي الإسلام والقرآن الكريم وضد المسلمين بشكل عام، وفي المجتمعات الغربية لم تعد هناك أي حرمة، وفتحوا المجال للإساءة لله ولرسله وأنبيائه قاطبه، بكل أشكال الإساءة والتشوية لله ولرسله وكتبه، وهذا انقلاب تام في المجتمعات الغربية، والمستثنى عندهم فقط هو الانتقاد لليهود، حتى بالاستناد للحقائق التاريخية أو المعاصرة..
كل هذا يكشف مدى الضلال والانحراف داخل المجتمعات الغربية والأمريكية، ويكشف أن اللوبي الصهيوني هو الذي انحرف بهم، حتى لم يبق مقدس إلا هذا اللوبي، وهذا التوجه الذي يعبرون به هو العداء لكل ما هو مقدس، وهم بذلك يوجهون رسالة عداء للإسلام والمسلمين، فما هو موقفنا نحن كأمة إسلامية، وما يجب أن تكون ردة فعلنا..؟!!، ولذلك نحن نعتبر ان الموقف الرسمي للدول العربية والإسلامية لم يرق إلى الموقف المطلوب، والمفترض ان يكون هناك موقف حازم وحاسم، فهناك تهرب من اتخاذ الموقف وهذا يكشف الخلل الكبير في الانتماء للإسلام، ووصل الحال ببعض الأنظمة للتهرب من اتخاذ موقف تجاه اقدس مقدساتهم، لا يمكنهم ان يكونوا أوفياء لامتهم، وسوف يفرطون بكل الاعراض والبلدان، وهم يكشفون عن عدم أهليتهم وجدارتهم بموقع المسؤولية تجاه امتهم ومقدساتها وبقية أمورها، وبقدر ما نراه من التخاذل يجب ان ندرك خطورة التفريط وان نتحرك باتجاه الموقف الصحيح ولا نرهن مواقفنا بمواقف المتخاذلين، ونحن نرى طغاة العصر يتحركون بكل وضوح حاملين لواء الرذيلة والفساد وتضييع القيم ومكارم الأخلاق وتفكيك المجتمع البشري..
طواغيت العصر استهدفوا الأمة الإسلامية بالحروب والفتن ونهب الثروات والحرمان من الخيرات والتسبب في المعاناة ، وفي عالمنا العربي هناك فلسطين تواجه أبشع أنواع الظلم، وبشكل واضح ومكشوف، ومع ذلك يقف الغرب محاميا ومدافعا عن العدو الإسرائيلي، لقتل الشعب الفلسطيني والسيطرة على أرض فلسطين، بدعم كامل وتام من أمريكا والدول الأوروبية، استهدفوا العالم كله وآخر ذلك ما يحدث في النيجر اليوم من قبل فرنسا، وما يحصل في اليمن من عدوان شامل وحرب شاملة بإشراف أمريكي مباشر وتدخل بريطاني وتنفيذ سعودي وإماراتي، احتلال لمساحة كبيرة من بلادنا، سيطرة على مناطق الثروات والمطارات والموانئ والأماكن الاستراتيجية وحصار ظالم وجائر لشعبنا، واستهداف الاقتصاد الوطني، ويستمرون في الظلم، وأمام كل هذا يجب أن نستلهم دورنا وواجبنا ومسؤوليتنا وان نستشعر واجبنا الجهادي لمواجهة هذه المظلومية وان تحركنا يمثل مسؤوليتنا، وعلينا أن ندرك الموقف الحق في فريضة الجهاد في سبيل الله والتحرك الجهادي الثوري من واقع الإحساس بالمسؤولية في جميع المجالات الفكرية والسياسية والإعلامية والثقافية وفي مقدمة المجال العسكري الذي يعتبر ضرورة لا بد منها..
إن المسؤولية الجهادية مسؤولية ملازمة للإيمان، وعلينا أن ندرك أهميتها كضرورة واقعية، والتحرك الصحيح اليوم هو التحرك الجهادي، وما حققه شعبنا من ثمرات الثبات وما حققه أحرار الأمة في فلسطين ولبنان، وكلما زادت نسبة الوعي كلما ارتقينا إلى وعد الله بنصر المؤمنين، وأمام الطغيان الذي يتحرك بها طغاة العصر الأمريكي والصهيوني وأعوانهم من الغرب والعرب، فمواجهتم شرف لنا، ولكي لا يتمكنوا في أي جبهة من السيطرة علينا والاستعباد لنا، والتحرك والتحرر من هيمنتهم هو شرف كبير ومسؤولية دينية تحافظ على شرفنا وكرامتنا، ونحن كشعب يمني محاصر ومحتل بلده نواجه ذلك من منطلق إيماني وضرورة واقعية وواثقون بنصر الله، ولسنا في غفلة عن مساعي الأعداء، ومشكلة السعودي والإماراتي وما قد كلفهما ذلك هو الخضوع لأمريكا وبريطانيا، والأمريكي حريص على استقطاع ما قد احتله منه، ولن نسكت على استمرار هذا الوضع، ولا يتصور السعودي والإماراتي انهما سينفذان مخططات أمريكا وبريطانيا ونحن ساكتون، أو الانتقال للخطة “ب” واستمرار الحصار والتجويع ونهب الثروة الوطنية وان يضيع مع الوقت كل شيء، هذا تصور خاطئ ولا يمكن ان يستمر، وعلى العدو السعودي ان يعي هذه الحقيقة، والعواقب الوخيمة ستكون عليه، ولا يتصور أن يحاصر شعبنا ويشغل شعبنا بمشاكل داخلية وبتدخل سافر ومفضوح، فهذا لن يحقق له السلام وافتتاح مشاريع (نيوم) إطلاقا، فلا يمكن أن تمر هذه الأمور، وقد افسحنا المجال للوساطة بالقدر الكافي، وإذا لم يقلع السعودي عن إصراره على النهج العدائي لشعبنا، فإن موقفنا سيكون موقفا حاسما، ولسنا غافلين في هذه الفترة، ومستعدون ليحصل شعبنا على الاستقلال التام، ولن نسكت، وطريق السلام واضحة، وفي وضعنا الداخلي على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في التصدي للأعداء، ولا زلنا نعاني من العدوان والحصار، وان تكون أولوياتنا واضحة، وبالنسبة للجانب الرسمي فهناك الكثير من التغييرات الجذرية..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
في ذكرى الشهيد القائد
أحسنت صُنعاً وزارة التربية والتعليم حينما وجهت للاحتفاء بذكرى استشهاد الشهيد القائد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي “طيب الله ثراه” إلى ندوة عن طوفان الأقصى وأبعاده الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية وتأثيراتها على المنطقة، بعكس ما سمعت البعض يتهامسون عن أن الندوة خرجت عن نطاقها، بينما الواقع أن الندوة صبت في ذات الاتجاه الذي نادى به الشهيد، فلقد تبنى قضية فلسطين قولاً وعملاً، وبدأ بإعلان الصرخة التي حددت أعداء الأمة الفعليين وهم أمريكا والصهاينة، طبعاً هناك جهات أخرى مثل بريطانيا تدخل تحت مظلة أمريكا، أي أن الشهيد وجه البوصلة صوب الأعداء التاريخيين للأمة وللإسلام والمسلمين، وهم الذين لا يزالون إلى الآن يتآمرون على كل ما هو عربي وإسلامي، ويدعمُهم في ذلك المتخاذلون من الصهاينة العرب.
كانت الندوة فعلاً جيدة تطرقت إلى أهم القضايا التي تتصل بالعملية، فالدكتور الهبوب تطرق إلى مساوئ التطبيع والمساعي التي تحاول أمريكا من خلال هذه الفكرة أن تُجذرها في الواقع العربي من خلال تغيير المناهج الدراسية وتنقيتها من كل ما يتعلق بالجهاد والآيات والأحاديث الدالة على ذلك كأساس للتمهيد لدولة الكيان الصهيوني كي تتزعم المنطقة باعتبارها واحة للديمقراطية كما يزعمون، أما الدكتور حمود عبد الله الأهنومي فلقد تحدث عن الأبعاد الحضارية والدينية والثقافية لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وتطرق في محاضرته إلى أهمية تلك الأبعاد التي تطرقت إلى أن حضارة الغرب حضارة خاوية، خالية من القيم والأخلاق والثوابت الإيمانية وبالتالي مجردة من المعاني الإنسانية، وقال إن الموقف الغريب لدول الغرب المتمثل في تأييد دولة الكيان الصهيوني بصورة عمياء أدى إلى تجاهل آلاف الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين من النساء والرجال والأطفال والشيوخ وحتى الحيوانات، واعتبارهم خسائر بشرية طبيعية بينما يُقيمون الدنيا ولا يقعدونها بسقوط ضحايا مدنيين مزعومين من الجانب الصهيوني، وكلها دلائل هامة تؤكد مصداقية تبني خطاب الجهاد الإسلامي في سبيل الله على أُسس قرآنية وضرورة خوض هذا الصراع برؤية إيمانية معتمدة على نواميس التدافع الحضاري الذي عبرت عنه الآية القرآنية الحكيمة في قوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) البقرة “من الآية151” وقوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدمت صوامع وبيعٌ وصلواتٌ ومساجدٌ يُذكر فيها أسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) الحج “من الآية 40”.
وأضاف الدكتور الأهنومي “لقد كان العدوان الوحشي الصهيوني على غزة تحدياً واضحاً للحضارة الإسلامية برمتها، واستهجن في هذا الجانب ردود أفعال بعض الدول العربية والإسلامية وعدم شعورهم بالدور الحضاري والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، بعكس دول محور الجهاد والمقاومة فلقد مثلت أصدق تعبير عن الحضارة الإسلامية باستجابتها واندفاعها إلى مواجهة الهجمة الشرسة للكيان الصهيوني ومعه كل الغرب، مؤكداً أن حالات التطور المزعوم أعطب التفكير الحضاري لدى الكثير من العرب والمسلمين وأصابت رؤاهم بالضبابية المريعة، ففي حين يُظهر البعض أن قلوبهم مع غزة إلا أن سيوفهم تميل دوماً إلى الكيان الصهيوني، ناهيك عن الخذلان والتواطؤ والجُبن.
وأشاد الدكتور الأهنومي – في ختام محاضرته – بالدور المحوري الذي لعبته اليمن من خلال القيادة الثورية وقيادة الدولة اليمنية فلقد استطاعت أن تصل إلى عمق العدو الصهيوني إضافة إلى الموقف البطولي الكبير الذي أقحم البحر الأحمر في المعركة برؤية عظيمة وأفق إيماني واضح، كون الصراع معروف أنه صراع أزلي بين الحق والباطل، انتهى الاقتباس من الدكتور الأهنومي.
بقي أن نقول إن الندوة فعلاً مثلت توجهاً حقيقياً لترجمة أفكار وتوجهات الشهيد الكبير السيد حسين بدر الدين الحوثي وتلاقت في أفقه الإنساني مع توجهات الشهيد العظيم السيد حسن نصر الله، وهنا لا بد أن نُدرك أهمية أن نستغل هذه المناسبات وأن نحولها إلى محطات لأخذ العبر والدروس من التاريخ وآلياته، وكم هو جميل أن نستفيد كثيراً من تركة الشهيد القائد الفكرية ومحاضراته في هذا الجانب فهي واضحة وضافية تُنير للأجيال طريق الأمن والسلام والحرية، وهذا هو المعيار الحقيقي للاحتفاء، والله من وراء القصد..