عربي21:
2024-10-03@11:46:09 GMT

كيف أتعامل مع تساؤلات طفلي؟

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

غالباً ما يطرح طفلك تساؤلات جمة، ماما من أين أتيت بي؟ ماما لماذا لا نرى الله؟ بابا لماذا لا تعود جدتي من الموت؟ لا تنهر طفلك أو تلمه على كثرة تساؤلاته وتكرارها، بل أنصت إليه جيداً وقم بالتواصل البصري الفعال معه برفق وأجبه بقدر عقله وما يمتلك من مفاهيم صغيرة، فهو يعيش في عالم العمالقة كما يراه بعينيه الصغيرتين.



من هذا المنطلق سنناقش أهمية تساؤلات الأطفال وكثرتها وكيفية تعامل الراشدين معها.

تساؤلات الطفل هي بوابة عقله المطلة على العالم، فلماذا لا يعطي الوالدان لأبنائهما وقتاً كافياً ليسردوا ما يجول بخاطرهم من غموض وأمور وتساؤلات حتى وإن كانت في نظر الأهل تافهة؟

فعالم الطفل مليء بالغموض والعفوية التي تدفعه للإكثار من طرح الأسئلة مراراً بدافع فضوله، فهو يهدف للحصول على إجابات تشبع رغباته، وهذا أمر فطري نفسي يسمى "غريزة حب الاستطلاع" التي تقوي وتدعم وتنمي مهارات الطفل العقلية واللغوية والنفسية، حيث توصف هذه المرحلة من حياة الطفل بأنها "علامات استفهام حية لكل ما يدور حوله"، ويقرر أغلب الباحثين أن حوالي 10-15 في المئة من أحاديث الأطفال عبارة عن تساؤلات.

لماذا يكثر الطفل من التساؤلات؟

هنالك أسباب كثيرة تجعل الطفل يلجأ لطرح الأسئلة وتكرارها، منها:

- يشعر الطفل بأنه في عالم مجهول وبه أمور غامضة يصادفها لأول مرة ولا يمتلك حصيلة معرفية كافية تساعده للتعامل معها.

- يصاب الطفل بالفضول والحيرة من بعض المواقف التي يراها أو يتعرض لها، كالفقد على سبيل المثال، فعندما يفقد الطفل شخصا يبدأ بطرح الأسئلة: أين ذهب؟ متى سيعود؟ لماذا لن يعود؟ هنا مهما أعطيته من إجابات ستظل هنالك أمور أكبر من تفكيره الصغير.

- يفرغ الطفل كبته وقلقه وخوفه في الكثير من الأمور التي تدور حوله، فهنا الطفل بطرح تساؤلاته يحاول البحث عن منطقة آمنة بداخل مشاعره للعودة إليها حين شعوره بالخوف الخارجي.

- رغبة صادقة لدى الطفل بالتعلم ومعرفة ما يدور حوله.

المشكلات المترتبة على لوم ونهر الطفل بسبب تساؤلاته:

- ضعف الحصيلة المعرفية واللغوية لدى الطفل.

- ضعف وفجوة في العلاقة الودية التي تربط بين الطفل وأسرته.

- ضعف في النمو السلوكي لدى الطفل فيصبح الطفل مشتتا وغير منضبط في سلوكياته.

- ضعف في شخصية الطفل، فحينما يُنهر أثناء سؤاله عن شيء ما سيفقد ثقته بنفسه ويرهب من الحديث أمام الآخرين، وهكذا سيصبح طفلا انطوائيا انعزاليا فاقدا للعلاقات الاجتماعية السليمة.

عندما يسأل الطفل ربما يتعرض للعنف أثناء نهره والتعامل معه بقسوة مما يؤدي إلى انعكاس سلبي وعدوانية لدى الطفل.

- ينشأ طفل جبان متردد لا يخاف فقط مما يدور حوله من غموض، بل أصبح خائفا من طرح تساؤلاته فيُنهر ويعنّف بسببها.

- قتل رغبة الطفل وحبه للاستكشاف والتعلم والمعرفة، فيصبح شخصية متلقية يعمل ما يملى عليه دون تفكير.

كيف يتعامل الراشدون مع كثرة وتكرار تساؤلات الأطفال؟

- أنصت له جيداً وأشعره بالاهتمام وركز على التساؤل وما خلف التساؤل، وأعطه إجابات سهلة بسيطة تتناسب مع مرحلته العمرية، حتى لا يقع في حيرة من الإجابات الصعبة المعقدة.

- عدم تعنيف الطفل بسبب تساؤله مهما كان غريباً أو أكبر من عمره، فعندما يسأل عن الجنس مثلاً فهو يحتاج لإجابة عن مفهوم وليس عن الفعل بذاته. أجبه بقدر عقله وسنه وأشبع رغبته في الإجابة، حتى لا يبحث عنها في أماكن أخرى محذورة ومريبة.

- حفّز لديه حب القراءة والاطلاع لما يسأل عنه من أمور، فعندما يسألك عن الفضاء والكون أحضر له كتبا وموسوعات ووسائل علمية تشبع رغبته في معرفة كونه، فهو الآن مشروع عالم صغير.

- إن كنت لا تعرف الإجابة لا تقل له لا أعرف، بل قل له هيا بنا نبحث عنها معاً.

- في حين تساؤلاته عن العقيدة والدين والإله أجبه بحب، وأكثر من أسلوب الترغيب، ولا تتوقف فقط عند أساليب الترهيب.

اجعلوا من صدوركم وقلوبكم مكاناً رحباً يتسع لتساؤلات أطفالكم وزيّنوها بأسلوب نقاش جميل مهذب وراقٍ تستطيعون من خلاله بناء جسر متين من الثقة والمحبة والاحترام والصداقة، فهذا الجسر هو الطريق الذي سيعيدهم إليكم بكل محبة للإجابة عن تساؤلاتكم حينما تفقدون تواصلكم مع العالم الخارجي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الأطفال أطفال آباء العائلة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لدى الطفل

إقرأ أيضاً:

لماذا اغتالوا (السيد) ولم يغتالوا ( السنوار) ؟!!

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

لا يخلو رأس أي ( علماني) من الاسئلة، فلولا الأسئلة التي تتشكل – عبر تقدم وعيه وثقافته واختلافه- لما أصبح (علمانياً) قط !

و (الاسئلة)- برأيي- عنصر مهم وأساس في تطور الفكر، والتغير، والجدل، وفي (الديالكتيك) أيضاً ..

واليوم – ومثل كل يوم – تصطخب في رأسي عشرات الاسئلة وهي تبحث في شؤون الكون والخلق، وتتناقش مع نفسها في كل مسألة من مسائل الحياة والوجود.. لكن الشيء الذي يميز (اسئلة) هذه الأيام عن سابقاتها، هو بحثها في ما يجري الآن في الساحة السياسية العربية من أحداث خطيرة تؤثر حتماً على واقعنا و حياتنا، وتغير الكثير من مساراتنا.

فالشعب العراقي المرتبط وجدانياً وعاطفياً وإنسانياً بما يحدث في غزة ولبنان، لا يمكن أن يغمض عينيه عما يتعرض له أخوته في هذين البلدين، أو في أية بقعة عربية أخرى تتعرض للعدوان، فضلاً عن ترابط الخطوط والمسارات بين العراق وأشقائه، حسب تعبير (وحدة الساحات) !!

وازاء هكذا أحداث مهمة سيكون من الطبيعي جداً أن (تتحرك) الاسئلة في رأسي ورؤوس الآخرين، ويشتعل الجدل، وتحتدم المناقشات فيها، لا سيما وأن ثمة (مادة) دسمة جاهزة ومتوفرة لصناعة الاسئلة، بل وصناعة الجدل والاختلاف والشك أيضاً..!

ولعل ذروة هذا الاحتدام كانت حين تلقى العالم نبأ استشهاد السيد حسن نصر الله في نهاية الأسبوع الماضي.. فالظروف برأيي تهيأت تماماً لإطلاق هذه الاسئلة من محجرها. وطبعاً فإن أول الاسئلة، ذلك السؤال الذي قفز إلى ذهني قبل غيره، واقصد به السؤال الباحث عن اسباب (عدم) قيام (إسرائيل)، ورئيس حكومتها المجرم نتنياهو، باغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار حتى هذه الساعة .. بينما تم اغتيال عشرات القادة والشخصيات الكبيرة المهمة والمقاومة لطغيان الكيان الصهيوني خلال الفترة ذاتها..؟!

إن هذا السؤال الذي عشش في رأسي خلال الأيام الماضية، يتمثل عندي بمعنى واحد، مفاده : لماذا لم يغتالِ الصهاينة يحيى (السنوار)، رغم أنهم يعتبرونه عدوهم الأول، ويتهمونه بقيادة وتخطيط هجوم السابع من اكتوبر، فضلاً عن ( خطف) وأسر عدد غير قليل منهم ومن جنودهم ذلك اليوم، ومازال اغلبهم في قبضة السنوار شخصياً.. فهل ثمة كارثة حلت بالصهاينة أقسى من كارثة السابع من اكتوبر، ومن مصيبتها التي أوجعتهم وسحقت هيبة قواتهم العسكرية والاستخبارية؟.. إن الذراع الصهيونية التي وصلت إلى مقام السيد حسن نصر الله في بيروت، والى إسماعيل هنية في طهران، واغتالت شخصيات محصنة جداً، في مواقع وأراض بعيدة جداً، كيف تعجز بربكم عن الوصول إلى السنوار ، وهو القريب جداً منها، حيث يراه الصهاينة يومياً بالعين المجردة وليس بالأقمار الصناعية فقط، فيحصون عليه انفاسه، وحركاته وسكناته، كما إن جواسيس (الموساد) وعملاء (الشاباك) يمشون معه خطوة بخطوة، ويتلصصون عليه صباحاً ومساءً .. اليس الرجل محبوساً كالعصفور في (قفص) غزة المغلق من الجهتين، بحيث لم يخرج منه منذ احداث السابع من اكتوبر كما يقولون؟!

ولإن هذا السؤال المحير نبت في رأسي وعشش في تلافيف دماغي منذ اغتيال (السيد نصر الله)، و لم يجد جواباً واحداً حتى هذه اللحظة، صرت مجبراً على طرحه علناً، وعرضه على الأصدقاء.. وهكذا مضيت إلى صديق، وليتني ما ذهبت اليه، ولا عرضت سؤالي عليه، فقد فاجأني صديقي هذا، بجوابه حين قال : إن عدم وصول الذراع الامنية والعسكرية الاسرائيلية إلى (السنوار) يعود برأيي، لكون الرجل متحصناً تحت الارض وفي أنفاق ومتاهات مظلمة يصعب الوصول اليها، كما انه يحظى بترتيبات أمنية وعسكرية كبيرة، عكس غيره من الذين اغتيلوا !!

وللحق، فقد ضحكت من جوابه هذا، وقلت له : وهل تعتقد أن الشهيد حسن نصر الله كان بلا حماية ولا ترتيبات امنية كبيرة، ألا تعرف مثلاً، أن (السيد) أذكى من أن يمنح فرصة سهلة لاجهزة الاستخبارات الصهيونية لتنال منه.. بحيث انهم وصلوا إليه وهو يجتمع مع رفاقه تحت الارض وبعمق ثلاثين متراً، فأي ترتيب امني أدق من هذا الترتيب؟

واكملت متسائلاً: ألا تعرف ويعرف الجميع كم أن (السيد) كان عبقرياً فذاً في العمل السري، وفي التحرك الخفي والتمويه المدروس، لكنهم تمكنوا منه رغم كل ذلك..

والسؤال: كيف تمكنوا منه ولم يتمكنوا من السنوار، رغم ان السنوار كان ولم يزل بين ايديهم مباحاً؟

فقاطعني صديقي قائلاً:

ارجو أن لا تنسى يا صاحبي أهمية السنوار في الشارع الفلسطيني، ومقتله لا سمح الله- وطبعاً الكلام لصديقي – قد يستفز الفلسطينيين والعرب، ويحركهم في مختلف الساحات، مما يفجر ألف انتفاضة وتظاهرة في غزة ورام الله والقدس، ويخلق الف مشكلة لنتنياهو في الساحات والجامعات العربية والعالمية، وقطعاً فإن اسرائيل ليست بحاجة لهذه المشاكل في هذه الأيام العسيرة.. لذا (ربما )- والكلام لم يزل لصديقي – قام نتنياهو بتأجيل اغتيال السنوار إلى ما بعد حسم معركته في غزة وجنوب لبنان !!

وهنا اردت أن أضحك مرة أخرى، لكني لم أفعل، إنما قلت له بحدة: وهل تظن أن السنوار أكثر وأكبر اهمية من السيد حسن نصر الله، سواء أكانت هذه الأهمية في لبنان او الدول العربية والعالمية، أو في فلسطين نفسها.. ثم أكملت حديثي وقلت لصديقي: أتجهل حقاً، ماذا يعني (مقتل) السيد حسن نصر الله لدى ملايين المسلمين من الشيعة والسنة، ومن غير المسلمين ايضاً، وتجهل ماذا يشكل حضور (هذا السيد) في شوارع الدول الإسلامية، والساحات الثورية، والميادين الشبابية، وكذلك اليسارية أيضاً، فكيف تظن بأن (نتنياهو ) سيوافق على اغتيال نصر الله، ولا يوافق على اغتيال السنوار، لأن للسنوار أهمية أكثر كما تظن وتعتقد أنت ؟!
إن ذراع إسرائيل الإجرامية التي وصلت إلى إسماعيل هنية، وهو القائد الشعبي الأهم لحركة حماس، واغتالته في المربع الأمني الحصين، ثم قتلت محمد الضيف- وما ادراك ما ذكاء محمد الضيف – و اغتالت القائد فؤاد شكر ، وهو الرجل الذي تبحث عنه المخابرات الأمريكية منذ عام 1983، ولم تنله.. واسرائيل التي وصلت لكل من ارادت الوصول اليه، بما في ذلك السيد حسن نصر الله نفسه.. كيف تخفق في اغتيال السنوار، او ربما (لم تجرب) ذلك، رغم ان الرجل أذلها ومرّغ أنفها في اوحال السابع من اكتوبر، وهنا سيكون المفترض على تل ابيب أن تصفي حسابها معه قبل غيره باعتباره عدوها الاول كما (تقول وتدعي)؟!

لذا دعني أكرر السؤال وأقول، كيف تصل ذراع إسرائيل الإجرامية لكل هذه الشخصيات المحصنة والمهمة جداً ، وتنجح في قتلها جميعاً، بينما تفشل في الوصول إلى (السنوار).. وطبعاً فإني لا أشكك بالمقاوم يحيى السنوار، ولا أتمنى قتله قطعاً، لكني أردت فقط عرض هذا السؤال (البريء جداً )، بعد ان وجدته (يحوس) في رأسي، باحثاً عن جواب واضح وصريح وصحيح ومنطقي وغير متعصب.. فهو سؤال.. (مجرد سؤال حچيته ومشيت) ..!!

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • طفلة بريطانية مصابة بمتلازمة نادرة.. لماذا تأكل شعرها قبل النوم؟
  • سحق المليشيا أمر لا نقاش حوله وهو في طريقه إلى التحقق في دارفور وفي كل السودان
  • تساؤلات عن مرافق نصرالله.. ما هو مصيره؟
  • قفزة الذهب تثير تساؤلات حول مصير السوق المصري وسط عاصفة التقلبات العالمية
  • لماذا اغتالوا (السيد) ولم يغتالوا ( السنوار) ؟!!
  • كل أسبوع.. لماذا الطلاق بيد الرجل؟
  • تساؤلات حول موقع السعودية من بريكس.. هل تشارك بالقمة المقبلة؟
  • محافظات مصر تستقبل خريفا دافئًا درجات الحرارة غير معتادة تثير تساؤلات عن مستقبل الفصول
  • الصحة ردا على تساؤلات الوفد: أكثر من 2 مليون و888 ألفا قرار علاج على نفقة الدولة
  • لماذا يكون عمر الذباب قصيراً