لبنان ٢٤:
2025-04-08@17:48:37 GMT

منطقة جنوب الليطاني باتت موسعة ... وهذا هو خط الجديد

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

كتبت منال شعيا في" النهار": سريعا، بدأت تتكشف بنود اتفاق "وقف اطلاق النار" الذي دخل حيز التنفيذ. من المؤكد، ان الاتفاق يتمتع بآلية تنفيذية صارمة، وفيه الكثير من البنود التي تقوّي السيادة اللبنانية وتبسط سيطرة الجيش على كامل الاراضي، اذا احترمت مندرجاته.

ولعل ما يوازي اهمية الاتفاق، كنص في ذاته، هي الخرائط  والخطط التي ارفقت، والتي تكشف مزيدا من التفاصيل، ولاسيما "خطة انتشار القوات المسلحة اللبنانية" المرفقة والمشار اليها فيما يلي، حرفيا، باسم "منطقة جنوب الليطاني".



ومن هذه التسمية، يتبين ان ثمة "منطقة موسعة" او "خطا جديدا". واللافت ان عددا من القرى المشمولة لم تدخل سابقا في اطار جنوب الليطاني. فهل صحيح، اذن، ان جنوب الليطاني بات يلحظ قرى جديدة، وفق ما عرف "بالخط 2024"؟ وهل بتنا امام "حزام امني" جديد او متوسع؟ وما هي الاجراءات والتدابير العسكرية التي سيخضع لها هذا "الحزام"؟
وتبيّن اولا ان الجيش الاسرائيلي، عاد بالامس، وعمّم خريطة، على حساب المتحدث باسمه افيخاي ادرعي، يحدد فيها القرى التي يمنع الاقتراب منها، وهذا ما يعزز توسع القرى، وهي الاتية: " الهبارية، مرجعيون، ارنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، والمنصوري".
هذه القرى وردت في التحذير الاسرائيلي، الى جانب كل قرى الشريط الحدودي وتلك التي تبعد نحو 5 كلم عن شمال اسرائيل.

ومن المعلوم، انه خلال الحرب الاخيرة، توغلت اسرائيل في قرى امامية – حدودية، وسيطرت على بعضها بالنار، وفق مبدأ "الاستطلاع بالنار" الذي يتزامن عادة مع اي توغل بري، ودخلت على البعض الاخر. هذه القرى الى جانب القرى المذكورة سابقا باتت الان ضمن ما يعرف "بالحزام الامني الجديد".
واكثر، في الخطط التي ارفقت مع الاتفاق، يتبيّن بوضوح ان ثمة خطا جديدا، سمي "بخط الـ2024". لوّن الخط بالاحمر وهو اعتبر خطا توسعيا. اذ ان بلدتي يحمر وارنون (من قضاء النبطية) ليست ضمن جنوب الليطاني، وانما باتت في دائرة التحذير الاسرائيلي، وضمن خط الـ2024. 

اما وبعدما حددت القرى المشمولة بالتحذير، فان اي وصول الى هذه القرى او محاولة للوصول سيشكل، قانونا، خرقا لبنود الاتفاق وضمن مهلة الـ60 يوما.
والسؤال، الان: ما هي الاجراءات التي ستتبع داخل هذا الحزام؟ هل سيصبح "جزيرة امنية" معزولة؟

وفق بنود الاتفاق، وتحديدا البند 12، ورد الاتي: " عند بدء وقف الاعمال العدائية، وفقا للفقرة الاولى، ستسحب اسرائيل قواتها، على مراحل، الى الجنوب من الخط الازرق، وتوازيا سينتشر الجيش اللبناني في المواقع داخل منطقة جنوب الليطاني المحددة في خطة انتشار القوات المسلحة اللبنانية المرفقة ، وفي مهلة الـ60 يوما".

معنى ذلك، ان التدابير المتخذة في جنوب الليطاني، بعدما اعيد تحديد المنطقة في خرائط، ستتوزع ضمن اجراءات معطاة كصلاحيات "حصرية" للجيش اللبناني، وهي: " منع اعادة تشكيل وتسليح الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة في لبنان، وان اي مبيعات او توريد للاسلحة سيتم تنظيمها ومراقبتها".

والاهم من كل البنود، ما ورد في عبارة: " بدءا من منطقة جنوب الليطاني"، مما يعني ان الاجراءات ستبدأ من هذه المنطقة ولا تنتهي فيها، والدليل ان الاتفاق تحدث عن "معابر" و"حدود برية وجوية وبحرية"، ونص على الاتي: " بدءا من منطقة جنوب الليطاني، تفكيك كل المنشآت غير المرخصة القائمة والتي تعمل في انتاج الاسلحة والمواد ذات الصلة، ومنع انشاء مثل هذه المنشآت في المستقبل"، و"بدءا من منطقة جنوب الليطاني، تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة كل الاسلحة غير المرخص بها والتي تتعارض مع هذه الالتزامات".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: منطقة جنوب اللیطانی

إقرأ أيضاً:

هل باتت القدس أبعد؟

 

– مع كل احتفال سنوي لإحياء يوم القدس كنا نقيس المدى الذي يفصلنا عن القدس ونقول إنها باتت أقرب، ونحن نشهد تنامي قوة المقاومة في لبنان وفلسطين، خصوصاً بعد ظهور محور المقاومة إلى حيّز الوجود، وتحوله إلى محور حقيقي، ظهرت ملامح تبلوره كجبهة مقاتلة موحّدة بعد طوفان الأقصى. وها نحن اليوم مع الإحياء السنوي ليوم القدس نجد السؤال يطرق أبوابنا، وقد حوصرت المقاومة في العراق حتى أقفلت الإسناد واضطرت للبحث عن كيفية حماية حضورها من الحصار، بينما المقاومة في لبنان قد أصيبت بجراحات بالغة خسرت معها كثيراً من كبار قادتها، وعلى رأسهم قائد محور المقاومة السيد حسن نصرالله، الذي أتاح اغتياله لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن يقول إن المحور انتهى باغتيال السيد نصرالله، وصولاً إلى سقوط سورية من موقعها في محور المقاومة وخياراتها، وإقفالها كقاعدة لقوى المقاومة وإغلاق مسارات الإمداد التي كانت تمثلها لهذه القوى، فهل يجب أن نستنتج أن القدس باتت أبعد ونحن نرى غزة تواجه حرب الإبادة منفردة، لولا يمن عزيز بقي وحيداً يساندها؟

– بالعودة الى عناصر قرب القدس وبُعدها ثمة معياران يشكل اجتماعهما مصدر الجواب، الأول هو درجة حضورها كقضية ساخنة تُلهب المشاعر وتستنهض الهمم في وجدان شعوب الأمتين العربية والإسلامية، والثاني هو درجة تأثير كل عناصر القوة التي تمثلها المقاومة في بنية كيان الاحتلال وجيشه وجبهته الداخليّة، ودرجة بلوغ هذا التأثير الحد الذي يجعل المأزق الوجودي أشدّ عمقاً وحضوراً. وكي نستطيع فهم المشهد بعقل بارد، لأن المشاعر الحارة تفسد هنا القدرة على الملاحظة والاستنتاج، بحجم الخسائر التي لحقت بقوى المقاومة ودرجة حرارتها الحارقة للقلوب والمشاعر، لأن هذه الحرب بما تمثل من تصادم وارتطام كبير لقوّتين متعاكستي الاتجاه بكل القوة والسرعة، تركت خراباً على ضفتي التصادم، وإذا كنا نلاحظ ونستشعر ما حلّ بالضفة التي نقف عليها، فما يهمّ هو رؤية ما لحق بالضفة المقابلة؟

– إذا كانت القدس ترمز في ما ترمز للقضية الفلسطينية، فإن الأعداء أنفسهم لا ينكرون أن ما جرى خلال عام ونصف نقل القضية الفلسطينية إلى مرتبة ومكانة ما كانتا لها في يوم من الأيام، وقد صارت استحقاقاً سياسياً وأخلاقياً ودبلوماسياً واستراتيجياً لا مفرّ منه بالنسبة لكل دول العالم وشعوبه وحكومات المنطقة وشعوبها. وبالتوازي فإن شعور شعوب العرب والمسلمين بالتقصير والخزي بسببه مع فقدان الثقة بأن تفعل الحكومات شيئاً زاد من تطلّع الشعوب نحو قوى المقاومة، ولعل أبرز مثال على ذلك هو مقارنة مكانة اليمن في عيون العرب قبل الطوفان وجبهات الإسناد وبعدهما، وقد صار اليمن قدوة الجميع في الحديث عن الشرف والنخوة والشهامة ومقياس العروبة والتقيّد بأحكام الإسلام. وفي الجواب على السؤال من هذه الزاوية، فإن القدس باتت أقرب بكثير مما كانت عليه من قبل، وأن يوم القدس صاحب أفضل في مراكمة الوعي وشحن الذاكرة لإبقاء القدس حاضرة عصيّة على النسيان.

– في حال كيان الاحتلال، رغم صخب الحرب ومظاهر القوة التي يُبديها قادة الكيان إلى حد التوحّش، ومن خلفهم كل القدرات الأميركية العسكرية والسياسية والمالية والدبلوماسية، فإن النظر إلى المشهد داخل الكيان، ومتابعة خطابات قادته، يكشف لنا بوضوح أن الحديث يجري عن كيفية تفادي خطر الحرب الأهلية، وعن وجود أكثر من “إسرائيل” يجب أن تضمحل إحداهما كي تبقى الأخرى على قيد الحياة، وأن الفشل في التخلص من حركات المقاومة، يجعل المأزق الوجودي حاضراً بقوة، بدليل رفض نازحي مستوطنات الشمال والجنوب العودة إلى مستوطناتهم، بينما رفض الانضمام إلى الخدمة العسكرية يتسع بصورة تصيب القادة بالذهول، والهجرة المعاكسة من الكيان بلغت أرقاماً قياسية مع التحفظ على العودة، ولا أحد يجرؤ من القادة العسكريين على التحدث عن كفاءة القوات البرّية للفوز في جبهات لبنان وغزة، ولا عن كفاءة القبّة الحديدية أمام صواريخ اليمن وطائراته المسيّرة، وأمام أي احتمال للعودة إلى المنازلة مع المقاومة في لبنان، وفرضيّة الحرب مع إيران.

– تستمرّ الحرب أساساً لأن إقفالها يعني تكريس الفشل الاستراتيجي لمشروع اسمه “إسرائيل”، ولذلك يجهد قادة الكيان ومن خلفهم الغرب كله كي تنتهي بصورة تتيح للكيان الاحتفال بصورة نصر يتفادى بها كتعويذة بقاء خطر التفكك، لكن الحرب لم تنته بعد ولا يبدو في الأفق أن الكيان يستطيع الحصول على التعويذة المنشودة لإنهائها، وعندما يضطر لإنهاء الحرب بغير شروط تتيح الحصول على تعويذة البقاء بمزاعم النصر، سوف نكتشف كم جعلتنا هذه المتغيّرات، رغم الجراحات وآلامها، أقرب إلى القدس.

* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

 

 

مقالات مشابهة

  • أهالي منطقة الحولة بريف حمص يعيدون بناء وترميم منازلهم التي دمرها النظام البائد
  • روسيا تعلن استعادة إحدى آخر القرى في منطقة كورسك من القوات الأوكرانية
  • أسامة سعد استقبل المدير الجديد لأمن الدولة في الجنوب
  • هل باتت القدس أبعد؟
  • وقفة لطلاب جامعة حلب تعبيراً عن تضامنهم مع أهالي غزة ورفضاً لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي
  • مروحيات إسرائيلـ.ـية تغير على محيط مركز للجيش اللبناني في منطقة الناقورة
  • صحيفة أمريكية: “إسرائيل”  تفرض سيطرتها على جنوب سوريا 
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: معظم ما يصدر من إشاعات على هذا الاتفاق، مصدره قوى وجهات تريد تعكير الأجواء السياسية، وهي متضررة من حالة الاستقرار التي يهدف إلى تحقيقها هذا الاتفاق
  • قبلان يكشف عن أمر خطير يحدث جنوب نهر الليطاني!
  • جنوب أفريقيا: لا نخطط للرد على التعريفات التي فرضها ترامب