يواصل الجيش الاسرائيلي، منذ اليوم الاول لبدء سريان الهدنة، استفزاز لبنان بعشرات الخروقات يوميا للاتفاق، وهي لا تقتصر على اطلاق النار وقصف مواقع معينة، بل شملت نسف وجرف المنازل والمباني، والتمدد باتجاه القرى والبلدات الحدودية.

وكتبت" الاخبار": بانتظار صدور قرار أميركي ببدء عمل اللجنة الدولية للإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، واصل العدو الإسرائيلي خروقاته البرية والجوية، فيما اتفق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزيف عون على تعديل خطة انتشار الجيش جنوباً، لكن مع إبقاء الخطة سرية وبعيدة عن أي تداول سياسي أو إعلامي.


وأفادت المعلومات بأن الجيش قرّر تعزيز قواته الموجودة حالياً في الجنوب ليصل العديد إلى ستة آلاف عنصر سينتشرون دفعة واحدة في كل المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. كما سيتم تعزيز مكاتب مخابرات الجيش في الأقضية والمناطق الحدودية.
وفي وقت تأخر تحديد موعد بدء عمل اللجنة المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل والقوات الدولية، يصل وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان إلى بيروت في الساعات المقبلة، في زيارة تهدف إلى تعزيز حضور فرنسا بشكل عام، وتأكيد التزامها الوقوف إلى جانب لبنان في ضمان تطبيق القرار، مع الإشارة إلى أن الجانب الفرنسي واصل اتصالاته مع حزب الله بشكل خاص، وهو يسعى إلى ضمان التزام الحزب بالاتفاق وعدم خرقه.
في هذه الأثناء، تدرس فرنسا والقوات الدولية خيارات عدة حول من سيتولى تمثيلهما في اللجنة، بينما يخطط الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الذي يقوم باتصالات لتنفيذ إجراءات وقف إطلاق النار، للعودة إلى المنطقة.
وبحسب المصادر فإن قيادة الجيش وجدت أن من الأنسب قطع الطريق أمام أي نوع من المناورات الإسرائيلية، من خلال العمل على الانتشار دفعة واحدة في كل المناطق الممتدّة من الناقورة غرباً حتى حدود مزارع شبعا شرقاً. وأوضحت أن العمل على الخطة يجري بسرية، وأن هناك الكثير من الحاجات اللوجستية والأمنية والعسكرية يجري العمل على تأمينها لتوفير كامل متطلبات خطة الانتشار دفعة واحدة.
وفيما تقول مصادر عسكرية إن الخطة جاهزة وقيادة الجيش تنتظر قرار الحكومة، تشهد منطقة جنوبي الليطاني تحرك آليات وعديد في أكثر من اتجاه. في البياضة، استكمل اللواء الخامس عودته إلى مركز قيادته في البلدة بعد انسحابه منه قبيل توغل الجيش الإسرائيلي باتجاه شمع قبل نحو أسبوعين. لكنه لم يقترب من مراكزه في شمع أو الناقورة ورأس الناقورة وصعوداً باتجاه النقاط المتقدمة على طول القطاع الغربي من الضهيرة إلى مروحين. وحتى استتباب الوضع الأمني، يستمر الجيش في تشديد حركة العبور نحو الناقورة والبياضة ومحيطها عبر حاجز الحمرا في أطراف المنصوري، لكيلا يُستهدف المواطنون بالاعتداءات.
في غضون ذلك، لم يُسجل أي تحرك إضافي لقوات اليونيفل. وعلمت «الأخبار» أن «اللجنة المشتركة المشرفة على تطبيق وقف إطلاق النار ستجتمع في اليومين المقبلين. وتم اقتراح بأن تعقد اجتماعاتها في مقر قيادة اليونيفل في الناقورة، بدلاً من مركز الوحدة الإيطالية عند معبر رأس الناقورة حيث تُعقد الاجتماعات الثلاثية منذ عام 2006. لكن يُرجّح أن يسقط الاقتراح لكيلا يطأ ممثل العدو الإسرائيلي في اللجنة أرض الناقورة التي لم يتمكن من احتلالها بالقوة. كما طُرح اقتراح آخر قضى بإلغاء منصب «مفوض الحكومة لدى اليونيفل» الذي كان يشغله عرفاً ضابط شيعي. ويستعاض عنه بـ«ممثل لبنان في اللجنة المشتركة»، ما يسمح بالتحرر من أي عرف طائفي أو سياسي لدى اختيار الممثل.
وكتبت" النهار": قبل أن تقلع إجراءات الاتفاق على وقف النار بين لبنان وإسرائيل التي لا تزال تتعثر في مطالعها تحت وطأة الانتهاكات الواسعة والكثيفة التي تقوم بها إسرائيل في الفترة الانتقالية التي يُفترض أن تتثبت خلالها كل بنود الاتفاق، وجد لبنان نفسه معنياً بالالتفات بحذر شديد إلى مجريات اشتعال الحرب مجدداً في سوريا نظراً إلى صعوبة تجاهل تداعيات هذا الحدث على كل المحيط السوري. ومع أن مفارقة لافتة تسجل في ابتعاد القوى السياسية الحليفة منها للنظام السوري أو المناهضة له عن تناول التطورات العسكرية المتسارعة في تمدّد الفصائل المعارضة للنظام في أنحاء حيوية من سوريا، تغلب على الانطباعات اللبنانية المعارضة والمستقلة حقيقة ربط الاشتعال السوري بتوقيت توقف الحرب في لبنان وتراجع "حزب الله" بما يعني أن للحدث السوري تردداته المرتبطة بقوة بما حصل في لبنان. كما يجري رصد تداعيات الحرب المتجددة في سوريا لجهة إعادة تدفق أعداد من النازحين السوريين في اتجاه لبنان، الأمر الذي بدأت الجهات الأمنية والوزارية المعنية تعد لمواجهته. 

ولكن الحدث السوري لم يحجب تصاعد القلق الداخلي من تواصل الانتهاكات لوقف النار خشية أن يؤدي تصاعد وتيرة الانتهاكات إلى انهيار الهدنة قبل تثبيت الإجراءات التي نص عليها اتفاق وقف النار. ويبدو أن الاسبوع الحالي سيكون مفصلياً لجهة استكمال تأليف لجنة الرعاية والمراقبة لوقف النار التي تناط بها المراجعات في شأن الانتهاكات بعدما وصل الى بيروت الجنرالان الأميركي والفرنسي اللذين سينضمان إلى ممثلي لبنان والأمم المتحدة وإسرائيل في اللجنة والتي ستكون برئاسة الجنرال الأميركي. وعُلم أن لبنان سيقدم عبر ممثل قيادة الجيش فور بدء عمل اللجنة تقريراً موثقاً وتفصيلياً بانتهاكات القوات الإسرائيلية للاتفاق منذ سريانه. 

ولكن مصادر سياسية مطلعة ومعنية برصد تطورات الوضع بعد وقف النار، استبعدت أن تؤدي الانتهاكات إلى انهيار الاتفاق وتالياً إلى عودة الحرب من منطلق أن التوصل إلى هذا الاتفاق كان نتيجة عوامل دولية وإقليمية بارزة وكبيرة ناهيك عن ظروف ميدانية أملت وقف الحرب وليس من السهولة ابداً العودة إليها ولو اتّسمت المرحلة الفاصلة عن نهاية مهلة الـ60 يوماً في الاتفاق بموجات مقلقة من الانتهاكات حتى التمكن من نشر الجيش اللبناني بالكامل على الحدود اللبنانية- اسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية تماماً من كل المناطق التي تتمركز فيها حالياً. وأُفيد في هذا السياق أن وزير الدفاع الفرنسي سيصل إلى لبنان خلال الـ48 ساعة المقبلة للبحث بتطبيق قرار وقف النار وغيره من القرارات التي تتعلّق بعمل لجنة المراقبة الخماسية.   
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: دفعة واحدة فی اللجنة وقف النار

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ماضية في تدمير قرى الجنوب ورئيس لجنة المراقبةيثني على جهود الجيش

يستمر الجيش الإسرائيلي في سياسة التدمير وتفجير المنازل في القرى الحدودية التي لا يزال يحتلها، مما يؤخر دخول الجيش إلى الناقورة التي كان يفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية منها، وهو ما لم يحصل حتى الآن.

في المقابل حظي اداء الجيش في الجنوب، باشادة واضحة من رئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف النار، لجهة الحرفية والتفاني.
وتحدث الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز، بعد جولة على مواقع الجيش جنوب الليطاني، برفقة قائد اللواء السابع في الجيش العميد الركن طوني فارس وعدد من الضباط.

وكانت بلدة الخيام ابرز المناطق التي شملتها زيارة الوفد العسكري الاميركي - اللبناني.

وحسب بيان السفارة الاميركية فالخيام هي اول منطقة حدودية تنتقل بالكامل الى السيطرة اللبنانية منذ توقيع اتفاقية وقف الاعمال العدائية في 27 ت2 (2024).

وحسب الجنرال جيفرز فإن الجيش اللبناني يعمل على مدار الساعة لضمان عودة آمنة للبنانيين الي ديارهم. وقد ازال اكثر من 9800 قطعة من الذخائر المتفجرة من اكثر من 80 موقعا.

وتأتي جولة الجنرال الاميركي قبل ايام قليلة من اجتماع متوقع للجنة الاشراف على وقف اطلاق النار في الناقورة، يوم الاثنين المقبل أو الثلاثاء، برئاسة الوسيط آموس هوكشتاين في حال وصوله الى بيروت، قبل هذا التاريخ.

وكتبت" الاخبار": لليوم الثالث على التوالي، أرسلت قيادة الجيش اللبناني برقية إلى رئيس لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز، تطلب منه تنسيق عملية دخول الجيش إلى الناقورة وإعادة انتشاره في مراكزه التي أخلاها قبل التوغل البري الإسرائيلي مطلع تشرين الأول الماضي، مؤكداً جهوزيته للانتشار بمعية فوج الهندسة كما فعل في الخيام وشمع سابقاً. إلا أن جيفرز أبلغ المعنيين اللبنانيين بأن «إسرائيل يجب أن تأخذ وقتها في تنفيذ أهدافها من العملية البرية في ضبط منشآت ومستودعات المقاومة في ظل عجز الجيش اللبناني عن تنظيف الأرض» بحسب ما نقل عنه مصدر مطّلع. «تريثوا» هي النصيحة التي يكررها جيفرز على مسامع المعنيين في الجيش، وهو ما عرقل خطة اليرزة للدخول إلى الناقورة والضهيرة والجبين وطيرحرفا ومنها إلى سائر بلدات القطاع الغربي.
ولفت المصدر إلى أن قيادة الجيش وجّهت إلى لجنة الإشراف برقية «تطلب فيها ضرورة انسحاب قوات الاحتلال، ولا سيما من بلدات أنهى نشاطه فيها وتراجع منها»، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال «يفرض تدريجياً قواعد اشتباك جديدة، ويكرّس حرية الحركة التي يمارسها لتصبح أمراً واقعاً حتى بعد انتهاء الهدنة». وأشار إلى أن بعض المعنيين في الجيش تلقّى «إشارات جدية» من جيفرز حول «نية إسرائيل تمديد مهلة الستين يوماً إلى تسعين يوماً، وقد تصل إلى شهر نيسان المقبل. والأمر متوقف على تنفيذ إسرائيل لأهدافها بضمان إنهاء قدرات المقاومة على المبادرة والهجوم».
تعنّت إسرائيل والانحياز الأميركي إليها، أثارا اعتراض الرئيس نبيه بري وقيادة الجيش. استياء الجيش أجّل اجتماعاً تنسيقياً بين عدد من ضباطه وجيفرز وأعضاء اللجنة من فرنسا واليونيفل. وطالب الجيش بـ«إبداء حسن نية قبل اجتماع اللجنة الخماسية المقرّر الإثنين في رأس الناقورة، والذي قد يشارك فيه المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين». وفي حال رغب الأميركيون في حفظ ماء وجه الجيش، من المتوقع أن يتم جيش العدو انسحابه من الناقورة بحلول صباح الإثنين.

وفي إطار تنفيذ خطة الانتشار، يتوقع ان تتوجه دورية من الجيش صباح اليوم نحو عيترون لتقييم الوضع تمهيداً لإعادة التمركز والانتشار في المركز الذي أخلاه الجيش اللبناني قبيل التوغل البري عند حدود بليدا. وبالتزامن، قد تدخل دورية أخرى إلى مركز الجيش في حي الدورة في بنت جبيل لناحية يارون وحي المسلخ لناحية مارون الرأس وصف الهوا عند مدخل البلدة الغربي. كما تحدّثت معلومات أولية عن تجهيز دوريات أخرى لإعادة التمركز في عيتا الشعب ورميش.
ميدانياً، واصلت القوات الاسرائيلية اعتداءاتها ووصلت إلى مواقع لم تبلغها سابقاً. فقد تقدّمت دورية مؤلّلة من كفركلا إلى مدخل برج الملوك وقطعت الطريق بالأسلاك الشائكة قبل أن تعود أدراجها. والنقطة التي وصل إليها جنود العدو للمرة الأولى منذ بدء التوغل البري، تبعد حوالي خمسين متراً عن حاجز مستحدث للجيش اللبناني.
وبالتزامن، توغّلت قوة مشاة إلى داخل بلدة دير ميماس وأخرى إلى بني حيان وحولا حيث أشعلت النيران في عدد من المنازل. وسُجّل قصف مدفعي على أطراف حولا لناحية وادي السلوقي.
 

مقالات مشابهة

  • رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعو إلى ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في لبنان
  • فيديو.. الجيش الإسرائيلي يتوغل في خمس مناطق بجنوب لبنان
  • رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: لا يمكن للمدنيين تحمّل انهيار وقف إطلاق النار
  • بعد مهلة الـ 60 يوما.. هل ينسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان؟
  • إعلام عبري: إسرائيل ستبلغ واشنطن بنيتها البقاء في لبنان بعد مهلة الـ60 يوما
  • إعلام عبري: إسرائيل ستبلغ واشنطن نيتها البقاء بلبنان بعد مهلة الـ60 يوما
  • إسرائيل تتحدث عن نيتها البقاء بجنوب لبنان عقب نهاية مهلة الاتفاق
  • إسرائيل ماضية في تدمير قرى الجنوب ورئيس لجنة المراقبةيثني على جهود الجيش
  • مسؤول إسرائيليّ: هكذا أبرمنا إتّفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • لأول مرة.. الجيش الإسرائيلي يتوغل في "بيت ليف" جنوبي لبنان