علي الفاتح يكتب: ينتفضون لنصرة إسرائيل!
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
كعادتهم هرول قادة التنظيمات الإسلاموية المصنفة إرهابية، وفى القلب منها تنظيم الإخوان المسلمين، إلى التهليل لهجمات ما تسمى بهيئة تحرير الشام ضد الجيش العربى السورى، وسارع المحللون المحسوبون عليها إلى وصفها بتجمع لفصائل المعارضة السورية الوطنية، ودعم تحركاتها المسلحة باعتبارها جهاداً لتحرير «دمشق».
اللافت أن جانباً كبيراً من الإعلام العربى، وبعض الساسة فى الشرق الأوسط، الذين دأبوا على وصف تلك التنظيمات بالإرهابية، قد تشاركوا مع أمرائها ومحلليها فى استخدام مصطلح فصائل المعارضة السورية فى التغطيات الإخبارية والمداخلات ومقالات الرأى.
تخطئ وسائل الإعلام العربية وكتّابها عندما لا يسمون الجماعات المسلحة المنطلقة من إدلب بمسمياتها الصحيحة والدقيقة والموضوعية، لأنهم بذلك يعاونون جنرالات الإرهاب فى المنطقة على ترسيخ مصطلحات ومفاهيم مغلوطة لدى الرأى العام العربى والعالمى، ويمنحون الجماعات الإرهابية المكونة لما يسمى بهيئة تحرير الشام مبرراً لما ترتكبه من جرائم بحق الشعب السورى، وشرعية لهجماتها الإرهابية، التى تستهدف إضعاف الدولة الوطنية فى سوريا، وخدمة مصالح الكيان الصهيونى والولايات المتحدة فى الشرق الأوسط.
لم يخف قادة الجماعات الإرهابية فى سوريا فرحتهم بالعدوان الصهيونى على لبنان، وبمجرد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيونى والحكومة اللبنانية، وإطلاق مجرم الحرب الإرهابى «نتنياهو» تحذيره للرئيس بشار الأسد من الاستمرار فى دعم المقاومة، بدأت تلك الجماعات هجومها على نقاط تمركز الجيش العربى السورى، وكأنهم ينفذون خطة مسبقة الإعداد، ولسان حالهم يقول: «لبيك يا نتنياهو، لبيك يا إسرائيل».
المحللون السياسيون من أعضاء تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية سارعوا إلى تلاوة ما بدا أنه «اسكريبت موحد»، تم توزيعه عليهم، عبر شاشات التنظيم الإرهابى، والصحف المحسوبة عليه فى تركيا وبريطانيا.
مفاد قراءتهم أن الشعب السورى استغل لحظة ضعف كل من روسيا، بسبب ما تتعرض له من استنزاف فى حربها مع أوكرانيا، والجيش السورى، بسبب ما تعرض له من ضربات عبر سلاح الجو الإسرائيلى، وضعف حزب الله، وانشغال إيران بصراعها مع الكيان الصهيونى، وراحوا جميعاً يؤكدون أن من يسمونها بفصائل المعارضة السورية الوطنية تقاتل وحيدة، ودون دعم إقليمى، مختتمين حديثهم، طبقاً للنص الموزع، بالدعاء بالنصر وتحرير سوريا، مما يصفونه باحتلال «الجيش العربى السورى».
هكذا حلل وفسر كتاب ومحللو التنظيمات الإرهابية ما يجرى فى سوريا، وفى مقدمتهم المحسوبون على جماعة الإخوان المسلمين الهاربون من مصر وسوريا.
من الثابت فى الأزمة السورية، التى بدأت عام 2011، أن أطرافاً إقليمية، إلى جانب الولايات المتحدة، دعموا بالمال والسلاح والجهد الاستخباراتى خليطاً من التنظيمات الإسلاموية الإرهابية، من بينها ما يسمى بالجيش السورى، التابع لتنظيم الإخوان الإرهابى، فرع سوريا، وتنظيم داعش، وهو الدعم الذى بدأ من اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة، حيث بدأت بمصادمات مسلحة مع الجيش العربى السورى، ولم نر عبر تاريخ هذه الأزمة تحركاً شعبياً أو ثورياً سلمياً ضد النظام السياسى فى «دمشق».
وقد تنوعت أهداف الأطراف الداعمة بين مصالح اقتصادية وجيوسياسية، وأغراض شخصية ضيقة، غير أن المصيبة كانت واحدة، تمزيق سوريا، وتقطيع أوصالها بين جماعات دينية إرهابية، ومنظمات انفصالية كالأحزاب الكردية، التى شكلت تنظيماً مسلحاً «قسد» بدعم أمريكى.
ومن الثابت أيضاً أن عناصر جبهة النصرة وداعش كانوا يتلقون السلاح، ومختلف أشكال الدعم اللوجيستى، وحتى الرعاية الصحية للمصابين منهم، من قبَل الكيان الصهيونى.
هذا التاريخ الأسود محفوظ فى أرشيف الحكومات وأجهزة المخابرات ووكلات الأنباء، واستعادته أمر مهم لفهم حقيقة ما يجرى.
مجرم الحرب «نتنياهو» أعلن بوضوح أن الاتفاق المبرم مع لبنان وقف لإطلاق النار، وليس إنهاء للحرب، وقال، عبر قناة الـ14 الصهيونية، إنه يحتاج الوقت لتعويض خسائر جيشه، وتزويده بالسلاح، مؤكداً أنه سيعود للحرب ضد حزب الله، بعد تصفية حركة حماس فى غزة، والانتهاء من صراعه مع إيران عدوه الاستراتيجى، وفى هذا السياق تأتى هجمات الجماعات الإرهابية ضد الجيش السورى لمنع أى محاولة لتعزيز قدرات حزب الله اللبنانى، وربما تأتى تمهيداً لحرب مفتوحة ضد إيران.
تركيا، المعلن دعمها لجماعات الإرهاب فى إدلب، صرحت، عبر مسئول سياسى، بأن الهجوم محدود، وهدفه الضغط على «دمشق» لتسارع فى تلبية دعوة رئيسها «أردوغان» للتقارب والتنسيق مع الرئيس بشار الأسد، ومع ذلك لا يمكن التعويل على هذا التصريح، فى ظل غياب بيان تركى رسمى حتى ساعة كتابة هذه السطور، وذلك رغم إلحاح «أردوغان» على عقد هذا اللقاء منذ ما يقرب من عام.
قد ترى تركيا مصلحة سياسية لها فى هذه الهجمات، تلتقى مع مصلحة الكيان الصهيونى المستفيد الأكبر منها، غير أن استمرارها لوقت طويل يساعد الأمريكى والصهيونى على إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالحهما ويضر بمصالح القوى الإقليمية الرئيسية، وفى مقدمتها مصر وتركيا وإيران، إضافة إلى دول الخليج.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التنظيمات الإرهابية الأزمة السورية تنظيم الإخوان الإرهابى الکیان الصهیونى
إقرأ أيضاً:
المغاربة ينتفضون ضد استخدام مواني المملكة لمصلحة لإسرائيل
الرباط- يشهد الشارع المغربي تصاعدا في الحراك الشعبي في مسعى للضغط على السلطات من أجل وقف استخدام المواني المغربية لعبور العتاد العسكري الأميركي المتجه إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع سكان مدينة الدار البيضاء إلى المشاركة بكثافة في الوقفة الاحتجاجية المزمع تنظيمها الجمعة المقبلة أمام ميناء المدينة، بالتزامن مع الموعد المتوقع لرسوّ سفينة "نيكسو ميرسك".
من جانبها، أعلنت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عن تنظيم مسيرة شعبية الأحد المقبل، تنطلق من مدينة القصر الصغير نحو ميناء طنجة الذي يُرتقب أن تستقبل أرصفته السفينة العملاقة "ديترويت ميرسك".
وتعد شركة ميرسك، التي تتخذ من الدانمارك مقرا لها، من أكبر شركات الشحن البحري بالعالم، وتواجه اتهامات متزايدة بنقل معدات عسكرية لمصلحة جيش الاحتلال.
كما دعا الاتحاد النقابي لعمال المواني بالمغرب، التابع للاتحاد المغربي للشغل، العاملين بميناء الدار البيضاء إلى مقاطعة السفينة "نيكسو ميرسك" التي يُشتبه في أنها تنقل شحنات عسكرية إلى إسرائيل.
وقال في بيان إن "كل من أسهم في العمليات المينائية المساعدة لهذه السفينة المتواطئة في إمداد الكيان الصهيوني بالعتاد العسكري الفتاك هو بالضرورة مسهم بصفة غير مباشرة في حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
إعلانودعا السلطات العمومية إلى تحمل مسؤولياتها بعدم الترخيص لهذه السفينة أو مثيلاتها، "التي تساعد على تدفق الأسلحة للكيان الصهيوني"، بالرسو في أرصفة ميناءي الدار البيضاء أو طنجة المتوسط.
وأصدر علماء في المغرب بيانا شرعيا يحرّم ويدين رسوّ سفن أميركية بميناء طنجة محملة بعتاد عسكري موجه للاحتلال الإسرائيلي، ووقع عليه مفكرون ودعاة وخطباء وباحثون طالبوا فيه السلطات المغربية "بالوقف الفوري لأي تعاون عسكري أو لوجستي مع واشنطن يسهم في العدوان على الفلسطينيين أو على أي مظلوم".
ودعا البيان العلماء والمفكرين والأحرار إلى "التعبير عن موقفهم الشرعي الواضح من دون تردد حول هذه النازلة وأشباهها التي فيها تسهيل للعدوان على بلاد المسلمين".
ووفق أستاذ الأصول والمقاصد بجامعة فاس ورئيس المركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة محمد رفيع، وصل عدد الموقعين من العلماء على هذا البيان إلى المئات، وذلك بعد صدور النسخة الأولى التي تضمنت فقط عشرات من التوقيعات.
وأوضح للجزيرة نت أن هذا البيان يستند إلى المعلوم من الدين بالضرورة، وهو الحرمة القطعية بالإجماع لإعانة العدو على المسلم.
وأضاف الأستاذ رفيع أن "إعانة العدو ولو بقطرة ماء على قتل مسلم واحد جرم كبير شرعا وعقلا وعرفا وإجماعا من علماء المسلمين قديما وحديثا، فما بالك إذا تعلق الأمر بقتل وإبادة شعب بأكمله؟ وبعدو خبيث يشكل خطرا كبيرا على الإنسانية جمعاء"، لافتا إلى أنه عطف على ما سبقه من بيانات وفتاوى للعلماء قبل أيام في قضايا شبيهة.
وقد انطلقت سفينة "ميرسك ديترويت" في 5 أبريل من ميناء هيوستن، ومن المتوقع أن تصل السفينة المحمّلة بالعتاد العسكري إلى ميناء طنجة في المغرب في 20 أبريل، تمهيداً لتفريغ الشحنة وإعادة تحميلها على السفينة المغذّية "نيكسو ميرسك"، التي ستتولى إيصال الشحنة العسكرية إلى ميناء حيفا. pic.twitter.com/PVHWnJ3muq
— حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) April 8, 2025
شركات متورطةوأفادت حركة مقاطعة إسرائيل بالمغرب "بي دي إس" بأن ميناء طنجة المتوسط مستمر في استقبال سفن شركة "ميرسك" المتورطة في نقل العتاد العسكري إلى جيش الاحتلال. وتوقعت أن يسهّل الميناء وصول شحنة جديدة تحمل أجزاء طائرات إف-35 المقاتلة إلى قاعدة نيفاتيم، إحدى أكبر القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تضم أسطول هذه الطائرات.
إعلانوقال منسق الحركة-فرع المغرب سيون أسيدون إن شركة ميرسك العالمية تعتمد نظاما لوجستيا يقوم على تفريغ الحاويات القادمة من الولايات المتحدة والمحملة بعتاد عسكري في ميناء طنجة، قبل شحنها مجددا نحو إسرائيل عبر سفن أخرى.
وأوضح للجزيرة نت أن الشركة ستقوم بنقل حاوياتها المحملة بقطع غيارات هذه الطائرات نحو إسرائيل عبر نظام المواصلة، إذ سترسو سفينة "ميرسك ديترويت"، وهي سفينة عملاقة عابرة للمحيطات وقادمة من ميناء هيوستن الأميركي، لتفريغ حمولتها في ميناء طنجة المتوسط بين 20 و22 أبريل/نيسان الجاري، قبل أن تستكمل رحلتها إلى جنوب أفريقيا والخليج.
ويتابع أسيدون أن "نيكسو ميرسك" العابرة للمتوسط، والقادمة من ميناء حيفا، سترسو في ميناء الدار البيضاء وبعده في ميناء طنجة من أجل تحميل الحاويات التي فرغتها السفينة السابقة لشحنها باتجاه ميناء حيفا.
وكانت الشركة قد وزعت تصريحات صحفية بشأن هذه الحمولة، نفت فيها أن تكون سفنها التي ستتوقف في ميناء طنجة تنقل أسلحة أو ذخائر لإسرائيل أو أن عملية النقل تتم لمصلحة وزارة الدفاع الإسرائيلية.
غير أن أسيدون يؤكد أن الشركة لا تنقل أسلحة وذخائر لكنها تنقل عتادا عسكريا يستخدمه جيش الاحتلال في إبادة قطاع غزة، موضحا أن "ميرسك" كانت تقوم بهذه العمليات سابقا بموجب عقود رسمية مع وزارتي الدفاع الأميركية والإسرائيلية، لكنها تحولت لاحقا إلى التعامل مع القطاع الخاص تحت غطاء تجاري.
وقال "تنقل الشركة أجزاء طائرات إف-35 قادمة من المصنع الرئيسي لشركة "لوكهيد مارتن" الأميركية إلى فرعها في الأراضي المحتلة ومقره في قاعدة جوية للجيش اسمها نيفاتيم". وأكد أن هذا النشاط يندرج فعليا ضمن عمليات إمداد لوجستي لآلة الحرب الإسرائيلية التي تستخدم هذه الطائرات في قصف قطاع غزة وقتل المدنيين.
أنشطة مشبوهةوكانت منظمة "دان-واتش" الدانماركية قد كشفت عن استخدام إحدى طائرات إف-35 في مجزرة مواصي خان يونس، والتي أودت بحياة 90 فلسطينيا، بينهم عدد كبير من الأطفال.
إعلانفي المقابل، نفى مصدر مسؤول في ميناء طنجة المتوسط، فضل عدم ذكر اسمه، للجزيرة نت، علم إدارة الميناء بوجود شحنات أسلحة أو معدات عسكرية ضمن الحاويات القادمة، على متن سفن الشركة.
وقال إن الأمر يتعلق بما يُعرف "بإعادة الشحن الدولي" والذي لا يستلزم اطلاع الإدارة المينائية على محتويات الحاويات، وأحال المصدر ذاته الجزيرة نت إلى التصريحات الرسمية لشركة ميرسك التي نفت فيها نقل أي أسلحة أو ذخائر عبر سفنها إلى إسرائيل.
للأسبوع الثاني على التوالي.. آلاف المغاربة يشاركون في مظاهرة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف الحرب على #غزة وتجميد جميع أشكال التطبيع مع الاحتلال#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/Vb3KBbGE87
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 13, 2025
لكن الناشط أسيدون شدد على أن أي عملية تفريغ أو تحميل لا يمكن أن تتم من دون فحص دقيق من طرف سلطات الميناء، مشيرا إلى أن ذلك يدخل في صميم السيادة الوطنية.
كما كشف أن شركة ميرسك سبق أن أوقفت استخدام ميناء الجزيرة الخضراء في إسبانيا لنقل المعدات العسكرية بعد ضغوط شعبية وتحذيرات قانونية، خصوصا عقب اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة، وذلك ما دفعها إلى نقل عملياتها إلى ميناء طنجة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ودعا أسيدون إلى توسيع الضغط الشعبي داخل المغرب لوقف هذه الأنشطة التي وصفها "بالمشبوهة" في موانئه، مطالبا السلطات بتحمل مسؤولياتها كاملة في هذا الشأن.