الوطن:
2025-01-20@11:46:54 GMT

علي الفاتح يكتب: ينتفضون لنصرة إسرائيل!  

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

علي الفاتح يكتب: ينتفضون لنصرة إسرائيل!  

كعادتهم هرول قادة التنظيمات الإسلاموية المصنفة إرهابية، وفى القلب منها تنظيم الإخوان المسلمين، إلى التهليل لهجمات ما تسمى بهيئة تحرير الشام ضد الجيش العربى السورى، وسارع المحللون المحسوبون عليها إلى وصفها بتجمع لفصائل المعارضة السورية الوطنية، ودعم تحركاتها المسلحة باعتبارها جهاداً لتحرير «دمشق».

اللافت أن جانباً كبيراً من الإعلام العربى، وبعض الساسة فى الشرق الأوسط، الذين دأبوا على وصف تلك التنظيمات بالإرهابية، قد تشاركوا مع أمرائها ومحلليها فى استخدام مصطلح فصائل المعارضة السورية فى التغطيات الإخبارية والمداخلات ومقالات الرأى.

تخطئ وسائل الإعلام العربية وكتّابها عندما لا يسمون الجماعات المسلحة المنطلقة من إدلب بمسمياتها الصحيحة والدقيقة والموضوعية، لأنهم بذلك يعاونون جنرالات الإرهاب فى المنطقة على ترسيخ مصطلحات ومفاهيم مغلوطة لدى الرأى العام العربى والعالمى، ويمنحون الجماعات الإرهابية المكونة لما يسمى بهيئة تحرير الشام مبرراً لما ترتكبه من جرائم بحق الشعب السورى، وشرعية لهجماتها الإرهابية، التى تستهدف إضعاف الدولة الوطنية فى سوريا، وخدمة مصالح الكيان الصهيونى والولايات المتحدة فى الشرق الأوسط.

لم يخف قادة الجماعات الإرهابية فى سوريا فرحتهم بالعدوان الصهيونى على لبنان، وبمجرد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيونى والحكومة اللبنانية، وإطلاق مجرم الحرب الإرهابى «نتنياهو» تحذيره للرئيس بشار الأسد من الاستمرار فى دعم المقاومة، بدأت تلك الجماعات هجومها على نقاط تمركز الجيش العربى السورى، وكأنهم ينفذون خطة مسبقة الإعداد، ولسان حالهم يقول: «لبيك يا نتنياهو، لبيك يا إسرائيل».

المحللون السياسيون من أعضاء تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية سارعوا إلى تلاوة ما بدا أنه «اسكريبت موحد»، تم توزيعه عليهم، عبر شاشات التنظيم الإرهابى، والصحف المحسوبة عليه فى تركيا وبريطانيا.

مفاد قراءتهم أن الشعب السورى استغل لحظة ضعف كل من روسيا، بسبب ما تتعرض له من استنزاف فى حربها مع أوكرانيا، والجيش السورى، بسبب ما تعرض له من ضربات عبر سلاح الجو الإسرائيلى، وضعف حزب الله، وانشغال إيران بصراعها مع الكيان الصهيونى، وراحوا جميعاً يؤكدون أن من يسمونها بفصائل المعارضة السورية الوطنية تقاتل وحيدة، ودون دعم إقليمى، مختتمين حديثهم، طبقاً للنص الموزع، بالدعاء بالنصر وتحرير سوريا، مما يصفونه باحتلال «الجيش العربى السورى».

هكذا حلل وفسر كتاب ومحللو التنظيمات الإرهابية ما يجرى فى سوريا، وفى مقدمتهم المحسوبون على جماعة الإخوان المسلمين الهاربون من مصر وسوريا.

من الثابت فى الأزمة السورية، التى بدأت عام 2011، أن أطرافاً إقليمية، إلى جانب الولايات المتحدة، دعموا بالمال والسلاح والجهد الاستخباراتى خليطاً من التنظيمات الإسلاموية الإرهابية، من بينها ما يسمى بالجيش السورى، التابع لتنظيم الإخوان الإرهابى، فرع سوريا، وتنظيم داعش، وهو الدعم الذى بدأ من اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة، حيث بدأت بمصادمات مسلحة مع الجيش العربى السورى، ولم نر عبر تاريخ هذه الأزمة تحركاً شعبياً أو ثورياً سلمياً ضد النظام السياسى فى «دمشق».

وقد تنوعت أهداف الأطراف الداعمة بين مصالح اقتصادية وجيوسياسية، وأغراض شخصية ضيقة، غير أن المصيبة كانت واحدة، تمزيق سوريا، وتقطيع أوصالها بين جماعات دينية إرهابية، ومنظمات انفصالية كالأحزاب الكردية، التى شكلت تنظيماً مسلحاً «قسد» بدعم أمريكى.

ومن الثابت أيضاً أن عناصر جبهة النصرة وداعش كانوا يتلقون السلاح، ومختلف أشكال الدعم اللوجيستى، وحتى الرعاية الصحية للمصابين منهم، من قبَل الكيان الصهيونى.

هذا التاريخ الأسود محفوظ فى أرشيف الحكومات وأجهزة المخابرات ووكلات الأنباء، واستعادته أمر مهم لفهم حقيقة ما يجرى.

مجرم الحرب «نتنياهو» أعلن بوضوح أن الاتفاق المبرم مع لبنان وقف لإطلاق النار، وليس إنهاء للحرب، وقال، عبر قناة الـ14 الصهيونية، إنه يحتاج الوقت لتعويض خسائر جيشه، وتزويده بالسلاح، مؤكداً أنه سيعود للحرب ضد حزب الله، بعد تصفية حركة حماس فى غزة، والانتهاء من صراعه مع إيران عدوه الاستراتيجى، وفى هذا السياق تأتى هجمات الجماعات الإرهابية ضد الجيش السورى لمنع أى محاولة لتعزيز قدرات حزب الله اللبنانى، وربما تأتى تمهيداً لحرب مفتوحة ضد إيران.

تركيا، المعلن دعمها لجماعات الإرهاب فى إدلب، صرحت، عبر مسئول سياسى، بأن الهجوم محدود، وهدفه الضغط على «دمشق» لتسارع فى تلبية دعوة رئيسها «أردوغان» للتقارب والتنسيق مع الرئيس بشار الأسد، ومع ذلك لا يمكن التعويل على هذا التصريح، فى ظل غياب بيان تركى رسمى حتى ساعة كتابة هذه السطور، وذلك رغم إلحاح «أردوغان» على عقد هذا اللقاء منذ ما يقرب من عام.

قد ترى تركيا مصلحة سياسية لها فى هذه الهجمات، تلتقى مع مصلحة الكيان الصهيونى المستفيد الأكبر منها، غير أن استمرارها لوقت طويل يساعد الأمريكى والصهيونى على إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالحهما ويضر بمصالح القوى الإقليمية الرئيسية، وفى مقدمتها مصر وتركيا وإيران، إضافة إلى دول الخليج.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التنظيمات الإرهابية الأزمة السورية تنظيم الإخوان الإرهابى الکیان الصهیونى

إقرأ أيضاً:

ما هو مستقبل علاقة سوريا مع إسرائيل؟ تقريرٌ جيروزاليم بوست يجيب

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن توجهات الحكم الجديد في سوريا تجاه إسرائيل.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه من بين النقاط الرئيسية التي يتم مناقشتها حول مستقبل سوريا، تتصلُ بمنحى العلاقة الذي سيكون قائمة بين الأخيرة وإسرائيل، وأضاف: "يبدو أن رئيس القيادة السورية الجديدة أحمد الشرع المعروف أبو محمد الجولاني، مستعدٌّ تماماً لهذه المناقشة، وقد قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنَّ البلاد مُنهكة من الحروب وتحتاجُ إلى النمو ولا تشكل أي تهديدٍ لأي دولة في العالم".   التقرير اعتبر أن تصريح الجولاني كان "صريحاً"، وبالتالي فهو يستبعدُ سوريا تماماً عن الصراع مع إسرائيل، كما أن هذا الأمر يُغلق صفحة وجود سوريا ضمن ما تُسمّيه إيران بـ"محور المقاومة"، فمن وجهة نظر القيادة السوريَّة الجديدة، فإنه لا وجود لمحور ولا لمقاومة.   في المقابل، قال التقرير إن كلام الشرع ما هو مجرد استعراض للنوايا ولا يُمكن الوثوق به بشكل كامل، وأضاف: "ينبعُ هذا الشك من عاملين، الأول أن الأمور لم تستقر بعد بالنسبة للقيادة السورية الجديدة، وثانياً، فإن الخلفية المتشددة التي يتسم بها زعماء سوريا الجدد تدعو إلى الانتظار واختبار هذه الأهداف إلى أن يتم تنفيذها داخل هيئات الدولة الموثوقة".   وأكمل:  "كذلك، يتعين التأكد من أن اللاعب الإقليمي الذي كان له نفوذ على عملية صنع القرار السوري لفترة طويلة قد استسلم للحقيقة الجيوسياسية الجديدة".   وأضاف: "تشير كلمات الجولاني إلى تفهمه لما يسبب التوتر الحالي بين سوريا وإسرائيل، حيث ذكر أن إسرائيل لديها أسباب لتدخلها في سوريا في ما يتعلق بالجماعات الإيرانية وحزب الله ، والآن لم يعد هناك أي أساس للقوات الإسرائيلية للتقدم في سوريا".   وتابع: "كذلك، أشار الجولاني إلى سبل دبلوماسية للتعامل مع إسرائيل في هذا الشأن، بما في ذلك الضغط الدولي والأمم المتحدة، كما قال إن سوريا يجب أن تكون جسراً وليس لاعباً في الصدام بين روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل".   وأردف: "الجدير بالذكر أن الجولاني استبعد تماماً أي ذكر لإيران على الرغم من حضورها القوي ونفوذها المتزايد في الشأن السوري في السنوات الأخيرة. لقد بدا الجولاني واثقاً من إمكانية القضاء على كل الإرث الإيراني بضربة واحدة أو بمجرد سقوط بشار الأسد".   في المقابل، يوضح التقرير إنه يجب ملاحظة أنّ الجولاني رحب ببقاء روسيا على الأراضي السورية، ويعتقد أن سوريا لا يمكن أن تنفصل عن روسيا بسرعة، كما يرى أن بناء علاقات استراتيجية على أسس جديدة تضمن سيادة سوريا وحرية اختيارها أمر ممكن، مشيراً إلى "الاتفاقيات غير العادلة" بين الأسد وروسيا.   واعتبر التقرير أن "هذا القبول الأساسي للوجود الروسي لا يتعلق فقط بالقدرة الروسية على الوصول إلى داخل سوريا، بل إنه يُظهِر أن الجولاني ورفاقه يدركون أن أحد أهم دعائم وجودهم وحصولهم على الدعم الإقليمي والدولي هو الانفصال الكامل عن إيران، والواقع أن هذا الانفصال حدث منذ اللحظات الأولى لسقوط الأسد".   ويقول التقرير إن إسرائيل لم تنتظر حتى تختبر نبض النظام السوري الجديد، بل سارعت إلى تكثيف ضرباتها على المنشآت السورية الرئيسية ومخازن الأسلحة والمواقع العسكرية الحيوية، وأردف: "كانت هذه الإجراءات تهدف إلى القضاء تماماً على أي فرصة للتهديد من جانب النظام الجديد. لقد بررت إسرائيل هجماتها بأنها تهدف إلى تعزيز أمنها ومنع الأسلحة المتقدمة، مثل الأسلحة الكيميائية، من الوقوع في أيدي ما أسمتهم بالجماعات الإرهابية".   وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش السوري دمر نحو 80% من قوته العسكرية، واعتبرت تحركاته دفاعية، كما نشرت إسرائيل قواتها في المنطقة العازلة على الحدود السورية التي تفصل مرتفعات الجولان عن الأراضي السورية.   ويقول التقرير أيضاً إنَّ "إسرائيل استعدت لصدامات عسكرية جديدة قد تندلع داخل سوريا بين جماعات مسلحة، لأن مثل هذه المعارك تهدد أمن إسرائيل. إنّ هذا الاستعداد يوضح الدرس الأصعب الذي تعلمته إسرائيل بعد هجوم حماس على أراضيها في السابع من تشرين الأول، وهو أنه عليها ألا تترك أي شيء للصدفة. وعلاوة على ذلك، يجب عليها أن تعمل أولاً على حماية نفسها وشعبها من أي تهديدات محتملة، مهما كانت صغيرة".   وتابع: "إن هذا النهج مهم بشكل خاص لأن التجربة الإقليمية تظهر أن مخازن الأسلحة السورية قد تنتقل إلى مجموعات سورية متشددة مختلفة. ومن شأن مثل هذه الحركة أن تعزز من قدرتها على شن الهجمات أو حتى التهديد بالقيام بذلك. وعليه، لم تعد إسرائيل تتردد في القضاء على مصادر التهديد المحتملة، والواقع أن التقليل من أهمية التهديدات من أجل السلام أصبح الآن من الماضي".   ويرى التقرير أن إسرائيل لن تُمانع في إقامة علاقات طبيعية مع النظام السوري الجديد بشرطين: الأول أن تنهي سوريا ارتباطها بإيران، والثاني أن تمنع الجماعات الإرهابية من التواجد داخل سوريا، وأردف: "لكن ربما يكون من السابق لأوانه تكوين وجهة نظر واقعية حول ما إذا كانت إسرائيل ستقبل نظام حكم سوري يقوده جهاديون سابقون". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • علي الفاتح يكتب: حرب الاستيطان تُفسد أحلام ترامب!
  • الجيش: الرهائن الإسرائيليات الثلاث وصلن إسرائيل
  • حزب الريادة: المصريون يتصدون بحزم لشائعات جماعة الإخوان الإرهابية
  • حزب الجبهة الوطنية يشيد بالدعم المصري لنصرة القضية الفلسطينية
  •  النصر الوهمي: أكاذيب تُدمر الأوطان
  • ما هو مستقبل علاقة سوريا مع إسرائيل؟ تقريرٌ جيروزاليم بوست يجيب
  • المتفوقون في بيت العود يجذبون الأنظار بمعزوفات تراثية ومعاصرة| صور
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في جنوب إسرائيل عقب هجوم من اليمن
  • الجيش الإسرائيلي: صافرات الإنذار تدوي وسط إسرائيل
  • الصراع «التركى - الإسرائيلى» فى سوريا!