قبيل أسابيع من انتهاء ولايته.. بايدن يصدر عفوا رئاسيا عن نجله فما القصة؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
قبيل انتهاء ولايته في 20 يناير المقبل، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن عفوًا «كاملًا وغير مشروط» عن نجله هانتر بايدن في قضية شراء سلاح بشكل غير قانوني والتهرب الضريبي، وفق بيان صادر عن البيت الأبيض.
قرار بايدن العفو عن نجلهيأتي هذا القرار قبل أسابيع من انتهاء ولاية بايدن وانتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي طالما هاجم هانتر بايدن على خلفية قضاياه القانونية والشخصية، حسبما نقلت صحيفة ذي نيويورك تايمز.
يشمل العفو جميع الجرائم التي ارتكبها هانتر بايدن أو قد يكون ارتكبها بين 1 يناير 2014 و1 ديسمبر 2024، والتي تشمل ذلك قضايا مثل الإدانة الفيدرالية بشراء سلاح بشكل غير قانوني وغيرها من المشاكل القانونية التي لاحقت هانتر لسنوات.
تبرير بايدن للعفووصف بايدن التهم بأنها ذات دوافع سياسية تهدف إلى إيذائه شخصيًا وإضعافه سياسيًا، مؤكدا أن القضايا الموجهة ضد هانتر كانت نتيجة تحريض من خصومه السياسيين، مشيرًا إلى أن هانتر استُهدف فقط لأنه ابنه.
قال الرئيس الأمريكي في بيان رسمي: «لا يمكن لأي شخص عاقل أن ينظر في قضايا هانتر دون أن يستنتج أنه تم استهدافه فقط لأنه ابني، وهذا خطأ»
يشار إلى أن قرار العفو ينهي سنوات من الجدل والهجمات الجمهورية على عائلة بايدن، لكنه يضيف بُعدًا جديدًا للنقاش السياسي مع اقتراب انتقال السلطة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جو بايدن هانتر بايدن عفو رئاسي الانتخابات الامريكية البيت الابيض
إقرأ أيضاً:
كيف كشف ترامب في ولايته الثانية الاستثنائية الأمريكية على حقيقتها؟
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفية نسرين مالك، قالت فيه إنّ: "الغبار استقر لفترة وجيزة، فقط لكي يثور مرة أخرى. إن موجة الأوامر التنفيذية التي أصدرها دونالد ترامب، والتي تسببت في فوضى في كل شيء من المساعدات الخارجية إلى التجارة العالمية، تهزّ بسرعة السياسة الداخلية والخارجية، وتعيد تشكيلها".
وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "الإغراء هنا، مرة أخرى، هو التفكير في دونالد ترامب باعتباره صدمة خارجية للديمقراطية الأمريكية. ولكن انظر عن كثب، ولن تجد رئيسا مارقا يوجّه مطرقة إلى نظام سياسي مستقر حتى الآن، بل تاريخا من تآكل المعايير التي مهّدت الطريق له".
وتابع: "المعايير السياسية، هي سقالة الديمقراطية، التي لا يفرضها القانون، بل نوع من الإجماع الاجتماعي. الواقع أن هذه القواعد ليست مدوّنة، ولا آليات صارمة لتنظيم الحقائق السياسية -مثل فصل السلطات- بل الاتفاق على احترام مثل هذه الأمور ومراعاتها".
وأبرزت: "من الأمثلة الواضحة على ذلك قدرة الرئيس على إصدار العفو. وكان عفو جو بايدن عن أفراد أسرته بمثابة إهانة للأعراف بقدر ما كان عفو ترامب عن المدانين بعد السادس من كانون الثاني/ يناير بمثابة إهانة للأعراف".
وفي السياق نفسه، نقل المقال ما أبرزه الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز"، عزرا كلاين، عقب تنصيب ترامب: "نحن نتحدث عن نظام الحكم في أمريكا، وكأنه شيء صلب، مقيد بالدستور والمؤسسات مثلما يلتف الحزام حول الخصر. لكنه في الحقيقة مجرد كومة من الأعراف في معطف واق من المطر. فإذا أسقطنا الأعراف فسوف يتغير كل شيء".
"الواقع أن الغرض الحقيقي من ترامب هو إسقاطها، ولكن من بعض النواحي، فهو لا يفعل سوى تسريع عملية كانت قد بدأت بالفعل" بحسب المقال نفسه، الذي استرسل: "على سبيل المثال أمر ترامب ببناء مركز احتجاز للمهاجرين في خليج غوانتانامو، وهي المساحة التي ظلت لسنوات تعمل خارج نطاق القانون الدولي على الرغم من الصراخ والمناشدات بإغلاقها".
ومضى بالقول: "كان هناك مئات السجناء محتجزين هناك بموجب القانون العسكري، غالبا بعد التسليم والاختفاء والتعذيب في المواقع السوداء لوكالة المخابرات المركزية". مردفا: "اقتراح ترامب باحتجاز عشرات الآلاف من المهاجرين هناك خطوة شائنة، لكنها ليست شاذة. إنه يبني، حرفيا، على ما حدث قبله".
وفي السياق ذاته، قال المدير التنفيذي لمركز الحقوق الدستورية، فينس وارن، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "مثل العديد من هجمات ترامب الاستبدادية على حقوق الإنسان، فإن هذا الهجوم له سوابق مخزية في تاريخ الولايات المتحدة".
وتابع: "قبل وقت طويل من استخدام إدارة بوش الثانية للمنشأة لاحتجاز وإساءة معاملة ما يقرب من 800 رجل وفتى مسلم كجزء من 'حربها على الإرهاب'، احتجزت إدارة بوش الأولى لاجئين هايتيين هناك لمحاولة حرمانهم من حقوقهم بموجب القانون الدولي".
وأشار لكون السجن يضم حاليا مهاجرين محتجزين في منشأة تسمى مركز عمليات المهاجرين. في العام الماضي، منحت إدارة بايدن مقاولا خاصا أكثر من 160 مليون دولار لإدارة المنشأة.
وأبرز المقال: "توجيهات ترامب الأخرى تستند أيضا إلى سابقة. إذ يتعهد أحد أوامره التنفيذية بترحيل الطلاب وغيرهم ممن لا يحملون الجنسية الأمريكية والذين يشاركون في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين. ولكن أفعالهم كانت بالفعل موضع إدانة من الإدارة السابقة، وفرضت عليها رقابة مفرطة قبل فترة طويلة من إعادة انتخاب ترامب".
"لا تنسوا أن الديمقراطيين منعوا طلبات المتحدث الفلسطيني في مؤتمرهم، وفي مختلف أنحاء البلاد طردت المؤسسات الأكاديمية "الليبرالية" الطلاب الذين احتجوا، وحرمتهم من شهاداتهم، واستدعت الشرطة المسلحة لتفكيك اعتصاماتهم" أضاف المصدر نفسه.
واسترسل: "ينطبق نفس الشيء على انسحاب ترامب من المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومغامرته الإمبريالية عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية. فالولايات المتحدة لديها سجل طويل، في ظل رؤساء أكثر لطفا، في انتهاك القانون الدولي، وإهانة المؤسسات الدولية، والشروع في حملات أحادية مرخصة بوضعها كقوة عظمى".
وأبرز: "قبل أكثر من عقدين من الزمان، أقر الكونغرس قانونا يجيز "كل الوسائل الضرورية والمناسبة لإطلاق سراح أفراد الولايات المتحدة أو حلفائها المحتجزين من قبل المحكمة الجنائية الدولية أو نيابة عنها. وأطلق عليه قانون: غزو لاهاي". مضيفا: "كانت الحرب على الإرهاب في حد ذاتها حملة طويلة خرقت القواعد. فقبل أسبوع من غزو الولايات المتحدة وحلفائها للعراق، حذّرهم الأمين العام للأمم المتحدة من أن العمل العسكري سيكون انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة".
وأوضح: "حتى من الناحية البصرية، فإن تحالفات ترامب مع مليارديرات التكنولوجيا بدائية وواضحة، لكنها تعكس المليارديرات والمؤثرين الذين توافدوا على حملة كامالا هاريس، والتي دعمها عدد أكبر منهم علنا أكثر من ترامب. واصل بايدن ممارسة الرؤساء السابقين، الجمهوريين والديمقراطيين، في استغلال المانحين الأثرياء للغاية لمناصب السفراء قبل أن يجعل ترامب المقايضة صريحة مع حكومته من المليارديرات".
وأكد: "حتى الحجة الليبرالية القائلة بأن مزاج ترامب وشخصيته وتصرفاته هي مجرد أسباب لاستبعاده تتعارض مع حقيقة سلفه. إن تشبث بايدن العنيد بالسلطة، والطلب من الناس أن تتجاهل أعينهم وآذانهم مع تلاشي قدراته، أثبت أن ازدراء عقول الجمهور ليس حكرا على اليمين".
"ليس القصد من هذا أنه لا يوجد فرق بين ترامب وأسلافه، أو أن أي شخص لديه وهم بأن الولايات المتحدة كانت ديمقراطية مثالية قبل وصوله إلى الساحة. وليس القصد التقليل من انتهاكات الرئيس وتأثيرها المادي، وأهمها افتقاره إلى الالتزام بالانتقال السلمي للسلطة، وهو معيار خارق، إذا صح التعبير" تابع التقرير.
وأضاف: "لكن الحلم الأمريكي بالازدهار في الداخل والتفوق في الخارج كان يخفي منذ فترة طويلة نظاما أكثر شؤما ومعاملاتية، وهو النظام الذي يعريه ترامب ويعززه".
واختتم المقال بالقول: "إن الخطر يأتي من افتراض أن الترمبية تأتي من العدم. في الواقع، إنها تأتي من مصادر عديدة، لكن أحدها هو إنشاء أسلافه لنظام سياسي يُنظر فيه إلى الانتهاكات المتسلسلة على أنها مقبولة لأنها تتم من قبل الأشخاص المناسبين. حسنا، بالنسبة لملايين الأشخاص، فإن ترامب هو الشخص المناسب".