هل لا يزال الحل الدبلوماسي للأزمة السورية ممكنا؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
قال مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، إن الضربات التي وُجِّهت إلى حزب الله مؤخرا وانشغال إيران، وانغماس روسيا في أوكرانيا، عجَّلت بالتطورات الحاصلة في سوريا.
وخلال مداخلته في برنامج "الحرة الليلة"، شدد شينكر على أن تركيا تتطلع إلى استغلال هذا المشهد لتغيير الوضع القائم، خصوصًا وأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد رفض حتى الآن الانخراط في مفاوضات مع أنقرة.
شينكر وصف سيطرة المعارضة على حلب والمناطق المجاورة بـ"العملية الناجحة التي جاءت في وقتها".
والأحد، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن الحركة التي قام بها المتمردون في سوريا لم تكن مفاجأة بالنسبة إلى واشنطن.
وأشار إلى أن المعارضة المسلحة السورية تحاول استغلال الوضع الجديد في المنطقة، حيث إن أبرز داعمي النظام السوري، وهم إيران وروسيا وحزب الله، مرتبكون وأصبحوا أضعف بفعل النزاعات المختلفة بعيدًا عن دمشق.
شينكر ذكر من جانبه أن نظام الأسد "انهار تقريبًا في 2014، لولا التدخل الروسي جوًا عبر الطائرات التي قتلت أو مسحت نصف مليون سوري"، وأشار إلى مساعدة كل من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله على الأرض في تلك المساعي.
وقال إن النظام السوري كان عليه أن ينخرط في عملية أممية لتنفيذ قرار 2245 الذي يدعو إلى نوع من مشاركة السلطات مع ممثلين ديمقراطيين سوريين.
الحل المهمّش للمسألة السورية.. ما هو القرار 2254؟ يستمر التصعيد العسكري بين فصائل معارضة سورية وقوات النظام مدعومة بحليفها الروسي، لليوم الخامس على التوالي، بحصيلة أكثر من 400 قتيل بينهم مدنيون، قال مسؤلان أممي وأميركي أن سبباً واحداً أدى لاشتعال الوضع في سوريا، هو عدم الالتزام بقرار مجلس الأمن (2254) أو السعي في مفاوضات لتحقيقه. هل بقي مجال للدبلوماسية؟في إجابته على هذا السؤال، أوضح شينكر أن المساعي الدبلوماسية "ستكون صعبة"، وأشار إلى أنه من الصعب "أن تقول لهيئة تحرير الشام أن تبطئ من هجماتها ضد قوات الأسد".
وأعرب عن اعتقاده بأن هيئة تحرير الشام لا تريد التفاوض.
ولفت المتحدث إلى أن نظام الأسد لا يتحدث عن أي نوع من الحلول التوافقية، بينما نشاهد تصعيدًا عسكريا.
"نظام الأسد سيحشد أي قوات يستطيع حشدها وهو لا يزال يحظى بدعم إيران والميليشيات التابعة له"، يؤكد شينكر قبل أن يضيف أن التصعيد العسكري مفتوح طالما حظي نظام الأسد بدعم خارجي.
وقال: "ربما نرى المصريين أو الإماراتيين الذين عبروا عن دعمهم لنظام الأسد، يحاولون إرسال نوع من المساعدة"، ثم أردف: "أعتقد أن الأمور قد تكون أسوأ قبل أن تنصلح".
موقف واشنطن؟قال سوليفان، الأحد، في تصريحات صحفية، إن الولايات المتحدة ليست طرفًا في ما يحصل بسوريا، وأنها تتابع عن كثب ما يحدث هناك. كما شدد بيان وقعته كل من واشنطن وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة على ضرورة خفض التصعيد في سوريا، وحماية المدنيين.
في هذا الصدد، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، إن الولايات المتحدة كانت منخرطة في عملية سياسية لجزء كبير من العقد الماضي بدون أية نتائج.
وأشار إلى أن نظام الأسد تجاهل المجتمع الدولي ورفض الموافقة على أعضاء لجان للنقاش. وقال: "لذلك لا أعتقد أن إدارة الرئيس جو بايدن ستتعاطى دبلوماسيًا مع نظام الأسد، هي أمامها شهر ونصف فقط.. هي تأمل ألا ينتشر التصعيد إلى أجزاء أخرى".
عسكريا وسياسيا.. سيناريوهات هجوم الفصائل المسلحة في حلب في وقت تواصل فيه فصائل المعارضة السورية المسلحة هجومها الكبير ضد النظام السوري على عدة جبهات في حلب وإدلب وحماة شمالي البلاد، تثار تساؤلات عن حدود السيطرة التي ستكون على الأرض في المرحلة المقبلة، وكذلك الأمر بالنسبة للميدان السياسي، فما هي السيناريوهات التي يتوقعها خبراء ومراقبون؟.أما بخصوص المشهد خلال ولاية الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، لفت شينكر إلى أن سوريا حاولت تنفيذ القرار (5422) عندما كان ترامب في منصبه. وقال: "إدارة ترامب تسعى إلى عقد صفقات ولكن أشك أنها ستبحث عن صفقة تحافظ على هيمنة الأسد على سوريا"، وأشار إلى أن نظام الأسد قتل نصف مليون سوري بمساعدة الروس وحزب الله، ودفع 6 ملايين سوري خارج البلاد. وقال: "لا أعتقد أن معظم السوريين يريدونه".
ومنذ الأربعاء، شنت الفصائل السورية المسلحة، وبعضها مدعوم من تركيا، هجمات في شمال سوريا.
وتمكنت الفصائل من السيطرة على معظم حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، والتقدم في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط).
مصادر للحرة: فصائل المعارضة السورية تستعد لدخول حماة تمكنت فصائل المعارضة المسلحة في سوريا خلال الساعات الماضية من السيطرة على قرى وبلدات ومواقع عسكرية في محيط مدينة حماة التي تقع وسط البلاد وتبعد عن العاصمة دمشق (210 كم) وعن مدينة حلب (135 كم).وذكر المرصد السوري، الأحد، أن إدلب بالكامل باتت تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" إلا بعض المناطق أقصى شرق إدلب، وكذلك مدينة حلب باتت تحت سيطرة "الهيئة" إلا أحياء يسيطر عليها الأكراد.
وهدد بشار الأسد، الأحد، باستخدام "القوة" للقضاء على ما وصفه بـ"الإرهاب".
وقال الأسد، وفق ما نشر حساب الرئاسة السورية على تيلغرام: "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره، ونقضي عليه بها أياً كان داعموه ورعاته".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وأشار إلى أن فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ما هو القرار 2254: مفتاح الحل في سوريا يعود للواجهة مع تطورات ميدانية جديدة
أعادت التطورات العسكرية الأخيرة التي انطلقت فجر الأربعاء من مدينة حلب، والتي تضمنت دخول "هيئة تحرير الشام" مع فصائل مسلحة إلى المدينتين، الحديث عن قرار مجلس الأمن رقم 2254 كحل محتمل للأزمة السورية. ما هو القرار 2254؟ صدر القرار 2254 في ديسمبر 2015، وينص على أن الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة بتقرير مستقبل بلاده.
كما دعا القرار جميع الأطراف إلى اتخاذ تدابير لبناء الثقة للمساهمة في إنجاح العملية السياسية وضمان وقف دائم لإطلاق النار. طالب القرار الدول المعنية باستخدام نفوذها لدفع النظام والمعارضة نحو العملية السلمية، وطالب بدعم عملية سياسية يقودها السوريون وتسهّلها الأمم المتحدة.
وحدد القرار فترة زمنية قدرها ستة أشهر لإنشاء حكومة شاملة غير طائفية وصياغة دستور جديد.
كما شدد على أهمية وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا، وخاصة في المناطق المحاصرة، وأكد على ضرورة العودة الآمنة والطوعية للاجئين والمشردين وإعادة تأهيل المناطق المتضررة وفق القوانين الدولية.
عودة التركيز على القرار من قبل البيت الأبيض مع تصاعد الأحداث في الأيام القليلة الماضية، أعاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، شون سافيت، إلى الأذهان أهمية هذا القرار، معبراً عن قلق الولايات المتحدة تجاه التطورات الأخيرة في سوريا.
كما أشار إلى الاستمرار في التواصل مع الدول الإقليمية لمتابعة الوضع. وقال إن الحكومة السورية ترفض الاستجابة للعملية السياسية المنصوص عليها في قرار 2254 وتستند إلى دعم روسيا وإيران، ما أدى إلى انهيارات في خطوط النظام في شمال غرب البلاد.
كما دعا البيت الأبيض إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين، مؤكدًا الحاجة إلى عملية سياسية جدية تنهي الحرب وفقًا للقرار.
الأهمية الاستراتيجية لطريق "إم 5" تؤكد الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الغربية أن الحل في سوريا يعتمد على تنفيذ قرار 2254، وكررت المعارضة السياسية ذات الرسالة في بياناتها. حتى حلفاء الأسد أكدوا في بياناتهم أهمية هذا القرار.
في سياق التطورات العسكرية، أعلنت الفصائل المسلحة عن سيطرتها على مطار مدينة حلب وجزء كبير من محافظة إدلب، مؤكدة السيطرة على 25 قرية في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، بالإضافة إلى استحواذ "هيئة تحرير الشام" على عدة مناطق في ريف حماة، ما يعكس توسعها العسكري في المنطقة.