عربي21:
2025-02-04@10:58:36 GMT

أين تقف تركيا من التطورات الأخيرة في سوريا؟

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

في تقييم أي حدث سياسي مهم أو عملية عسكرية بارزة يُنظر إلى الدوافع والمنطلقات والأهداف، كما ينظر إلى التصريحات والإشارات والأحداث، وينظر إلى التوقيت والسياق والظروف، وإلى الفواعل المؤثرة والمتداخلة وتشابك العلاقات، وإلى النتائج والتبعات والارتدادات سواء بسواء.

تمثل عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها المعارضة السورية وتحديدا ما تسمى "إدارة العمليات العسكرية" ضد قوات النظام وحلفائه في حلب؛ تطورا مهما بل هو الأبرز في المشهد السوري منذ سنوات عديدة، وليس من المبالغة القول إنه أحد أهم التطورات في المنطقة برمتها منذ عملية طوفان الأقصى وأحد هزاتها الارتدادية.



ورغم الديناميات الداخلية المعروفة، من قبيل المواجهات السابقة بين النظام والمعارضة، واستمرار استهداف النظام لإدلب (المنطقة الوحيدة الباقية من مناطق خفض التصعيد)، وتكدس المدنيين فيها، إلا أن الظروف الإقليمية والدولية ذات حضور ملموس -دائما- في المشهد السوري من حيث التأثر والتكيف والاستثمار.

من هذه الزاوية، من المهم النظر لمواقف القوى الإقليمية والدولية المنخرطة في القضية السورية بنفس القدر الذي تبحث فيه الديناميات الداخلية، إذ لطالما كان لهذه القوى تأثيرات مباشرة وغير مباشرة عليها منذ اندلاع الثورة في 2011، بل كانت هي المحدد الرئيس لمساراتها في السنوات الأخيرة.

وتعد تركيا من الدول المهمة لاستطلاع أين تقف من هذه التطورات الجذرية والمتسارعة من حيث النظرة والموقف والدور والمصالح المتأثرة. فهي دولة جارة لها حدود مشتركة على طول 911 كلم، فضل عن وجودها العسكري في الداخل السوري، إضافة لوجود ملايين السوريين المقيمين على أراضيها.

عملية "إدارة العمليات العسكرية" في الشمال السوري تحقق مصالح واضحة لأنقرة، بالضغط على الأسد لإعادة النظر في المسار السياسي الداخلي، وفي تطبيع العلاقات معها، وتغيير موازين القوى في سوريا بشكل يرجح كفتها ويجعلها هي -لا الميليشيات المدعومة أمريكيا- من يملأ الفراغ الذي قد تتركه إيران والمليشيات المحسوبة عليها
الأهم مما سبق، أن أنقرة إحدى الأطراف الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا ومناطق خفض التصعيد الأربع التي استحالت مع هجمات النظام إلى منطقة واحدة في إدلب، بل اضطرت لتفكيك عدة نقاط مراقبة في الشمال السوري بسبب محاصرة قوات النظام لها. وعلى مدى السنوات الماضية لم يسجل المسار السياسي تقدما ملحوظا، ووضع النظام مسار اللجنة الدستورية في الثلاجة، مستمرا في هجمات على إدلب أثارت مخاوف عدم الاستقرار من جهة وموجات جديدة من اللاجئين من جهة أخرى.

أضيفت لذلك دعوات أردوغان المتكررة للأسد لتطبيع العلاقات وفتح صفحة جديدة بين البلدين، والتي وُوجهت أحيانا بالتجاهل وأحيانا أخرى بشروط مسبقة، مثل الانسحاب من الأراضي السورية ووقف الدعم للمعارضة السورية المسلحة.

علاوة على كل ذلك، يركز الخطاب الرسمي التركي منذ أشهر على فكرة أن العدوان "الإسرائيلي" الذي بدأ في غزة وامتد للبنان مرشح للاستمرار في سوريا وصولا لتركيا، التي قال أردوغان إن القوات "الإسرائيلية" تبعد عنها ساعتين ونصف فقط، فضلا عن الإشارة لإمكانية استهداف الأراضي التركية مباشرة.

دفع ذلك للتقدير بأن تتجه أنقرة لخطوات ملموسة تجاه هذا التهديد، وقد توقعنا في مقالات وأوراق سابقة أن تكون إحداها عملية عسكرية في الشمال السوري لمكافحة الكانتون الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية أو لزيادة مساحة نفوذها في شمال غربي سوريا. كما أنها بدأت الحديث الرسمي عن ضرورة حل المسـألة الكردية الداخلية تحت عنوان "تمتين الجبهة الداخلية".

تضاف لذلك تطورات دولية وإقليمية، في مقدمتها انخراط حزب الله و"محور المقاومة" في جبهات الإسناد لغزة وتراجع حضورهم نسبيا في سوريا، فضلا عن الخسائر التي تكبدوها والعلاقات المتوترة مع النظام وما يعنيه ذلك من فرصة لملء الفراغ، لا سيما مع وجود خطة أمريكية- غربية لحصار المحور وقطع طرق إمداده. ومنها كذلك فوز ترامب وما يمكن أن يعنيه ذلك لأنقرة من فرص (الانسحاب من سوريا؟) وتهديدات (ترسيخ "الدويلة الكردية"؟) محتملة، لا سيما على هامش الحرب المستمرة في المنطقة.

يعني كل ما سبق أن عملية "إدارة العمليات العسكرية" في الشمال السوري تحقق مصالح واضحة لأنقرة، بالضغط على الأسد لإعادة النظر في المسار السياسي الداخلي، وفي تطبيع العلاقات معها، وتغيير موازين القوى في سوريا بشكل يرجح كفتها ويجعلها هي -لا الميليشيات المدعومة أمريكيا- من يملأ الفراغ الذي قد تتركه إيران والمليشيات المحسوبة عليها، وما يضعها كذلك في موقف تفاوضي أفضل مع إدارة ترامب القادمة.

بهذا المعنى، فتركيا ليست معارضة للعملية من حيث المبدأ، بل راضية بها وربما منحتها ضوءا أخضر لم يكن موجودا سابقا قبل نضوج الظروف سالفة التفصيل إقليميا ودوليا، لا سيما وأن العملية فتحت الباب على إمكانية استعادة مناطق مثل تل رفعت ومنبج التي سيطرت عليها قسد على عكس التفاهمات السابقة بين أنقرة وكل من موسكو وواشنطن؛ وظلت الأولى تلوح بعملية محتملة لإخراجها منها، وهو ما حصل في عملية "فجر الحرية" التي شنها "الجيش الوطني السوري" المعارض.

رغم كل ذلك، من الصعب القول إن تركيا ترغب في رؤية صراع صفري جديد في سوريا أو استمرار المعركة حتى النهاية، حيث إنها ركزت خطابها السياسي في السنوات القليلة الأخيرة على فكرة أنَّ تراجع المواجهات العسكرية ينبغي أن يترجم لحل سياسي يرضي جميع الأطراف وينهي الصراع بشكل كامل. ذلك أن فتح حرب شاملة وصفرية في سوريا قد ينتج عنه سيناريو الفوضى الذي تتوجس منه أنقرة؛ لناحية تأثيره السلبي على اقتصادها وإضراره بأمنها القومي واحتمالات تفعيل ودعم مشروع "الدولة الكردية"، وخصوصا مع التصريحات "الإسرائيلية" المتكررة التي أشارت للمليشيات الكردية في سوريا كحليف وشريك. ترى أنقرة أنه ما زال بالإمكان ضبط التطورات واستعادة الهدوء دون تصعيد موسع، والرجوع نحو مسار سياسي داخلي أي سوري- سوري وآخر إقليمي- دولي بين كل من الولايات المتحدة وإيران وروسيا وتركيا، وبشكل أكثر تحديدا ضمن تفاهمات ثنائية بين موسكو وأنقرة، ولكن هذه المرة بوضع تفاوضي أفضل للأخيرةكما أن ذلك من شأنه توتير علاقاتها المتحسنة حديثا مع عدد من الدول العربية، وهو ما لا تريده بالتأكيد، فضلا عن نظرتها السلبية أو أقله المتوجسة لهيئة تحرير الشام -الركن الرئيس في "إدارة العمليات العسكرية"- التي لا تملك نفوذا كبيرا عليها على عكس "الجيش الوطني السوري".

كما أن تركيا لا تريد استعادة منطق الأزمات والمواجهة مع روسيا أو الولايات المتحدة، بل لعلها رأت في العملية مشكلة يمكن أن تؤدي لحل أزمة بعد إعادة طرحها على الطاولة، ولذلك فقد كانت التصريحات الرسمية التركية متحفظة في تأييد العملية -وإن حمّلت مسؤولية تدهور الأوضاع للنظام- وأكدت على ضرورة استعادة الهدوء والحل السياسي.

وعليه، ترى أنقرة أنه ما زال بالإمكان ضبط التطورات واستعادة الهدوء دون تصعيد موسع، والرجوع نحو مسار سياسي داخلي أي سوري- سوري وآخر إقليمي- دولي بين كل من الولايات المتحدة وإيران وروسيا وتركيا، وبشكل أكثر تحديدا ضمن تفاهمات ثنائية بين موسكو وأنقرة، ولكن هذه المرة بوضع تفاوضي أفضل للأخيرة. ولذلك، فقد كانت قنوات الاتصال مفتوحة مع كل روسيا وإيران، حيث أجرى وزير الخارجية هاكان فيدان اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وسيستقبل اليوم الاثنين نظيره الإيراني عباس عراقجي.

ختاما، رغم سرعة وضخامة التطورات الميدانية في الأيام الثلاثة الأولى للعملية، ما زال من العسير التوقع الدقيق لمساراتها ونتائجها ومآلاتها، ومدى ارتباطها و/أو تأثرها بمشاريع إقليمية ودولية أخرى، أمريكية في المقام الأول. فقد مرت لحظة الصدمة وبدأت جميع الأطراف بإجراء تقييماتها واتصالاتها وتنظيم خطواتها المستقبلية، ما يترك الميدان العسكري والسياسي مفتوحا على سيناريوهات عديدة؛ سيكون من بين أهم العوامل المؤثرة فيها وترجيح أحدها مواقفُ الأطراف الإقليمية وتفاهماتها المحتملة وتحديدا الثلاثي التركي- الروسي- الإيراني، فضلا عن الجانب الأمريكي الغائب الحاضر في الخلفية وفي قلب الأحداث.

x.com/saidelhaj

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ردع العدوان تركيا سوريا الأسد فجر الحرية سوريا الأسد تركيا فجر الحرية ردع العدوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إدارة العملیات العسکریة فی الشمال السوری فی سوریا فضلا عن

إقرأ أيضاً:

بعد السعودية.. ما الهدف من زيارة الرئيس السوري إلى تركيا؟

يزور الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع أنقرة، الثلاثاء، لإجراء محادثات مع القادة الأتراك بشأن إعادة إعمار أراضيه وقضية المقاتلين الأكراد المتفجرة بالقرب من حدود البلدين، وفق ما أوردت صحف ووكالات.

ومن المقرر أن يصل الشرع في فترة ما بعد الظهر، قادما من المملكة العربية السعودية حيث أجرى أول زيارة دولية له منذ أن أطاحت قواته بالرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من ديسمبر.

وقد تركت هذه الخطوة سوريا - التي تشترك في حدود بطول 900 كيلومتر (560 ميلاً) مع تركيا - في مواجهة عملية انتقالية هشة تنطوي على العديد من التحديات الإقليمية والحكومية.

وفي إطار سعيه إلى الحفاظ على علاقات إقليمية متوازنة بعد زيارته إلى المملكة العربية السعودية، سيسعى الشرع الآن إلى الاستفادة من العلاقة الاستراتيجية التي بناها مع أنقرة على مر سنوات.

وقال مكتب الرئيس التركي الاثنين، إن زيارة الثلاثاء التي تأتي "بناء على دعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان" ستشهد استضافة الشرع في القصر الرئاسي.

وكتب رئيس الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون ، أن الزعيمين سيناقشان "الخطوات المشتركة التي يجب اتخاذها من أجل التعافي الاقتصادي والاستقرار المستدام والأمن".

ورغم معاناتها من أزمة اقتصادية، فإن تركيا تعرض المساعدة على سوريا للتعافي بعد الحرب الأهلية المدمرة التي استمرت 13 عاما.

ضمان دعم دمشق ضد المسلحين الأكراد 

في المقابل، تسعى تركيا إلى ضمان دعم دمشق ضد المسلحين الأكراد في شمال شرق سوريا، حيث تخوض قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة معارك ضد القوات المدعومة من أنقرة.

وتعارض تركيا قوات سوريا الديمقراطية على أساس أن مكونها الرئيسي وحدات حماية الشعب  (YPG) متحالف مع حزب العمال الكردستاني (PKK)وهي جماعة محظورة في تركيا.

وتسيطر القوات التي يقودها الأكراد على جزء كبير من شمال شرق سوريا المنتج للنفط حيث تتمتع بحكم ذاتي بحكم الأمر الواقع منذ أكثر من عقد من الزمان.

هددت تركيا بالتحرك العسكري لإبعاد القوات الكردية عن حدودها رغم الجهود الأمريكية للتوصل إلى هدنة.

تحرير الشام كانت حريصة دائماً على عدم الانخراط بقتال مع سوريا الديمقراطية

حول الأكراد في سوريا، كان لأنقرة حضور قوي في جيب إدلب بشمال غرب البلاد، والذي كان يديره منذ عام 2017 تحالف برئاسة الشرع ولا تزال لديها قواعد عسكرية في شمال سوريا.

وقال مصدر دبلوماسي غربي إن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) كانت في الماضي "حريصة دائماً على عدم الانخراط في القتال مع قوات سوريا الديمقراطية على الرغم من الضغوط التركية".

وبينما تواصل أنقرة الضغط على المقاتلين الأكراد في سوريا، عرضت في الوقت نفسه غصن زيتون لمؤسس حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان، ما رفع من احتمال أن يحث مؤيديه ورجاله  قريبا على إلقاء السلاح.

ومن المرجح أن تكون هذه الدعوة موجهة إلى القادة العسكريين للحركة في سوريا والعراق.

وقال محللون :إن "أردوغان لا يريد كياناً كردياً على عتبة داره" في سوريا.

الشرع يثق في الأكراد

وفي الوقت نفسه، قال الشرع لوكالة فرانس برس إن "الشرع يعرف مدى ثقته بالأكراد الذين ظلوا على الحياد (أثناء تقدمه) وهو بحاجة إلى العمل مع هذه الحركات".

وتقول جونول تول، رئيسة برنامج الدراسات التركية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن :إن "الخيار الأول بالنسبة للشرع هو حل هذه المسألة عبر الدبلوماسية والمحادثات".

لكن في مرحلة ما، سيتعين عليه وعلى إدارته أن يتصرفوا "لأنهم لا يستطيعون تحمل وجود منطقة خارجة عن سيطرتهم"، كما أضافت.

السعودية لديها "رغبة حقيقية" في دعم بلاده 

وقالت إن الكثير سيعتمد على موقف الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، على الرغم من أن سياستها في الوقت الحالي "غير قابلة للقراءة".

قال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إن السعودية لديها "رغبة حقيقية" في دعم بلاده التي مزقتها الحرب ، وذلك بعد اجتماعه الأحد مع ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان.

وأظهرت صور بثتها قناة "الإخبارية" التلفزيونية الرسمية، أن مسؤولين سعوديين استقبلوا الشرع، برفقة وزير خارجيته أسعد الشيباني، لدى وصوله إلى الرياض.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استقبل الشرع في وقت لاحق.

وقال الشرع في بيان نشر على تليجرام: "عقدنا اجتماعا مطولا شعرنا خلاله وسمعنا رغبة حقيقية في دعم سورية في بناء مستقبلها".

في هذه الأثناء، قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن ولي العهد السعودي والشرع ناقشا "سبل دعم أمن واستقرار سوريا الشقيقة"، فضلاً عن "سبل تعزيز العلاقات الثنائية".

وكان العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أوائل المهنئين له بتعيينه رسميا .

مقالات مشابهة

  • قاعدة عسكرية تركية وسط سوريا.. أنقرة ستوسع حضورها العسكري في دمشق باتفاقية دفاعية مشتركة مع الشرع
  • الشرع في أنقرة .. توقعات بإجراء محادثات لإنشاء قاعدة عسكرية تركية في سوريا
  • بعد السعودية.. ما الهدف من زيارة الرئيس السوري إلى تركيا؟
  • الرئيس الشرع: النظام الاشتراكي فيه الكثير من السلبيات التي أثرت في المواطن وسنعيد هيكلة الاقتصاد في سوريا ونتخلص من الفساد
  • تركيا تعلن قتل مسؤول بوحدات حماية الشعب في سوريا
  • عن الجرائم الأخيرة التي حصلت... هذا ما أعلنه وزير الداخليّة
  • الرئيس السوري أحمد الشرع يزور تركيا الثلاثاء
  • ‏الرئاسة التركية: الرئيس السوري أحمد الشرع يزور تركيا غدا
  • الرئيس السوري أحمد الشرع يزور تركيا.. غدا
  • الشرع يزور تركيا