خيارات صعبة تنتظر ترامب مع لعبة الكراسي السورية
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
مع عودة اشتعال الحرب الأهلية في سوريا، يواجه الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، خيارات صعبة في ما يتعلق بوضع القوات الأميركية هناك. هل يسحبها أم يعزز وجودها في بلد تحول إلى "لعبة كراسٍ" إقليمية ودولية.
ومنذ الأربعاء، بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة)، مع فصائل معارضة أقل نفوذا بعضها موال لتركيا، هجوما مباغتا يُعدّ الأعنف منذ سنوات، وتمكّنت من التقدّم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة المجاورتين.
وأصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في هذا البلد، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام وميليشيات إيرانية، حسبما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الأحد.
حلب في شمال سوريا سحب القواتبعد أيام من إعلان فوز ترامب في انتخابات الرئاسي، قال روبرت أف كندي جونيور إن الرئيس المنتخب يريد سحب القوات الأميركية من شمال سوريا بدلا من تركها "وقوداً للمدافع إذا اندلع قتال بين تركيا والمسلحين الأكراد".
لكن مدير التحالف الأميركي شرق أوسطي للديمقراطية، توم حرب، يرجح أن يركز ترامب على تعزيز (قسد)، التي تعتبر الحليف الأساسي للولايات المتحدة في سوريا، خاصة في ظل التحديات الحالية.
وقال حرب: "ربما سيعمل ترامب على تقوية قسد لحماية مناطق استراتيجية مثل ممر البوكمال مع العراق والمحافظة على هذا الممر حتى الحدود مع الأردن. هذا الممر حساس للغاية لأنه يربط إيران بسوريا ويعتبر شريانا لعمليات الدعم العسكري الإيراني".
وأضاف أن ترامب لن يقدم على خطوة إغلاق القواعد العسكرية الأميركية في سوريا كما حاول خلال ولايته الأولى، وقال إن "إغلاق هذه القواعد، خاصة قاعدة التنف، سيمنح إيران وحلفاءها فرصة لتعزيز نفوذهم في المنطقة".
ويرى حرب أن ترامب قد يلجأ إلى التنسيق مع روسيا لتشكيل مجلس وطني وحكومة انتقالية في سوريا كجزء من الحل السياسي.
"قد يستخدم ترامب سوريا كورقة ضغط رئيسية على إيران، خاصة من خلال تعزيز العقوبات الاقتصادية ومنع الدول من شراء النفط الإيراني"، يقول حرب.
ويشير الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، المتخصص في الشأن السوري، سمير التقي أن "هناك توافقا أميركيا إسرائيليا وغربيا عاما حول تصفية الوجود الإيراني في سوريا، وهو أمر قد يشكل محورا أساسيا لأي استراتيجية يتبناها ترامب".
ويرى التقي، أن الهجوم المباغت واسع النطاق من فصائل سورية معارضة أمر طبيعي بعد الضغوط الإسرائيلية المتزايدة على حزب الله وإيران في سوريا ولبنان.
وأشار التقي إلى أن التحركات التركية السريعة جاءت نتيجة مخاوفها من احتمال انسحاب القوات الأميركية من شرق الفرات في حال عودة ترامب للرئاسة. وقال: "تركيا لديها هواجس كبيرة من الأكراد الذين تعتبرهم تهديا إرهابيا مباشرا".
وأضاف أن إضعاف حزب الله وإيران وتراجع الدور الروسي "ساهم في خلق فراغ أمني استغلته تركيا لتوسيع نفوذها في الشمال السوري".
وقال إنه إذا حدث انسحاب أميركي مفاجئ، فإن هذا قد يدفع الفصائل الكردية إلى التحالف مع إيران والنظام، ما يجعل المشهد السوري لعبة كراس موسيقية، حيث تتبدل التحالفات باستمرار.
عناصر من المعارضة السورية المسلحة يستولون على الكلية الجوية في حلب التابعة للنظامويضم الجزء الشمالي من مدينة حلب أحياء عدة تقطنها غالبية كردية، أبرزها الشيخ مقصود والأشرفية، وتخضع لسيطرة القوات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة والتي تشكل الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية.
سوريا لها حدود مع إسرائيل وتركيا والعراق والأردنوخلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدمشق شدد رئيس النظام السوري بشار الأسد على "أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج وإفشال مخططاتها".
واستبق عراقجي وصوله الأحد إلى دمشق، بتأكيد دعم بلاده "الحازم" للنظام السوري. وأعلنت روسيا أن قواتها الجوية تساعد الجيش السوري في "صد" فصائل معارضة بمحافظات إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) وحلب (شمال).
من دمشق.. وزير الخارجية الإيراني يقر بأن "الوضع صعب" نقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله، الأحد، خلال زيارة لدمشق إن الوضع في سوريا "صعب".وارتفعت حصيلة الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل معارضة الأربعاء في شمال سوريا إلى 412 قتيلا على الأقل بينهم 61 مدنيا، حسبما أفاد المرصد الأحد.
وأوضح المرصد أن الهجوم أسفر عن مقتل 214 مسلحا في صفوف الفصائل و137 قتيلا في صفوف قوات النظام والميليشيات الموالية لها و61 قتيلا مدنيا، بينهم 17 سقطوا الأحد.
ويرى التقي أن "إيران مستمرة في إرسال الرسائل بأنها لن تتراجع عن دعم النظام"، معتبرا أن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية في سوريا نقطة محورية.
وأشار إلى أن التحالفات في سوريا باتت متغيرة بسرعة: "كل الأطراف تحاول اقتناص مصالحها في الساحة السورية، ما يجعل من الصعب على أي إدارة أميركية، بما في ذلك ترامب، تبديل طبيعة الصراع بشكل جذري".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
4 مطارات في 5 أيام.. سيطرة استراتيجية لفصائل المعارضة السورية
أعلنت فصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا سيطرتها على مطار "منغ" العسكري في ريف حلب من الجهة الشمالية، ليكون رابع المطارات التي تقع تحت قبضتها في عمليتها العسكرية المستمرة منذ الأربعاء الماضي.
وسيطر تحالف "الجيش الوطني السوري"، المدعوم من تركيا، على هذا المطار، الأحد، بعد أقل من يوم واحد على دخوله الصراع تحت مسمّى "فجر الحرية" التي تستهدف وفق بياناته مواقع قوات النظام السوري و"وحدات حماية الشعب" الكردية.
ويقع "منغ" قرب مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، وهو عسكري ومخصص للمروحيات ويضم مدرجين طول الواحد منهما 1.2 كيلومتر.
وسبق أن سيطرت عليه فصائل المعارضة بعد تحول الحراك السلمي إلى مسلح، وخسرته في فبراير 2016 لصالح قوات النظام و"الوحدات" الكردية.
وتأتي السيطرة على "منّغ" بعد ساعات من إعلان فصائل المعارضة سيطرتها على مطار كويرس العسكري، وقالت إنها سيطرت فيه على الكثير من الأسلحة والذخائر وقطعة من منظومة الدفاع الجوي الروسية (بانتسير).
إعلان بـ"التعبئة العامة".. المعارضة السورية تعلن تقدمها والنظام يجهز الرد أعلنت إدارة العمليات العسكرية لعملية "ردع العدوان"، التي أطلقتها هيئة تحرير الشام والفصائل السورية المتحالفة معها صباح الأحد، السيطرة على مدينة السفيرة وبلدات التايهة والخفسة وخناصر وجبل عزان في ريف محافظة حلب، بالإضافة إلى قرى إثريا ومعان والكبارية والعدنانية وكوكب وكراح وخفسين وبلدة شولين في ريف محافظة حماه، والاستيلاء عليها من سيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لإيران.ويقع كويرس إلى الشمال الشرقي من بلدة كويرس بريف حلب الشرقي، ويضم مدرجا أساسيا و10 حظائر للطائرات.
كما سيطرت الفصائل المسلحة، السبت، على مطار حلب الدولي، وهو أول مطار مدني يخضع لسيطرتها منذ عام 2011.
ويعتبر مطار حلب الدولي، الذي يقع في النيرب، على بعد 10كيلومترات من وسط مدينة حلب، ثاني أكبر المطارات في سوريا بعد مطار دمشق الدولي. وتتجاوز مساحة أرض المطار 3 كيلومترات مربعة.
وقبل السيطرة عليه كانت الفصائل المسلحة المنتشرة في إدلب، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" أعلنت السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري الواقع في ريف المحافظة.
ويعتبر أبو الضهور ثاني أكبر قاعدة جوية في شمال سوريا بعد مطار تفتناز، وسبق أن سيطرت عليها الفصائل المسلحة وخسرته في يناير 2018 بعد عمليات عسكرية واسعة شنتها قوات النظام السوري.
بعد خروج مدينتين عن سيطرته بالكامل.. الأسد يكشف خطوته المقبلة هدد الرئيس السوري، بشار الأسد، الأحد، باستخدام "القوة" للقضاء على "الإرهاب"، بينما باتت مدينة حلب، ثاني كبرى مدن البلاد خارج سيطرة قواته، في إطار هجوم مباغت تشنه فصائل معارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.