النوم غير المنتظم قد يزيد من خطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
وفي حين أنّ معظم الأبحاث السابقة قاست أثر طول مدة النوم على صحة الإنسان، إلا أنّ المعلومات حول تأثيرات التغييرات على دورة النوم لم تدرس بعمق بعد، بحسب ما كتب الباحثون في بيان نُشر يوم الثلاثاء.
وبهدف الحصول على إجابة حول هذا الأمر، قام العلماء لمدة سبعة أيام بتتبّع بيانات نشاط 72269 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عامًا، لم يعانوا أبدًا من حدث قلبي وعائي ضار كبير.
لقد قاموا بحساب درجة مؤشر انتظام النوم (SRI) لكل شخص، وتشير الدرجات الأعلى إلى عدد أكبر من الأشخاص الذين ينامون بانتظام.
ثم قام الفريق بتتبع حوادث الوفاة القلبية الوعائية، والنوبات القلبية، وفشل القلب والسكتة الدماغية على مدى ثماني سنوات، ووجدوا أنّ الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم كانوا أكثر عرضة، بنسبة 26٪، للإصابة بأحد هذه الأحداث، مقارنة بمن لديهم دورة نوم منتظمة.
النوم غير المنتظم يعني اختلاف توقيت نوم الشخص واستيقاظه.
كما يأخذ حساب نسبة الـ26٪ في الاعتبار عددًا من العوامل التي قد تؤثر على النتائج، وهي:
العمر،
والنشاط البدني،
واستهلاك الكحول،
والتدخين.
ومع ذلك، كانت دراسة مراقبة، وبالتالي، لا يمكنها إلا إثبات وجود رابط عوض السبب والنتيجة: لا يمكننا أن نعرف على وجه اليقين ما إذا كانت أنماط النوم غير المنتظمة تسببت في زيادة المخاطر.
كما لاحظ الباحثون أنّ أولئك الذين لديهم درجة أعلى من مؤشر SRI (أكثر انتظامًا في النوم)، كانوا أكثر عرضة للحصول على التوصية اليومية بسبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و 64 عامًا، وسبع إلى ثماني ساعات لمن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، حيث تبين بذلك أنّ هناك 61٪ من الأشخاص ينامون بانتظام، مقارنة بـ48٪ من الأشخاص الذين ينامون بشكل غير منتظم.
لكن حتى أولئك الذين ينامون بشكل غير منتظم والذين حصلوا على الكمية الموصى بها من النوم، عرضة لخطر أعلى للإصابة بحدث قلبي وعائي رئيسي.
وأشارت الدراسة إلى أنّ "نتائجنا تُفيد بأنّ انتظام النوم قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم الكافية".
وقال جان بيير شابوت، مؤلف الدراسة الرئيسي، أستاذ طب الأطفال في جامعة أوتاوا بكندا، لـCNN إنّ "مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أنّ عدم انتظام النوم قد يكون مؤشرًا أقوى إلى خطر الوفاة من قلة النوم".
أما بالنسبة للحد من خطر الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية، فقد سلط شابوت الضوء على حقيقة أن ارتفاع ضغط الدم يشكّل عامل خطر رئيسي.
وأضاف "ينبغي للقراء إعطاء الأولوية لسبع إلى تسع ساعات من النوم المتواصل والمريح كل ليلة، لأن قلة النوم يمكن أن تساهم في ارتفاع ضغط الدم".
وأضاف تشابوت: "لا يجب أن تكون أوقات النوم والاستيقاظ متطابقة تمامًا كل يوم، لكن من الأفضل أن تكون في حدود 30-60 دقيقة من جدولك المعتاد لدعم الإيقاع اليومي الطبيعي لجسمك".
وقال: "الاختلافات الصغيرة جيدة، لكن أنماط النوم الثابتة تعمل على تحسين جودة النوم، وتعزيز الحالة المزاجية والوظيفة الإدراكية، وتقليل خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل أمراض القلب والسكري".
كما حذّر تشابوت من الاعتماد على تعويض النوم في عطل نهاية الأسبوع.
وقال: "يمكن تعويض بعض النوم من خلال النوم لفترة أطول في عطل نهاية الأسبوع، لكن هذا لا يلغي تمامًا الآثار السلبية للحرمان المزمن من النوم أثناء أسبوع العمل".
وأضاف تشابوت، الذي يعمل حاليًا على تطوير إرشادات النوم الصحي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية: "فيما يمكن أن يؤدي النوم الإضافي في عطلة نهاية الأسبوع إلى تحسين الحالة المزاجية والوظيفة الإدراكية مؤقتًا، فإن أنماط النوم غير المنتظمة يمكن أن تعطل إيقاع الجسم اليومي وتؤدي إلى مخاطر صحية طويلة الأمد مثل السمنة المفرطة، والسكري، وأمراض القلب".
وقال "أعتقد أن هذه خطوة حاسمة لضمان تقدير النوم كمكوّن أساسي للرفاهية، عوض رفضه باعتباره مضيعة للوقت في مجتمعنا".
وقال نافيد ستار، أستاذ طب القلب والأيض في جامعة غلاسكو باسكتلندا، غير المشارك في البحث، إنه في حين توجد ارتباطات بين دورة النوم وصحة القلب والأوعية الدموية، فإن الدراسة استخدمت لغة "سببية مفرطة".
وقال لـCNN الخميس، إن عوامل أخرى في حياة الناس أدت بهم إلى اتّباع أنماط نوم مختلفة، مثل شرب الكحول في وقت متأخر من الليل، الذي قد يكون مسؤولًا عن النتائج الصحية السيئة، وليس دورة النوم نفسها.
وقال ستار أنه "سيكون حذرًا في إسناد السببية هنا".
نُشرت الدراسة في مجلة علم الأوبئة والصحة المجتمعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صحة دورة النوم النوم حوادث القلب السكتة الدماغية التدخين العمر أمراض القلب الذین ینامون النوم غیر انتظام ا من النوم
إقرأ أيضاً:
قتل الجنود يزيد وتيرة الهجوم على نتنياهو.. وباراك وأيالون يدعوان للعصيان
يبدو أن خسائر جيش الاحتلال منذ أن تابعت المقاومة عملياتها في قطاع غزة قد زادت من وتيرة وحدة الهجوم على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يراه كثير من الإسرائيليين عقبة في وجه استعادة الأسرى أحياء من قطاع غزة.
وفي حديث للإذاعة العبرية الرسمية، الأحد، وجّه رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود باراك أصبع الاتهام مجددا إلى نتنياهو بخلط الأوراق.
وتابع: "إسرائيل فعلا على حافة هاوية وديمقراطيتها ومكانتها الدولية في خطر، ونتنياهو هو المسؤول عن النزيف".
وأضاف: "نتنياهو يسعى لنسج صورة مزورة في أذهان الإسرائيليين والعالم مفادها أنه على تنسيق تام مع الرئيس الأمريكي ترامب، لكن الحقيقة أن ترامب تراجع عن فكرة الريفييرا في غزة منذ زمن بعيد، ومنشغل في قضايا أخرى، والآن هو يستعد لزيارة المنطقة وحساباته مختلفة عن حسابات نتنياهو، وهذا انعكس في تصريحاته الأخيرة".
وقال باراك أيضا إنه يتفق بكل كلمة مع رئيس الشاباك الأسبق عامي أيالون في دعوته للعصيان المدني.
وكان أيالون قد شارك في مهرجان خطابي في تل أبيب احتجاجا على استمرار الحرب وتعطيل الصفقة، فدعا الإسرائيليين إلى التمرد وقال: "اخرجوا للشوارع. فعصيان غير عنيف هو واجب مدني لكل مواطن كجزء من المعركة على هوية وروح الدولة التي أسسها الآباء".
وفي كلمته تناول أيالون التصريح الذي تقدم به رئيس الشاباك رونين بار ضد نتنياهو لقضاة محكمة العدل العليا وقضى بأن هذا "حدث تأسيسي في كفاحنا في سبيل الهوية اليهودية والديمقراطية لإسرائيل".
وتابع: "من قرأ التصريح يرى ويفهم – العلم الأسود الذي يلزمنا بعدم الطاعة – رفع منذ الآن!"، مضيفا: "عندما يوضح رئيس الوزراء لرئيس الشاباك أنه في لحظة الحقيقة عليه أن يطيع الحكومة وليس قرار المحكمة، يكون العلم الأسود قد رفع".
واتهم أيالون نتنياهو بأنه طالب رئيس الشاباك بأن "يلاحق ويبلغ عن مواطنين يستغلون حقهم القانوني في الاحتجاج"، وكذا بخرق الاتفاق لإعادة المخطوفين.
وهاجم رئيس الأركان الأسبق دان حلوتس نتنياهو في ذات التظاهرة، وقال: "المتهم نتنياهو هو تهديد واضح، ملموس وفوري على وجود دولة إسرائيل.. هو يقاتل ضد مواطنيه، وظاهرا يتعاون، من خلال رجال مكتبه، مع دولة إرهاب – قطر".
ودعا حلوتس الجمهور إلى أن يطلب جوابا على السؤال "هل توجد خيانة من داخل قدس أقداس دولة إسرائيل؟". وأضاف أن "المتهم ليس جديرا وليس أهلا لأن يكون رئيس وزراء، يتصرف كآخر المجرمين، يحتقر قضاته ويهينهم".
من جهتها نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن جيش الاحتلال أن لديه نقصا بنحو 10 آلاف جندي بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة وعدم فاعلية مساعي تجنيد اليهود الحريديم.
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي بدأ بإجراء تعديل يلزم الجنود بالبقاء بعد انتهاء خدمتهم النظامية بسبب نقص العدد، وأوضحت أن الأمر العسكري يفرض على الجنود النظاميين الخدمة في الجيش 4 أشهر إضافية.
وفي مقابلة مع "القناة 12" العبرية قال باراك، السبت، إن "إسرائيل تقف على حافة الهاوية"، محذراً من تداعيات خطيرة تهدد مستقبل دولة الاحتلال الإسرائيلي وهويتها.
وأشار إلى وجود "خطر آني وحقيقي يهدد أمن الدولة ونظامها الديمقراطي وهويتها ومستقبلها"، محمّلاً نتنياهو المسؤولية عن هذه الأوضاع، وقال: "نخوض حرباً عبثية ليس بدافع الضرورات الأمنية، بل بسبب حاجة نتنياهو السياسية لاستمرار الحرب".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سبق أن أعاد احتلال العديد من مناطق القطاع دون تحقيق نتائج حاسمة.