باحثون يبتكرون علاج للتخلص من رائحة الفم الكريهة لدى الأطفال
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
كشفت نتائج دراسة جديدة، أجراها باحثون من جامعة UNINOVE في ساو باولو، عن فعالية "علاج مضاد للميكروبات" في حل مشكلة رائحة الفم الكريهة لدى الأطفال الذين يتنفسون من الفم.
وأوضح الباحثون أن العلاج الضوئي الديناميكي المضاد للميكروبات، باستخدام الضوء الأزرق وصبغة الأناتو (صبغة برتقالية حمراء يتم استخراجها من بذور نبات Bixa orellana الذي ينمو في المناطق الاستوائية من الأمريكتين)، يعد خيارا فعالا في معالجة رائحة الفم الكريهة الناجمة عن التنفس من الفم الذي يؤدي إلى جفاف اللعاب ويقلل من فعاليته في مكافحة البكتيريا.
وتعد رائحة الفم الكريهة (Halitosis) مشكلة شائعة قد تعكس حالات صحية مختلفة، مثل التهاب اللثة أو أمراض الجهاز التنفسي.
ويعتمد العلاج الضوئي الديناميكي على استخدام مادة حساسة للضوء، مثل الأناتو، مع ضوء بطول موجي محدد، ما يولد أنواعا تفاعلية من الأكسجين التي تقتل البكتيريا.
وقالت ساندرا كاليل بوسادوري، الأستاذة في برنامج الدراسات العليا في جامعة UNINOVE في ساو باولو، إن الأناتو كان الخيار الأمثل للصبغة المستخدمة في العلاج، مشيرة إلى أن معظم أطباء الأسنان يستخدمون جهازا خاصا يمكنهم من تطبيق العلاج الضوئي باستخدام الضوء الأزرق.
وطوّرت بوسادوري، التي ترأس أيضا جمعية طب أسنان الأطفال البرازيلية، تقنية رش الأناتو على اللسان، وحصلت على براءة اختراع لهذه الصبغة في عام 2020، بعد عدة تجارب مخبرية وسريرية.
وأوضحت أن العلاج لا يتطلب معدات باهظة الثمن، بل يمكن تطبيقه باستخدام أجهزة بلمرة ضوئية LED التي يمتلكها معظم أطباء الأسنان.
وفي الدراسة، تم اختيار 52 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما، يعانون من رائحة الفم الكريهة بسبب التنفس عبر الفم. وتم تشخيص حالتهم باستخدام مقياس بسيط لرائحة الفم الكريهة يمكن تطبيقه بسهولة في عيادات الأسنان.
وتم تقسيم الأطفال إلى مجموعتين: الأولى تلقت العلاج الضوئي الديناميكي باستخدام صبغة الأناتو على اللسان بتركيز 20% ثم تم تعريضها لأشعة الضوء الأزرق بمقدار محدد، بينما استخدمت الثانية مكشطة اللسان فقط دون العلاج. وتم إعطاء جميع الأطفال تعليمات حول تنظيف أسنانهم باستخدام معجون يحتوي على الفلورايد والخيط 3 مرات يوميا لمدة 30 يوما.
وأظهرت النتائج تحسنا ملحوظا في رائحة الفم لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج الضوئي الديناميكي، مقارنة مع المجموعة الأخرى.
وأكدت بوسادوري أن هذا العلاج يقدم بديلا فعالا وأقل تكلفة عن العلاجات التقليدية، كما أن تحسن رائحة الفم الكريهة يمكن أن يساهم في تحسين الحالة النفسية والاجتماعية للأطفال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رائحة الفم الكريهة العلاج الضوئي الديناميكي جفاف اللعاب التهاب اللثة أمراض الجهاز التنفسي رائحة الفم الکریهة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف طبي مذهل: أول علاج ثوري لنوبات الربو منذ 50 عاما
شمسان بوست / متابعات:
توصل علماء بريطانيون إلى علاج جديد قد يُحدث تحولا كبيرا في حياة ملايين مرضى الربو خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وأظهرت التجارب أن العلاج بحقن الأجسام المضادة أكثر فعالية بشكل ملحوظ في علاج نوبات الربو، مقارنة بالعلاج التقليدي باستخدام الستيرويدات.
وتبين أن العلاج الجديد، الذي يطلق عليه اسم “بنراليزوماب”، يقلل الحاجة إلى مزيد من العلاج بنسبة تصل إلى 30% لدى مرضى الربو الحاد ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
ويمكن إعطاء الحقن في المنزل أو في عيادات الأطباء العامين خلال نوبات المرض، ما يساهم في تقليل حالات دخول المستشفى وكذلك تقليص الوفيات الناجمة عن الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
وأجريت الدراسة بقيادة كينغز كوليدج لندن، وشارك فيها 158 مريضا تم علاجهم في أقسام الطوارئ بعد إصابتهم بنوبة في مستشفيات جامعة أكسفورد ومؤسسة Guy وسانت توماس التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
وتم فحص المرضى لتحديد ما إذا كانوا يعانون من “تفاقم الحمضات”، وهي حالة تؤثر على نوع من خلايا الدم البيضاء، المسؤولة عن 50% من حالات الربو و30% من نوبات مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وقسّم فريق البحث المرضى إلى 3 مجموعات عشوائية، حيث تلقى بعضهم حقنة “بنراليزوماب” وأقراص وهمية، وآخرون تلقوا الرعاية القياسية باستخدام الستيرويدات “بريدنيزولون” (30 مغم يوميا لمدة 5 أيام) وحقنة وهمية، بينما تلقت المجموعة الثالثة حقنة “بنراليزوماب” مع الستيرويدات.
وبعد 28 يوما، أظهرت النتائج أن الأعراض التنفسية، مثل السعال والصفير وضيق التنفس كانت أفضل بشكل ملحوظ لدى المرضى الذين تلقوا “بنراليزوماب”.
وبعد 90 يوما، تبين أن عدد الأشخاص الذين “فشلوا في العلاج” في مجموعة “بنراليزوماب” كان أقل بأربع مرات مقارنة بمن تلقوا العلاج باستخدام الستيرويدات، حيث أن فشل العلاج يعني الحاجة إلى علاج إضافي أو التعرض لنوبات جديدة أو الوفاة.
وقال الدكتور ريتشارد راسل، من كينغز كوليدج لندن: “أعتقد أن هذه هي الفرصة لتغيير مشهد العلاج تماما. إذا تمكنا من توسيع نطاق هذا العلاج، يمكن أن نكون في وضع جيد لتوفير العلاج للمرضى في غضون عامين إلى 3 أعوام”.
ورغم فعالية الستيرويدات في تقليل الالتهاب في الرئتين، إلا أنها قد تتسبب في آثار جانبية خطيرة مثل مرض السكري وهشاشة العظام. أما “بنراليزوماب”، فيتم استخدامه حاليا لعلاج الربو الشديد بجرعة منخفضة، لكن النتائج أظهرت أن جرعات أكبر أثناء النوبات أكثر فعالية.
وقالت البروفيسورة منى بافضل، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كينغز كوليدج لندن: “قد يكون هذا تحولا كبيرا في علاج الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن. لم يتغير علاج تفاقم هذه الحالات منذ أكثر من 50 عاما، رغم أن هذه الأمراض تتسبب في وفاة 3.8 مليون شخص سنويا في جميع أنحاء العالم. بنراليزوماب هو دواء آمن وفعّال يستخدم حاليا لإدارة الربو الشديد، وأظهرت دراستنا أنه أكثر فعالية من الستيرويدات في علاج النوبات”.
ورحبت الدكتورة سامانثا ووكر، مديرة الأبحاث والابتكار في مؤسسة الربو والرئة في المملكة المتحدة، بالنتائج التي تم التوصل إليها، لكنها أعربت عن قلقها قائلة: “من المروع أن هذا هو أول علاج جديد لعلاج نوبات الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن منذ 50 عاما، ما يسلط الضوء على نقص التمويل لأبحاث صحة الرئة”.
جدير بالذكر أن شركة أسترازينيكا، التي قدمت الدواء، موّلت الدراسة ولكن لم يكن لها أي دور في تصميم التجربة أو تنفيذها أو تحليلها.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Lancet Respiratory Medicine.