«حرة الحمرية بالشارقة» تحتفل بعيد الاتحاد
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
الشارقة (وام)
أخبار ذات صلةنظمت هيئة المنطقة الحرة بالحمرية في الشارقة، أمس، احتفالاً بمناسبة عيد الاتحاد الـ53، تعبيراً عن الولاء للوطن والقيادة الحكيمة، وإحياءً لمسيرة الاتحاد وقيم ومبادئ الآباء المؤسسين.
تضمن الاحتفال فعاليات تراثية وأنشطة ثقافية تعكس الموروث الثقافي لدولة الإمارات، وتسلط الضوء على إرث الآباء المؤسسين، وسط مشاعر الفخر والاعتزاز بإنجازات الاتحاد.
ورفع سعود سالم المزروعي أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى القيادة الحكيمة، مشيراً إلى أن الاحتفال بعيد الاتحاد الـ53 هو تجديد للعهد بالسير على نهج الآباء المؤسسين، ورسالة تعكس التلاحم الوطني والانتماء والولاء للوطن والقيادة الحكيمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيئة المنطقة الحرة بالحمرية الحمرية الشارقة عيد الاتحاد احتفالات عيد الاتحاد
إقرأ أيضاً:
الوصفة السحرية في صلاح الأبناء والذُّريّة
#سواليف
#الوصفة_السحرية في #صلاح_الأبناء والذُّريّة
#الشيخ_كمال_الخطيب
لقد أصبحت بعض المصطلحات ذات بريق ورنين، فكثيرًا ما بتنا نسمع عبارة “فلان رجل أعمال” أو عبارة “فلان مستثمر كبير”. وإذا كانت هذه العبارات تطلق على أصحاب المال والعقارات والشركات، إلا أن أنجح الاستثمارات هو ما يكون في #الأولاد، لأن الأولاد هم أغلى وأهم #رأسمال يملكه #الإنسان، ولذلك فإن الحفاظ عليه والنجاح فيه هو أعظم نجاح في أي استثمار كان. ها هو النبي ﷺ يقول: “دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدّقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك”.
مقالات ذات صلة إجراء أول عملية زراعة نخاع عظمي ذاتي لمريض تصلب لويحي في الخدمات الطبية 2025/04/11كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقوم لصلاة قيام الليل وابنه الصغير نائم، فكان ينظر إليه ويقول: “هذا لأجلك يا ولدي، وكان يبكي وهو يردد قول الله سبحانه: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا} آية 82 سورة الكهف.
إن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يقوم بالليل يصلّي، ينوي التقرب إلى الله سبحانه لصلاح ابنه، لأنه كان يعلم أن الله سبحانه يحفظ للعبد بصلاحه بعد موته أبناءه وذريّته مصداقًا لقول الله تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}. وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول: “إن المعروف ليجزي به ولد الولد، لا أحد أوفى من الله لا أحد”. فإذا أنت صنعت معروفًا مع أحد، فإن الله لن يضيّع ولن ينسى لك معروفك وقد يجزيك به ويسدّه لك بتوفيق أو تفريج كرب لابنك أو حتى لحفيدك. إن الله سبحانه قد أرسل الخضر وموسى عليهما السلام ليقيما جدارًا كاد أن ينهدم ليتيمين كان أبوهما صالحًا، وكثير من المفسرين قالوا إن أباهما الذي كان صالحًا كما ورد في الآية، هو جدّهما السابع {فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} آية 77 سورة الكهف، {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ} آية 82 سورة الكهف. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: “فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريّته وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقرّ عينه بهم”.
ومثل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فإنه سعيد بن المسيب رحمه الله الذي كان يقول لابنه: “لأزيدنّ في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك” أي أنه يسعى بكثرة طاعته وصلاته أن يكون من الصالحين، فينال بصلاحه صلاح أبنائه من بعده. وإنه عمر بن عبد العزيز رحمه الله الذي كان يقول: “ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه” أي في أبنائه وفي ذريّته من بعده.
لا تؤمّن ابنك في بنك الحسب والنسب
بينما الإمام الأصمعي يطوف حول الكعبة الشريفة ذات يوم، وإذا به يرى شابًا يمسك بأستار الكعبة متعلقًا بها باكيًا يقول:
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم يا كاشف الضرّ والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا وأنت وحدك يا قيوم لم تنم
أدعوك ربي حزينًا هائمًا قلقًا فارحم بكائي بحق البيت والحرم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه فمن يمنّ على العاصين بالكرم
قال الأصمعي: ومن كثرة تأثره فإنه سقط على الأرض مغشيًا عليه، فدنوت منه وتفرّست في وجهه فإذا هو زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
يقول الأصمعي فلمّا أفاق قلت له: ما هذا البكاء وأنت من آل بيت رسول الله ﷺ وجدك علي وفاطمة، وقد قال الله فيكم: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} آية 33 سورة الأحزاب. فنظر إليّ زين العابدين وقال: “هيهات هيهات، إن الله خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبدًا حبشيًا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرًا قرشيًا. أليس الله تعالى يقول: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ*فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُون} آية 101- 103 سورة المؤمنون.
قال الأصمعي: فقلت له صدقت هذا مصداق حديث رسول الله ﷺ لما وقف عند الصفا وقال: يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئًا سلوني من مالي ما شئتم”، وهو الذي قال صلوات ربي وسلامه عليه: “قاربوا وسدّدوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل”.
فربِّ أبناءك أيها الأب العاقل على قيم الدين ومبادئه لأن فيه السلامة والنجاة في الدنيا والآخرة، ولا تربِّهم على العصبية العائلية وعصبية الحسب والنسب لأنه لن يغني عنهم من الله شيئًا.
فإذا كان زين العابدين بن علي يقول إنه لن يغني عنه أنه من آل بيت رسول الله ﷺ، فإياك أن تربي ابنك أنه سيغني عنه أنه من عائلة كذا وأن جدّه فلان بن فلان، وقد قال في ذلك الإمام علي كرّم الله وجهه:
كن ابن من شئت واكتسب أدبًا يغنيه محموده عن النسب
إن الفتى من يقول: ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي
لا تفسد عليّ ولدي
ما أكثرهم الآباء الذين سيأتون يوم القيامة يجرّهم أبناؤهم من تلابيبهم بين يديّ الله تعالى ولسان حال كل ابن يقول: “يا ربّ خذ حقي من هذا إنه كان على المعروف ولم يأمرني به، وكان يراني على المنكر ولم ينهَني عنه”.
ما أكثرهم الآباء الذين يظنون أن واجبهم في التربية والقيام بحق الأبناء هو فقط في توفير اللباس والشراب وإشباع البطون، وينسون أن تغذية قلوب أبنائهم وأرواحهم بالإيمان والتربية الصالحة أهم من إشباع بطونهم.
ما أكثرهم الآباء الذين لا يغضبهم صحبة أبنائهم لأقرانهم الذين رتعوا في المعاصي وسهر الليالي في المقاهي والحانات، بينما يغضبهم أن يسمعوا أن أبناءهم قد أصبحوا من روّاد المساجد وأنهم يجالسون شبابًا من أصحاب الدين والخلق، ظانين أن هذا سيكون من أسباب فساد أبنائهم كما كان يقول ذلك الرجل الجاهلي الكافر لزوجته المسلمة أم سُليم والدة أنس بن مالك حينما كان يسمعها تلقنه التوحيد وتربيه على عقيدة الإسلام، فكان يقول لها: “يا أم سُليم لا تفسدي عليّ ولدي” فكانت تردّ عليه قائلة: “أنا لا أفسد عليك ولدك ولكنني أعده لصحبة محمد ﷺ”.
ولا أنساها قصة ذلك الرجل الذي دخل المسجد صارخًا غاضبًا إلى حيث حلقة علم اجتمع فيها أطفال حول إمام المسجد يعلّمهم، فاستلّ من بينهم طفله وصفعه على وجهه قائلًا له: كم مرة قلت لك لا تذهب إلى درس المسجد؟ ووجّه كلامه وبذاءته إلى الشيخ محذرًا إياه أن يستقبل ابنه في حلقة درسه المسجدي”.
دارت الأيام والسنون، وإذا بنفس الأب يأتي إلى المسجد وعلامات الهمّ والغم والأسى بادية على وجهه يطلب نصيحة نفس الشيخ فيما يفعله وكيف له أن يقوّم مسار ابنه الذي كدّر عليه عيشه ونكّد عليه حياته وأفسد عليه دنياه وقد غرق مع شلّة من الأشرار في مستنقع الذنوب والمعاصي والمخدرات.
إنه ابنك إذا لم يكن من روّاد المساجد، فسيكون من روّاد الملاهي والحانات، وإذا لم يكن من روّاد مجالس الذكر والعلم، فلعلّه سيكون من رواد مجالس اللهو والشمّ.
فإذا كان زوج تلك الصحابية الجليلة يقول لها لا تفسدي عليّ ولدي، فإنه نداؤنا لك أيها الأب: لا تفسد على ولدك دينه فتكون سبب شقائه في الدنيا ووروده النار في الآخرة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} آية 6 سورة التحريم.
والقدوة الحسنة من مركبات هذه الخلطة
كثير من الآباء يسعون لتوفير الأسباب المادية يظنّون أن بها يحفظون ويؤمّنون أبناءهم، فمنهم من يدّخر لأبنائه المال وحسابات التوفير في بنوك الدنيا يظنّ أن بها ضمان رغد عيشهم إذا كبروا. ومن الآباء من يؤمّن أبناءه في بنك الحسب والنسب وتعزيز العصبية العائلية عندهم يظنّ أن هذا ضمان عزّهم بين الناس، فإذا ما كبر الأولاد وإذا بهم يعيشون في أجواء عاصفة وسلوكيات مرفوضة، وإذا بالوالد يعيش حالة القلق في البحث عن السبيل الذي يردّهم به إلى السلوك القويم حيث لا ينفع المال ولا الحسب ولا النسب، وإذا به يطرق أبواب الاختصاصيين والمستشارين النفسيين، بل إنه يطرق أبواب السحرة والدجالين علّه يجد عندهم ضالته.
ويغفل الآباء أن هناك وصفة سحرية هي خليط من صلاح الآباء والدعاء والكسب الحلال وبرّ الوالدين والقدوة الحسنة وغيرها تكون هي بإذن الله ضمينة وكفيلة بصلاح الأبناء. فزيادة على ما تقدم فها هو والد الإمام البخاري الذي ابنه جمع وكتب أصحّ كتاب بعد القرآن الكريم، إنه صحيح البخاري في أحاديث رسول الله ﷺ، ها هو يقول: “والله لا أعلم أني أدخلت على أهل بيتي يومًا درهمًا حرامًا أو درهمًا فيه شبهة”.
وها هي القدوة والتربية الصالحة تؤتي ثمارها في تربية الأبناء وصلاحهم كما يقول أبو العلاء المعري:
وينشأ ناشئ الفتيان منّا على ما كان عوّده أبوه
وما دان الفتى بحجىً ولكن يعلّمه التدين أقربوه
وإذا كانت القدوة الحسنة هي من مركبات صلاح الأبناء، فإن القدوة السيئة بل إن غياب دور الأبوين وانشغالهم عن أبنائهم سيكون من أسباب فسادهم وضياعهم، وقد قال في ذلك أحمد شوقي رحمه الله:
ليس اليتيم من أنتهى أبواه من همّ الحياة وخلّفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أمًا تخلّت أو أبًا مشغولا
يقول الأستاذ أدهم شرقاوي في حكمته الرائعة: “إنها العائلة إما أن تصنع إنسانًا أو كومة من العقد، فتذكروا أن تربية طفل أسهل بكثير من ترميم شخصية بالغ”.
نعم إن تربية طفل يولد على الفطرة وتؤثر فيه التربية والقدوة والأجواء الإيمانية والتربوية، حيث يكون الطفل مثل الحجر تنقش عليه، بل مثل العجينة تصنع منها الكعكة التي تريدها، أسهل بكثير من شاب قد أهمله أبواه في صغره، فتشوهت فطرته وتنوعت مشاربه ومزقته الأهواء ومسخته الذنوب.
وإياك إياك أيها الأب أن تنسى أن تربي ابنك بل أن ترضعه مع حليب الطفولة حبّ المسجد الأقصى المبارك بأنه حقّ خالص للمسلمين وحدهم وليس لغيرهم حقّ ولو في ذرة تراب واحدة فيه. وعلّمه أن هذا المكان لم يكن يومًا هيكلًا أولًا ولا ثانيًا ولن يكون بإذن الله هيكلًا ثالثًا. وأن ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بغطرسته وزعرنة حكومته ومستوطنيه في المسجد الأقصى، لن يغيّر من هوية المسجد الأقصى المبارك.
ولا تنسَ أن تعلّم ابنك وأن تربيه على أن المجزرة التي ترتكبها حكومة إسرائيل في غزة لم يُرتكب مثلها منذ الحرب العالمية الثانية، وأن من في غزة هم إخوانه وأبناء شعبه وأن من حقهم أن يكونوا مثل شعوب الأرض لهم دولة وعلم، وأن غزة وبإذن الله ستخرج من هذا اللهيب والدمار مثل عنقاء الرماد.
أيها الآباء لا تذهبوا بعيدًا، إن صلاح الآباء واستقامتهم وقدوتهم الحسنة هو المركب الأساس من الخلطة السحرية في حفظ وصلاح الأبناء والذرية {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.