هل يمكن تصوير الجنة بالذكاء الاصطناعي.. أستاذ فقه يجيب
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الصور التي يتم إنتاجها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عن الجنة ونعيمها، قد تكون جميلة ولكنها لا تعبر عن الحقيقة كما وصفها القرآن الكريم والسنة النبوية.
وقال أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريح اليوم الأحد: "بعض الناس قد يظن أن هذه الصور هي الحقيقة، لكن الحقيقة أن الجنة لا يمكن تصورها أو تصوير نعيمها بأي وسيلة بشرية، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر'".
وأوضح أن الأدوات والوسائل التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي مثل برامج التصميم لا يمكنها تقديم صورة دقيقة لما في الجنة، حيث لا توجد في لغتنا كلمات أو صور قادرة على التعبير عن واقع الجنة الذي وصفه الله سبحانه وتعالى، لافتا إلى أن المثال الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي هو مجرد تقريب للمعنى، ولكنه لا يعبر عن الحقيقة كما وردت في النصوص الشرعية.
وعن استخدام التقنيات الحديثة بشكل عام، قال إن الإسلام لا يعارض التطور والتقدم التكنولوجي، بل يشجع على مواكبة العصر، لافتا إلى أن المنهج الشرعي يتيح استخدام هذه التقنيات طالما كانت تُستخدم بما يعود بالنفع على المجتمع والأمة، لكن إذا أُستخدمت بشكل يضر بالفرد أو المجتمع، فإن ذلك يصبح محرمًا. وذكر مثالًا عن تحريك الصور وتركيب وجوه أو أصوات لأشخاص على مشاهد مختلفة، قائلاً: "يمكن لهذه التقنيات أن تؤدي إلى خداع الناس أو ترويج الأكاذيب، وهو ما يضر بالمجتمع."
وأشاد بتطور العلوم والتقنيات الحديثة، مؤكدًا على ضرورة استخدام هذه الوسائل بما يتماشى مع المصلحة العامة، وفي إطار الشرع الإسلامي الذي يسعى دائمًا لتحقيق الخير والمصلحة للناس، والإسلام دين عالمي، يواكب التطور الزمني والمكاني، لكن يجب الحذر من إساءة استخدام هذه التقنيات بما يضر أو يسبب فتنة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الجنة تصوير المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
4 أعمال تبشرك بالجنة: من سبل الخلاص إلى دار النعيم
إنَّ طريق الجنة مليء بالفرص العظيمة التي يستطيع المسلم أن يحرص على اقتناصها، حيث بيَّن لنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الأعمال التي تفتح أبواب الجنة وتبشر بالنجاة من النار، في هذا الموضوع، نستعرض أربعة أعمال عظيمة يمكن أن تكون سببًا في دخول الجنة، إذا ما أخلص المسلم فيها وأحسن النية.
١. إيمان بالله ورسلهأول الأعمال التي تبشر بالجنة هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى ورسله. فالإيمان هو أساس الدين الذي بُني عليه الإسلام، وهو أول خطوة نحو النجاة من عذاب النار. قال الله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُو۟لَـٰٓئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (البقرة: 82). وبالإيمان، يعترف المسلم بعظمة الله، ويُصَدِّق بما جاء في الكتب السماوية، ويعمل على طاعة الله ورسوله، ويبتعد عن المعاصي. الإيمان الصحيح هو بوابة للنجاة والفوز بالجنة.
٢. الإكثار من الذكرمن الأعمال التي تبشرك بالجنة الإكثار من الذكر، الذي يقرب العبد إلى الله ويجعل قلبه مطمئنًا في الدنيا والآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قال سبحان الله وبحمده مئة مرة غُفِرَتْ له ذنوبُه وإن كانت مثلَ زبدِ البحرِ" (صحيح مسلم). الذكر ليس محصورًا في الكلمات فقط، بل يشمل أيضًا تذكر الله في كل الأوقات والتفاعل مع كل من حولك بطريقة تخلُص فيها النية لله. إنه من الأعمال التي تزيد من حسنات العبد وتُفتح له أبواب الجنة.
٣. الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلممن الأعمال التي بشَّرَ النبي صلى الله عليه وسلم بها أصحابها بالجنة الصلاة عليه، وهي سنة عظيمة ينبغي على المسلم أن يتحلى بها. في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "من صلى عليَّ صلاةً واحدةً، صلى الله عليه بها عشراً" (صحيح مسلم). الصلاة على النبي هي من أسهل الطرق وأعظمها للشفاعه في الآخرة، وقد ورد في الحديث الصحيح: "من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشرًا" مما يدل على عظم فضل هذه العبادة في التقرب إلى الله والحصول على مغفرته، فهي من أسباب فتح أبواب الجنة.
٤. صلة الرحم والإحسان إلى الوالدينصلة الرحم والإحسان إلى الوالدين هما من الأعمال التي حثَّ عليها الإسلام بشكل كبير، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُعمر له في أثره فليصل رحمه" (صحيح البخاري). كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا} (الإسراء: 23). العمل على الحفاظ على العلاقات الطيبة مع الأهل، وتقديم الدعم والمساعدة لوالدينا وذوينا يعد من أعظم أسباب دخول الجنة.
إنَّ الجنة لا تُعطى إلا لأولئك الذين اجتهدوا في العبادة وعملوا الأعمال الصالحة في الدنيا. الإيمان بالله، الإكثار من الذكر، الصلاة على النبي، وصلة الرحم هي من الأعمال التي تفتح أبواب الجنة وتبشر المسلم بالنجاة. هذه الأعمال تحتاج منا إلى إصرار وعزيمة، ومداومة على الطاعات دون تردد أو تقاعس، ليكون الإنسان من أهل الجنة التي وعد الله بها عباده الصالحين.
فلنتخذ من هذه الأعمال وسيلة لتقربنا إلى الله، ولعلنا نكون من الذين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت من أهل الجنة".