خبراء إيرانيون يوضحون للجزيرة نت مسار تعامل طهران مع الأحداث السورية
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
طهران- منذ استئناف فصائل المعارضة السورية عملياتها العسكرية شمالي سوريا، بدأ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتصالات دبلوماسية مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسوري بسام الصباغ، لتنسيق الجهود "دعما للسيادة السورية وسلامة أراضيها".
وعلى وقع التطورات المتسارعة وبسط فصائل المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على كامل مدينة حلب وعشرات البلدات والقرى في محافظتي إدلب وحماة، توجه عراقجي، مساء اليوم الأحد، إلى دمشق في مستهل جولة إقليمية ستقوده غدا الاثنين إلى أنقرة، على أن يتوجه بعدها إلى وجهة أخرى لبحث التصعيد العسكري في سوريا مع مسؤولي هذه الدول.
وقبيل زيارته لدمشق، شدد عراقجي على وقوف بلاده إلى جانب النظام السوري "في مواجهة المجموعات الإرهابية"، موضحا أنه سينقل "رسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الحكومة السورية"، وفحواها أن طهران "ستدعم بشكل حازم الحكومة والجيش السوريين".
وفي تصريح للصحفيين من مطار مهرآباد الدولي، قال عراقجي إن "بلاده ترفض أي تغيير في الحدود والتدخل والاحتلال الأجنبي، وانتشار الإرهاب، واستخدام العنف ضد الحكومات الوطنية والعدوان على الشعوب".
هواجس ومصالحفي غضون ذلك، يعتقد الدبلوماسي سفير طهران السابق في أرمينيا والبرازيل علي سقائيان أنه لا بد من تكثيف الحراك الدبلوماسي الإيراني "لإسناد الحليف السوري ومواجهة المؤامرة الصهيوأميركية، الرامية إلى فرط عقد محور المقاومة عبر إسقاط النظام السوري وقطع الطريق البري الواصل بين سوريا ولبنان".
وفي حديث للجزيرة نت، يقرأ سقائيان جولة عراقجي الإقليمية واتصالاته الهاتفية في إطار "سياسة طهران لتنسيق جهود الدول الصديقة لمواجهة ظاهرة الإرهاب في سوريا، وذلك وفقا لمسار أستانة بين إيران وروسيا وتركيا".
واعتبر أنه لا يمكن الفصل بين سياسات طهران الإستراتيجية وأمن سوريا واستقرارها، على ضوء وجود مصالح إيرانية جيوسياسية واقتصادية كبيرة في بلاد الشام، التي وصفها بأنها "تمثل الجبهة الأمامية في مواجهة إسرائيل التي دأبت -بدورها- خلال السنوات الأخيرة على استهداف مصالح إيران السياسية والدبلوماسية والعسكرية في سوريا".
وفي ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بتصفية بعض القيادات السورية، وانتهاك سيادة هذا البلد بشكل شبه يومي، لا يستبعد الدبلوماسي الإيراني السابق "أن يقوم الكيان الإسرائيلي بمغامرة أخرى داخل الأراضي السورية، تمهيدا للانقضاض على باقي حلقات محور المقاومة، في حال واصلت المجموعات المسلحة فرض سيطرتها على بعض المدن الأخرى".
عراقجي أكد أن طهران ستدعم بشكل حازم الحكومة والجيش السوريين (الفرنسية) حرب استنزافمن ناحيته، يعتقد مدير معهد العلاقات الدولية مجيد زواري أن ما تخشاه طهران حيال التطورات الجارية في سوريا هو تكرار أحداث عام 2011، وما تلتها من تطورات إرهابية في مدينة الموصل العراقية، مما يحتم على الجانب الإيراني التحرك بسرعة من أجل تنسيق الجهود المشتركة دعما لحكومة دمشق ومساندتها في مواجهة الجماعات المسلحة.
وفي حديثه للجزيرة نت، يطرح الباحث الإيراني تساؤلا عن سبب التزامن بين وقف إطلاق النار في لبنان واستئناف العمليات العسكرية في سوريا، وذلك بعد قيام إسرائيل بسلسلة هجمات صاروخية على منشآت سوريا الحيوية على مدى الأعوام الماضية، وأرجع السبب إلى "خطأ في حسابات العدو بشأن تقويض قدرات المقاومة عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023″.
وانطلاقا من دوافع موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف اطلاق النار مع لبنان، بذريعة "التركيز على تهديد إيران وإنعاش الجيش وعزل حركة حماس وفصل الساحات العسكرية"، يعتقد زواري بـ"ضرورة مساندة إيران لنظام بشار الأسد وحسم الجبهة السورية قبيل عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كونه يعتبر داعما أساسيا لمغامرات تل أبيب".
وخلص زواري إلى أن "الجهات الإقليمية والدولية المستفيدة من زعزعة استقرار سوريا، تراهن على استنزاف قدرات كل من روسيا وإيران، بعد استنزافها القدرات العسكرية لفصائل المقاومة في قطاع غزة ولبنان والعراق واليمن، ومنح إسرائيل الفرصة الكافية لترميم قوتها، في سياق بناء نظام دولي حديث بمحورية القوى الغربية".
خطوات متسارعةويفرض التقدم المتسارع الذي تحققه العمليات المسلحة للمعارضة السورية في كل من محافظات حلب وحماة وإدلب على الجانب الإيراني اتخاذ خطوات ميدانية فورية، "لوقف تقدم الجماعات المسلحة بمشاركة الحليف الروسي"، وفق ما يرى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني ما شاء الله شمس الواعظين.
وفي حديثه للجزيرة نت، يشير شمس الواعظين إلى أن العلاقات بين طهران ودمشق تتسم بطابع إستراتيجي، ويتوقع اتخاذ إيران خطوات تتناسب ومستوى هذه العلاقة الثنائية، ومنها المساعدات العسكرية الفورية.
ويقرأ المتحدث نفسه جولة عراقجي الإقليمية ومحادثاته مع نظيره الروسي في سياق الدعم الميداني للحكومة السورية، وتنشيط الدبلوماسية من أجل ترغيب الجانب الروسي للانخراط بشكل أكبر لمواجهة الجماعات المسلحة في سوريا من جهة، وتفعيل اتفاق مسار أستانة بمشاركة الجانب التركي، من جهة أخرى.
وتوقع "حلحلة القضية السورية عبر الخيار الدبلوماسي، بمشاركة الأطراف الضامنة لمسار أستانة، وذلك بعد وقف تقدم الجماعات المسلحة"، مضيفا أنه "إذا فشلت الدبلوماسية في إيقاف ماكينة الصراع المسلح، فإن قوة الميدان ستكون حاسمة لما يجري في سوريا، على غرار نموذج عام 2011، حين حظي الجيش السوري بمساندة برية من إيران وفصائل المقاومة وغطاء جوي من روسيا".
ولدى إشارته إلى الدور الإسرائيلي في الأحداث السورية، رجح شمس الواعظين دخول الجانب الروسي على خط التفاوض مع إسرائيل لتحييد العامل الأخير عن الصراع السوري، كما توقع أن تحث الأطراف الضامنة في مسار أستانة دمشق على القيام بإصلاحات سياسية، تفضي إلى مشاركة بعض التيارات المعارضة الوطنية في السلطة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجماعات المسلحة للجزیرة نت فی سوریا
إقرأ أيضاً:
عراقجي: مستقبل المقاومة في المنطقة واعد وحزب الله يعيد بناء قوته بشكل منظم
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، اليوم ، أن مستقبل المقاومة في المنطقة يبدو واعدًا، مشيرًا إلى أن حزب الله يعيد بناء قوته بشكل منظم، وأوضح عراقجي أن هذه القوة تأتي في إطار الاستعداد لمواجهة أي تهديدات إقليمية، مع التشديد على أهمية تعزيز القدرات الدفاعية في المنطقة لضمان الأمن.
وفيما يخص الوضع في سوريا، قال عراقجي إن إيران لا تتخذ قرارات بشأن سوريا بناءً على الشعارات أو الضغوطات السياسية، بل تنتظر من الحكومة الانتقالية في دمشق إعلان سياستها الإقليمية بشكل رسمي، وأضاف أن إيران ملتزمة بتقديم الدعم لسوريا على المدى الطويل، ولكن هذا الدعم يتطلب وضوحًا بشأن الاتجاهات السياسية والاقتصادية المستقبلية في البلاد.
وأعرب عراقجي عن حسن نية بلاده تجاه سوريا، مؤكدًا استعداد إيران للمساهمة في استقرار سوريا وضمان أمن جميع المجموعات العرقية في البلاد، وأشار إلى أن إيران ترى في استقرار سوريا أمرًا أساسيًا لأمن المنطقة ككل، وأن أي تهديد للأمن السوري سينعكس سلبًا على دول الجوار.
وفيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية، حذر عراقجي من أن أي حماقة إسرائيلية ستكون نتيجتها حربًا شاملة في المنطقة، وقال إن إيران مستعدة تمامًا لمواجهة أي تهديد جديد من إسرائيل، مشددًا على أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي عدوان.
كما دعا عراقجي دول المنطقة إلى المساعدة في تشكيل حكومة شاملة في سوريا، قائلًا إن الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وتشكيل حكومة تضم جميع المجموعات العرقية والطائفية سيكون أمرًا ضروريًا لاستقرار البلاد، وأضاف أن الدول المجاورة لسوريا يجب أن تلعب دورًا حيويًا في هذه العملية لضمان تحقيق تسوية سياسية شاملة.
وحذر عراقجي من أن سوريا يجب ألا تتحول إلى ملاذ للإرهاب أو تهديد لدول الجوار والمنطقة، وأكد أن إيران لن تسمح بوجود أي تهديدات أمنية تنبع من الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن إيران ستظل حريصة على ضمان استقرار المنطقة من خلال تعاونها الوثيق مع الحكومة السورية.
حماس: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب أبشع الجرائم في حربه على غزة ويستهدف المنشآت الطبية
أدانت حركة حماس بشدة ما وصفته بـ"أبشع جرائم الاحتلال الإسرائيلي" في حربه المستمرة ضد قطاع غزة، متمثلة في استهداف المنشآت الطبية وقتل طواقم المستشفيات، وقالت حماس في بيان لها، إن الاحتلال يسعى إلى تدمير القطاع الصحي بشكل كامل في محاولة لإبادة السكان المدنيين.
وأكدت حماس أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل الإبادة الجماعية ضد شعب غزة للعام الـ455 على التوالي، مستهدفا كافة جوانب الحياة في القطاع، وأضاف البيان أن الاحتلال يهدف إلى القضاء على ما تبقى من مستشفيات ومنشآت طبية في غزة في إطار سياسة ممنهجة لإبادة سكان القطاع بالكامل.
وأشارت حماس إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يكذب بوقاحة بشأن الوضع الصحي في غزة بهدف تبرير استهداف المستشفيات والمرافق الطبية، وأوضحت الحركة أن هذه الاستهدافات تأتي في وقت يحتاج فيه القطاع إلى كل الإمكانيات الطبية لمواجهة الأضرار الكبيرة الناتجة عن الهجمات المتواصلة.
وفي السياق ذاته، أكدت حماس أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ أكثر من 24 جريمة في قطاع غزة خلال 24 ساعة فقط، ما أسفر عن استشهاد 105 فلسطينيين من أبناء الشعب الفلسطيني، وشددت الحركة على أن هذه الجرائم تأتي في إطار الحملة المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة، بهدف تدمير القطاع وتجريده من أي مقومات للحياة.
قالت حماس إنها تواصل تقديم القادة والمؤسسين شهداء في المعركة ضد الاحتلال، وأنهم يشاركون مع أبناء الشعب الفلسطيني في صمودهم ضد الهجمات المستمرة، وأكدت الحركة أن هذه التضحيات ستكون دافعًا للاستمرار في مقاومة الاحتلال.
وأوضحت حماس أنها تبذل جهودًا مستمرة في التواصل مع جميع البلدان والجهات المعنية من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، وأكدت الحركة أن الجولة الحالية من المفاوضات ستركز على تحقيق وقف تام لإطلاق النار، انسحاب الاحتلال، وعودة النازحين إلى ديارهم.
نددت حماس بما أسمته "حملة أمن السلطة في جنين" ووصفته بأنها جريمة وطنية مكتملة الأركان، معتبرة أن هذه الممارسات تخدم الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته بشأن الضفة الغربية، كما جددت الحركة استنكارها لإغلاق مكتب الجزيرة في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن ذلك يتم بالتنسيق مع سياسات الاحتلال.
دعت حماس حركة فتح والسلطة الفلسطينية إلى التجاوب مع مبادرتها بشأن تشكيل لجنة إسناد مجتمعي، بهدف تعزيز الوحدة الوطنية والتعاون في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
طالبت حماس المجتمع الدولي بفضح وتجريم انتهاكات الاحتلال ضد المستشفيات والمرافق الصحية في غزة، كما حملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة مدير مستشفى كمال عدوان وبقية الكوادر الطبية في القطاع، ودعت إلى إرسال مستشفيات ميدانية من قبل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الصحة العالمية لدعم القطاع الصحي في غزة وتخفيف معاناة السكان.