خالد سلطان: التميّز صناعة إماراتية خالصة
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
أكد الدكتور خالد سلطان أن أنظار العالم تتجه بإعجاب نحو دولة الإمارات العربية المتحدة ، متسائلة: ماذا يحدث هنا؟ كيف استطاعت الدولة، في فترة وجيزة، تحقيق هذا الكم الهائل من الإنجازات المبهرة؟ فما هو سر هذه النجاحات الاستثنائية؟
للإجابة عن هذا التساؤل، لابد أن نعود قليلاً إلى الوراء لاستكشاف هذا النموذج الفريد الذي تقف خلفه قيادة حكيمة وشعب مخلص محب لوطنه وقيادته.
وقال الدكتور خالد سلطان: قبل 53 عاماً، توحّدت سبع إمارات متفرقة تحت مظلة الاتحاد، بفضل رؤية القادة المؤسسين الذين آمنوا بأن الوحدة قوة، وبالإصرار والتكاتف بين أبناء الوطن المخلصين. نشأت قناعة راسخة بأن الاتحاد هو السبيل إلى البناء والنماء وتحقيق حياة كريمة.
وتابع الدكتور خالد سلطان: هذا الحلم الوطني ترسّخ في تربة الإمارات، ونما ليصبح نموذجًا إماراتيًا متفردًا يقدم ملحمة في الترابط والتلاحم والعلاقات الإنسانية القائمة على تناسق الأهداف ووحدة المصالح. شعب الإمارات تنافس في تقديم كل غالٍ ونفيس لخدمة الوطن، وضمان استقراره وأمنه، والحرص على نهضته وريادته في مختلف المجالات.
بإيجاز، هذه هي قصة دولة فتية ولدت قوية، واستمرت أكثر قوة، لا تعرف حدودًا للنجاح، ولا ترضى بغير الصدارة مكانًا. النجاح هنا بات “صناعة إماراتية”، تستمد مادتها الأولية من تراب الوطن، وتغذيها قيادة استثنائية وشعب يعشق التحدي ويعمل بإخلاص لتحقيق الريادة والحفاظ على مكتسبات الوطن.
وأضاف الدكتور خالد سلطان: ما قدمته القيادة الإماراتية لإسعاد شعبها أصبح حديث العالم، إذ تصدرت الدولة مؤشرات السعادة العالمية، وحجزت لنفسها مكانًا في الصف الأول للدول، حتى أصبح شعبها بحق “أسعد شعب”.
نعم، نحن أسعد شعب بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، الذي لا يُعد قائداً فقط، بل هو الأب الحنون الذي يرعى أبناءه بمحبة وحرص لا حدود له.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
عالمية.. في قطاع صناعة الفضاء واستكشافه
إعداد: يمامة بدوان
عانقت طموحات دولة الإمارات عنان الفضاء، بالتصميم والعمل الدؤوب، وإعداد الكوادر الوطنية لتحقيق الحلم، ونجحت في تحقيق إنجازات عالمية بارزة عقب دخولها إلى السباق العالمي لاستكشاف الفضاء، لتحجز لنفسها مكانة عالمية متقدمة تنافس البلدان الأخرى، التي سبقتها في غزو الفضاء، لكن مع وجود مشاريع وبرامج عملاقة، حققتها الدولة طوال مسيرة 53 عاماً في قطاع استكشاف الفضاء، حيث لم تكتف بالوصول إلى المريخ، بأيدي وعقول مهندسيها الشباب، بل باشرت في التحضير للوصول إلى حزام الكويكبات على مسافة 5 مليارات كيلومتر، إضافة إلى البدء بالتجهيز لمهمة العودة إلى القمر، عبر محطة الفضاء القمرية، التي سيكون لدولة الإمارات دور رئيسي في بناء وتطوير وإطلاق «وحدة معادلة الضغط» بالعام 2028، لتصبح «بوابة الإمارات» طريق العالم لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر.
في عيد الاتحاد ال53 للإمارات، تستعرض «الخليج» أبرز إنجازات الدولة في مجال استكشاف الفضاء، والتي رسخت ريادتها العالمية في قطاع صناعة الفضاء واستكشافاته، حيث تعود مسيرة اهتمام الدولة في هذا المجال إلى سبعينيات القرن الماضي، حينما التقى القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فريقاً من وكالة «ناسا»، يضم 3 رواد فضاء ومعهم الدكتور فاروق الباز، المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر، ليكون حافزاً لسبر أغوار الفضاء وتحقيق الإنجازات.
ويعد قطاع الفضاء الوطني من أكثر القطاعات تقدماً على مستوى المنطقة، حيث بلغ إجمالي استثمارات القطاع 40 مليار درهم، فيما ارتفع الإنفاق التجاري في قطاع الفضاء بنسبة 29.51% عن العام الماضي، وارتفعت نسبة إجمالي القيمة المضافة لقطاع الفضاء بمعدل 7.73% عن العام السابق، إلى جانب توقيع أكثر من 30 مذكرة تفاهم مع وكالات فضاء عالمية، وقيادة صندوق الفضاء الوطني ب3 مليارات لدعم قطاع الفضاء.
اقتصاد المستقبل
يلعب قطاع الفضاء الإماراتي دوراً مهماً في دعم اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، باعتباره أحد القطاعات ذات الأولوية في الإمارات، التي تعزز تنافسية الدولة وتنوع اقتصادها عبر تبني تقنيات متقدمة تخدم القطاعات الحيوية المختلفة، وتدرك أهمية امتلاك قطاع فضاء قوي ومستدام، يوفر تطبيقات وحلولاً فاعلة ومبتكرة للتحديات، الأمر الذي جعله مصدر إلهام للأجيال الجديدة، ودافعاً لها لدراسة العلوم والتكنولوجيا، وهو ما يسهم في تحسين وتسهيل حياة البشر.
وينسجم اهتمام الإمارات بهذا القطاع الواعد، الذي حقق إنجازات لافتة خلال وقت قياسي مع أهداف مئوية الإمارات 2071، التي تسعى إلى أن تكون الدولة الأفضل عالمياً في مختلف المجالات، كما أن هذا القطاع يسهم في رؤية الإمارات، ويدعم استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، عبر بناء اقتصاد وطني تنافسي، قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية.
كما تعتبر الإمارات من الدول الرائدة في مجال الفضاء، وقد عملت على تطوير وتنظيم هذا القطاع من خلال سلسلة من السياسات والتشريعات والقوانين التي تعكس التزامها بالتطور المستدام والمسؤول في هذا القطاع الحيوي، ومن بين أبرز السياسات والتشريعات الرئيسية الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، والتي أطلقت عام 2019 لتعكس هذه الاستراتيجية خطط دولة الإمارات لتعزيز قدراتها الفضائية وتحديد أهدافها الطويلة الأمد في هذا المجال، إلى جانب ذلك أطلقت الإمارات في السنوات الماضية 22 قمراً اصطناعياً في الفضاء، كما تعمل حالياً على تطوير 8 أقمار اصطناعية جديدة.
بوابة الإمارات
دشنت الإمارات عام 2024 بإضافة نوعية لسجل إنجازاتها الحافل في مجال الفضاء، وذلك بالإعلان عن انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية، بجانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، حيث يجسد انضمام الإمارات إلى المشروع العالمي الأبرز في القرن ال21 مدى حرصها على تطوير وتفعيل آليات التعاون الدولي في مجال الفضاء بما يخدم البشرية ويعود بالنفع والتقدم والازدهار، كما يبرز حجم الثقة بالكوادر الوطنية وقدرتها على لعب أدوار مؤثرة في أصعب وأدق المشروعات العلمية ذات الطابع العالمي.
وستمثل «بوابة الإمارات» طريق الرواد والعلماء في استكشاف الفضاء السحيق، ومن المقرر إطلاقها في عام 2030، بالتزامن مع المرحلة الرابعة من مهمة «أرتميس»، حيث سيعمل مركز محمد بن راشد للفضاء على توفير طاقم البوابة القمرية وغرفة معادلة الضغط العلمية، التي ستسمح بنقل الطاقم والعلوم من وإلى الفضاء.
المستكشف راشد
ويعود اهتمام الإمارات باستكشاف القمر والهبوط على سطحه إلى سبتمبر 2020، حينما أعلنت الدولة أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر عبر تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم «راشد»، الذي نجح في إبريل 2023 في الوصول إلى مدار القمر والاقتراب من الهبوط على سطحه، قبل أن يتم فقدان الاتصال بمركبة الهبوط.
ولأنه لا مستحيل في قاموس دولة الإمارات، أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فوراً، المهمة الجديدة لمركز محمد بن راشد للفضاء لاستكشاف القمر تحت اسم «راشد2» ليبدأ العمل في بناء المستكشف.
وقال سموه: «نحن دولة تأسست على الطموح.. نحن دولة لم تتوقف منذ 2 ديسمبر 1971.. ولن تتوقف.. ولن تلتفت.. ولن تضع أهدافاً صغيرة لنفسها.. القادم أجمل وأعظم وأكثر جرأة بإذن الله».
الأكثر تطوراً
يستعد فريق مركز محمد بن راشد للفضاء خلال الفترة المقبلة لإطلاق القمر «محمد بن زايد سات»، الذي يعد ثاني الأقمار الاصطناعية التي يتم تطويرها وبناؤها بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين بعد «خليفة سات»، حيث سيوفر خدمات متطورة جداً، اعتماداً على تطور تقنياته الكبيرة، خاصة أنه يعد أحد أفضل الأقمار الاصطناعية على مستوى العالم.
سيعمل القمر «محمد بن زايد سات»، البالغ وزنه أكثر من 800 كيلوجرام، على تحسين دقة التقاط الصور بأكثر من ضعف المستوى الذي تقدمه الأنظمة السابقة. كما سيزيد من سرعة نقل بيانات الوصلة الهابطة (Downlink Data) بثلاثة أضعاف السعة الحالية، ومن التقنيات المستخدمة في المشروع، الدفع النفاث، وهو نظام تأمين الموجهات الكهربائية لتحريك القمر في الفضاء الخارجي، كما طور مهندسو المركز عملية توجيه وتحريك القمر، وتحديد مواقع الصور الفضائية بدقة عالية.
دراسة الكويكبات
تعد مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات أول مهمة من نوعها على الإطلاق لدراسة 7 كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي، بهدف تسريع تطوير قطاع الفضاء الخاص في دولة الإمارات والقدرات الوطنية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي المتقدم.
وفي أواخر مايو/ أيار 2023، أطلقت القيادة الرشيدة مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، الذي يستمر 13 عاماً، 6 سنوات للتطوير و7 سنوات رحلة استكشاف، ستقطع خلالها المركبة الإماراتية MBR Explorer 5 مليار كيلومتر متجاوزة كوكب المريخ لاستكشاف 7 كويكبات والهبوط على آخر كويكب «جوستيشيا» في 2034.
وستنطلق المركبة «MBR إكسبلورر»، في مارس من عام 2028، لتقطع مسافة 5 مليارات كيلومتر، وتتضمن 3 مناورات بمساعدة قوة الجاذبية لكواكب الزهرة والأرض والمريخ لزيادة سرعة المركبة الفضائية، ودعم سلسلة من التحليقات القريبة لتبدأ أول مواجهة مع كويكب في فبراير 2030.
الكوكب الأحمر
يهدف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بشكل أساسي إلى رسم صورة واضحة وشاملة حول مناخ كوكب المريخ، حيث إنه تمكن من توفير الحزمة ال12 من البيانات العلمية للغلاف الجوي للمريخ، ليصل الحجم الإجمالي للبيانات التي تم جمعها إلى 5.4 تيرابايت، والتي يجري توفيرها مجاناً، في إطار إتاحة سلسلة البيانات كل 3 شهور، مع 200 جهة علمية وبحثية حول العالم، إضافة إلى إتاحتها للطلبة والباحثين المهتمين بعلوم الفضاء، عبر منصة البيانات العلمية الخاصة بالمشروع.
كما تمكّن مسبار الأمل من رصد ظواهر مناخية وجغرافية، بعضها يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، أبرزها حجب المريخ جزءاً من حزام «الجبار»، إلى جانب توفير الخرائط اليومية للغبار والجليد على مدار عام مريخي كامل، أي ما يعادل عامين أرضيين، كذلك رصد التغيرات الموسمية في النصف الشمالي للكوكب الأحمر، وشملت الفصول الأربعة، إلى جانب توثيق ظاهرة الشفق المريخي بمختلف أنواعها، فضلاً عن تمديد مهمته، لتستمر سلسلة الإنجازات، من خلال توفير صور وملاحظات لقمر المريخ «ديموس».
دخلت الإمارات التاريخ عام 2019 عندما أعلنت وصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليصبح أول رائد فضاء عربي يصل إلى المحطة الدولية، ثم تبعه زميله الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، الذي سجل نجاحاً جديداً يضاف إلى سجل الإمارات، من خلال إنجاز أول مهمة طويلة الأمد في الفضاء، استمرت 186 يوماً، أجرى خلالها أول مهمة سير خارج المحطة الدولية، وأكثر من 200 تجربة ودراسة علمية.
وانضم إلى طاقم الرواد الإماراتيين كل من نورا المطروشي ومحمد الملا، بعد تخرجهما في برنامج «ناسا» التدريبي المتقدم في العام الجاري 2024، وهو ما يعكس وجود برنامج مستدام للرواد، لتحقيق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية، والمشاركة في مهام الاستكشاف المأهولة.
إعداد وتأهيل الأجيال الشابة
جاء تأسيس وكالة الإمارات للفضاء عام 2014، بهدف تنظيم وتطوير قطاع الفضاء بالدولة، وإعداد وتأهيل الأجيال الإماراتية الشابة، التي تتمتع بمهارات علمية ومهنية متميزة، وسبق ذلك في عام 2006، تأسيس مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة «إياست» بهدف دعم تأسيس قطاع الفضاء والتقنيات المتقدمة وتعزيز أبحاث الفضاء، والتركيز على برامج نقل المعرفة، وإعداد الفرق الأولى من الخبراء والمهندسين الإماراتيين المتخصصين في العلوم المتقدمة والتكنولوجيا وعلوم الفضاء وإطلاق المشاريع العلمية للدولة، ليجري في 2015 إصدار قرار بتأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء، ودمج المؤسسة مع المركز.