من الأحلام إلى التراث: كيف تُلهم الإمارات الناجحين وتُمَكِّنهم؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
لطالما كانت دولة الإمارات منذ تأسيسها في عام 1971 مثالًا نموذجيًا للإرادة والعزيمة والقيادة الرشيدة ذات الرؤيا الثاقبة القادرة على اجتياز أصعب التحديات. عندما قاد الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، اتحاد الإمارات السبع، كان ذلك إيذانًا بمولد دولة راسخة على أرض صلبة وقائمة على أُسُس متينة من الوحدة والطموح والفرص اللانهائية.
وتبنت قيادات الإمارات على مر العقود ثقافة التميز والابتكار سعيًا لتحويل الدولة إلى رمز عالمي للرخاء والتقدم. وكانت نفس الروح التي حولت الصحاري الشاسعة إلى مدن كبيرة مزدهرة هي نفسها التي جعلت من الإمارات وجهة للحالمين والساعين إلى تحقيق الإنجازات من كافة أنحاء العالم. وتوفر الإمارات لمن يمتلك الرؤية والعزيمة أكثر من مجرد بيت، إذ تتيح لهم أيضًا منصة لتحويل أحلامهم إلى حقيقة.
وانعكست هذه الروح بصورة مثالية على مسيرة السيد. عبد الجبار بي بي، وهو رجل أعمال خاض قصة كفاح تتشابه مع قصة تطور الإمارات، حيث ترقى خلالها من البدايات المتواضعة إلى النجاح المذهل.
مسيرة إنسان حالم
بدأت رحلة السيد. عبد الجبار بي بي في قرية صغيرة بولاية «كيرالا» الهندية. وصل عبد الجبار إلى دبي في عام 1990 كي يعمل وينفق على عائلته. أمضى عبد الجبار أيامه الأولى في دبي في منطقة «الراس»، حيث عمل لدى شركة للتعاقدات التجارية الخاصة بالنماذج والعينات. وكان المشهد التجاري النابض بالحيوية في دبي آنذاك أيضًا يتيح فرص للراغبين بالعمل الجاد واستلهام بيئة دبي الديناميكية.
لم تكتفِ هذه الأرض المعروفة بكونها أرض الفرص بتزويدعبد الجبار بمصدر رزق فحسب، بل وإنما أتاحت له أيضًا فرصة للنمو. وفي غضون عام واحد فقط، اكتسب عبد الجبار فهمًا شاملًا لكيفية إدارة الأعمال وأتقن إبرام الصفقات التجارية الخارجية والتعاملات المالية. ونجح عبد الجبار في الإلمام بكافة الجوانب المتعلقة بالعمليات وصقل مهاراته وعزز ثقته بنفسه، وهو ما دعم مسيرته في عالم ريادة الأعمال بعد ذلك.
بناء إمبراطورية
اتخذ عبد الجبار خطوته الأولى في الاستقلالية التجارية بحلول عام 1995، حيث أسس «هوتباك للتجارة»، وهي شركة صغيرة تخصصت في خامات التغليف ذات الجودة العالية. وبدأت الشركة أعمالها في مستودع متواضع بمنطقة «ديرة»، ثم سرعان ما اكتسبت زخمًا، فتوسعت في عملياتها في غضون عامين فقط إلى أبوظبي، لتضع الأساس بذلك لطموحات أكبر.
ودشن عبد الجبار شركة «هوتباك لصناعات التغليف» في عام 2000، وحققت النمو حتى صارت رائدًا عالميًا في مجال حلول التغليف المستدامة. واليوم، تعمل «هوتباك» في 16 دولة من خلال 20 منشأة تصنيعية وتُصَدِّر منتجاتها إلى 106 دولة على مستوى العالم. وتوظف الشركة أكثر من 4000 شخص وتخدم أكثر من 25000 علامة تجارية عالمية. واضطلعت مساعي الإمارات المتواصلة في مجالي الابتكار والاستدامة بدور محوري في منح عبد الجبار الأدوات والبيئة اللازمة لتحويل التحديات إلى فرص.
التزام الإمارات
يُعَد نجاح عبد الجبار شهادة تؤكد طموحه، كما تثبت أيضًا التزام الإمارات بدعم أصحاب الطموح. لقد أتاحت الثقافة الشاملة السائدة في الدولة وسياساتها المتطلعة إلى المستقبل وتركيزها على ريادة الأعمال والابتكار نظامًا بيئيًا مزدهرًا يساعد على النجاح. مثَّلَت الإمارات لعبد الجبار أكثر من مجرد وجهة، بل وإنما كانت أيضًا شريكًا له في رحلته، حيث مَكَّنَته من بناء تراث يمتد الآن عبر القارات.
وفي سياق الاحتفالات باليوم الوطني لدولة الإمارات، تُعَد قصة نجاح عبد الجبار بي بي تذكيرًا نموذجيًا بالوعد الدائم الذي قطعته الإمارات على نفسها: أرض تدعم الحالمين وتتيح لهم نجاحًا لا يعرف حدود.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمارات وجهة العالم.. والشتاء “ذروة” المواسم السياحية
عززت دولة الإمارات، مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية في المنطقة والعالم، وباتت ضمن أكثر الوجهات السياحية طلباً طوال العام، فيما يشكل فصل الشتاء موسم “الذروة” السياحية.
ويعد فصل الشتاء موسما مميزا للترويج السياحي في الإمارات، نظرا لاعتدال درجات الحرارة وتعدد الخيارات السياحية ما بين الترفيه والتسوق والأعمال، فضلا عن الاستجمام والتمتع بالمناطق الطبيعية الخلابة التي تشمل الجبال والصحاري والسواحل والمحميات الطبيعة.
وأطلقت الإمارات مؤخرا، حملة “أجمل شتاء في العالم”، للعام الخامس على التوالي للاحتفاء بالإنسان والمكان وسط تجارب سياحية استثنائية تستهدف المواطنين والمقيمين والسياح القادمين من باقي دول العالم، وفق منظومة متكاملة أساسها 53 عاما من الإنجازات المميزة جعلتها قبلة السياحة الإقليمية والعالمية بلا منازع.
وهربا من برودة الطقس في كثير من الدول حول العالم، التي تشهد انخفاضا حادا في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، يتوافد العديد من السياح إلى دولة الإمارات، ذات الطقس الدافئ والأجواء المعتدلة في فصل الشتاء، ليستمتعوا إلى جانب ذلك بالعديد من الأنشطة مثل رحلات السفاري والمغامرات الجبلية والتخييم ومغامرات الأودية.
ووفق مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تبوأت الإمارات المركز الأول إقليميا، وحلت في المرتبة 18 عالميا، لتحقق تقدما بمقدار 7 مراكز، مقارنة بالنسخة الماضية.
وتُعد الإمارات الدولة الشرق الأوسطية الوحيدة في قائمة الدول العشر الأكثر في الإيرادات السياحة الدولية، وتشير توقعات تقرير السياحة والسفر الصادر عن مجلس السفر والسياحة العالمي للإمارات العام الماضي، إلى أنها استقطبت 29.2 مليون سائح دولي العام 2024، بنمو 15.5%، مقارنة بالعام 2023؛ في حين أن من المتوقع بحسب تقرير “مجلس السفر”، الخاص بالمؤشرات السياحية للإمارات، أن يبلغ عدد السياح الدوليين القادمين إلى الدولة بحلول عام 2033، نحو 45.5 مليون سائح.
ومع اعتدال الطقس والتنوع البيئي بين الواحات والجبال والصحاري الشاسعة، إضافة إلى الخيران والجزر والشواطئ الجميلة، تقدم الإمارات وجهة مثالية للباحثين عن مغامرات متنوعة وتجارب سياحية لا تنسى، وقد باتت في ظل مواصلة تطوير منظومة البنية التحتية والخدماتية، وجهة رئيسية للسياحة الشتوية يقصدها الزوار من دول العالم المختلفة.
ويزداد الإقبال في فصل الشتاء على سياحة الرحلات الصحراوية والمشي الجبلي والطيران الشراعي، إلى جانب رياضة التسلق والنزول بالحبال في المناطق الجبلية واستكشاف الأودية، وتجربة التخييم الصحراوي، وركوب الجمال، واستكشاف الحياة البدوية التقليدية، كما يمكن الاستمتاع بمشاهدة النجوم في الليل، حيث تتمتع الصحراء بصفاء سمائها، ما يجعلها واحدة من أفضل أماكن مشاهدة النجوم.
وقال السائح ليام أندرو من الدنمارك، إن تجربة السياحة الشتوية في دولة الإمارات تكتسب طابعا مميزا للغاية، فهي تتمتع بأجواء ساحرة وطبيعة خلابة تتجسد في مقوماتها الطبيعية من الجبال، والوديان والشواطئ الممتدة، والصحاري المكسوة بالرمال الذهبية، فضلا عن عوامل الجذب السياحي الأخرى.
ويضيف، “قضينا أياما جميلة ما بين “الهايكنج” وسياحة السفاري والتخييم، ومغامرات الجبال والأودية وركوب القوارب الشراعية، واستمتعنا بالمحميات الطبيعية، وزرنا المعالم التاريخية والأثرية، مثل متحف دبي، ورأينا أسواقا تستقبل ضيوفها برائحة البخور وعبق التراث، وتجولنا بين جنباتها ورأينا ما تضمه من مقتنيات تراثية ومنتوجات متنوعة تجسد الثراء التراثي لدولة الإمارات”.
بدورها، تشارك “إيما” زوجها ليام أندرو، الرأي حول متعة السياحة الشتوية في الإمارات، التي يسهم في تألقها عدة عوامل من أبرزها التسوق، حيث توجد في الإمارات سلسلة كبيرة من أهم المراكز التجارية العالمية التي تشهد عروضا تسويقية مغرية، بالإضافة إلى فعاليات الترفيه المخصصة للصغار والكبار على حد سواء.
وتستهدف “الإستراتيجية الوطنية للسياحة 2031″، جذب استثمارات سياحية للدولة بقيمة 100 مليار درهم، واستقطاب 40 مليون نزيل فندقي بحلول 2031.