صحيفة الخليج:
2025-02-04@14:34:02 GMT

ثلاثة وخمسون عاماً من الشموخ

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

ثلاثة وخمسون عاماً من الشموخ

قبل ثلاثة وخمسين عاماً، كانت هذه الأرض الشاسعة، مناطق متفرّقة، لكن حكمة الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما الحكام، رحمهم الله جميعاً، ورؤيتهم الثاقبة لمستقبل هذه الأراضي التي كانت صحارى قاحلة، جعلتهم يعقدون العزم على تأسيس دولة أصبحت بعد هذه العقود الخمسة منارة للدول والحداثة ومثالاً يحتذى في نهجها الإنساني.


القرار التاريخي في الثامن عشر من يوليو عام 1971، بتوقيع «وثيقة الاتحاد» ودستور الإمارات، والذي أُعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، كان خطوة نحو طريق طويل حافل بالعمل والجهد والتعب، ليكون يوم الثاني من ديسمبر من العام نفسه، عام 1971، إعلان قيام اتحاد الإمارات.
هذا التوقيع وهذا الدستور كان منهجاً عميقاً بعيد الرّؤى لدولة كان هدفها الأسمى والأعلى هناء مواطنيها وأمانهم وراحتهم، وتحويل هذه الأراضي القاحلة، جناناً خضراً وارفة، ومساحات شاسعة تضمّ كل ما يضفي عليها عناوين الحضارة بكل أبعادها من عمران وطرق وشوارع ومؤسسات لكل تفاصيل الحياة، بدءاً من الأساسيات: الأمان والأمن والغذاء والصحة والعلم والرفاه والسعادة.. فضلاً عن بناء أرقى المنشآت التي تُعنى بخير الناس.
ثلاثة وخمسون عاماً، من المنجزات التاريخية الحافلة، والأعوام المقبلة بآمالها وتطلعاتها، تزخر بالكثير، فما بين ماضٍ يبعث على الفخر، ومستقبل يزخر بالإنجاز، الحاضر مملوء بالتحديات والفرص، وهذا قدر الدول الناجحة والمتطلعة إلى أن تبقى دائماً برسم النجاح والأمل.
أكثر من نصف قرن عمر اتحاد الإمارات دولة حديثة متّحدة، شكّلت نجاحاً استثنائياً وتاريخياً يختلف عن كل التجارب المماثلة التي لم تستطع تحقيق الحلم والحفاظ على المنجز. أما الإمارات وقياداتها التي هي مكوّن «الاتحاد»، فهي أقدم بمئات السنين، وأحداث التاريخ الموثقة وشخصياته المعروفة شاهدٌ على ذلك. وأما وجود الإنسان على أرض الإمارات، فهو عريقٌ لآلاف السنين، تدل عليه المستحثّات وعلم الحفريات والزمن الجيولوجي، وبعض الاكتشافات الحديثة في جزيرة «مروح» في أبوظبي وغيرها تتحدث عن 7500 عام، ووجود الحياة والنبات إلى ملايين السنين في منطقة «ليوا».
حقائق التاريخ حاسمة ومعطيات العلم قاطعة، حيث لا اجتهاد ولا تزيّد، بل معطيات محايدة، غير أنها تثبت بما لا يدع مجالاً للشك عمق الحضارة والتاريخ والإنسان على هذه الأرض، وأنها من أقدم الاكتشافات البشرية.
على عمق التاريخ وعرض الجغرافيا، كانت قيمة الدول تقاس بمعايير متعددة، من أهمها قوتها وفاعليتها وتأثيرها.. قيمة الدول تكمن في وعيها بنفسها وتحديدها لهُويتها، وتاريخ دولة الإمارات وواقعها يتحدث عن «مبادئ» أساسية من دعم «الاستقرار» و«التنمية» و«السلم» و«التواصل» على كل المستويات، وعن مفاهيم مؤسسة مثل «التعايش» و«التسامح».
كما أن قوة الدول قديماً وحديثاً تقاس، كذلك، بتحالفاتها وخياراتها الاستراتيجية، وعلاقات دولة الإمارات إقليمياً ودولياً تتحدث عن «وعي متقدم» في بناء الرؤية وإدارة الاستراتيجيات ومراكمة المنجزات في خططٍ يمكن قراءتها وتحليلها لأي مهتم.
إذن هذا الإنجاز الراقي، كان دولة وصلت بتميّزها إلى مستويات عالمية وتصدّرت كثيراً من المراكز في عدد من المجالات المهمة، بناءً وإنشاءً وعلماً.
وخلال هذه الأعوام الملأى بالابتكارات والتميّز، كان للقيادة الرشيدة، إبداع في إطلاق مبادئ ينبغي العمل عليها، فخصّصت كلاً منها بعام كامل، فكان منها على سبيل المثال، عام الابتكار، وعام القراءة، وعام الخير، وعام زايد، وعام التسامح، وعام الخمسين، وعام الاستدامة، بحيث تكون فرصاً للتأمل في الإنجازات، في الوقت الذي نستعد فيه للانطلاق بكل ثقة في رحلتنا المقبلة، مستندين إلى مبادئ وقيم تدخل في العمق، بحيث تكون على إثرها، إنجازات، تعلو بهذا الوطن إلى القمم.
الإمارات خلال هذه الأعوام سطرت العديد من الإنجازات الاستثنائية، مثل الإعلان عن وثيقة «مبادئ الخمسين» العشرة، وانطلاق إكسبو 2020 دبي بمشاركة 192 دولة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «مشروع 300 مليار»، واعتماد أضخم مشروع لتطوير التشريعات والقوانين الاتحادية تضمن 40 قانوناً، وإعلان مبادرة الحياد المناخي بحلول 2050، وبدء التشغيل التجاري ل«براكة» أولى محطات الطاقة النووية السلمية عربياً، ووصول «مسبار الأمل» الإماراتي إلى مدار كوكب المريخ بنجاح، فضلاً عن إعلان مهمة استكشاف كوكب الزهرة، وسبعة كويكبات ضمن المجموعة الشمسية.
إنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي ولدت بعزيمة المؤسسين شامخة، وستبقى، بعزيمة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه الحكام، شامخة إلى الأبد بإذن الله.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات عيد الاتحاد دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

«التطوع البيئي» بوابة المجتمع لاستدامة الموارد الطبيعية

هالة الخياط (أبوظبي)



يشكّل الوعي المجتمعي البيئي في دولة الإمارات ركيزة مهمة من ركائز العمل البيئي ورافداً قوياً، حملت مسؤوليته كفاءات مجتمعية، تدرك أهمية الدور الذي يقوم به الفرد لمواجهة التحديات البيئية، من خلال مبادرات تطوعية تساهم في زيادة المسطحات الخضراء. وفي عام المجتمع، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، دعوة لكل من يعتبر الإمارات وطناً له، أن يكون مساهماً فاعلاً في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي ترسّخ ثقافة المسؤولية المشتركة وتدفع عجلة التقدم الجماعي.

 


يمثل العمل التطوعي إحدى الدعائم المهمة لجهود دولة الإمارات في الحفاظ على البيئة والتصدي لمتغيرات المناخ، حيث تحرص الدولة على تعزيز المسؤولية المجتمعية، وترسيخ فكرة العمل التطوعي في المجال البيئي، بما يرفع مساهمة جميع أفراد المجتمع في الحفاظ على البيئة وحمايتها، لضمان مستقبل صحي وآمن للأجيال الحالية والقادمة.


وترتكز الجهود التطوعية في دولة الإمارات على مبدأ إشراك الجميع، كلٌ في مجاله وتخصّصه، لتوسيع دائرة خدمة المجتمع، وتعد الإمارات من أوائل الدول في العالم التي سنّت قوانين تهدف إلى تشجيع ثقافة العمل التطوعي وتنظيمه، واعتماد مرجعية موحدة له، بعدما أقرّت قانوناً اتحادياً بشأن العمل التطوعي، حدّدت فيه الشروط الواجب توفرها في المتطوع الطبيعي، وشروط وضوابط تطوع الأشخاص الاعتباريين، بالإضافة إلى تحديد شروط تطوع الأشخاص الزائرين للدولة.



وانطلاقاً من أهمية مفهوم التطوع للمجتمع الإماراتي، اعتمد مجلس الوزراء في 2022، مبادرة حملة «الإمارات نظيفة»، التي أطلقتها وزارة تنمية المجتمع آنذاك ووزارة التغير المناخي والبيئة، توافقاً مع حملة السياحة الوطنية الداخلية «أجمل شتاء في العالم»، بهدف تنظيف الوجهات السياحية في الدولة، وذلك بالتعاون مع مجموعة عمل الإمارات للبيئة.

 

وجاءت الحملة في سياق مبادرة تطوعية لتعزيز الجهود التطوعية للجهات الحكومية الاتحادية وكافة أفراد المجتمع وأسرهم من مختلف الفئات والأعمار، لتحقيق المشاركة المجتمعية الواسعة في الأعمال التطوعية، من أجل تنظيف الأماكن والوجهات السياحية الممتدة على مستوى إمارات ومناطق الدولة، بما يؤكد روح المواطنة الإيجابية، ويجسد الموروث الإماراتي الأصيل وحب الوطن.

 

أخبار ذات صلة "عام المجتمع" يرسخ التقاليد الإماراتية العريقة الإمارات وإندونيسيا تبحثان تعزيز التعاون الثنائي

ونجحت حملة «الإمارات نظيفة» في غرس ممارسات اجتماعية بيئية بين كافة شرائح المجتمع للمحافظة على البيئة، وتبني تطبيقات عملية مستدامة، كما نجحت الحملة في تشجيع كافة الأفراد على المبادرة الإيجابية لخدمة المجتمع، وتعزيز روح العمل التطوعي على نطاق أوسع، والمحافظة على قيم الثقافة البيئية.

 

وتحرص قيادة دولة الإمارات على ترسيخ، مفاهيم العمل البيئي لتحقيق الاستدامة في المجتمع، وتأتي مستهدفات البرنامج الوطني «ازرع الإمارات» تأكيداً على إيمان القيادة بأهمية دور أفراد المجتمع في دعم توجهات الدولة لتحقيق التنمية الزراعية وتعزيز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام.


ويستهدف «ازرع الإمارات» تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة، ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وتعزيز المساهمة الفعالة للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية كمنتجات طازجة. وتحرص دولة الإمارات على تنظيم فعاليات سنوية معنيّة بموضوع التشجير وزيادة المساحات الخضراء، بحيث يتم من خلالها تكثيف جهود تشجير الأراضي بأيادي المتطوعين الذين يدركون أهمية المساهمات المجتمعية في تعزيز الاستدامة وتزيين المدن.


مبادرات

أطلقت الإمارات عدداً من المبادرات لحماية البيئة منها «مهرجان الإمارات الأخضر»، و«معاً نحو بيئة أفضل»، و«معاً من أجل بيئة خضراء»، بالإضافة إلى برنامج الماراثون البيئي لطلاب المدارس الحكومية والخاصة وغيرها من المبادرات وذلك ضمن جهودها للحفاظ على البيئة. وأطلقت مجموعة عمل الإمارات للبيئة حملة الإمارات نظيفة، بهدف غرس الممارسات المستدامة بين مختلف شرائح وقطاعات المجتمع في دولة الإمارات، والتشجيع على الزراعة والتشجير وزيادة المساحات الخضراء، وقد نجحت برامج التشجير الحضرية، التي أطلقتها المجموعة في زراعة 2.114.316 شجرة محلية في دولة الإمارات. كما أتاحت هيئة البيئة - أبوظبي الفرصة أمام الراغبين في تقديم الدعم والمساهمة في حماية البيئة للتطوع ضمن أربعة برامج، تتمثل في برنامج «المواطن الأخضر»، وبرنامج المراقب البيئي للشباب «مرشد»، وبرنامج «الخبير الأخضر»، و«المجلس الأخضر للشباب».



دعائم


تشجع «الهيئة» العمل التطوعي في المجال البيئي باعتباره إحدى الدعائم الرئيسية للحفاظ على البيئة والتصدي لتغير المناخ. وتسعى الهيئة إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية من خلال الإشراف على تنفيذ أربعة برامج تطوعية تهدف إلى تمكين أفراد المجتمع من المساهمة في الحفاظ على البيئة وحمايتها، بما يضمن مستقبلاً مستداماً للأجيال الحالية والقادمة. وتندرج برامج التطوع البيئي تحت منصة «ناها» التي أطلقتها الهيئة، وتهدف إلى تحويل نوايا العمل البيئي إلى إجراءات ملموسة ومؤثرة، حيث توفر هذه المنصة الفرص للشباب وأفراد المجتمع للانخراط في الأنشطة، التي تحفّز العمل من أجل تحقيق أفضل الممارسات المستدامة. وأكدت الهيئة أن منصة «ناها» هي مجتمع ينمو ويجمع بين الاستدامة والمعرفة والعمل المشترك

مقالات مشابهة

  • الإمارات تقرر إنشاء مجلس للتكامل اللوجستي
  • في صفقة مثيرة: الإمارات تشتري نفط جنوب السودان لمدة 20 عاماً مقابل 12 مليار دولار
  • مجلس الوزراء يقر إنشاء مجلس الإمارات للتكامل اللوجستي
  •  الإمارات تحكم بسجن رجل أعمال يمني 15 عاما بسبب منشور على فيسبوك
  • برنامج زمالة الإمارات للاستدامة يحتفي بتخريج الدفعة الثانية
  • غداً.. بدء ملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج
  • وسائل إعلام دولية: الإمارات تشتري نفط دولة جنوب السودان لمدة «20» عاماً
  • الحكم بالسجن 15 عاما على رجل أعمال يمني في الإمارات بسبب منشور على فيسبوك
  • «التطوع البيئي» بوابة المجتمع لاستدامة الموارد الطبيعية
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية