وكالة أنباء سرايا الإخبارية:
2024-12-02@15:53:34 GMT
لماذا عاد نازحو لبنان إلى مراكز الإيواء مجددا؟
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
سرايا - منذ اللحظة الأولى لدخول وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي، لم تمضِ سوى فترة وجيزة حتى أقدم الاحتلال على خرق الاتفاق باستهداف المدنيين العائدين إلى منازلهم وقراهم في جنوب لبنان.
ولم يقتصر الأمر على هذا الخرق، بل تجاوزه إلى إصدارها أوامر بمنع العودة إلى عشرات المناطق، حيث بلغ عدد البلدات المحظور الوصول إليها نحو 63 بلدة، في خطوة فسرت على أنها محاولة لفرض واقع جديد على الأرض وإبقاء آلاف العائلات في حالة نزوح قسري.
وعمد الكيان الصهيوني إلى فرض حظر تجول صارم على من تبقى من سكان القرى والبلدات الواقعة جنوب نهر الليطاني، يبدأ من الساعة الخامسة مساء وحتى السابعة صباحا، دون تقديم أي مبررات واضحة لهذا الإجراء، لا سيما أن العديد من هذه القرى تقع شمالي النهر، مما يعني أنها خارج نطاق تطبيق القرار الدولي 1701، وهذا يثير تساؤلات عن دوافع هذا التصعيد.
ولم تتوقف الاعتداءات عند فرض القيود، إذ شن الاحتلال غارات حربية على عدد من المناطق أبرزها المنطقة الواقعة بين بلدتي البيسارية وتفاحتا في قضاء الزهراني، كما استهدف بمسيرة سيارة مواطنين في بلدة مركبا، تبعها إطلاق نار مباشر أسفر عن إصابة شخصين.
ولم يسلم الصحفيون أيضا من عدوان الاحتلال، حيث أطلقت قواته النار على مجموعة من الإعلاميين أثناء تغطيتهم في بلدة الخيام، مما أدى إلى إصابة 3 منهم بجروح.
وفي إطار مواصلة خروقات وقف إطلاق النار، شرع جيش الاحتلال بتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في مدينة الخيام والقرى المحاذية للخط الأزرق.
بين العودة والنزوح
تأتي هذه الخطوة ضمن محاولة لتحويل تلك المناطق إلى منطقة عازلة مؤقتة، على الأقل خلال الفترة المحددة بـ60 يوما للانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، وهو الانسحاب المشروط بانتشار الجيش اللبناني والقوات الأممية (اليونيفيل) بشكل كامل وبدء عمل لجنة المراقبة الدولية.
في المقابل، دعا الجيش اللبناني المواطنين إلى توخي الحذر والتريث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي شهدت توغلات قوات الاحتلال، وجاء هذا التحذير في إطار الحرص على سلامة المدنيين وتجنب المخاطر المحتملة قبل انسحاب القوات الصهيونية التام وفقا لما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي بلدة الطيبة جنوب لبنان، وبعد أكثر من عام على مغادرته بسبب القصف المدمر، عاد المواطن حيدر سمعان مع عائلته إلى بلدته عقب وقف إطلاق النار ليواجه مشهدا صادما، ويقول حيدر "كنت من بين الذين فتحوا الطريق إلى البلدة بعد الحرب، ولكن فور وصولنا إلى منزلنا، اكتشفنا أنه أصبح غير صالح للسكن"، ويضيف "المنطقة كانت مدمرة بالكامل، ولم نتمكن من التجول فيها طويلا بسبب حجم الدمار الهائل".
بينما يعود إلى مركز الإيواء، يعبر حيدر عن حزنه العميق وفقدانه لماضيه، قائلا "كل شخص يتمنى العودة إلى بلده، لكن كل شيء ضاع لا يوجد شيء في البلدة". ورغم قسوة الواقع يظل حيدر يحمل أملا ضئيلا في إمكانية إعادة بناء ما دمرته الحرب، مشيرا إلى أنه رغم صعوبة الأوضاع، "نأمل أن نتمكن من بناء حياة جديدة رغم التحديات التي نواجهها".
وتتشارك عائلة سمعان مع العديد من العائلات في الجنوب اللبناني ذات المصير القاسي، حيث ما تزال آثار الحرب تلتهم كل شيء، من البيوت إلى الذكريات.
واقع مرير
ويروي عباس رسلان، من بلدة العديسة، مأساة عائلته التي نزحت إلى منطقة حروف في 13 تشرين الأول(اكتوبر)، بعد 5 أيام من بدء العدوان، ويصف الهجوم الذي بدأ حينها بأنه "بداية الحرب الكبيرة"، وبعد فترة انتقل مع عائلته إلى بلدة المروانية حيث أقاموا في مركز الإيواء.
وقرر عباس العودة إلى قريته بعد سماعه عن وقف إطلاق النار، حيث خرج صباحا ووصل إلى أول العديسة من جهة مركبا، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى البلدة بسبب إغلاق جميع المنافذ المؤدية إليها جراء الغارات التي استهدفت الطريق، مما خلف حفرا عميقة يصل عمقها إلى 4 أو 5 أمتار.
وبعد النزول من السيارة والتجول لبعض الوقت، شعر عباس مع من كان معه بأن الوضع أصبح غير آمن، خاصة مع تحليق الطائرات الصهيونية في المنطقة، مما دفعه إلى اتخاذ قرار سريع بالعودة.
وأوضح عباس أن الدمار في البلدة كان هائلا جدا، قائلا "لا يمكن تصور حجم الأضرار، الوضع قد لا يعود إلى ما كان عليه في القريب العاجل، ربما يستغرق الأمر 4 أو 5 سنوات"، ورغم ذلك عبّر عن امتنانه وأمله في أن يعم السلام المنطقة قريبا، وأضاف "الأرض ستظل ملكا لأهلها، وإذا دمرت كل البيوت، سننصب خيمة أمام البيت، وسنظل نعود إلى أرضنا وقرانا، هذه الأرض لنا، فيها بيوت أقدم من عمر الكيان بأسره".
من جهته، ذكر محمود رسلان أنه من قرية قريبة من الحدود مع فلسطين، حيث لا تفصل بين قريته والجدار سوى مسافة قصيرة، وأوضح أن بعض الأشخاص خرجوا من قريتهم لتفقد بيوتهم، وعندما وصلوا إلى الطيبة تعرضوا لإطلاق نار، مما جعلهم يشعرون بالخوف ويعودون أدراجهم، وأضاف أنهم يعلمون أن بيوتهم قد دمرت، لكنهم لا يعرفون حجم الدمار بشكل دقيق.
وأشار محمود إلى أنه لم يتمكن من الخروج بسبب قرار منع التنقل، موضحا "إذا سمحت لنا الدولة بالخروج فإننا سنذهب، ولكن في الوقت الراهن نحن في مكاننا"، وقال إنهم يقيمون في مركز إيواء "مونتانا" في المروانية منذ عام، وما يزالون ينتظرون لمعرفة كيف ستتطور الأمور مع الأمل في أن يظل المركز مفتوحا حتى يتمكن الناس من العودة إلى بيوتهم.-(وكالات)
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1096
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 01-12-2024 11:09 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار العودة إلى
إقرأ أيضاً:
قوة الرضوان تُخيف هؤلاء في إسرائيل: نخشى صواريخهم!
مع عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم على امتداد الجغرافية اللبنانية خاصة تلك الجنوبية، يتمنع المستوطنون عن العودة إلى المنازل "خوفاً وقلقاً". وتنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" ما يجري في مستوطنة أداميت وأنه "على الرغم من الهدنة، لا يعود الإسرائيليون إلى ديارهم بالقرب من الحدود بنفس الأعداد التي يعود بها اللبنانيون". وتضيف في تقرير أنه "لا يمكن لأحد أن يعدنا بأنه حتى في الواقع الحالي، إذا عاد الناس، لن يتمكن عناصر من قوة الرضوان التابعة لحزب الله من إطلاق سلاح مضاد للدبابات باتجاه منزل أو سيارة".ووفقاً للتقرير، فقد "قد أعرب العديد من رؤساء بلديات المدن في شمال إسرائيل عن معارضتهم لاتفاق وقف إطلاق النار، قائلين إنه كان ينبغي إضعاف حزب الله، الحليف الوثيق لإيران، ودفعه إلى التراجع لحماية سكانه قبل الاتفاق على هدنة".
وشنّ الجيش الإسرائيلي ضربات في لبنان يومي الخميس والجمعة ضد من قال إنهم متشددون يتقدمون في مناطق يحظر فيها العمل العسكري بموجب اتفاق وقف إطلاق النار وأطلق النار على آخرين لإبعادهم عن قطاعات أخرى في جنوب لبنان، ووصف مسؤول أمني إسرائيلي الحوادث بأنها معزولة.
وأمكن سماع دوي نيران البنادق من اتجاه الحدود اللبنانية مرة أخرى يوم الجمعة، وخلص عدد قليل من السكان الذين عادوا إلى التجمع الواقع على قمة التل هنا في أداميت إلى أنه جاء من القوات الإسرائيلية.
البعض من المستوطنة، مثل نوا بولنيك، 15 عاما، لا يشعرون بالاستعداد للعودة وغير متأكدين مما إذا كانوا سيفعلون ذلك على الإطلاق، فعائلتها ممزقة، والدها وبعض أشقائها الـ5 حريصون على العودة، بينما تعارض هي ذلك.
وهنا، تقول بولنيك: "لا أريد حقا العودة إلى أداميت... إنه أمر مخيف ولا أشعر حقا أن لدي أي شيء أعود إليه".
ويتفق آخرون في المجتمعات الشمالية القريبة مع هذا الرأي.. وفي السياق، تقول ليورا دانيال (68 عاماً) من مدينة كريات شمونة القريبة من الحدود مع لبنان إنها "لا تخطط للعودة إلى الوطن في الشهرين المقبلين وإنها قلقة بشأن مستقبل مدينتها".
بدوره، قال دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي، إن إعادة الإعمار المادي في المجتمعات الحدودية ستستغرق شهوراً، خاصة تلك التي تضررت بشدة على بعد بضع مئات من الياردات من لبنان.
وتقول الحكومة الإسرائيلية إنها لا تدفع سكان شمال البلاد إلى العودة إلى ديارهم على الفور وستواصل تمويل الفنادق والرواتب للنازحين في الوقت الحالي. مع هذا، فإن العديد من العائلات التي لديها أطفال قد سجلت بالفعل أطفالها في المدرسة في مكان آخر وقد تستغرق بعض الوقت للعودة.
ويبدو أن الثقة سلعة نادرة، وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، لا يزال من الممكن رؤية الجنود يوم الجمعة في كل ركن من أركان الكيبوتس، وهم يدخنون السجائر، ويجلسون على الدرج، ويتصلون بعائلاتهم على هواتفهم أو يتحدثون إلى السكان. وللتذكير، فإنه منذ تشرين الأول من العام الماضي، أصبحت أدميت مركزا للعمليات العسكرية، وفق "وول ستريت جورنال". (الخنادق)