«الوطني».. مواكبة لمسيرة الخير والعطاء
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
أبوظبي: سلام أبوشهاب
حظي المجلس الوطني الاتحادي إحدى السلطات الدستورية الخمس الذي أسس بتاريخ 12 فبراير/شباط 1972م مع بدء مرحلة التأسيس لنهضة دولة الإمارات العربية المتحدة الحضارية، باهتمام ودعم لا محدود من قبل القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك تجسيداً لنهج الشورى وبلورة لقناعته بأهمية مشاركة المواطنين في قيادة العمل الوطني وتحمل مسؤولياتهم، وكان يعتبر المجلس إحدى المؤسسات الاتحادية التي من خلالها تترسخ وتتجسد المشاركة السياسية للمواطنين والمساهمة في عملية البناء وفي مسيرة التنمية الشاملة المتوازنة.
وأسهم الآباء المؤسسون الذين قدموا من وقتهم وجهدهم الكثير لإنجاح التجربة البرلمانية، وأسهموا في تأسيس علاقة متميزة بين مختلف السلطات، لتمثل التجربة السياسية بمضامينها وآلياتها والرؤية التي توجهها نموذجاً في دعم القيادة ومشاركة المواطنين في عملية صنع القرار، كما حظي المجلس الوطني الاتحادي باهتمام المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، لدور المجلس في تمثيل شعب الاتحاد وتجسيد نهج الشورى المتأصل والمتجذر في مجتمع الإمارات.
وتواصل القيادة الرشيدة، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، نهج الآباء المؤسسين في ترسيخ نهج الشورى، من خلال التأكيد على أهمية دور المجلس في تبني مختلف القضايا التي تهم أبناء الوطن وتسهم في تعزيز تطور الدولة وتقدمها، حيث جسدت توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، خلال لقاءاته مع رئيس وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي، رؤية سموه بأن يواصل المجلس مسيرته الوطنية التي امتازت على مدى تاريخها بأنها مسيرة واعية نابعة من خصوصية مجتمع الإمارات وقيمه الأصيلة وظروفه واحتياجاته.
ويواصل المجلس دوره الفاعل في تحقيق انطلاق أكبر استراتيجية عمل وطنية للاستعداد لرحلة تنموية رائدة للسنوات الخمسين المقبلة في كافة القطاعات الحيوية، حيث أولى منذ أولى مراحل إنشائه اهتمامه بالتعاون مع الحكومة، لمناقشة أكبر قدر من مشروعات القوانين والموضوعات العامة التي تهم الوطن والمواطن وصولاً إلى أفضل النتائج التي تعود بالخير على المجتمع.
سلطة مساندة
نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثامن عشر للمجلس الوطني الاتحادي.
وتفضل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بافتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثامن عشر، وقال سموه: «بسم الله الرحمن الرحيم، إخواني وأخواتي رئيس وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي، على بركة الله وتوفيقه، نفتتح مجلسكم الميمون، ونرجو من الله -عز وجل- أن يكون هذا الافتتاح افتتاح خير وبركة للعباد والبلاد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر منصة إكس: «افتتحنا اليوم دور الانعقاد التشريعي الجديد للمجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات، رسالتنا إلى جميع الأعضاء تمثيل شعب الإمارات، ودعم عمل حكومة الإمارات، والعمل ضمن الفريق الواحد، فريق الإمارات لخدمة شعبها وبناء مستقبلها. تمنياتنا للجميع التوفيق في خدمة البلاد والعباد».
ويواصل المجلس خلال دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثامن عشر، دوره الوطني على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويعكس أداء المجلس المتميز على مدى خمسة عقود، التعاون المثمر والإيجابي مع الحكومة الذي مثل عنواناً بارزاً للعلاقة بينهما من منطلق الإيمان بأن الجميع يعمل لمصلحة الوطن، ويقوم المجلس بالشراكة مع الحكومة في مناقشة مختلف القضايا من خلال طرح الموضوعات العامة، وتطوير التشريعات.
تحقيق الآمال
وحدد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في خطاب افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول للمجلس في 13 فبراير/ شباط 1972م مهام المجلس ودوره بقوله: «إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة، وفي بناء مستقبل باهر ومشرق وزاهر لنا وللأجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا»، وخاطب المغفور له أعضاء المجلس بقوله: «إخواني الأعضاء المحترمين في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر، فإن جماهير الشعب على هذه الأرض الطيبة المؤمنة بربها وبوطنها وبتراثها تتطلع إليكم واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية».
صيانة المكتسبات
وقال المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في أول خطاب له في المجلس في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الرابع عشر بتاريخ 12 فبراير/ شباط 2007: «نفتتح الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الرابع عشر، في انطلاقته الجديدة، بعد أن خاضت بلادنا أول تجربة انتخابية في تاريخ المجلس، وهو الآن أكبر تمثيلاً، وأعظم قدرة، وصيانة للمكتسبات، وتعزيزاً للمسيرة الاتحادية المباركة التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور لهما الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، الذين رفدوا حياة هذا الوطن بجهدهم، وفكرهم، ورعايتهم، وصبرهم، وأسهموا بتفانٍ، وإخلاص في بناء هذه الدولة التي نعتز بالانتماء لها، ونفاخر بها الأمم».
التمكين السياسي
وأسهم البرنامج السياسي الذي أعلنه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في تمكين المجلس الوطني الاتحادي من ممارسة اختصاصاته الدستورية، حيث تضمن عدداً من المرتكزات التي من ضمنها: التعديل الدستوري رقم «1» لسنة 2009م، وتعزيز مشاركة المرأة عضوة وناخبة، وتنظيم انتخابات لعضوية المجلس التي جرت خلال الأعوام 2006 و2011م و2015م و2019,2023م، وقرار رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس إلى «50 في المئة».
ويهدف برنامج التمكين السياسي إلى تهيئة الظروف اللازمة لإعداد مواطن أكثر مشاركة وأكبر إسهاماً، وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي، ومن هذا المنطلق، تسير دولة الإمارات بخطى ثابتة ومتدرجة ومدروسة في مجال التنمية السياسية، وبما يتناسب مع طبيعة وخصوصية المجتمع الإماراتي الذي يؤمن بقيم المشاركة والشورى لتحقيق التطور والتنمية الشاملة التي تؤدي إلى تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة بالتميز والريادة وتلبية تطلعات المواطن الإماراتي.
صناعة المستقبل
وتولي القيادة الرشيدة اهتماماً لدور المرأة وتمكينها، وجاء قرار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مع نهاية عام 2018 برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى النصف، بما يعكس إيمان القيادة الرشيدة بدور المرأة المهم في دفع مسيرة التنمية، وتشكل المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة لدور انعقاد الفصل التشريعي الثامن عشر من أربعين عضواً يمثلون كافة إمارات الدولة، بينهم 20 سيدة وبما يشكل 50 في المئة من مجموع الأعضاء.
نجاح لافت
مع نجاح الدورة الخامسة لانتخابات نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي للفصل التشريعي الثامن عشر والتي تمت خلال أكتوبر/تشرين الأول 2023، حققت الإمارات إنجازات جديدة في العمل الانتخابي، وأكدت نتائج انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2023، والتي أسفرت عن فوز 13 رجلاً و7 نساء، تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى نجاحات برنامج التمكين السياسي، ونجاح العملية الانتخابية في الدورة الخامسة ينسجم مع أهداف برنامج التمكين السياسي.
وتعتبر نسبة الإقبال على الانتخابات في الدورة الخامسة وهي 44% نسبة ممتازة في العمل الانتخابي، حيث جاءت ترجمة لزيادة عدد أعضاء الهيئات الانتخابية بنسبة زيادة وصلت إلى 18.1% بما يعادل 61141 عضواً، زيادة عن عددها في انتخابات 2019 والتي كانت 337 ألفاً و738 عضواً ارتفعت إلى 398 ألفاً و879 عضو هيئة انتخابية في انتخابات 2023، بينما كانت الزيادة في عدد الذين صوتوا في الانتخابات الماضية 57 ألفاً و895 ناخباً وناخبة مقارنة بعام 2019 الذين بلغ فيه عدد الذين صوتوا في الانتخابات 117 ألفاً و592 ناخباً وناخبة، ارتفع إلى 175 ألفاً و487 ناخباً وناخبة.
وتم تنظيم انتخابات عضوية المجلس خلال الأعوام 2006 و2011م و2015م، و2019، و2023 وحققت نجاحات لافتة، وتم خلالها زيادة أعداد الهيئات الانتخابية التي قاربت من سبعة آلاف، عام 2006 في أول تجربة انتخابية، لترتفع في التجربة الثانية عام 2011 إلى حوالي 135 ألف ناخب وناخبة، ثم ارتفعت إلى ما يقارب من 224 ألف ناخب عام 2015م، لترتفع إلى 337 ألفاً و738 ناخباً وناخبة في عام 2019، وارتفعت إلى 398 ألفاً و879 ناخباً وناخبة، لتشهد زيادة بنسبة تصل إلى 18.1% مقارنة مع قوائم الهيئات الانتخابية لعام 2019، وحظيت المرأة الإماراتية بحضور مميز في القوائم الانتخابية لعام 2023 بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور والتي بلغت 49%، على الرغم أن نسبة النساء الناخبات اللائي أدلين بأصواتهن 44.14% من إجمالي عدد المصوتين البالغ عددهم 175 ألفاً و487 ناخباً وناخبة.
تريم عمران
وشهدت جميع الفصول التشريعية مشاركة الشباب في تشكيلات عضوية المجلس، حيث ترأس المغفور له تريم عمران تريم رحمه الله، المجلس الوطني الاتحادي في الفصلين التشريعيين الثالث والرابع وعمره 35 عاماً خلال الفترة 1977م ولغاية 1981م، وكان أصغر الأعضاء سناً المغفور لهما غانم بن حمدان الفلاحي في الفصل التشريعي الأول 1972م، وعمران حمد الشامسي في الفصل التشريعي الثالث 1977م، وبلغ عمرهما 22 عاماً لدى تعيينهما في المجلس.
وعكست زيادة مشاركة الشباب في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، الاهتمام الاستثنائي الذي توليه القيادة بهذه الفئة والإيمان بدورهم باعتبارهم عماد التقدم والرهان الحقيقي نحو المستقبل، وتعد نسبة تمثيل الشباب في الفصل التشريعي السابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي الذي بدأ بتاريخ 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2019م، هي الأعلى بعدد 15 عضواً تقل أعمارهم عن 45 عاماً بما نسبته 37.50 في المئة وفق عمر الشباب الذي يعتمده الاتحاد البرلماني الدولي، وجاءت دولة الإمارات في المرتبة الثانية عربياً بعد جمهورية مصر العربية في تصنيف أصغر البرلمانيين سناً على المستوى الإقليمي.
مسيرة حافلة
خلال مسيرة المجلس الوطني الاتحادي الوطنية في مشروع البناء والنهضة والتطور والريادة لدولة الإمارات، تجسد بعقد 678 جلسة، على مدى 18 فصلاً تشريعياً أسهم خلالها في تحديث وتطوير التشريعات بمناقشة 659 مشروع قانون، ومناقشة 353 موضوعاً عاماً، فضلاً عن توجيه 1066 سؤالاً إلى ممثلي الحكومة تناولت مختلف الخدمات المقدمة والقطاعات، ووافق على ثمانية تعديلات دستورية وأصدر 83 بياناً، واطلع على 1168 اتفاقية ومعاهدة دولية، ووقع على 50 مذكرة تعاون مع برلمانات إقليمية ودولية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المجلس الوطني الاتحادي الإمارات عيد الاتحاد صاحب السمو الشیخ محمد بن راشد آل مکتوم الفصل التشریعی الثامن عشر المجلس الوطنی الاتحادی دور الانعقاد العادی من الفصل التشریعی التمکین السیاسی دولة الإمارات طیب الله ثراه أعضاء المجلس رئیس الدولة فی المجلس فی الفصل
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري مهنئا بالعيد الوطني للإمارات: الاتحاد سيبقى صامدا بقيادة الشيخ محمد بن زايد
هنأ الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، الأشقاء في دولة الإمارات بالعيد الوطني.
وكتب بكري، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «X» تويتر سابقا، مساء اليوم الأحد: "في الذكرى الثالثة والخمسين للعيد الوطني لدولة الإمارات الشقيقة، نتذكر حكيم العرب ومؤسس الاتحاد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صاحب مقولة النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».
وتابع: «نحتفي كل عام بذكرى الاتحاد، الذي سيبقى صامدا بقيادة الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، رغم كافة التحديات التي تواجه الدولة، كل التحية للأشقاء في دولة الإمارات، وكل عام وأنتم بخير».