نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إن "الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة بشأن جبهة لبنان"، مشيرة إلى أن "الجيش الإسرائيلي وفي الساعات الـ18 الأولى من وقف إطلاق النار الذي بدأ فجر الأربعاء الماضي، استهدف 6 لبنانيين على الأقل كما اعتقل 4 عناصر من حزب الله، وهذا دليل على تصميم الجيش الإسرائيلي على تشكيل واقع مُختلف في لبنان وضمن المنطقة بأكملها".


ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ الجيش الإسرائيلي ليس مستعداً للسماح بوجود قوات عند حدود إسرائيل هدفها تنفيذ "إبادة جماعية"، وذلك في إشارة إلى "حزب الله" في لبنان، ويضيف: "يُقدّر البعض في المؤسسة الأمنية احتمال العودة إلى الحرب بنحو 50 في المائة. كلما كانت قواعد وقف إطلاق النار وتنفيذها أكثر وضوحاً في البداية، كلما كان صمودها أفضل في ما بعد".
مع هذا، يلفت التقرير إلى أنّ هناك حقائق أساسية مفادها أن "حزب الله لم يستسلم ولم يكُن قريباً من الاستسلام، لكنه تعرَّض لضرباتٍ شديدة للغاية في حين أنه استمرّ بالقتال، سواء من خلال إطلاق الصواريخ أو الطائرات من دون طيار أو أيضاً من خلال المعارك ضمن الشريط الضيق الذي تحتله إسرائيل في لبنان".
وأكمل: "بطبيعة الحال، لو كان الجيش الإسرائيلي قد احتل كل لبنان، وفرض نظام احتلال بالقوة، لكان من الممكن التوصل إلى نتائج أخرى، لكن مثل هذا الاحتلال يتجاوز صلاحيات إسرائيل".
ولفت التقرير إلى أنه سوف يتمّ قياس اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان من خلال التنفيذ اليومي ومن حيث القدرة على منع "حزب الله" من بناء قوّته مُجدداً، وأضاف: "من يفهم شيئاً عن لبنان يعلم أن نزع سلاح حزب الله، في يوم ما، لن يأتي إلا من قلب المجتمع اللبناني أو لن يأتي على الإطلاق".
وتابع: "هناك أشياء لا يمكنك الحصول عليها بالدبابات أو الصواريخ أو أجهزة الإنذار المتفجرة. هناك أشياء تتعلق بالسياسة والخداع والترتيب الإقليمي، ومعارضة حزب الله داخل لبنان تؤثر عليه أكثر من شريط أمني إسرائيلي ضيّق على الأراضي اللبنانية"، كما يزعم التقرير.
من ناحيته، يقول تقريرٌ آخر لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إنه "خلال حرب عام 2006 بين لبنان وإسرائيل، أظهر حزب الله قدرات متقدمة في القيادة والسيطرة"، مشيراً إلى أن "عمليات الأوامر والتنسيق والإشراف كانت تتدفق بسلاسة من القادة في بيروت وجنوب لبنان إلى القوات العملياتية، مما أتاح المقاومة الفعّالة ضدّ الجيش الإسرائيليّ وخصوصاً أثناء العمليّات البريّة"، وأضاف: "لم تسهل هذه القدرات جمع المعلومات الاستخباراتية حول مواقع الجيش الإسرائيلي في لبنان فحسب، بل سمحت أيضاً بشن هجمات مفاجئة وتعزيزات للوحدات في حالة الضيق".
وأضاف: "بعد الحرب، أدرك حزب الله قيمة أنظمة القيادة والسيطرة التي يمتلكها، فأعطى الأولوية للاستثمار في هذا المجال. وبدءًا من عام 2008، تحول حزب الله ــ بمساعدة خبراء إيرانيين ــ إلى جيش منظم. إثر ذلك، نشأت هرمية منضبطة، مجهزة بأصول عسكرية، وأدوات اتصال متقدمة، وتقنيات استخباراتية، وخطط عملياتية، وبروتوكولات طوارئ. كانت بعض المنشآت فوق الأرض، في حين كانت منشآت أخرى مخفية تحت الأرض للتهرب من الاستخبارات الإسرائيلية والصمود في وجه الغارات الجوية".
وتابع: "كان اللواء (احتياط) يوسي بايداتز، رئيس قسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي آنذاك، قد حدد أنظمة القيادة والسيطرة التي يمتلكها حزب الله باعتبارها قوة ونقطة ضعف محتملة في الصراعات المستقبلية. لقد أقنع رئيس الأركان آنذاك غابي أشكنازي بإعطاء الأولوية لجمع المعلومات الاستخباراتية بهدف تفكيك البنية التحتية لحزب الله. فعلياً، لقد توج هذا الجهد الاستخباراتي، الذي امتد لسنوات، بملف شامل تم حراسته عن كثب لضمان بقاء أمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله غير مدرك للمراقبة الإسرائيلية".
وأردف: "إن منظمة مثل حزب الله تشبه الجسم البشري، يتملك عقلاً (القادة الكبار) وأعصاباً للتواصل. هنا، فإن مهمة الجيش الإسرائيلي هي تعطيل هذه الشبكة، وقد تم استهداف كل شيء من نصر الله إلى القادة من المستوى المتوسط".
وكشف التقرير أنَّ "فرقة القيادة والسيطرة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تتولى مسؤولية جمع المعلومات الاستخبارية والتخطيط وتوجيه ضربات دقيقة إلى قيادات حزب الله ووحداته العملياتية"، وأردف: "قبل العمليات البرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، وصلت الفرقة إلى مستويات غير مسبوقة من الجاهزية".
وأكمل: "في أواخر أيلول، استهدفت إحدى العمليات مقر استخبارات حزب الله، مما أدى إلى تعطيل قدرته على إدارة الأنشطة. كذلك، استهدفت الضربات اللاحقة، مراكز قيادة تحت الأرض كان يُعتقد أنها غير معرضة للخطر، الأمر الذي أثر بشدة على استمرارية حزب الله في العمل".
وفي السياق، يقول الرائد أ. من الجيش الإسرائيلي إنّ "الأخير حقق اختراقات كبيرة من خلال استهداف الأصول السرية والهياكل القيادية، مما أدى إلى تقليص قدرة حزب الله على التنسيق ضد عمليات إسرائيل بشكل كبير".
ووفقاً للتقرير، فقد "مارس الجيش الإسرائيلي العمليات السيبرانية، إذ في تموز الماضي، استهدف الجيش الإسرائيلي 5 عملاء سيبرانيين من حزب الله متورطين في عمليات استخباراتية وهجمات سيبرانية"، وأضاف: "مع تقدم القوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي، واجه حزب الله صعوبة في إعادة تجميع صفوفه أو تنظيم هجمات واسعة النطاق بسبب فقدان مراكز القيادة والقادة، ما ترك الوحدات المحلية تُدافع عن نفسها".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی القیادة والسیطرة فی لبنان حزب الله من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد مهلة الـ 60 يوما.. هل ينسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان؟

أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن "إسرائيل" قد تبلغ الولايات المتحدة الأميركية بأنها لن تنسحب من لبنان بعد مهلة الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

اقرأ ايضاًعشرات الشهداء والجرحى في 4 مجازر إسرائيلية على غزة (فيديو)

من جانبها، أكدت صحيفة هآرتس نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي أن الجيش الإسرائيلي يخطط بالفعل لاحتمال البقاء في جنوب لبنان بعد فترة الـ60 يوما.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن الجيش يعتزم البقاء بعد انقضاء المهلة إن لم يتمكن الجيش اللبناني من الوفاء بالتزاماته المضمنة في الاتفاق ببسط سيطرته على كامل الجنوب.

وبحسب هآرتس، فإن الجيش الإسرائيلي باشر وضع البنية التحتية لإقامة نقاط عسكرية على طول الحدود الشمالية، ويعتزم إقامة بعض النقاط في الجانب اللبناني من الحدود.

اقرأ ايضاًسوريا: ضبط مستودع ذخيرة في حمص تابع لـ "فلول الأسد"

يذكر أن الجيش اللبناني انتشر في عدد من البلدات التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية مؤخرا وبينها بلدة الخيام في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية.

المصدر: "الجزيرة" + وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند بعد مهلة الـ 60 يوما.. هل ينسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان؟ عشرات الشهداء والجرحى في 4 مجازر إسرائيلية على غزة (فيديو) أعضاء في "الكنيست" يطالبون بـ "تطهير" شمال قطاع غزة المدمر سوريا: ضبط مستودع ذخيرة في حمص تابع لـ "فلول الأسد" هل يتم سجن ترامب بقضية "أموال الصمت"؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

اقرأ ايضاً"اسرائيل" تهدد لبنان بحرب شاملة.. حزب الله يدمر "همر" ويقتل من فيها © 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الجيش المالي يعتقل أبو حاش عقب عملية استخباراتية
  • اليونيفيل: الجيش الإسرائيلي يتعمد تدمير ممتلكاتنا الأساسية
  • الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية تفجير بين منطقتي علما الشعب وطير حرفا في القطاع الغربي بقضاء صور جنوبي لبنان
  • بعد مهلة الـ 60 يوما.. هل ينسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان؟
  • الجيش الإسرائيلي يبني 12 نقطة عسكرية جديدة على الشريط الحدودي مع لبنان
  • مأساة جديدة في غزة.. الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء المستشفى الإندونيسي
  • الجيش الإسرائيلي يتوغل في جنوب لبنان
  • لأول مرة.. الجيش الإسرائيلي يتوغل في "بيت ليف" جنوبي لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من جنوب قطاع غزة باتجاه مستوطنة حوليت
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل891 عسكريا في الخدمة النظامية والاحتياطية وإصابة 5 آلاف و569 منذ 7 أكتوبر 2023