"4 سيناريوهات".. تحليل يرصد مآلات التطورات العسكرية في سوريا
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
تقرير: هبة الكل
خلال 96 ساعة، تمكنت الفصائل المسلحة السورية المعارضة الموحدة تحت اسم "غرفة إدارة العمليات العسكرية" متمثلة ﺑ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) وفصائل أخرى، من السيطرة بشكل مفاجئ وسريع على مناطق واسعة من محافظتي إدلب وحلب شمال غرب سوريا.
وقد سيطرت السبت على مطار حلب الدولي بعد أن أوردت مصادر أنّ الجيش السوري كان قد سلّم المطار مع مواقع في حلب إلى قوات سوريا الديمقراطية قبل انسحابه منها.
وقد أعلنت الفصائل المعارضة سيطرتها على كامل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، وذلك بعدما سيطرت على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية جنوبي المحافظة، وبدء عمل عسكري في محور جديد في ريف حماة، معلنة السيطرة كذلك على مدينتي مورك وطيبة الإمام.
وفي التفاصيل الميدانية، ذكرت المعارضة المسلحة انها سيطرت على مركز البحوث العلمية والكليتين العسكرية والمدفعية ومبنى الأمن العسكري وساحة سعد الله الجابري في مركز مدينة حلب فضلا عن مبنى المحافظة ومراكز الشرطة ومقرات أمنية وعسكرية.
وأكدت أنّ مجموع ما سيطرت عليه من قرى في ريفي حلب الغربي والجنوبي بلغ 70 بلدة وقرية وموقعا عسكريا.
وأعلنت المعارضة المسلحة سيطرة مقاتليها على الساحة الرئيسية وسط مدينة حلب، وعلى 14 حيا وعلى مقر قيادة الشرطة بالمدينة بالإضافة إلى مدينة سراقب الإستراتيجية في إدلب حيث يتقاطع طريق حلب-دمشق الدولي وطريق اللاذقية-حلب الدولي.
وفي المقابل، نفت وزارة الدفاع السورية صحة الأخبار التي تنشرها تنظيمات المعارضة المسلحة حول انسحاب الجيش السوري من حماة، مؤكدة أن القوات المسلحة السورية تتمركز في مواقعها في الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة وهي على استعداد كامل لصد أي هجوم محتمل كما قام الطيران الحربي السوري والروسي الصديق باستهداف تجمعات المسلحين وتحركاتهم وخطوط إمدادهم.
ونقلت وزارة الدفاع عن مصدر عسكري قوله: "تمكنت التنظيمات الإرهابية في الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب" بعدما نفذ الجيش عملية "إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع والتحضير لهجوم مضاد".
وجاء ذلك، بحسب المصدر، بعد "معارك شرسة على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها، وارتقى خلال المعارك عشرات من رجال قواتنا المسلحة".
ويأتي هذا التطور في اليوم الرابع لمعركة "ردع العدوان" التي أطلقتها المعارضة السورية المسلحة، للردّ على ما اسمته "اعتداءات متصاعدة وحشود للنظام لمهاجمة معاقلها" وفق قولها.
وقد سبق هذا التصعيد بأشهر معدودة، تحضيرات تكثيف الحشود العسكرية على خطوط التماس، واستمرار تدريب المقاتلين المعارضين وتجهيز الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة.
حينها أفادت مصادر سورية خاصة في إدلب بوصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محاور القتال في ريف حلب الغربي وريفي إدلب الجنوبي والشرقي من قبل هيئة تحرير الشام، والتي شملت آليات عسكرية، ودبابات، وعناصر إضافية.
ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر من هدوء نسبي، كانت تتخلله عمليات قصف متفرقة من كلا الجانبين، وهو الهجوم الأول من نوعه منذ مارس 2020م إثر اتفاق خفض التصعيد بدعم روسي/ تركي، أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمعارضة في شمال غربي سوريا.
ردود دولية
أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة "اعتداء الجماعات الإرهابية على القنصلية الإيرانية في مدينة حلب". وقد صرح الوزير عباس عراقتشي أن "التحركات الأخيرة للجماعات الإرهابية في سوريا هي جزء من مشروع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لزعزعة أمن منطقة غرب آسيا، وأنّ على إيران وروسيا وباقي دول المنطقة أن تعمل بمزيد من التنسيق واليقظة لإحباط هذه المؤامرة الخطرة".
وفي السياق، أكّدت وزارة الخارجية الروسية لنظيرتها الإيرانية على ضرورة "أن نشهد تنسيقاً بين كل أطراف المنطقة لمواجهة الإرهاب"، وداعية إلى استمرار المشاورات بين البلدين في الظروف الراهنة.
بالمقابل قال وزير الخارجية اللبناني في اتصال مع نظيره السوري: "ندين هجوم المجموعات المسلحة التكفيرية على مدينة حلب ومحيطها".
وذكرت صحيفة "إزفيستيا الروسية" أن "الهجوم الإرهابي الكبير على حلب هو تنسيق بين الاستخبارات التركية والاستخبارات الأوكرانية والاستخبارات الفرنسية وبدعم إسرائيلي وموافقة أمريكية".
السيناريوهات المستقبلية
من الصعب بناء التوقعات بشأن تلك المعارك الدائرة بين قوات الجيش السوري وحلفائه وهيئة تحرير الشام ومن ورائها، ولكن قد يكون من ضمن التوقعات:
1- تصعيد مضاد: مواصلة الجيش السوري جهوده لاستعادة ما خسر من الأراضي والقرى، وتجديد الهجمات وتصعيد أكبر ضد مواقع هيئة تحرير الشام، وهذه يعتمد على مدى الدعم الروسي/ الإيراني.
2- خفض التصعيد: العملية بدأت بأهداف لتوسيع مساحات السيطرة المحاذية لإدلب وإيقاف قصف النظام المتكرر وتأمين عودة قسم من المهجرين، بمعنى أن تبقى مساحات السيطرة ضمن مساحة مناطق خفض التصعيد، وبالتالي الحفاظ على آليات أستانا على المستوى الأمني والسياسي.
3- استمرار التصعيد وضم مناطق أخرى لفصائل المعارضة، وهذا الخيار تحدده الساعات والأيام المقبلة، وبالتالي العودة إلى 2016 مرة أخرى.
4- ضغوط دولية: قد تؤثر القوى الفاعلة الخارجية على الطرفين بالذهاب إلى تفاهمات وترجمة أسيتانا على الأرض.
** صحفية سورية
** نُشر بالتعاون مع مركز الدراسات الأسيوية والصينية في لبنان
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الجیش السوری تحریر الشام مدینة حلب
إقرأ أيضاً:
انتشار قوى الشرطة والأمن العام في شوارع مدينة إدلب ومحيط الملعب البلدي لتأمين حفل تكريم نحو 1500 طالب وطالبة ممن حفظوا القرآن الكريم
مدينة إدلب 2025-04-26Zeinaسابق مهجّرو كرناز بريف حماة يغادرون المخيمات في شمال سوريا عائدين إلى ديارهمآخر الأخبار 2025-04-26بريطانيا وفرنسا وتركيا تجدد دعمها لسوريا وتؤكد ضرورة احترام سيادتها ورفع العقوبات عنها 2025-04-26المجموعتان الأفريقية والعربية بمجلس الأمن تؤكدان دعمهما لسيادة سوريا وضرورة رفع العقوبات الغربية عنها 2025-04-26المدير العام لوكالة “سانا” والوفد المرافق له يزورون قناة الإخبارية السورية بهدف تعزيز التعاون الإعلامي 2025-04-26وزارة الأوقاف تضيف فئات عمرية جديدة للتسجيل على موسم الحج 2025-04-26الأمم المتحدة تؤكد ضرورة استمرار دعم الجهود الدولية من أجل تعافي سوريا وتنميتها 2025-04-26الخارجية اليمنية تعلن استئناف عمل سفارة اليمن في دمشق 2025-04-26أونماخت: الاتحاد الأوروبي يعتزم تمويل أنشطة إزالة الألغام في سوريا 2025-04-26المبعوث الألماني إلى سوريا يرحب برفع علم سوريا أمام الأمم المتحدة 2025-04-26تركيا تجدد دعوتها لرفع العقوبات الغربية عن سوريا 2025-04-25وزير الخارجية يبحث خلال اجتماع مع السفراء والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى مجلس الأمن تعزيز التنسيق العربي المشترك
صور من سورية منوعات صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17 أول سماعة طبية رقمية في اليابان تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل نبضات القلب 2025-04-10فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |