سواليف:
2025-01-05@05:30:26 GMT

هل تم ترك الفلسطينيين وحدهم؟

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

هل تم ترك الفلسطينيين وحدهم؟ _ #ماهر_أبوطير

توقفت الحرب في لبنان، بعد مواجهات استمرت لأسابيع، ليأتي السؤال حول الذي سيجري خلال الفترة المقبلة، وإذا ما كنا أمام وقف حرب في غزة أيضا، وهل ستكون المنطقة أمام حرب جديدة، خصوصا، على صعيد جبهة إيران التي يهددها رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لا بد أن يقال أولا إن وقف الحرب في لبنان له أسبابه، التي من بينها أن إسرائيل أوقعت خسائر كبيرة داخل لبنان، مثلما أن اللبنانيين تسببوا بخسائر غير متوقعة في شمال فلسطين المحتلة، وهي خسائر لا يمكن احتمالها إسرائيليا، على صعيد الأمن والاستقرار وأضرار المستوطنات، ومقتل الإسرائيليين، إضافة إلى دخول فصل الشتاء بما يعنيه من مشاكل لوجستية للجيش الإسرائيلي، ووجود ضغط اقليمي ودولي لوقف الحرب، باعتبار ان إسرائيل حققت اهدافها داخل لبنان، ومع هذا الرغبة بفصل المسارين الفلسطيني واللبناني عن بعضهما، بهدف عزل غزة وحيدة دون مساندة لبنانية، بما يعني انتهاء معركة الإسناد التي خاضها لبنان.

لكن التحليل الأعمق يتحدث عن أمر آخر هنا، لأن جبهة لبنان مرتبطة فعليا بإيران وليس غزة فقط، وهذا يعني أن احتمال نشوب الحرب في لبنان مجددا، يبقى واردا، خصوصا، مع تهديدات إسرائيل بتوسعة الحرب نحو العراق وإيران، وهذا يعني اننا امام هدنة هشة قابلة للسقوط في اي لحظة، حتى لا نتورط في السردية الإسرائيلية التي تروج لفصل المسارين الفلسطيني واللبناني.

مقالات ذات صلة مضر بدران رجل المواقف الصعبة . . ! 2024/12/01

كل القوى اللبنانية المناوئة لحزب الله، والقوى الإقليمية والدولية سوف تستغل هذه الهدنة من اجل تحجيم حزب الله، فيما القوى الاقليمية والدولية تراها فرصة لتحجيم جماعات تابعة لإيران في سورية والعراق واليمن ايضا، وحسابات الداخل اللبناني المعقدة تعتبر أن هذه فرصة فريدة من نوعها، لإعادة تموضع الدولة اللبنانية، وهو أمر مشكوك فيه، خصوصا، ان خسائر حزب الله وان كبرت، لكنها لم تنه الحزب تماما لا سياسيا ولا عسكريا بشكل كامل.

بالمقابل فإن غزة تبدو وحيدة، وكأنه تم ترك #الفلسطينيين لوحدهم فرادى، لكن الواقع مختلف تماما عن هذا الاستنتاج، لان الوضع في غزة بات مختلفا حتى خلال معركة الإسناد من لبنان، لان التغييرات الميدانية التي يقوم بها الاحتلال شطرت غزة الى نصفين، وهي تغييرات لم تتوقف، فيما تم شطب كل بنى الحياة الانسانية والصحية والتعليمية والاقتصادية.

هذا يعني ان هياكل حماس القائمة، تدور حول قدرات عسكرية ما تزال متبقية، وسطوة إدارية داخل القطاع، وهذا وضع يقول إن ما جرى في القطاع من ناحية سلبية لم تخفف من حدته معركة الاسناد من لبنان، بل تواصل التراجع في القطاع بشكل يومي، بما يجعل الكلام اليوم عن احتمال وقف النار في غزة، واسترداد الأسرى، مجرد هدف سياسي لواشنطن، لن يلغي بقية المخطط الإسرائيلي، حتى لو توقفت الحرب في قطاع غزة، وما يمكن قوله هنا بكل صراحة إن الفلسطينيين في غزة كانوا اصلا متروكين وحدهم خلال اكثر من عام، وتوقف الحرب في لبنان، سيؤدي الى البدء في تنفيذ مستهدفات اليوم التالي في الحرب الإسرائيلية ضد غزة.

هذه جبهات تعرضت الى حرق إسرائيلي في فلسطين ولبنان، ولان منطق القوة هو الغالب، فإن إسرائيل تعتبر أنها نجحت في تقطيع اذرع إيران في غزة ولبنان، وستتفرغ الآن لإيران، لكن قبل ان تصل الى إيران لا بد ان تمر بثلاث جبهات هي سورية، العراق، واليمن، وسيناريو الاستفراد هو الاخطر هنا، حيث ان إسرائيل استفردت سابقا بغزة ولبنان، ولم يوقفها أحد عن أفعالها.

بالمقابل فإن المعسكر المقابل الذي تكمن قيادته في طهران تعيد تقييم الموقف هنا، ولن تقبل مواصلة تقطيع أطرافها حتى يتم الوصول اليها، بما يعني ان جبهات العراق، سورية، اليمن، ما تزال جبهات حماية لإيران، وفي ظل إدارة أميركية جديدة، ستكون طهران أمام خيارين إما تجنب الحرب كليا، عبر تسوية سلمية، أو إعادة إشعال المنطقة لإبعاد النار عنها، من خلال جبهات بديلة، وهذا أمر بحاجة الى وقت حتى يتم اختباره، خلال الشهور المقبلة.

القصة ليست قصة من فاز على الآخر، أو من تعرض الى هزيمة، فما زلنا في بداية مشهد اقليمي مفتوح على مفاجآت، ونهايات غير محسومة، وقد تلد هذه الحرب حربا أكبر.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الفلسطينيين الحرب فی لبنان یعنی ان فی غزة

إقرأ أيضاً:

الثنائي الشيعي بانتظار العرض

كتب محمد علوش في"الديار": ليست مشكلة الرئاسة اللبنانية بالأسماء بل بالتسوية التي ستحمل إسم الرئيس المقبل إلى قصر بعبدا، هكذا تختصر مصادر سياسية بارزة المشهد الرئاسي، مشيرة إلى أن الخلاف على الأسماء يُخفي المشكلة الحقيقية المتعلقة بالخلاف على مستقبل لبنان.
لعل القوات اللبنانية هي أبرز من أضاء على المشكلة الحقيقية عندما قال رئيسها سمير جعجع "نُريد رئيساً يلتزم" بكذا وكذا من المشاريع السياسية التي تراها القوات اللبنانية ضرورية لرسم مسار المستقبل السياسي في لبنان، وبحسب المصادر فإن الصراع اليوم يدور بين فريق سياسي يُريد لانتخابات الرئاسة وما تليها أن تحمل رؤية سياسية جديدة تقول على ترجمة هزيمة المقاومة وفريقها السياسي في الحرب، وفريق يُريد أن لا يتم التعامل معه وفق منطق المهزوم وبالتالي محاولة كسره في الرئاسة وفي السياسة وفي مستقبل البلد.هنا أصل الخلاف، تقول المصادر، لذلك فإن الممثل السياسي للثنائي الشيعي نبيه بري لا يمانع انتخاب أي إسم للرئاسة إنما يسعى لبناء التسوية التي تُتيح ذلك. تكشف المصادر أن الزيارة السعودية الى لبنان أكدت المؤكد لناحية أن المملكة لا تسعى لرئيس صدامي أو كسر مكون لبناني، وبالتالي هي تدعم التوافق على انتاج رئيس يلبي المواصفات الأساسية التي وضعتها الخماسية لناحية تطبيق الاصلاحات وتغيير النهج السلبي الذي كان سائدا في السابق، مشيرة إلى أن الموقف السعودي أراح الثنائي الشيعي الذي كان ينتظر الموقف السعودي للبناء عليه.
بحال كان الدفع باتجاه التوافق فإن النقاش سيكون حول مستقبل لبنان، مصير سلاح المقاومة والضغوطات التي تُمارس في هذا السياق ودور الجيش اللبناني في المرحلة المقبلة وكيفية تعاطي مع المقاومة، طبيعة النظام في لبنان ومكانة كل فريق فيها، وبالتالي فإن النقاش يذهب أبعد من إسم الرئيس الذي لن يشكل مشكلة ما دام الإتفاق سيتم على الأمور الأساسية التي ستحكم عهده. تؤكد المصادر أنه حتى اللحظة لا يوجد أي توافق داخلي على إسم الرئيس والسبب عدم نضوج التسوية المحلية والإقليمية والدولية التي ستأتي به، دون أن تستبعد نضوجها خلال أيام قليلة، أو استمرار الفراغ لفترة أطول، فكل الاحتمالات لا تزال قائمة، خصوصاً مع استمرار الحرب على لبنان وفي المنطقة ولو بأشكال مختلفة، علماً أنه بحسب المصادر فإن ما يتردد على لسان الاعلام الإسرائيلي بخصوص نية جيش العدو البقاء في لبنان بعد انقضاء مهلة الستين يوماً يمكن أن يسرع بانتخاب الرئيس بحال تعامل اللبنانيون مع المسألة من منطلق وطني ومن منطلق المصلحة الوطنية وهذا امر مستبعد بطبيعة الحال، ويمكن أن يؤجل انتخاب الرئيس والاتفاق على المرحلة المقبلة بحال كان هناك رهانات على عودة الحرب انطلاقاً من كسر الهدنة، علماً ان رهانات البعض على الاستفادة من المستجدات الاقليمية أصبحت واضحة وعلنية.
 

مقالات مشابهة

  • الثنائي الشيعي بانتظار العرض
  • هل تعود الحرب ؟ : نعيم قاسم يقول إن حزب الله مستعدّ للرد على "خروقات" إسرائيل للهدنة
  • صحف عالمية: التجاهل المتعمد لانتهاك إسرائيل حقوق الفلسطينيين انحراف خطير
  • فعاليات حقوقية وفنية في لندن دفاعا عن الفلسطينيين في مواجهة الإبادة (شاهد)
  • أونروا تحذر: حظر إسرائيل مساعدتنا لملايين الفلسطينيين يقترب
  • هل انتهت الحرب في لبنان؟.. هذا ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية
  • توافق الرغبة الأمريكية مع إسرائيل بشأن الحرب على غزة
  • عام من الحرب والشغور الرئاسي في لبنان
  • كيف تستعد إسرائيل لاختلاف "حرب الجبهات" في 2025؟
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة