رحلة مع مرض السرطان تحولت إلى قصة مليئة بالقوة والعزيمة والإصرار
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
السرطان هو ذلك المرض اللعين، والعدو الصامت الذي يثير في النفوس الخوف والقلق، والشعور بأن الحياة قد انتهت، وأن الموت يعلو صوته، لكنه في بعض الأحيان يصبح نقطة تحول في حياة العديد من الأشخاص الذين يواجهونه، هذا المرض اللعين الذي لا يفرق بين كبير وصغير ويغير حياة المرضى بشكل جذري، لكن من بين كل تلك التحديات والصعوبات التى تواجه المرضى يظهر دائما الأمل.
فقصتنا اليوم تتحدث عن إنجي يوسف، الأم والزوجة التي اختارت أن تواجه السرطان بكل قوتها، لتخرج من هذه التجربة ليست فقط سليمة ومتعافية، بل ملهمة أيضا للآخرين وتحاول مساندتهم.
إنجي يوسف هى امرأة في الأربعينات من عمرها، كانت حياتها تسير بشكل طبيعى وهادئ حتى خريف 2018 عندما بدأ الجسم أن يخبرها بشيء غريب لم تكن تتوقعه
تقول “إنجي”: " كان عندي تعب شديد فظننت أنني مصابة بنزلة برد بسيطة، ولكن مع مرور الوقت لاحظت وجود كتلة كبيرة في رقبتي فقررت زيارة الطبيب للاطمئنان وكانت المفاجأة أن هذه الكتلة هى بداية رحلة لم أتوقعها مع السرطان".
لم يكن التشخيص سهلا، حيث قررت “إنجي” استشارة أكثر من عشرة أطباء إلى أن اكتشفت أنها مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية واللوزتين، وجزء من سقف الحلق لتبدأ رحلة العلاج من هذا المرض اللعين؛ حيث بدأت بالجراحة وتلتها جلسات كيميائية وإشعاعية شديدة الألم والمعاناة.
تتذكر “إنجى” تلك اللحظات قائلة: "كانت فترة العلاج أصعب من أن توصف بالكلمات وشعرت بحزن كبير عندما بدأ شعري يتساقط وظهرت علامات الاحتراق على بشرتي بسبب العلاج الإشعاعي، لكن زوجي كان دائمًا معي ويساندنى ويحاول أن يرفع معنوياتي، ويقول لي إن الجمال ليس في المظهر الخارجي بل في الروح والقوة الداخلية".
وأكدت أنها اتخذت قرارا حاسما بأن تكون قوية في مواجهة المرض والتحديات ونجحت في تخطي الظروف الصعبة واستطاعت أن تهزم المرض اللعين.
وعن الذين قاموا بدعمها قالت: "زوجى وأهلى كانوا أول الداعمين لى كما أنهم كانوا العامل الرئيسى فى شفائى، وحقيقى هما لم يتركونى لحظة؛ فقد كانت أختي ممرضتي الخاصة، وكانت تقدم لي الرعاية في كل لحظة، وأطفالي وزوجي كانوا دائما إلى جانبي، هذا الدعم كان يعطيني القوة للاستمرار".
أما عن أصعب اللحظات التى مرت عليها تقول “إنجى” : “كنت قد فقدت شعري وأرتدي باروكة وفي المستشفى طلبوا مني أن أخلع كل شيء معدني لكنهم رفضوا أن أضع غطاء رأس مما جعلني أبكي بحرقة، لكن الطبيب لاحظ حالتي بسرعة وأحضر لي غطاء رأس وكنت ممتنة له جدا”.
وأشارت خلال حديثها لـ "البوابة نيوز"، إلى أنها سعيدة جدا وممتنة لهذا المرض الذى ساهم فى تغير نظرتها للحياة وللناس، وجعلها تقرر أن تحول تجربتها الشخصية إلى مصدر إلهام للآخرين، وأن تساهم في نشر الأمل بين النساء اللاتي يعانين من تجارب مشابهة.
حيث بدأت مشروعا خاصا أسمته "تجربتي"، وكان هدفها الرئيسي هو مشاركة قصة رحلتها مع المرض ومساعدة النساء على تجاوز صعوباتهن وأنشأت مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع كل المرضى والمتعافيات أيضا لمساندة بعضهم، وفوجئت بردود الفعل الإيجابية من سيدات جاءت لتشاركن تجاربهن الخاصة.
وفي حديثها عن أسعد لحظات حياتها قالت: "كانت أسعد لحظاتى عندما علمت أننى تعافيت من السرطان وبدأت حياتى تصبح طبيعية بدون كيماوى وسقوط شعر وتعب وإرهاق، وأدركت أننى أستطيع مواصلة رسالتى كأم وزوجة بشكل طبيعى، ومن أسعد اللحظات أيضا عندما وجدت المجموعة التى أنشأتها على مواقع التواصل الاجتماعى بمساعدة أختى تلقى صدى وتنجح واستطعت أن أقدم المساعدة والدعم لكل مريضة سرطان".
واختتمت “إنجى” حديثها قائلة: “مرض السرطان ليس النهاية بل يمكن أن يكون بداية حياة جديدة حيث أن الحياة مليئة بالتحديات، ولكن بالإيمان والدعم العائلي يمكننا أن نتجاوز أي صعوبة ونبدأ حياة جديدة، ولن أنسى أن المرض علمنى الكثير فلقد تعلمت أنني يجب أن أحب نفسي وأعتني بها حتى في أصعب اللحظات”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محاربات أنواع السرطان المرض اللعین
إقرأ أيضاً:
مكتب الإعلام الحكومي: غزة تحولت إلى منطقة منكوبة
أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، أن القطاع تحول إلى "منطقة منكوبة" نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرا، مخلفة دمارا هائلا في البنية التحتية وخسائر بشرية غير مسبوقة.
وكشف معروف، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الأحد في مدينة غزة، عن ارتفاع عدد شهداء الحرب إلى 61 ألفا و709 شهداء، بينهم 17 ألفا و881 طفلا و214 رضيعا.
وأشار أيضا إلى أن 47 ألفا و487 جثة وصلت إلى المستشفيات، فيما لا يزال هناك 14 ألفا و222 مفقودا عالقين تحت الأنقاض.
كما لفت إلى أن 38 ألف طفل تيتموا، فيما قتل الاحتلال 1155 من الكوادر الطبية و205 صحفيين و194 من عناصر الدفاع المدني.
وأوضح معروف أن أكثر من مليوني فلسطيني تعرضوا للنزوح القسري، بعضهم نزح أكثر من 25 مرة في ظروف تعاني من انعدام الخدمات الأساسية.
كما أكد اعتقال القوات الإسرائيلية لأكثر من 6 آلاف فلسطيني، مشيرا إلى مقتل العشرات منهم تحت التعذيب داخل السجون.
مجازر ممنهجة ضد العائلاتوكشف عن ارتكاب الاحتلال 9268 مجزرة أسفرت عن محو 2092 عائلة كاملة من السجلات المدنية، وفقدان 4889 عائلة لجميع أفرادها باستثناء فرد واحد.
ووصف معروف الوضع بأنه "غير مسبوق في التاريخ"، حيث أصبح 8% من سكان غزة ضحايا مباشرين للحرب.
إعلانأما بالنسبة للخسائر المادية، فقد بلغت نحو 50 مليار دولار، وشملت:
القطاع السكني: دمر الاحتلال الإسرائيلي 450 ألف وحدة سكنية (170 ألفا دُمرت بالكامل، و80 ألفا تضررت بشكل جسيم). القطاع الصحي: تم تدمير 34 مستشفى و80 مركزا صحيا و212 مؤسسة طبية و191 سيارة إسعاف، بخسائر بلغت 3 مليارات دولار. القطاع التعليمي: تضررت 1661 منشأة تعليمية، بينها 927 مدرسة وجامعة. كما استشهد 12 ألفا و800 طالب، و800 معلم. البنية التحتية: دمر الجيش الإسرائيلي 3680 كيلومترا من شبكات الكهرباء و335 كيلومترا من شبكات المياه و655 كيلومترا من شبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى تضرر 3916 كيلومترا من الطرق. اقتصاد مدمر ومؤسسات ممحيةكذلك أفاد بتضرر 3725 منشأة صناعية، و23 ألف منشأة تجارية، بخسائر تجاوزت 6 مليارات دولار. كما طال الدمار 229 موقعا سياحيا و291 موقعا أثريا، بينما بلغت خسائر القطاع الإعلامي 600 مليون دولار بعد تدمير 262 مؤسسة إعلامية.
ووجّه معروف نداءً عاجلا إلى المجتمع الدولي لإنقاذ سكان غزة من خطر الموت "جوعا وعطشا"، محمّلا الاحتلال والإدارة الأميركية السابقة المسؤولية الكاملة عن الكارثة.
وكشف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي عن خطة لإعادة الإعمار تشمل إدخال 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل، مع التأكيد على ضرورة تدخلات إغاثية فورية.