رئيس جامعة الأزهر الأسبق: القرآن يشجع العقل على البحث لفهم أسرار الكون
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إن العلماء وهم يسبرون أغوار الكون، يكتشفون يومًا بعد يوم أسرارا جديدة، ومهما حققوا من تقدم علمي واكتشافات في شتى المجالات، فهو قليل بالنسبة لكلام الله وأسراره التي وضعها في الكون، "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"، والإعجاز العلمي يوضح لنا يومًا بعد يوم أن علمنا لا يزال ناقصًا مقارنة بالأسرار التي وضعها الله في مخلوقاته في هذا الكون، فالحق سبحانه وتعالى أعلم بهذه الأسرار وكلامه عنها علم كامل، والإنسان عليه أن يتدبر المعاني التي جاءت في القرآن حول الكون.
وأوضح الهدهد، خلال ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني بالجامع الأزهر، أن القرآن يقدم رؤية شاملة عن الكون وحياة الكائنات الحية، ويعرض لنا نظرة كاملة ودقيقة لتشجيع العقل البشري على البحث والعمل لفهم أسراره: فالإشارة القرآنية للنحل "أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ" دليل على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فاستخدام حرف "من" دليل أنه ليس كل الجبال ولا كل الشجر ولا كل ما يعرشه الناس يصلح أن يكون بيوتًا للنحل، وهو ما توصل إليه العلم بأن النحل لها بيئات محددة تناسب طبيعته، وهو المعنى الذي جاء في القرآن الكريم، كما أن القرآن جاءت آياته مرة بأسلوب الإفصاح وهو اللفظ الذي يفهم معناه الصريح ويقدم خلاصة مباشرة، ومرة بأسلوب الإفهام، ليحثنا على دراسة الكون وفهم أسراره، لهذا حثنا القرآن الكريم على طلب العلم والفهم والفكر.
وبيّن الهدهد أن حياة النحل تمثل نموذجًا مثاليًا للتنظيم والتخطيط، وتعطينا درسًا مهمًا في الحياة، وهو ما أوضحه القرآن الكريم في حقيقة دقيقة حول النحل، فعلى الرغم من أهمية الغذاء لبقائها على قيد الحياة، لكن الحق أمرها بأن تتخذ بيوتا أولًا ثم جاء بعد ذلك بالأمر بالبحث عن الغذاء "ثمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ" وهو ما اكتشفه العلم بعد ذلك أن النحل تبنى البيوت أولًا كدليل على شعورها بالطمأنينة والأمان المتحقق بالسكن، ثم بعد ذلك تبدأ في جمع غذائها، ومن الحقائق التي سبق بها القرآن العلم وأثبتها العلم بعد ذلك أن كل نوعية من الغذاء يتغذى عليها النحل تخرج لونًا مختلفا من العسل وهذا اللون يكون مناسبًا لشفاء مرض بعينه.
التنوع البيولوجي والتكاثروأضاف الدكتور مصطفى إبراهيم، عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن النحل يمثل نموذجًا حيًا للإعجاز الإلهي، إذ يعمل النحل في نسق نظامي عجيب، ليتمكن من الحفاظ على التنوع البيولوجي والتكاثر، وعمليات البناء التي يقوم بها النحل والدفاع عن مستعمراته ضد الأعداء تتطلب مستوى دقيقا من الذكاء، وهو ما أثبته العلم بعد ذلك، ومن بين ما أجمعت عليه الدراسات العلمية ما يقوم به النحل في التصدي لبعض أعدائه عن طريق الالتفاف حوله لتصل درجة حرارته إلى 42 درجة مئوية وهي الدرجة التي تؤدي إلى هلاكه، هذه القدرة الفريدة والسلوكيات المعقدة استطاع العلم أن يفهم حكمتها، وهي أن وصول درجة حرارة الكائن الحي إلى 42 درجة فهي تمثل خطورة عليه، وهو ما أكده العلم بعد ذلك.
وبيّن عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن العلم يكشف لنا أن ثلث غذاء الإنسان من خضروات وفواكه يعتمد بشكل أساسي على التقنية الفطرية التي يقوم بها النحل وهي عملية التلقيح مما يؤدي إلى الثمار والبذور الصحيحة، من خلال ما يقوم به النحل من الحصول على رحيق الأزهار وتلقيحها، ولولا هذه العملية لما اكتملت دورة الغذاء للإنسان بشكل منتظم، لهذا جاء النص القرآني "من كل الثمرات" في إشارة قرآنية إلى عملية التلقيح التي تتم من عملية التبادل التي تتم بين النحل والأزهار، وهو ما أثبته العلم بعد ذلك من فائدة النحل.
ونظّم الجامع الأزهر اليوم، ملتقى "التفسير والإعجاز" تحت عنوان: "أمة النحل في القرآن الكريم بين الإعجاز البلاغي والإعجاز العلمي" وذلك بحضور كل من الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار الحوار الدكتور مصطفى شيشي مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف.
يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني" يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.
من جهته، أوضح الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، أن الحضارة الإسلامية هي حضارة علمية ثقافية بالدرجة الأولى اعتمدت في نشأتها على مصدر لم تقم على مثله أي حضارة أخرى ألا وهو الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فالقرآن الكريم هو المعجزة الخالدة الباقية مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدِ اُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاه اللهُ إِلَيَّ ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فمن تمام إنعام الله سبحانه وكمال تفضله على هذه الأمة أن خص نبيها الكريم صلى الله عليه وسلم بأن جمع بين المعجزة والرسالة في كتاب واحد هو القرآن الكريم المعجز بما فيه من آيات تدل عليه سبحانه وعلى مدى قدرته وعظمته.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر الإعجاز القرآني القرآن الكريم فی القرآن الکریم الإعجاز العلمی الدکتور مصطفى جامعة الأزهر وهو ما
إقرأ أيضاً:
مستقبل وطن بالأقصر يكرم حفظة القرآن الكريم وأبطال «كأس الأبطال»
شهدت محافظة الأقصر فعاليات متنوعة نظّمها حزب مستقبل وطن، حيث احتفت الأمانة بمركز الأقصر بحفظة القرآن الكريم في البياضية، بينما كرّمت أمانة الإسكان والمرافق بإسنا أبطال بطولة "كأس الأبطال" لكرة القدم.
ففي مركز البياضية، نظّمت أمانة الحزب احتفالًا بهيجًا لتكريم 80 طالبًا من حفظة كتاب الله بمنطقة الزعورة في الساحة الرضوانية. جاء هذا التكريم برعاية النائب الدكتور محمد العماري، أمين حزب مستقبل وطن بالمحافظة، وحضور الدكتور عبد الخالق حسين، رئيس مدينة البياضية.
وأوضح هشام ثروت، أمين مركز الأقصر، أن هذه المبادرة تأتي في إطار الدور المجتمعي الذي يتبناه الحزب لرعاية المواهب الشابة وتعزيز القيم الدينية والهوية الإسلامية. وخلال الحفل، تم توزيع جوائز مادية قيمة وشهادات تقدير على الحفظة، كما تم تكريم المحفظين تقديرًا لجهودهم في تحفيظ القرآن الكريم. وشهد الاحتفال حضورًا لافتًا من قيادات وأعضاء الحزب، وجمع غفير من الأهالي وأولياء الأمور الذين عبّروا عن سعادتهم بهذه اللفتة الكريمة.
وفي سياق آخر، نظّمت أمانة الإسكان والمرافق بحزب مستقبل وطن بالأقصر، تحت رعاية المهندس أحمد رمضان وبتوجيهات النائب الدكتور حمادة العماري، حفل ختام بطولة "كأس الأبطال" لكرة القدم بمدينة إسنا.
تضمن الحفل فقرات فنية استعراضية شيقة، شملت عروضًا للكاراتيه والألعاب النارية، مما أضفى جوًا من البهجة والاحتفال. وحظي الختام بحضور مميز من قيادات وأعضاء الحزب، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين التنفيذيين والشخصيات العامة وجموع الأهالي والشباب الرياضي.
وفي ختام البطولة، قام مسؤولو الحزب بتوزيع الجوائز على الفرق الفائزة، حيث تم تكريم الأبطال بجوائز مالية ودروع تذكارية تقديرًا لإنجازاتهم الرياضية. كما تم تكريم اللجنة المنظمة وحكام البطولة تثمينًا لجهودهم في إنجاح هذا الحدث الرياضي.
من جانبه، أعرب المهندس أحمد رمضان، أمين أمانة الإسكان والمرافق بحزب مستقبل وطن بالأقصر، عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققه الحفل والبطولة، مشيدًا بالحضور الشبابي اللافت والمشاركة الفعالة التي عكست الوعي بأهمية الأنشطة الرياضية في تنمية المجتمع. كما ثمّن جهود أمانة الحزب بمركز إسنا في تنظيم هذا الحدث بشكل مشرف ومميز.
تُعد هذه الفعاليات تجسيدًا لاهتمام حزب مستقبل وطن بدعم مختلف جوانب التنمية المجتمعية في محافظة الأقصر، سواء من خلال تشجيع حفظة القرآن الكريم وتعزيز القيم الدينية، أو من خلال دعم الأنشطة الرياضية التي تساهم في بناء جيل شاب واعٍ وصحي.