عبري- ناصر العبري

فاز الفريق المشارك في هاكاثون الإبداع بالرياض ممثلًا بكلٍ من: رؤى بنت عبدالرحمن العزرية وخلود بنت يوسف الفارسية بالمركز الثاني في مسار الإبداع في المجتمعات، والذي يأتي ضمن أعمال المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع في نسخته الثالثة لعام ٢٠٢٤م، وبتنظيم من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) خلال الفترة 24 - 26 نوفمبر 2024م.

وأقيم المؤتمر تحت عنوان "عقول مبدعة بلا حدود" ليجمع أربعة مسارات وهي المجتمع، التعليم، بيئة العمل، والأسرة وذلك لتوليد أفكار ابداعية تصنع التغيير لمواجهة التحديات العالمية بمشاركة 300 موهوب من 50 دولة مع نخبة من الخبراء والميسرين في مجالات العلوم والتقنية والابتكار..

وشمل المؤتمر 6 جلساتٍ حوارية، و8 ورش عمل، وكرياثون الإبداع بمساراته الأربعة، ومتحدثين رئيسيين، إلى جانب فعاليات مصاحبة، تشمل معرضاً وزياراتٍ ثقافية متنوعة على هامش المؤتمر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأدب والفن بين الدمار والإبداع

فى إحدى الأمسيات، كنت أنا وبعض الأصدقاء نناقش تأثير الحرب الاسرائيلية المدمرة على أهل غزة. فتساءلنا عن أهوال المجازر هناك وحجم الألم الذى قد نرى أثره فى الأدب والفن القادم. فى خضم الحديث، تذكرنا تأثير الحروب عبر التاريخ على الفن والأدب، وكيف أن المآسى الكبرى أفرزت أعمالًا خالدة. ومن بين تلك اللحظات التاريخية، دار الحديث عن حركة «فن وحرية» فى مصر وتأثير السريالية فى فرنسا.

فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، كانت فرنسا تعيش حالة من الصدمة الجماعية، مما دفع الفنانين والأدباء إلى البحث عن أساليب تعبيرية جديدة تتجاوز المألوف. ظهر فى هذا السياق أندريه بريتون، الذى عُرف بلقب «أبوالسريالية»، ليقود حركة فنية وأدبية تهدف إلى تحرير الخيال من قيود الواقع. استخدمت السريالية أحلامًا وصورًا رمزية لتجسِّد مشاعر الألم والمعاناة التى ولَّدتها الحرب

فى القاهرة، وفى خضم التحولات السياسية والاجتماعية فى أواخر الثلاثينيات، وُلِدت جماعة «فن وحرية» لتكون صدى للسريالية فى مصر. فى عام 1938، أصدرت الجماعة بيانها الأول «عاشت الفنون المنحطة»، معلنة تمردها على الفن التقليدى الذى كان خاضعًا لسلطة الصالونات الرسمية والنخب البرجوازية.

تألفت الحركة من شخصيات مصرية بارزة مثل رمسيس يونان، كامل التلمسانى، وجورج حنين. رأى هؤلاء الفن كأداة لتحرير الإنسان وكسر القيود التى فرضتها الظروف السياسية والاجتماعية. جاءت أعمالهم الفنية والأدبية لتصور الإنسان ككيان ممزق، يعانى من واقع قاسٍ فرضته الاستعمار والفقر.

فى لوحاتهم وأعمالهم الأدبية، استخدم أعضاء جماعة «فن وحرية» الرموز السريالية لتجسيد الدمار الذى أحاط بهم خلال الحرب العالمية الثانية. جسّدت لوحاتهم الموت والحطام، لكنها حملت أيضًا رؤى قيامة جديدة من قلب الخراب. على غرار السرياليين فى فرنسا، رأى هؤلاء الفن وسيلة لكشف الحقائق القاسية عن الفجوة الطبقية والاضطهاد الاجتماعى. دفع رمسيس يونان ثمن مواقفه بالسجن والنفى، لكنه ظل وفيًا لفنه وأصدر كتابات وترجمات مهدت الطريق أمام الأجيال القادمة. وبرع كامل التلمسانى فى التعبيرية والتكعيبية، وقدم أعمالًا تركز على قضايا اجتماعية مثل تسليع الجسد ومعاناة الطبقات المهمشة. أمّا جورج حنين، الشاعر السريالى، فقد ساهم فى نشر الفكر السريالى فى مصر من خلال أعماله الأدبية ومقالاته الجريئة.

لاشك أنّ تجربة «فن وحرية» أظهرت الفن قادرا على أن يكون سلاحًا فى وجه الظلم والاستبداد، كما أن المأساة يمكن أن تكون شرارة للإبداع الذى يخلّد لحظات الألم، ويمنح الضحايا صوتًا يعبر عن معاناتهم.

فى غزة اليوم، كما فى مصر وفرنسا سابقًا، قد يولد من بين الأنقاض جيل جديد من المبدعين يستطيع أن يحول الحطام إلى لوحات أدبية وفنية، تُعبّر عن آلامهم وآمالهم، وتقف شاهداً على مأساة غزة وصمود أهلها البواسل.

 

مقالات مشابهة

  • انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثاني لطب حديثي الولادة في جازان
  • تعليم عالي.. اطلاق منصتين رقميتين “هاكاثون والبحث”
  • برعاية الأمير محمد بن سلمان.. مؤتمر مبادرة القدرات البشرية ينطلق بالرياض في أبريل المقبل
  • طلاب جامعة المنصورة الجديدة يتأهلون للتصفيات النهائية في «هاكاثون التعليم الذكي»
  • انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي التراث والسياحة والثقافة، رؤى متجددة للتنمية الحضارية بجامعة نزوى
  • سلطنة عمان تستضيف مؤتمر المحيط الهندي 16 فبراير الجاري
  • إمام عاشور يضيف الهدف الثاني للأهلي في مرمى مودرن سبورت بالدوري
  • غدا .. انطلاق الأسبوع الثاني لبطولة عمان المفتوحة للتنس
  • منافسات قوية في "بطولة عمان المفتوحة للتنس"
  • الأدب والفن بين الدمار والإبداع