بوابة الوفد:
2025-04-07@18:28:07 GMT

لا تنخدعوا بالأقنعة

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

نغزتنا الأنباء قبل أيام بقيام «هيئة تحرير الشام» بالاستيلاء على مدينة حلب السورية، فلم نعُد قادرين على الحكم قطعيًا إن كان ذلك نبأ سارًا أم مُحزِنا.

ذلك لأن الأحداث تتخفى تحت مُسميات ومُصطلحات ولافتات مُضللة. لاحظوا معى مُصطلح «هيئة تحرير الشام» لتدركوا أن كل فعل يتم تحت ستار من التضليل والتزييف.

فمثلما لمعت «داعش» وارتكبت فظائع وبشائع إنسانية تحت مُصطلح «تنظيم الدولة الإسلامية»، ومثلما مارست فصائل سياسية عديدة فى العالم العربى، أحط الأعمال وأقذرها تحت لافتات حسنة، تتفتت سوريا الآن تحت وهم التحرير، وتنسلخ من الخريطة تدريجيا مثلما جرى الأمر فى السودان، والعراق، وليبيا.

يبدو الزمن موغلا فى الكذب، إذ تُرسم فيه بطولات مُزيفة، وتسطع فيه رموز من سفلة البشر. ما البطولة وما الخيانة وما الحقيقة وما الزيف فى كُل هذا العالم المُلطخ بالدم؟

هل يُمكن أن نصدق مثلا أن حزب الله، هو حزب الله بالفعل.. بمعنى أنه يسير بأمر الله مُحققا مراده وخاضعا لأحكامه؟

وهل جبهة النصرة تسعى لنُصرة الحق؟ وبالمثل كيف كانت الجماعة الإسلامية فى مصر جماعة إسلامية، وهى تمارس الغدر والقتل ضد خصومها وغير خصومها؟

لو عمّمنا السؤال لانمحت أسماء معظم الجماعات والميليشيات التى تاجرت بدم الناس عقودا طويلة مثل حركة أمل، الجهاد الإسلامى، التحرير الإسلامى، الناجون من النار، مجاهدى خلق، جبهة الإنقاذ، طالبان، بوكو حرام، وغيرها من عصابات القتل.

تبدو الحقيقة فى زماننا غائبة. لا يقين بشأن إنسان، أو حدث. لا تصدق كُل ما تراه، ولا نصف ما تسمع. وإن صدقت فحكِّم عقلك أولًا، واضبط عاطفتك كى لا تدفعك بعيدًا عن الحق.

إن كثيرين فى عصرنا ضلوا، وأضلوا، وهُم يطلبون الحق. فالحيرة ديدن هذا الزمن. والزور يحكم هذا العالم المُتسع كسماء، والمُزدحم كعنبر سجن. صخبٌ وضجيجٌ ومتناقضات فى كل ساعة، فكما قال صلاح عبدالصبور واصفًا حيرته فيما يدور» هذا زمن الحق الضائع/ زمنٌ لا يعرفُ مقتولٌ مَن قاتله، ولم قتله/ فرؤوس الناس على جُثث الحيوانات/ ورؤوس الحيوانات على جُثث الناس/ فتحسس رأسك».

تروى لنا كُتب التاريخ الإسلامى أن أحد أبناء الصحابة، وهو عبدالله بن خباب، راع عندما علم أن الخوارج دخلوا قريته، فذهب إليهم، ففرحوا به. وسألوه إن كان سمع حديثاَ من أبيه عن النبى «ص» ليُخبرهم به. فقال لهم ناقلا عن والده أن النبى»ص» حدثهم عن فتن قادمات، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشى، والماشى فيها خيرٌ من الساعى إليها. وقال لهم إن أدركها أحدكم فليكن عبدالله المقتول لا القاتل. فقال له أحد الخوارج: أأنت سمعت هذا عن أبيك، يُحدث به عن رسول الله؟ فقال: نعم. فأخذوه إلى حافة النهر وضربوا عنقه.

وكم قطرة دم سًفحت ظُلما.. وكم بشرًا جعلناهم أبطالًا وهم مُجرمون.

والله أعلم

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد هيئة تحرير الشام مدينة حلب السورية الحكم داعش تنظيم الدولة الإسلامية

إقرأ أيضاً:

نواب يطالبون بـ (عفو خاص) بدلا من العفو العام

#سواليف

أكدت #مصادر_نيابية أن هناك توجهاً لدى عدد من #النواب لطرح مذكرة تطالب بإصدار #عفو_خاص، وليس عفواً عاماً، وذلك في إطار معالجة قضايا بعض #المحكومين الذين استوفوا شروطاً محددة، خصوصاً في ظل تزايد #الاكتظاظ داخل مراكز الإصلاح والتأهيل.

ووفقاً للمصادر، فإن الفكرة تقوم على منح العفو الخاص لمن صدر بحقه حكم قضائي وحصل على إسقاط حق شخصي من الطرف المتضرر، إضافة إلى دفعه قيمة الدية، بحيث يكون المتبقي عليه فقط الحق العام للدولة.

شرط جديد للإفراج
وبحسب ما تم تداوله بين النواب، يُشترط للإفراج عن المحكوم أن يكون قد أمضى ثلثي مدة محكوميته، على أن يقوم بدفع مبلغ مالي يعادل قيمة الثلث المتبقي من المدة لصالح الدولة، ليتم بعد ذلك إخلاء سبيله.

مقالات ذات صلة ارتفاع عدد الشهداء الصَّحفيين إلى (210 صحفيين) منذ بدء حرب الإبادة الجماعية 2025/04/07

ووصفت المصادر النيابية هذا التوجه بأنه ضروري في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن الهدف ليس فقط التخفيف من الاكتظاظ، بل أيضاً منح فرصة جديدة للمحكومين، خصوصاً من فئة الشباب، لإعادة دمجهم في المجتمع واستئناف حياتهم بعيداً عن أسوار السجون.

في المقابل، توقعت المصادر أن تلاقي هذه المبادرة اعتراضات من قبل أهالي المحكومين، والذين يطالبون منذ فترة بإصدار عفو عام شامل، وليس عفواً خاصاً ومحدوداً، معتبرين أن العفو العام الأخير لم يُلبِ الطموحات بسبب تقليصه إلى أدنى مستوياته من قبل اللجنة القانونية النيابية السابقة.

وتأتي هذه الأفكار النيابية في وقت تتزايد فيه المطالب الشعبية بإيجاد حلول إنسانية وتشريعية للتعامل مع ملف السجناء، خاصة في القضايا التي تم فيها إسقاط الحق الشخصي.

مقالات مشابهة

  • مفاهيم إسلامية: الصراط المستقيم
  • في نَصرِ اللهِ وسُننه
  • نواب يطالبون بـ (عفو خاص) بدلا من العفو العام
  • شوارع الخرطوم فيها تجلي واستشعار ملاحظ لجند الله الرعب والخوف
  • كان يهدد الناس بمسدس بلاستيكي.. وهذا ما جرى معه في القلمون
  • علي جمعة يعدد مواطن النفحات الإلهية المخفية خارج شهر رمضان
  • 8 أمور أخفاها الله من يدركها ضمن الجنة واستجابة الدعاء.. علي جمعة يكشف عنها
  • عوامل النصر.. وصناعة الفتن.
  • درع اليمن.. وسيف فلسطين.. وأمل الأمة.. وصوت الإنسانية
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد