معظم الناس لا يعرفون العلاقة الحقيقية، بين أدولف هتلر والصهيونية العالمية، وقد كشف الكاتب والمؤرخ المعروف ريتش سامويلز سرّ ما أشيع عن عملية «الهولوكوست»، وما قيل عن جرائم الاضطهاد والقتل الممنهج، الذى سلكه النظام الألمانى النازى وحلفاؤه، فى الفترة ما بين عام ١٩٣٣ حتى عام ١٩٤٥، بحق اليهود الألمان، وذلك فى لقاء له فى القناة الإخبارية الأمريكية الخامسة مع الإعلامية المشهورة ديبورا نورفيل فى ٢٢ إبريل ١٩٨٤، ليتحدث عن قصة الجدل حول كتاب الكاتب والمؤرخ اليهودى أدوين بلاك، «اتفاقية النقل»، من خلال مقطع فيديو شاهدته وسمعته، فى إحدى منصات التواصل الاجتماعى، وقمت بتحويله إلى نص كتابى، وترجمته إلى اللغة العربية، وكان الحديث كالتالي:

بداية لابد أن نكشف سرّ المفاوضات السرّية التى جرت بين النازيين والصهاينة عام ١٩٣٣، والتى سُمِح بموجبها لليهود الألمان بالهجرة مع أصولهم إلى فلسطين.

فمع صعود أدولف هتلر إلى السلطة فى ألمانيا، فى ربيع العام ١٩٣٣، واجه يهود العالم معضلة كبيرة، إذ شحنوا نفسيًا ضد الزعيم النازى القادم إلى الحكم، فخرج اليهود الأمريكيون فى مسيرات كبيرة، يرفعون صرخات الاحتجاج ضد القادم الجديد، داعين إلى مقاطعة الصادرات الألمانية، ظنًا منهم أنّ حلمهم فى إنشاء دولة لهم فى فلسطين قد تبدّد. وهتلر حسب رأيهم، يحمل سيف القتل ضد اليهود،

إضافة إلى مسيرات يهود الولايات المتحدة، وردد اليهود فى جميع أنحاء أوروبا وفى كل مكان بالعالم هذه الدعوة.

فى الوقت ذاته، كانت مجموعة من الصهاينة تتفاوض سرًّا مع نازيى ألمانيا، للسماح بهجرة اليهود الألمان إلى فلسطين، ونقل أصولهم إلى هناك. هذه الصفقة ظهرت فى النور فى أغسطس عام ١٩٣٣، ونجحت بالموافقة على ما سمّى فى ذلك الوقت «باتفاقية النقل». ونتيجة لذلك، تغيرت فلسطين التى كان يقطنها عدد قليل من اليهود فى ذلك الوقت، ومستعمرة بريطانية بعد اتفاقية النقل. ويضيف الكاتب، لقد عشت فى فلسطين بين عام ١٩٣٣ حتى عام ١٩٣٦، وشاهدت بنفسى عمليات نقل اليهود الألمان إلى فلسطين أسبوعيًا، وقد بدت هذه الصورة أكثر وضوحًا فى عام ١٩٣٤، يوم نشرت صحيفة تصدر فى برلين خبرا عنوانه، «زيارة نازى إلى فلسطين»، وفى ذلك الوقت تم سك عملة جديدة تذكارية من قبل «جوزيف جوبلز» وزير الإعلام الألمانى، على جانب منها الصليب المعكوف، وعلى الجانب الآخر نجمة داود. وأشير هنا، إلى أن هتلر خلال المفاوضات كان قد طلب تنازلا واحدًا من الصهاينة، وهو عدم الدعوة لمقاطعة «الرايخ» وهذا ما حصل بالفعل.

هنا اقترب حلم إنشاء دولة قومية يهودية، إثر التحالف النازى.. الصهيونى.

وهنا لا بد لى من تفسير كلمة نازى، فهى مؤلفة من مقطعين: «نا» وهى تعنى الاشتراكية الوطنية، التى كانت ايديولوجية النازيين وعقيدتهم فى ذلك الوقت، و«زى» وهى تعنى الصهاينة. وقصّة التحالف أُخفيت سنوات عدة، وهى بدأت عام ١٩٣٣، حين جاء عميل مزدوج إلى هتلر وقال له: «إنّ حزبك النازى ضعيف، ولن يحقق أى تقدّم فى ألمانيا، فأنت بحاجة إلى تحالف مع الحزب الصهيونى»، من هنا اجتمع مقطعا «نا» و«زى» فأصبحت نازى.

ولابد من الاشارة فى سياق هذا السرد التاريخى، إلى ان الصهاينة أنفسهم لم يكونوا موحّدين، إذ كان هناك انشقاق بين اليهودى والصهيونى العالمى، أو فلنقل: بين الصهاينة وغير الصهاينة.

كما نعلم كان غير الصهاينة هم اليهود الارثوذوكس، الذين كانوا يؤمنون بأنه لا يمكن أن تقوم دولة يهودية حتى يأتى المسيح اليهودى، فهم لا يعترفون بالمسيح باعتباره المسيح، لذلك كانوا ينتظرون قدوم مسيحهم اليهودى الخاص بهم، عندها سيكون هناك دولة يهودية، وتلك الدولة اليهودية ستحكم العالم. أما الصهاينة فهم الذين سعوا وكافحوا وعملوا على إنشاء دولة يهودية فى فلسطين، ومن هؤلاء، بل من أبرزهم روتشيلد (وهى عائلة يهودية ثرية، تعتبر أغنى عائلة فى العالم)، الذى صرّح فى عام ١٩٢٨ ان الصهاينة لن ينتظروا إنشاء دولتهم حتى قدوم المسيح، وهؤلاء سمّوا باليهودية الاصلاحية. روتشيلد الذى كان يملك أموالًا طائلة، بدأ بشراء الأراضى وبناء المستوطنات فى فلسطين، فجاءت هجرة اليهود الألمان إلى فلسطين، تدعم فكرة «اليهودية الاصلاحية». كان اليهود فى ألمانيا يعيشون حياة ازدهار ورخاء، وكانوا سعيدين جدًا، وكانت ألمانيا أقل الدول معاداة لليهود. وهتلر نفسه قال علانية: «اليهود محقّون، ولدينا الأهداف نفسها». فماذا حصل بعد ذلك؟. انقسام الصهاينة إلى فريقين، جعل الفريق الاصلاحى يفرض سيطرته، فوضعوا كل من عارضهم من اليهود فى معسكرات اعتقال، وشرعوا بالتخلص منهم وقتلهم. وهذا ما ادّعى اليهود انه «الهولوكوست». لم يكن الألمان كلهم معادين لليهود، ولذلك فهم لا يتحمّلون المسؤولية، لأنهم لم يقوموا بها بانفسهم، كذلك قتل الصهاينة الاصلاحيين لليهود، لا يعنى ان ألمانيا ارتكبت محرقة اليهود «الهولوكوست»، وإن كان اليهود الاصلاحيون ألمانًا. وساد الكتمان على ما حدث، حتى يكسب اليهود والصهاينة عطف العالم، وغاب هتلر عن الساحة بعد هزيمته فى الحرب العالمية الثانية، وظلّ الأمر سرًّا، حتى عمد أحد زعماء اليهود «جورج ستاينر»، واقترح بأن يكون هناك تمثال لهتلر فى إسرائيل، لأنّ هتلر فى الواقع، هو أحد مؤسّسى الدولة العبرية. الحقائق ظلّت غامضة لأنّ الصهاينة لا يريدون كشفها، طمعًا فى الحصول على العطف الدولى. والصهاينة قادرون على إخفاء القضية، لأنهم يسيطرون على وسائل الاعلام الكبرى، ويسيطرون على أهم ثلاث محطات تلفزة كبرى فى العالم، ولم يستطع أحد فتح قناة تليفزيونية غير هذه المحطات، لأنّ كل محطة تكلف ما لا يقلّ عن مليون دولار، والصهاينة يسيطرون على المصارف وهم أصحاب رؤوس الأموال. وحين بدأت وسائط التواصل الاجتماعى، كان العالم كله لا يعرف سوى ١٠% فقط من الأخبار بصورتها الصحيحة والواقعية.

وأخيرا يتضح، أن «أدولف هتلر» الزعيم النازى لألمانيا، ساعد فى تأسيس دولة إسرائيل، من خلال التحالف مع الصهيونية العالمية لإتمام اتفاقية النقل.

محافظ المنوفية الأسبق

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العلاقة الحقيقية أدولف هتلر والصهيونية العالمية قصة الجدل الیهود الألمان إلى فلسطین فى فلسطین الیهود فى

إقرأ أيضاً:

الصهاينة.. من الجيش الذي “لا يُقهَر” إلى الجيش الذي لا يجد مخرجًا

ماجد حميد الكحلاني

في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الكيان الصهيوني، تتوالى الأنباء عن مغادرة أعداد كبيرة من سكانه، ووفقًا للمكتب المركزي للإحصاء الصهيوني، غادر أكثر من 82 ألف شخص البلاد في عام 2024، مما أَدَّى إلى انخفاض معدل نمو السكان إلى 1,1 % مقارنة بـ1,6 % في العام السابق.

هذا النزوح الجماعي يعكس حالة القلق والاضطراب التي تسود المجتمع الصهيوني، خَاصَّة في ظل التهديدات الأمنية المتزايدة؛ فقد أشَارَت تقارير إعلامية إلى أن إطلاق الصواريخ من لبنان وقطاع غزة واليمن ساهم بشكل كبير في هذه الهجرة الجماعية.

ومنذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في 7 أُكتوبر 2023، تعرض الجنود الصهاينة لتحديات غير مسبوقة، الهجمات المتواصلة من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والمواجهات مع حزب الله في جنوب لبنان، بالإضافة إلى العمليات القادمة من جبهات أُخرى كاليمن والعراق، كشفت عن هشاشة المنظومة العسكرية الإسرائيلية التي طالما تباهت بقوتها وتفوقها.

ووفقًا لموقع “والا” الصهيوني، بلغ عدد الجرحى في صفوف الجيش وقوات الأمن والمستوطنين منذ بدء العملية 25 ألفًا، هذا الرقم، الذي كان من المفترض أن يكون سريًّا، أصبح مادة دسمة للتندر في الأوساط الإعلامية؛ فمن كان يظن أن “الجيش الذي لا يُقهر” سيُصاب بهذا العدد الهائل من الجروح، سواء أكانت جسدية أَو نفسية؟

لم تقتصر الخسائر على الإصابات الجسدية؛ فقد أشَارَت رئيسة حركة “أُمهات في الجبهة”، المحامية أييلت هشاحر سيدوف، إلى حالات انتحار بين الجنود وانهيارات نفسية أَدَّت إلى تسريح 12 جنديًّا دون إعلان رسمي، يبدو أن “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم” يعاني من أزمة هُـوِيَّة، حَيثُ لم يعد الجنود قادرين على تحمل الضغوط النفسية الناتجة عن مواجهة مقاومة شرسة ومجتمع دولي يزداد انتقادًا.

وفي الوقت الذي يتفاخر فيه الساسة الإسرائيليون بوحدة الصف وقوة الجيش، يتخلى هؤلاء عن جنودهم في الميدان، تصريحات عضو الكنيست المتطرف، تسفي سوكوت، التي ربط فيها مقتل الجنود بالابتعاد عن الدين، تعكس حالة النفاق والتخبط التي يعيشها النظام السياسي، فمن لم يخدم في الجيش، كيف له أن يُقرّر مصير الأسرى والجنود في ساحات القتال؟

في هذا السياق، برزت جبهة اليمن كلاعب غير متوقع، حَيثُ نفذت هجمات صاروخية استهدفت مناطق استراتيجية مثل ميناء إيلات، وأشَارَت تقارير إعلامية إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، رغم تطورها، فشلت في اعتراض بعض هذه الصواريخ، مما أَدَّى إلى حالة من الرعب والارتباك بين السكان، وحدثت حالات وفاة نتيجة التدافع، وإصابات بسكتات قلبية جراء دوي صافرات الإنذار، مما يعكس التأثير النفسي العميق لهذه الهجمات.

وفي ظل هذه التطورات منذ انطلاق “طوفان الأقصى تجد “إسرائيل” نفسها أمام تحديات متعددة الجبهات جعلت جيشها يواجه أزمة وجودية حقيقية؛ فقد تحوّل الجيش “الجيش الذي لا يُقهر” من كيان يُعتبر الأقوى في المنطقة، إلى كيان يعاني من انهيارات نفسية، وانتحارات، وهروب جماعي من الخدمة.

مقالات مشابهة

  • طريق إلى الأمام.. حالة أمل بين الفلسطينيين رغم الدمار والظروف الصعبة في غزة والضفة.. فيلم «أنا بيسان من غزة.. وما زلت على قيد الحياة» يلفت نظر العالم بعد فوزه بجائزة إيمي العالمية
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر والمصريون !!
  • الصهاينة.. من الجيش الذي “لا يُقهَر” إلى الجيش الذي لا يجد مخرجًا
  • الاتجاهات العالمية لعام 2025
  • القسام تبث فيديو للأسيرة الصهيونية ليري إلباج
  • كتائب القسام تبث فيديو للأسيرة الصهيونية ليري إلباج
  • كتائب القسام تبث فيديو للأسيرة الصهيونية “ليري إلباج”
  • جدة.. تفاصيل انطلاق منافسات جائزة ريادة الأعمال العالمية للطلاب
  • النازية تواصل قتل ناقلي الصورة الإعلامية
  • تزامنا مع احتفالات رأس السنة.. اليهود المغاربة يحجون لموسم دافيد بن باروخ بتارودانت