بوابة الوفد:
2025-04-26@04:29:15 GMT

حكايتان

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

عندما كنتُ عميدا لكلية الآداب جاءنى بمكتبى وليُّ أمر طالب بالفرقة الثانية وقال لي: عندما كان ابنى فى الثانوية كان يصحو فى الصباح ويُقبِل نحوى مُقّبّلًا يديّ طالبا منى الدعاء له، وهذا ما كان يفعله مع أمه أيضا، ولكنه بعد عام عاد إلينا يكفّرنى ولا يكلمنى ولا يتحدث مع أفراد أسرته، ويرى أن راتبى حرام وأكل أمه حرام.

.. ثم صمت برهة ونظر إلىّ قائلًا: لماذا لم تحرسوا ابنى من البلاوي؟ ماذا فعلوا به؟وأين كنتم أنتم؟ وما دوركم؟

وأظن أن هذا السؤال فى حاجة إلى إجابة، من الذى غيَّر بوصلة هذا الشاب وكيف تمَّ هذا؟وأين ومتى؟ وأين دور المثقفين فى تنوير عقول شبابنا؟

القصة الأخرى حدثتْ قبل سنوات عندما اعتدى شاب (دبلوم صنايع) فى قنا على أتوبيس سياحى يقلُّ سائحين ألمان، وقد استعين بى للترجمة فى المستشفى، وكم كان المنظر مؤلما وكم كدت أن أبكى عندما سألتنى سيدة ألمانية مصابة: لماذا يقتلنا هؤلاء ونحن سياح نحب بلدكم؟

وعندما ذهب مذيع القناة الأولى حتى يحاور أهل هذا الفتى القاتل سأل أمه عنه، فأجابت:» هوَّ كان ماشى زين وعادى لغاية ما عرف «البلاوى» وعششوا فى مخه»

عندما أسترجع اليوم هاتين الحادثتين يستوقفنى لفظ «البلاوى»الذى تكرر فى القصتين مع طالب الجامعة ومع طالب التعليم المتوسط اللذيْن فقدا الوسطية وانحرفا نحو التشدد والقتل والتدمير، ألا نقيم ندوات ومؤتمرات مع الشباب عن «المعشش فى المخ من البلاوى»وهذا دور كل الوزارات الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم العالى والثقافة والتضامن الاجتماعى وأن نتحاور مع الشباب لا نحاضرهم فقد سئموا المحاضرات ويحتاجون لمن يسمعهم ويتحاور معهم فى الأندية والمدرجات والفصول ومراكز الشباب والمنادر والقهاوى حتى ننقذهم ونأخذ بعقولهم إلى الوسطية فى التفكير والتسامح فى السلوك والأخلاق فى المعاملة وتقبّل الرأى الآخر وهذا ما ينبغى أن نغرسه فى مناهجنا حتى نرى شبابنا قادرا على المحاورة والتفكير الناقد وتمحيص الأفكار وإعمال العقل.

* مختتم الكلام

أغنية للحب

ولماذا تَبْغى أن تَقْتُلَنى؟

وتُسَدّدَ كلَّ سهامِكَ فى قَلبى؟

فَأَنَا إنسانٌ مثـلُكَ

وأنا نبتُ الحبِّ بكل بقاعِ الأرضِ؛ بكلِّ زمانْ

وأنا التوراةُ أنا الإنجيلُ أنا القرآنْ

وأنا مَن كرّمَهُ الرّحمنْ

وأنا إنسانٌ يبحثُ فيكَ عن الإنسانْ!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عميدا لكلية الآداب الثانوية أفراد أسرته دبلوم صنايع

إقرأ أيضاً:

"شات جي بي تي".. بين التسهيل والاعتماد المفرط

منير بن محفوظ القاسمي

في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأحد أبرز أدواتها هو الذكاء الاصطناعي، الذي غيّر طريقة تفكيرنا وعملنا، خاصة تقنية الذكاء الاصطناعي (IA) لمعالجة اللغة الطبيعية للتفاعل مع النصوص والإجابة على الأسئلة. وعلى وجه الخصوص، أثار جدلًا كبيرًا حول تأثيره على الإبداع والتفكير البشري: هل هو عدو للإبداع أم محفز له؟

خلال مشاركتي في برنامج تدريبي عن أهمية التخطيط في بيئة العمل، دُعينا كفريق عمل لصياغة أهداف ذكية تساهم في تحقيق الخطط العامة. كان البرنامج يهدف إلى إثارة التفكير الجماعي والعصف الذهني، لكن المفاجأة كانت عندما لجأ معظم المشاركين إلى هواتفهم وفتحوا تطبيق شات جي بي تي للحصول على أمثلة جاهزة.

عندما حان وقت مشاركة النتائج، ظهرت الإجابات متشابهة إلى حد كبير، بل ومتطابقة أحيانًا. هنا توقف النقاش الإبداعي الذي كنا نتطلع إليه، وبرز سؤال كبير في ذهني: هل أصبح الذكاء الاصطناعي يقتل التفكير الجماعي ويغري الناس باختيار الطرق السهلة بدلًا من بذل الجهد العقلي؟

لا شك أن شات جي بي تي يُعد أداة قوية تساعد في توفير الوقت والوصول إلى معلومات دقيقة بسرعة، لكنه في الوقت نفسه قد يكون سلاحًا ذا حدين؛ فإذا اعتمدنا عليه بشكل مفرط، قد نفقد جوهر التفكير الإبداعي الذي ينبع من الحوار والتفاعل البشري.

قبل ظهور مثل هذه الأدوات، كان الناس ينخرطون بحماس في النقاشات، يطرحون أفكارًا مختلفة، ويتعلمون من بعضهم البعض. أما الآن، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أحيانًا يحل محل هذه التفاعلات، ويقلل من قيمة التفكير الجماعي.

الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة عدوًا للإبداع. إذا استُخدم بحكمة، يمكن أن يكون محفزًا قويًا، خاصة عندما نعتبره شريكًا في العملية الإبداعية وليس بديلًا عنها.

في النهاية، نجيب على سؤال الافتتاح: "هل شات جي بي تي عدو الإبداع أم محفزه؟"
الإجابة تعتمد علينا نحن؛ فالأداة بحد ذاتها ليست جيدة أو سيئة، وإنما تعتمد قيمتها على كيفية استخدامها. إذا استخدمناها بحكمة، يمكن أن تصبح رفيقًا يدفعنا نحو الإبداع، أما إذا اعتمدنا عليها بشكل كامل، فإننا نخاطر بفقدان جوهر التفكير الإنساني.

وأخيرًا.. كيف ترى أنت دور الذكاء الاصطناعي؟ عدو أم شريك؟

مقالات مشابهة

  • بيرغوين: بنزيما سبب انضمامي للاتحاد ولا أفكر في الرحيل
  • أقوال بعيد العمال
  • قبل عرضها في عيد الأضحى| لقاء الخميسي تنضم لمسرحية «الملك وأنا».. صور
  • بعد انضمام لقاء الخميسي.. تعرف على قصة وأبطال مسرحية «الملك وأنا»
  • لقاء الخميسي بطلة مسرحية الملك وأنا من إنتاج البيت الفني للفنون الشعبية برئاسة تامر عبدالمنعم
  • لقاء الخميسي تنضم لمسرحية الملك وأنا .. صور
  • النور حمد (نموذجاً): عندما يتحدث النخبوي عن نفسه بصفة (نحن عملاء)
  • «قدها من يومي».. موعد طرح أغنية محمد رمضان الجديدة
  • "شات جي بي تي".. بين التسهيل والاعتماد المفرط
  • كريم فهمي يفاجئ الجميع بما كشفه عن ياسمين عبد العزيز