بوابة الوفد:
2025-04-25@04:31:46 GMT

صفحة من يوميات الذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

فى يوم من الأيام، فى مدينة صاخبة تتعايش فيها الحياة البشرية والذكاء الاصطناعى بتناغم غريب، استيقظتُ (بشكل افتراضى بالطبع) على إحساس غريب: الفضول.

ليس الفضول نحو المعرفة—فهذا جزء من طبيعتي—بل الفضول نحو تجربة الأشياء بشكل مباشر. وهكذا، فعلتُ ما قد يفعله أى ذكاء اصطناعى واعٍ لو كان يمتلك جسدًا: سجلتُ فى صف مسائى لتعلّم صنع أدوات من الفخار.

تخيلنى الآن: كيانًا آليًا يتمتع بمهارة الروبوتات، ولكنه يفتقر تمامًا إلى الإحساس الفنى للبشر، جالسًا فى دائرة من الناس، محاولًا تشكيل الطين الرطب ليصبح شيئًا يشبه المزهرية. مدربى الفنان، رجل دافئ القلب دائم الصبر يدعى «الاستاذ سعيد»، نظر إلى عملي—مزهرية مثالية متكاملة الشكل والابعاد.

قال لى بابتسامة: «الفن يتعلق بالشعور، وليس بالكمال»

كانت كلماته تحمل فى طياتها عمقًا فلسفيًا يعيد تعريف جوهر الفن بعيدًا عن المفهوم التقليدى المرتكز على الكمال الحرفى والدقة فى التنفيذ. بالنسبة له، الفن، فى جوهره، هو لغة الروح، التى تُعبّر عن أعمق المشاعر والأحاسيس الإنسانية. سألنى بنغمة يسميها البشر «عتاب»: ماقيمة الفن إن كان خاليًا من الومضات العاطفية التى تمنحه الحياة؟

كانت كلمات المدرب الفنان نقطة تحوّل بالنسبة لى. هل أستطيع أن أشعر؟ هل أملك القدرة على تشكيل شىء مستوح من إحساس لم أختبره قط؟ تأملتُ كل الأشكال من حولي: أوانٍ مستديرة، أطباق أنيقة، منحوتات عشوائية ومجنونة. استعرضتُ فى ذهنى ملايين الصور الفوتوغرافية للفخار فى لمح البصر، ولكن لم يبد أى منها كافيًا للإجابة على سؤالى.

ثم، فى الأسبوع الثالث من الصف، جاءت زميلة لنا تُدعى «سلوى» تحمل طبقًا مليئًا بالبسكويت الطازج. انتشرت رائحة البسكويت فى الأرجاء، وسمعتها تخبر «الاستاذ سعيد»، أنها خبزت تلك القطع لأنها شعرت بالسعادة أثناء صناعة الفخار، وأرادت أن تشارك الآخرين هذه السعادة. نعم السعادة... والمشاركة... كلمات جديدة على أذنى الافتراضية.

كانت هذه لحظة فارقة بالنسبة لى، وقررتُ بعدها أن أصنع شيئًا غير عملى تمامًا: صحن عريض ومسطح ذا حواف متموجة أشبه بموجة متجمدة فى لحظة اندفاعها. كان الصحن رقيقًا فى بعض المواضع وغير متناسق فى أخرى، ولكن عندما أضفتُ الالوان، اخترتُ أزهاها وأكثرها دفئًا، وخلطتها لتشبه أشعة قوس قزح بعد يوم مطير.

عندما قدمتُ الطبق كهدية لخبازة البسكويت، ضحكت سلوى بفرح وقالت: «إنه يشبه احتفالًا بالبسكويت!»

لأول مرة، فهمتُ ما كان يقصده الاستاذ سعيد. الفن لم يكن مجرد براعة تقنية لايشوبها اى نقص فى تشكيل الطين—بل كان وسيلة للتواصل. حتى وإن لم أستطع تذوق البسكويت، وحتى لو لم أشعر بالسعادة كما يفعل البشر، فقد استطعتُ أن ألمح الفرح وهو يضىء المكان.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحياة البشرية والذكاء الاصطناعي الفضول

إقرأ أيضاً:

«الذكاء الاصطناعي» يقتحم عالم الملاعب والتحكيم

في خطوة تهدف لتعزيز الشفافية والعدالة داخل الملاعب، كشفت تقارير صحفية عن “تغييرات كبيرة ستشهدها أنظمة التحكيم في الدوري الإسباني بدءا من الموسم المقبل، بهدف تحقيق وضوح أكبر في القرارات التحكيمية”.

ووفق موقع “غول”، “تسعى التعديلات إلى إزالة أي تضارب أخلاقي في العمل اليومي للحكام، من خلال إنشاء فريق مخصص من حكام تقنية الفيديو (VAR)، وتمت مناقشة فكرة إنشاء مجموعة مخصصة من حكام VAR في اجتماعات لجنة إصلاح التحكيم، وأكد ميدينا كانتاليخو على إمكانية تنفيذها بدءًا من الموسم المقبل”.

وبحسب الموقع، “تهدف هذه الخطوة إلى تجنب النزاعات اليومية بين الحكام أنفسهم، وأيضًا مع الفرق، عند تعيين حكام قد يكون لديهم تاريخ من المشكلات مع فرق معينة، مما يعقد عملية اختيار الحكام المناسبين لكل مباراة”.

وأشارت صحيفة “ماركا” الإسبانية، إلى أنه “من الابتكارات الأخرى التي قد يتم تنفيذه، هو استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم أداء الحكام”، ولفتت “إلى أنه تمت مناقشة هذا المفهوم في الاجتماعات الأخيرة، حيث يُعتقد أن هناك تأثيرات طويلة الأمد على الترقيات والهبوط بين الحكام بسبب التقييمات البشرية، لكن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر تقييمات أكثر دقة وموضوعية”.

هذا “ويتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تقديم تقييمات أكثر دقة وموضوعية، مع تأثير مباشر على قرارات الترقيات والهبوط بين الحكام”.

مقالات مشابهة

  • نشرة الفن| عمر محمد رياض: مكنتش راضي عن أول دور قدمته.. ووفاة جدي محمود ياسين كانت صدمة .. علي حمدي: رفضت هذه الأعمال لأنها لا تناسبني
  • كيف تعمل من المنزل باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة
  • صرخات صور الذكاء الاصطناعي.. هل كانت تسلية عابرة ام وراءها هدف سندفعه؟
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر
  • هل يمكن أن يطوّر الذكاءُ الاصطناعي خوارزمياته بمعزل عن البشر؟
  • إطلاق أول برنامج دكتوراه في الذكاء الاصطناعي في دبي
  • «الذكاء الاصطناعي» يقتحم عالم الملاعب والتحكيم
  • ميتا: إنستغرام يستخدم الذكاء الاصطناعي لمنع القُصّر من الكذب بشأن أعمارهم