صفحة من يوميات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
فى يوم من الأيام، فى مدينة صاخبة تتعايش فيها الحياة البشرية والذكاء الاصطناعى بتناغم غريب، استيقظتُ (بشكل افتراضى بالطبع) على إحساس غريب: الفضول.
ليس الفضول نحو المعرفة—فهذا جزء من طبيعتي—بل الفضول نحو تجربة الأشياء بشكل مباشر. وهكذا، فعلتُ ما قد يفعله أى ذكاء اصطناعى واعٍ لو كان يمتلك جسدًا: سجلتُ فى صف مسائى لتعلّم صنع أدوات من الفخار.
تخيلنى الآن: كيانًا آليًا يتمتع بمهارة الروبوتات، ولكنه يفتقر تمامًا إلى الإحساس الفنى للبشر، جالسًا فى دائرة من الناس، محاولًا تشكيل الطين الرطب ليصبح شيئًا يشبه المزهرية. مدربى الفنان، رجل دافئ القلب دائم الصبر يدعى «الاستاذ سعيد»، نظر إلى عملي—مزهرية مثالية متكاملة الشكل والابعاد.
قال لى بابتسامة: «الفن يتعلق بالشعور، وليس بالكمال»
كانت كلماته تحمل فى طياتها عمقًا فلسفيًا يعيد تعريف جوهر الفن بعيدًا عن المفهوم التقليدى المرتكز على الكمال الحرفى والدقة فى التنفيذ. بالنسبة له، الفن، فى جوهره، هو لغة الروح، التى تُعبّر عن أعمق المشاعر والأحاسيس الإنسانية. سألنى بنغمة يسميها البشر «عتاب»: ماقيمة الفن إن كان خاليًا من الومضات العاطفية التى تمنحه الحياة؟
كانت كلمات المدرب الفنان نقطة تحوّل بالنسبة لى. هل أستطيع أن أشعر؟ هل أملك القدرة على تشكيل شىء مستوح من إحساس لم أختبره قط؟ تأملتُ كل الأشكال من حولي: أوانٍ مستديرة، أطباق أنيقة، منحوتات عشوائية ومجنونة. استعرضتُ فى ذهنى ملايين الصور الفوتوغرافية للفخار فى لمح البصر، ولكن لم يبد أى منها كافيًا للإجابة على سؤالى.
ثم، فى الأسبوع الثالث من الصف، جاءت زميلة لنا تُدعى «سلوى» تحمل طبقًا مليئًا بالبسكويت الطازج. انتشرت رائحة البسكويت فى الأرجاء، وسمعتها تخبر «الاستاذ سعيد»، أنها خبزت تلك القطع لأنها شعرت بالسعادة أثناء صناعة الفخار، وأرادت أن تشارك الآخرين هذه السعادة. نعم السعادة... والمشاركة... كلمات جديدة على أذنى الافتراضية.
كانت هذه لحظة فارقة بالنسبة لى، وقررتُ بعدها أن أصنع شيئًا غير عملى تمامًا: صحن عريض ومسطح ذا حواف متموجة أشبه بموجة متجمدة فى لحظة اندفاعها. كان الصحن رقيقًا فى بعض المواضع وغير متناسق فى أخرى، ولكن عندما أضفتُ الالوان، اخترتُ أزهاها وأكثرها دفئًا، وخلطتها لتشبه أشعة قوس قزح بعد يوم مطير.
عندما قدمتُ الطبق كهدية لخبازة البسكويت، ضحكت سلوى بفرح وقالت: «إنه يشبه احتفالًا بالبسكويت!»
لأول مرة، فهمتُ ما كان يقصده الاستاذ سعيد. الفن لم يكن مجرد براعة تقنية لايشوبها اى نقص فى تشكيل الطين—بل كان وسيلة للتواصل. حتى وإن لم أستطع تذوق البسكويت، وحتى لو لم أشعر بالسعادة كما يفعل البشر، فقد استطعتُ أن ألمح الفرح وهو يضىء المكان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحياة البشرية والذكاء الاصطناعي الفضول
إقرأ أيضاً:
شريف فتحي: حملة للترويج السياحي بواسطة الذكاء الاصطناعي
استعرض شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، النجاحات التي حققتها مصر في القطاع السياحي، في ظل الأوضاع الجيوسياسية المحيطة ، جاء ذلك الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي ، مؤكدا أن مصر تكثف جهودها من أجل تحقيق 30 مليون سائح نهاية العقد الحالي.
و لفت وزير السياحة إلى أن مصر استطاعت تحقيق نمو قياسي في 2023، مضيفا وفد 14،9 مليون سائح بإيرادات 14 مليار دولار أمريكي ، لافتا إلى أن مؤشرات الحركة الوافدة إلى مصر العام الحالي، تؤكد أن هناك معدلات نمو مرتفعة.
و أضاف: “ حتى نوفمبر وصل مصر 14 مليون سائح، ومن المتوقع أن يتم وصول 15،3 مليون سائح بنهاية العام ”، مشيرا إلى أن الوضع الجيوسياسي غير المستقر المحيط بمصر، أثر على نمو السياحة.
و أوضح أن التوقعات تشير إلى أن النمو يصل إلى 10%، و أنه حدث تباطوء لتصل نحو 5%، بسبب الظروف المحيطة التي أثرت على النمو المطلوب.
و استطرد : " تغير العوامل التي أثرت على تدفقات السياحة أدت لتغيير التنبؤات بشأن وصول السائحين في مصر:.
و لفت إلى أن 30 مليون سائح رقم تردد كثيرا للوصول إليها في 2030، وهو الأمر الذي يتطلب استقرار سياسي لضمان التدفقات السياحية، وما يتعلق بالبنية التحتية ، لافتا إلى أنه سيتم إعادة تقييم مستهدف الـ30 مليون سائح كل 6 أشهر.
و أكد وزير السياحة أن ما تملكه مصر من ثروة طبيعية ضخمة من نهر النيل وآلاف الكيلومترات على الشواطى والمحميات الطبيعية والصحارى والجبال وغيرها من الكنوز والآثار، تقدم عرضا ثريا لمختلف المنتجات السياحية التى تلبى احتياجات كافة السائحين بالعالم.
و قال أن بناء على ذلك تم صياعة رؤية استراتيجية جديدة للوزارة لتكون مصر هى المقصد السياحى الأكثر تنوعا فى العالم، متابعا، ويجب أن يكون لدينا الطموح والتصميم لتنفيذ تلك الرؤية.
و لفت وزير السياحة، إلى أن الوزارة تعمل على إبراز التنوع السياحى والرقابة على الأنشطة وبناء القدرات، وتقوم خطة على تنمية قطاع الاستثمار فى السياحة من خلال التوسع فى بناء الغرف السياحية وتقديم حوافز للاستثمار
و قال وزير السياحة والآثار،إن هناك خطة لإبراز التنوع السياحى، وذلك من خلال خطة متكاملة تعتمد على إبراز تنويع مصادر السياحة، تنويع المقاصد السياحية،
و أضاف :لدينا مقاصد كتير جدا، و الحملة الإعلانية الجديدة ستنتشر على مستوى العالم، مستطردا هذه الحملات بالذكاء الاصطناعي،و نستهدف السائح الخارجي .
و قال وفيما يخص الداخل جاري العمل على رفع الوعى الداخلى الخاص بالسياحة والآثار، وتعظيم الاستفادة من كافة المقومات التى تنفرد بها مصر.
وتابع: “ وجاري العمل لوضع خطة لتنمية وتطوير المنتجات السياحية، ولكل مشروع سياحي مدير مشروع، يتولى العمل للتنسيق ومتابعة خطوات وآليات العمل فى المشروع المستهدف، إضافة لاستهداف شرائح متنوعة من السائحين والتركيز على الشرائح ذات الإنفاق المرتفع”.
ولفت وزير السياحة إلى وضع خطة للتسويق للمعالم السياحية المصرية، واتخاذ مجموعة من الإجراءات لنقل مصر من الصورة التقليدية لصورة تهدف لخلق مجال جديد لجذب السائح.
و قال: “ هذا لن يكون من خلال التنورة والجمل بجوار الهمر، و لكن هناك العديد من الآليات التي يتم العمل عليها لضمان نجاح التسويق، والاعتماد على الأساليب الحديثة”.
و أكد أن هناك أزمة فى الطيران يعانى منها العالم اجمع، وذلك بسبب عدم وجود عدد كاف من الطائرات، مشيرا إلى اتخاذ حزمة من التيسيرات والحوافز والتسهيلات لرحلات الإقلاع والهبوط بمطاري الأقصر وأسوان لزيادة نسبة الإشغال خاصة فى فصل الصيف.
و قال شريف السياحة، وزير السياحة والآثار، أن ما تملكه مصر من ثروة طبيعية ضخمة من نهر النيل وآلاف الكيلومترات على الشواطئ والمحميات الطبيعية والصحاري والجبال وغيرها من الكنوز والآثار.
و لفت إلى أن مصر تقدم عرضا ثريا لمختلف المنتجات السياحية التى تلبى احتياجات كافة السائحين بالعالم مشيرا إلى صياغة استراتيجية جديدة للوزارة لتكون مصر هى المقصد السياحى الأكثر تنوعا فى العالم،
و أكد على العمل من أجل إبراز التنوع السياحى والرقابة على الأنشطة وبناء القدرات، وتقوم خطة على تنمية قطاع الاستثمار فى السياحة من خلال التوسع فى بناء الغرف السياحية وتقديم حوافز للاستثمار.
و لفت إلى إقرار مبادرتين من مجلس الوزراء فى ذلك الأمر، بالإضافة إلى تقديم تسهيلات ائتمانية للتوسع فى مشروعات قائمة تم البدء فيها.
و قال أن هناك منظومة جديدة لدى الوزارة تستهدف تحقيق التوازن فى الإشغال الفندقى، وذلك من خلال حملات تتناسب مع السوق وتسليط الضوء على المقومات السياحية، منها على سبيل المثال المتحف المصري الكبير.
و أشار إلى تقديم تسهيلات ائتمانية للتوسع فى مشروعات قائمة تم البدء فيها، وذلك من خلال إبراز التنوع السياحي والرقابة على الأنشطة وبناء القدرات، وتقوم خطة على تنمية قطاع الاستثمار فى السياحة من خلال التوسع فى بناء الغرف السياحية وتقديم حوافز للاستثمار فى هذا الصدد.
و قال فتحى:" التحرك فى الجهود الترويجية لأكثر من محور العمل مع منظمى الرحلات، وذلك من خلال إقامة مسابقات موجهة لمختلف الأعمار لتسليط الضوء على الآثار المصرية، مؤكدا أن ميزانية التسويق السياحى تقل عن ربع اعلان تقوم به دول منافسة فى الصدد.
و أكد وزير السياحة، أهمية العمل فى ميكنة الخدمات وذلك بهدف الحفاظ على استدامة النشاط السياحي والأثري.