حلب تحت سيطرة الفصائل المسلحة وسط مخاوف من القصف والتغيير في نمط الحياة
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
عاشت مدينة حلب السورية لحظات من الخوف وعدم اليقين بعد سيطرة الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام (HTS)، على أجزاء واسعة منها في هجوم مفاجئ أسفر عن انسحاب سريع للقوات الحكومية.
في الساعات الأولى من يوم السبت، أفادت مصادر محلية بأن مقاتلين يرتدون زيًا عسكريًا دخلوا الأحياء الغربية من المدينة، مما أثار قلق السكان الذين لجأوا إلى منازلهم تحسبًا للمجهول.
«نَسما» وهي إحدى سكان حلب التي فضلت استخدام اسم مستعار، وصفت المشهد قائلة: “شعرنا بالضياع تمامًا، كان الخوف من المجهول هو المسيطر".
هيئة تحرير الشامهيئة تحرير الشام، المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل واشنطن منذ عام 2013، تقود الآن زمام الأمور في المدينة، تحت قيادة أبو محمد الجولاني، وحاولت الهيئة تقديم صورة أكثر انفتاحًا من خلال إنشاء مؤسسات في إدلب وتشجيع تدفق المساعدات الدولية، ومع ذلك، لا تزال مخاوف من التشدد الإسلامي قائمة بين سكان المدينة، لا سيما من الأقليات الدينية.
وفي رسالة إلى المسلحين، دعا الجولاني إلى التعامل برفق مع المدنيين، قائلاً: “الإسلام علمنا اللطف والرحمة. الشجاعة في المعركة لا تعني القسوة والظلم تجاه المدنيين".
رؤية السكان والمحللينرغم هذه التطورات، تباينت ردود فعل سكان حلب. البعض أعرب عن تفاؤله بالعودة إلى المدينة بعد سنوات من النزوح، بينما أبدى آخرون قلقهم من مرحلة جديدة من القصف أو القيود الاجتماعية التي قد تُفرض.
المحلل كرم شعار من معهد “نيو لاينز” أشار إلى أن هيئة تحرير الشام أثبتت قدرتها على إدارة المناطق تحت سيطرتها، لكنها تبقى “متطرفة للغاية بالنسبة للسكان الحلبيين”، مضيفًا أن الهيئة لم تُظهر نية واضحة للحكم بأساليب ديمقراطية.
ورغم رسائل الطمأنة، حث رئيس الأساقفة أفريم معلوف، من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، المسيحيين على توخي الحذر وتجنب التجول، مع الاستمرار في الصلاة وفقًا للظروف الأمنية.
«نسما» التي تعمل في المجتمع المدني، عبرت عن أملها في أن تفرض طبيعة حلب التجارية والمتنوعة نفسها على النظام الجديد، قائلة: هذه المدينة تملك هويتها الخاصة، وأعتقد أن هذه الهوية هي التي ستحدد شكل الحكم المستقبلي.
اقرأ أيضاًوزير الدفاع الإسرائيلي السابق: الاحتلال ارتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في قطاع غزة
سنسحق اقتصادكم.. سيناتور أمريكي يهدد الدول حل توقيف نتنياهو
العراق يطالب بتنسيق عربي لمواجهة التحديات.. والكويت تدعو لحسم ملف خور عبد الله
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: روسيا سوريا الجيش السوري مطار حلب بشار الاسد ادلب سقوط حلب خان شيخون مطار ادلب ابو محمد الجولاني
إقرأ أيضاً:
بين المطرقة الأمريكية والسندان الإيراني: العراق يعيد صياغة مستقبله
3 يناير، 2025
بغداد/المسلة: مع تضارب الأنباء حول زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى إيران، تبرز تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين العراق من جهة، وكل من الولايات المتحدة وإيران من جهة أخرى. تلك العلاقات التي تتداخل فيها السياسة والأمن والمصالح الإقليمية المعقدة، تبدو اليوم على مفترق طرق مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية.
و منذ سنوات، يحاول العراق أن يسير على حبل مشدود بين القوى الكبرى التي تؤثر عليه. فالعلاقات العراقية-الأمريكية تسير ضمن إطار تحالف استراتيجي قائم على المصالح الأمنية والاقتصادية، في حين ترتبط بغداد بإيران عبر علاقات تاريخية وجغرافية وثيقة، تكرّست بعد سقوط نظام صدام حسين.
لكن الوضع الحالي يحمل تغييرات جذرية. الرسائل الأمريكية الأخيرة للعراق، والتي تتحدث عن ضرورة “حصر السلاح بيد الدولة”، تعكس إصراراً على تحجيم دور الفصائل المسلحة . هذه الخطوة، إن أُنجزت، قد تؤسس لتحول جذري في التوازن السياسي والأمني داخل العراق.
إيران بين المصالح العقائدية والواقع الإقليمي
بالنسبة لإيران، تمثل الفصائل المسلحة في العراق إحدى أدواتها الرئيسية في مشروع “محور المقاومة”. لكن الضغوط الإقليمية والدولية، لا سيما في ظل تراجع النفوذ الايراني، قد تدفع طهران لإعادة النظر في سياساتها.
وزيارة السوداني المرتقبة قد تكون فرصة لإيران لتقييم الموقف الجديد، خصوصاً إذا ما اعتبرت بقاء نظامها السياسي أولوية تفوق الاحتفاظ بالنفوذ المسلح في العراق.
و عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قد تكون لها تداعيات مباشرة على هذه الديناميكيات.
ترمب، المعروف بمواقفه الحادة تجاه إيران، يبدو أنه ينقل رسائل واضحة تفيد بأن واشنطن لن تتسامح مع استمرار دور الفصائل المسلحة في العراق.
ومع ذلك، لا يبدو أن الولايات المتحدة ترغب في زعزعة الاستقرار السياسي في العراق ككل. فالحفاظ على النظام السياسي القائم، لكن مع تغييرات جذرية تطال القوى المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة، قد يكون هدفاً أمريكياً مرحلياً.
بالنسبة للعراق، النجاح في حصر السلاح بيد الدولة قد يمنحه استقلالية نسبية عن الضغوط الإقليمية، لكن ذلك يتطلب توافقاً داخلياً بين القوى السياسية المختلفة، وهو أمر معقد في ظل الانقسامات الحالية.
وبالنسبة لإيران، فان إعادة تموضع استراتيجي قد يساعدها في تخفيف الضغوط الدولية عليها، خصوصاً إذا ما وجدت بديلاً للعلاقة مع الفصائل المسلحة كوسيلة للحفاظ على نفوذها في العراق.
اما للولايات المتحدة، فان تطوير علاقة بناءة مع العراق قد يساعدها في تقليل النفوذ الإيراني دون التورط في مواجهات مباشرة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts