هدد السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام، المعروف بمواقفه الحادة، حلفاء الولايات المتحدة بـ”الإفلاس الاقتصادي” إذا تعاونوا مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن تنفيذ مذكرات توقيف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين.

يأتي ذلك بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق نتنياهو، ووزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، وقائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف، رغم المزاعم الإسرائيلية باستشهاده في يوليو الماضي، إلا أن حماس لم تؤكد هذا الأمر.

ردود فعل الكونجرس

أثارت الخطوة غضب العديد من أعضاء الكونجرس، حيث طالب الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء بإجراءات قوية ضد المحكمة.

النواب الديمقراطيون جاكي روزن وريتشي توريس وجاريد موسكوفيتز أدانوا المذكرات، واعتبرها البعض “ازدواجية معايير معادية للسامية”.

أما الجمهوريون، وعلى رأسهم جراهام، فذهبوا إلى أبعد من ذلك، مهددين بمعاقبة الدول التي تتعاون مع المحكمة.

في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال جراهام: “عليكم أن تختاروا بين المحكمة الجنائية الدولية المارقة وأمريكا، سنفرض عقوبات على أي دولة تدعم هذه المذكرات، سواء كانت كندا، بريطانيا، ألمانيا، أو فرنسا، وإذا تجرأ أحدهم على المساعدة في اعتقال نتنياهو، سنسحق اقتصاده".

الخلفية الأمريكية مع المحكمة

تاريخيًا، رفضت الولايات المتحدة الاعتراف بسلطة المحكمة الجنائية الدولية، مشيرة إلى مخاوف من محاكمة جنودها أو مسؤوليها في الخارج.

ويُذكر أن قانونًا أمريكيًا صدر في 2002، يُعرف بـ”قانون غزو لاهاي”، يمنح الولايات المتحدة سلطة التدخل عسكريًا إذا تعرض أي مواطن أمريكي أو حليف لاعتقال بموجب قرارات المحكمة.

موقف إدارة بايدن

رغم دعم الرئيس جو بايدن لمذكرة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، إلا أن مذكرات التوقيف الأخيرة واجهت إدانة واسعة من البيت الأبيض.

ووصف العديد من المشرعين المحكمة بأنها تتبع “ازدواجية في المعايير”، متهمينها بتجاهل جرائم جهات أخرى بينما تركز على إسرائيل.

التأثير المحتمل

مع اقتراب عودة محتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي يدعم تمكين إسرائيل من “إنهاء المهمة” في غزة، قد تصبح مواقف الكونجرس أكثر تحديًا للمحكمة الجنائية الدولية، مما يزيد من تعقيد العلاقة الأمريكية مع المؤسسات الدولية.

عبد الخالق عبد الله: ترمب وهاريس لا يتمتعان بصفات قيادية تليق بالدولة العظمى الوحيدة في العالم

بعد محاولة اغتياله.. ترمب يكشف عن رسالة الرئيس الفلسطيني

مهندس مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت.. وفاة المحامي الفرنسي أكبر مدافع عن القضية الفلسطينية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جرائم حرب اسرائيل الكونغرس نتنياهو بنيامين نتنياهو اليمين المتطرف المحكمة الدولية ترمب غراهام المحکمة الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني إصدار “الجنائية الدولية” مذكرة اعتقال بحق المجرم نتنياهو وغالانت ؟

 

 

أُسّست المحكمة الجنائية الدولية عام 2002، وهي أول محكمة دولية دائمة لجرائم الحرب في العالم، ولكن ليس لديها وسيلة لتنفيذ أوامر الاعتقال وتكون الدول الأعضاء في المحكمة (124 دولة) مُلزَمة بالتعاون معها، واعتقال الأشخاص الذين صدرت هذه المذكرات بحقهم بشكل فوري إذا وُجدوا على أراضيها.
ولكن لماذا صدرت أوامر الاعتقال بعد عام كامل من جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والواضح ان الغرب اراد تجميل صورته وخاف على خسارة سمعته مثلما ساءت سمعة إسرائيل في العالم بأكمله وأراد ان يثبت أن أهم منصة قضائية دولية ليست أداة بيد الغرب لذلك منح الضوء الأخضر للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات الاعتقال بحق المجرم نتنياهو وغالانت .
وأوضحت المــادة (5) الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة :
1 – يقتصر اختصاص المحكمة على أشد الجرائم خطورة موضع اهتمام المجتمع الدولي بأسره, وللمحكمة بموجب هذا النظام الأساسي اختصاص النظر في الجرائم التالية :
أ) جريمة الإبادة الجماعية.
ب) الجرائم ضد الإنسانية.
ج) جرائم الحرب.
د) جريمة العدوان.
2 – تمارس المحكمة الاختصاص على جريمة العدوان متى اعتمد حكم بهذا الشأن وفقاً للمادتين 121 و123 يعرف جريمة العدوان ويضع الشروط التي بموجبها تمارس المحكمة اختصاصها فيما يتعلق بهذه الجريمة، ويجب أن يكون هذا الحكم متسقاً مع الأحكام ذات الصلة من ميثاق الأمم المتحدة.
وللمحكمة أن تمارس اختصاصها فيما يتعلق بجريمة مشار إليها في المادة 5 وفقاً لأحكام هذا النظام الأساسي في الأحوال التالية :-
(أ) إذا أحالت دولة طرف إلى المدعي العام وفقاً للمادة 14 حالة يبدو فيها أن جريمة أو أكثر من هذه الجرائم قد ارتكبت.
(ب) إذا أحال مجلس الأمن، متصرفاً بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حالة إلى المدعي العام يبدو فيها أن جريمة أو أكثر من هذه الجرائم قد ارتكبت.
(ج) إذا كان المدعي العام قد بدأ بمباشرة تحقيق فيما يتعلق بجريمة من هذه الجرائم وفقاً للمادة 15.
العدو الإسرائيلي يتحجج بأنه ليس عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، ويدعي أنه “لا صلاحية” للمحكمة على إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن المحكمة تدحض هذا الادعاء وأكدت في فبراير 2021، أن لها ولاية قضائية على جرائم حرب أو فظائع ارتُكبت في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، كما أعلنت المحكمة، في يناير/كانون الثاني الماضي، أنها تحقق في جرائم محتملة بحق الصحفيين منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إضافة إلى أن الغاية من إنشاء المحكمة هو النظر في الجرائم الخطيرة التي تهدد السلم والأمن الدوليين والعمل على أن لا تمر دون عقاب وأنه يجب ضمان مقاضاة مرتكبيها على نحو فعّال ولها الأساس القانوني المستند إلى اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني من خلال تدابير تتخذ على الصعيد الوطني و من خلال تعزيز التعاون القضائي الدولي.
صحيح ان مذكرات الاعتقال تأخرت كثيرا إلا أنها صدمت العدو الإسرائيلي وجعلته يخسر سمعته كثيرا أمام العالم وأصبحت تنقلات الملعون المجرم نتنياهو وغالانت محدودة وضيقة وتداعياتها الاقتصادية والسياسية داخل الكيان كارثية .

مقالات مشابهة

  • رئيس المحكمة الجنائية الدولية تشن هجومًا عنيفًا على أمريكا وإسرائيل
  • تحديات «الجنائية الدولية» مع افتتاح اجتماعها السنوي.. مذكرات اعتقال واتهامات ضد المدعي العام
  • مدعي الجنائية الدولية: لا يوجد أساس قانوني لتعليق أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت
  • «الجنائية الدولية» ترفض استئناف إسرائيل على قرار اعتقال نتنياهو
  • «الجنائية الدولية» ترفض استئناف إسرائيل للرد على مذكرات اعتقال نتنياهو
  • دعوة من الجنائية الدولية لرفض التماس إسرائيل ضد مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت
  • الجنائية الدولية تدين التهديدات التي يتعرض لها قضاتها بعد مذكرة اعتقال نتنياهو
  • مدعي عام الجنائية الدولية يدعو غرفة الاستئناف لرفض التماس إسرائيل ضد مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت
  • ماذا يعني إصدار “الجنائية الدولية” مذكرة اعتقال بحق المجرم نتنياهو وغالانت ؟