ينظر البعض إلى الحلزونات على أنها مجرد كائنات رخوية تنشط في الأجواء الرطبة، في حين ينظر إليها الفرنسيون مثلا على أنها طبق شهي ذو قيمة غذائية لاحتوائه على البروتين والدهون وبعض الفيتامينات والمعادن. لكن هل كنت تعلمين أن للحلزون قيمة تجميلية كذلك؟

أثبتت الدراسات الحديثة فوائد عديدة قد يقدمها "مخاط الحلزون" للبشرة، وعليه راج انتشار هذا المكون في عديد من المستحضرات التجميلية ومنتجات العناية بالبشرة… تعرفي أكثر على الفوائد غير المتوقعة لإفرازات الحلزون.

إفرازات الحلزون للعناية بالبشرة

ينتج الحلزون إفرازات مخاطية لعديد من الأسباب، منها تسهيل الحركة، ومساعدته على الانزلاق في أثناء زحفه البطيء، كذلك من الممكن أن يستخدم الحلزون هذا المخاط كغراء يساعده على التعلق بالأسطح المائلة، كما أن الآثار التي تتركها الحلزونات تساعد على تمييز طريقها والعثور على بعضها بعضا.

استفاد البشر كذلك من إفرازات الحلزونات منذ القدم، فقد استخدمت في عديد من الأغراض الطبية، ويقال إن الطبيب اليوناني أبقراط كان يطحن الحلزون ويمزجه مع الحليب لعلاج التهابات الجلد.

​​وفي ثمانينيات القرن الـ20، لاحظ العاملون في سوق الأغذية الفرنسية، الذين يقومون بتربية الحلزون في مزارع خاصة، أن التعامل مع هذه الرخويات جعل أيديهم أكثر نعومة، كما ساهم في التئام الجروح بشكل أسرع، مما أدى إلى تزايد الاهتمام باستخدام إفرازات الحلزون لأغراض تجميلية.

وخلال السنوات الأخيرة، اكتسب استخدام هذه المفرزات في منتجات العناية بالبشرة شعبية هائلة في كوريا الجنوبية، ثم أصبح هذا النوع من المنتجات رائجا في عديد من الدول في مختلف أنحاء العالم، لا سيما بعد الترويج له بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

تستخدم إفرازات "مخاط" الحلزون اليوم في صناعة التجميل بطريقتين: الأولى، عن طريق استخلاص هذه الإفرازات من الحلزون ومزجها مع عناصر أخرى في المنتجات التجميلية ومنتجات العناية بالبشرة، أما الثانية فعبر العلاج المباشر، إذ توجد مراكز متخصصة حول العالم تقدم جلسات للعناية بالبشرة يتم خلالها وضع بضعة حلزونات على الوجه، وتركها تزحف ببطء لتدلك البشرة بالإفرازات التي تنتجها.

وعلى الرغم من أن هذه الطريقة قد تبدو مثيرة للاشمئزاز بالنسبة للبعض، فإن بعض المتخصصين في العناية بالبشرة يعتقدون أن هذه الجلسات تساعد في تحسين نضارة البشرة وحمايتها من الجفاف والتهيج، وذلك بسبب المواد الفعالة الموجودة في إفرازات الحلزون بما في ذلك الكولاجين، والإيلاستين، وحمض الغليكوليك، والأحماض الأمينية، والمعادن.

فوائد إفرازات الحلزون

يكمن سر فعالية العلاج بالحلزون في احتواء مفرزاته على عديد من المكونات الضرورية للحفاظ على بشرة صحية وأكثر شبابا. ومن الممكن تلخيص فوائد هذه المكونات بما يلي:

تجديد الخلايا ومكافحة مظاهر الشيخوخة: وذلك بسبب احتواء مفرزات الحلزون على بروتينات الكولاجين والإيلاستين، وهي بروتينات أساسية تلعب دورا حيويا في تعزيز مرونة الجلد وتحفيز عملية تجديد الخلايا، مما يساعد في تقليل ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة، وبالتالي مكافحة الشيخوخة ومنح البشرة مظهرا أكثر شبابا.

كذلك تحتوي مفرزات الحلزون على حمض الغليكوليك الذي يساعد على تقشير البشرة بلطف، مما يعزز تجديد الخلايا ويعمل على تفتيح البشرة، وإزالة الخلايا الميتة. وتحتوي هذه المفرزات أيضا على الأحماض الأمينية التي تعتبر جزءا أساسيا من تركيب البروتينات الموجودة في البشرة، وتساعد على تعزيز صحة الجلد وتجديده.

وأخيرا، فإن هذه الإفرازات غنية كذلك بفيتامينات "إيه" و"إي" و"سي"، التي تعزز صحة البشرة، وتقوي جهاز المناعة للبشرة، وتساعد في مقاومة علامات الشيخوخة.

الترطيب العميق: إفرازات الحلزون غنية بالهيالورونيك أسيد، وهو مكوّن قادر على جذب وحبس كميات كبيرة من الماء داخل الجلد، مما يضمن ترطيبا مستمرا وفعالا، يزيد من نعومة البشرة ونضارتها. وبسبب احتواء مفرزات الحلزون على البروتينات السكرية، فإنها تسهم أيضا في الحفاظ على رطوبة الجلد وتعزيز قدرته على مقاومة الجفاف.

ومن المكونات الأساسية التي تقلل الجفاف والتهيج في البشرة نذكر الألانتوين، الذي يتميز بخصائص مهدئة ومرطبة، وحمض الغليكوليك، الذي يساعد على إزالة خلايا الجلد الميتة بلطف، وبالتالي يمكّنها من امتصاص المرطبات بشكل أكثر فعالية.

علاج حب الشباب والندوب: تحتوي إفرازات الحلزون على مواد مضادة للميكروبات، مما يساعد في قتل البكتيريا المسببة لحب الشباب، كما أنها غنية بمركبات تهدئ البشرة الملتهبة وتقلل من الاحمرار والتورم الناتج عن حب الشباب. عدا عن ذلك من الممكن أن تساعد المكونات النشطة في مخاط الحلزون، مثل الزنك، على تنظيم إنتاج الزهم "الزيوت الطبيعية" في البشرة، مما يقلل انسداد المسام. كذلك فإن المكونات الموجودة في إفرازات الحلزون، التي تساعد على تجديد خلايا البشرة تسهم أيضا في إصلاح الأنسجة المتضررة وفي تقشير الطبقات السطحية من الجلد، مما يساعد على تحسين مظهر الندوب ومعالجة البقع الداكنة. حماية البشرة: تساعد إفرازات الحلزون الغنية بالهيالورونيك أسيد والببتيدات على تحسين وظيفة الحاجز الواقي للبشرة، كما أنها تعزز قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يخفف من احتمال تلف الحاجز الواقي. وتساعد الإفرازات أيضا في الحفاظ على توازن البكتيريا النافعة في البشرة، مما يُقلل من خطر الإصابة بالعدوى الجلدية أو الالتهابات.

أيضا تمتلك إفرازات الحلزون خصائص مضادة للأكسدة بسبب احتوائها على مضادات أكسدة طبيعية، مثل فيتامينات "إيه" و"إي" التي تحارب الجذور الحرة. كذلك، بسبب احتواء هذه الإفرازات على كل من الكولاجين والإيلاستين، فهي تسهم في حماية البشرة من التلوث، والأشعة فوق البنفسجية، والعوامل المناخية الضارة.

منتجات التجميل الحاوية على إفرازات الحلزون

مع تزايد الاهتمام بالفوائد التي قد تمنحها إفرازات الحلزون، باتت مكونا فعالا في عديد من منتجات العناية بالبشرة، بما في ذلك كريمات الترطيب والسيرومات المكافحة للتجاعيد ومستحضرات تفتيح البشرة ومنتجات علاج حب الشباب وأقنعة العناية بالوجه المخصصة للنساء والرجال على حد سواء.

وينصح عديد من خبراء العناية بالبشرة باستخدام المنتجات التي تحتوي على إفرازات الحلزون مرة يوميا، مع التركيز على ابتداء الروتين الصباحي بالمنظف أولا، يليه السيروم، ثم المرطب وكريم العين، وأخيرا واقي الشمس.

في حين ينبغي أن يركز الروتين المسائي على التقشير والترطيب بشكل أساسي.

كيفية استخراج إفرازات الحلزون

غالبا ما يتم استخراج مخاط الحلزون بطريقة آمنة لا تؤذي هذا المخلوق الرخوي، حيث تتم تربيته في مزارع مخصصة، وتختلف طريقة جمع الإفرازات من مزرعة إلى أخرى، ففي بعض المزارع تزحف الحلزونات على شبكات بحيث يتساقط المخاط في أحواض لجمع الإفرازات، في حين تستخدم مزارع أخرى حجرات خاصة تنشر رذاذا يحفز إفرازات الحلزون.

ومن الجدير بالذكر أن عملية حصاد إفرازات الحلزون باتت مكلفة ماديا، لا سيما مع تزايد الطلب عليها بعد دخولها عالم الصناعة التجميلية.

محاذير في أثناء استخدام إفرازات الحلزون للعناية بالبشرة

في الغالب، تعتبر إفرازات الحلزون آمنة على البشرة بالنسبة لمعظم الأشخاص، مع ذلك قد يعاني البعض من الحساسية أو التهيج، لذلك ينصح دائما بإجراء اختبار الحساسية أولا قبل استخدام أي منتج يحوي على إفرازات الحلزون، وذلك عن طريق وضع كمية صغيرة من المنتج على رقعة صغيرة من الجلد، لمعرفة إذا ما كان سيبدي أي ردود فعل تحسسية.

كذلك إذا استخدم العلاج المباشر الذي يعتمد على وضع الحلزونات بشكل مباشر على الوجه لتدليكه، قد تبرز مخاطر تتمثل في احتمال عدم نظافة الحلزون، ومن ثم احتمال نقله عدوى جلدية.

كذلك من المهم معرفة أن عديدا من خبراء العناية بالبشرة يعتقدون أن إفرازات الحلزون تمنح البشرة كثيرا من الفوائد، في حين يعتقد آخرون أنه لا تزال هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لإثبات قطعية الحصول على هذه الفوائد من المنتجات المحتوية على إفرازات الحلزون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العنایة بالبشرة الحلزون على فی عدید من فی البشرة فی حین ذلک من

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث لجسمك عند تناول واحدة من اليوسفي ؟

اليوسفي، أو ما يُعرف بالماندارين، ليس مجرد فاكهة شتوية منعشة، بل هو كنز طبيعي يفيض بالفوائد الصحية التي تجعل منه خيارًا مثاليًا لتحسين صحة الجسم ودعمه بالطاقة والعناصر الغذائية.

 فماذا يحدث لجسمك عند تناول اليوسفي؟

1. تعزيز مناعة الجسم

اليوسفي غني بفيتامين C، الذي يُعد من أقوى مضادات الأكسدة المعروفة بقدرتها على تعزيز الجهاز المناعي. عند تناول اليوسفي، يزداد إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تحارب الالتهابات والأمراض. كما يساعد في تقليل خطر الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا خلال الشتاء،بحسب ما نشره موقع هيلثي.

2. دعم صحة البشرة والشعر

إذا كنت تبحث عن سر نضارة البشرة وحيوية الشعر، فإن اليوسفي هو الحل. يحتوي على مضادات أكسدة تُحارب الجذور الحرة المسؤولة عن شيخوخة البشرة المبكرة. بالإضافة إلى ذلك، يُعزز إنتاج الكولاجين، مما يمنحك بشرة مشدودة وشعرًا صحيًا لامعًا.

3. تحسين الهضم والوقاية من الإمساك

الألياف الغذائية الموجودة في اليوسفي تُعتبر حلاً مثاليًا لتحسين صحة الجهاز الهضمي. تناول اليوسفي يوميًا يساهم في تنظيم حركة الأمعاء، مما يقلل من خطر الإصابة بالإمساك. كما أنه يدعم نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يعزز عملية الهضم.

4. تعزيز صحة القلب

اليوسفي يحتوي على مركبات مثل البوتاسيوم والفلافونويدات، والتي تلعب دورًا هامًا في دعم صحة القلب. البوتاسيوم يُنظم ضغط الدم ويقلل من خطر الإصابة بالسكتات القلبية، بينما تقلل الفلافونويدات من الالتهابات وتحسن صحة الأوعية الدموية.

5. التحكم في الوزن

لأولئك الذين يرغبون في التحكم في وزنهم، فإن اليوسفي خيار مثالي. السعرات الحرارية المنخفضة والمحتوى العالي من الألياف في اليوسفي تجعله وجبة خفيفة تُشعرك بالشبع لفترة أطول، دون القلق من زيادة الوزن.

6. تحسين صحة العيون

اليوسفي غني بفيتامين A الذي يدعم صحة العين ويحميها من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل التنكس البقعي وإعتام عدسة العين.

7. الوقاية من الأمراض المزمنة

اليوسفي يحتوي على مركبات نباتية فعالة، مثل الكاروتينات والفلافونويدات، التي تحارب الالتهابات وتقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان.

8. مصدر للطاقة والنشاط

إذا كنت تشعر بالتعب والإرهاق، فإن اليوسفي يمنحك دفعة من الطاقة الطبيعية بفضل محتواه من السكريات الطبيعية التي تمد الجسم بالنشاط.

9. الحفاظ على صحة الكلى

محتوى اليوسفي من البوتاسيوم يساعد على تنظيف الكلى وتقليل خطر تكون الحصوات. كما أنه مدر طبيعي للبول، مما يعزز إزالة السموم من الجسم.

10. تحسين المزاج

تناول اليوسفي لا يؤثر فقط على صحتك البدنية، بل يمتد أيضًا إلى صحتك النفسية. الرائحة المميزة لليوسفي تساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر.

طريقة تناوله بذكاء

للاستفادة الكاملة من فوائد اليوسفي، يُنصح بتناوله طازجًا أو إضافته إلى سلطات الفواكه أو العصائر. ومع ذلك، يجب الاعتدال في تناوله لتجنب أي زيادة في استهلاك السكريات الطبيعية.

عندما تتناول اليوسفي، فإنك تقدم لجسمك مزيجًا مثاليًا من الفيتامينات، المعادن، والألياف التي تحافظ على صحتك وتحميك من الأمراض. فهو ليس مجرد فاكهة، بل رفيق لصحة أفضل وحياة مليئة بالطاقة والنشاط. لذا، اجعل اليوسفي جزءًا من نظامك الغذائي اليومي واستمتع بفوائده المذهلة.

مقالات مشابهة

  • طلب غريب من بوفي بعد خروجه من العناية المركزة
  • منتج العناية بالبشرة الأكثر بحثاً على غوغل في 2024
  • ماذا يحدث عند النوم يوميا في نفس الوقت؟.. فوائد غير متوقعة
  • فوائد زيت الزيتون وطريقة استخدامه للعناية بالبشرة
  • فوائد الأوميجا-3 لصحة البشرة| محارب طبيعي للتجاعيد
  • نصائح للعناية بالبشرة خلال فصل الشتاء
  • كيف تحاربين الرؤوس السوداء بفعالية؟ نصائح وخطوات عملية
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول واحدة من اليوسفي ؟
  • بدعم من جامعة عين شمس.. افتتاح وحدة العناية المركزة في الصومال