تطرقت سابقاً إلى مقال بعنوان القانون والاطار الاجتماعي وكان يتناول دور القانون في ضبط سلوك المجتمع والحفاظ على النظام العام وفي المقابل يتطرق إلى دور الاطار الاجتماعي في دعم ورعاية المتجاوزين للقانون عندما ينتقلون من بيئتهم الطبيعية إلى المؤسسات الاصلاحية ، ولذلك ينظر القانون في تطبيق لوائحه نظرة إجبارية للحفاظ على النظام العام والحد من الفوضوية التي يتصف بها البشر فمنذ القدم اخترع الإنسان القانون للحفاظ على المجتمع من أي خلل يصيبه ولكن السؤال المهم لو كان الإنسان منظم في حياته بطريقة ذاتية هل يحتاج إلى قوانين؟
لذلك من هذا المنطلق يأتي تنظيم المجتمع ودوره المهم في كيفية تربية الأجيال الحالية والقادمة على تنظيم أنفسهم وتطويعها بشكل يتوافق مع الدين الإسلامي الحنيف أولاً و يتطابق مع القوانين ثانياً وهذا جزء مهم في زرع هذه التربية وغرسها في الأجيال للحفاظ على النظام وكذلك حتى نستطيع بناء جيل يحترم القانون ويلتزم به فهو يعرف في قرارة نفسه أن القوانين وضعت لمصلحة المجتمع بشكل كامل وأنه من المهم بمكان التقيد بها حتى لو كانت هذه القوانين في بعض الأحيان صارمة ، لأن الشدة فيها هي لردع كل من تسول له نفسه لارتكاب الجريمة أو الاعتداء على الاخرين.
أن الدور المنوط في تنظيم المجتمع في هذا المجال يندرج في ثلاث مؤسسات رئيسية وهي :
١- الأسرة : وهي المؤسسة الأولى والمهمة في حياة الأفراد ومنها تُزرع بذور التربية الأولى في حياة الإنسان وهي الملاذ الآمن للفرد فهي تُكون شخصية الفرد منذ بداية حياته الأولى لذلك يرتكز دور الأسرة على زرع نموذج متميز في أفرادها نحو تنظيم أنفسهم، ومن ثم الاهتمام بالمساهمة في تنظيم المجتمع من خلال احترام القوانين والالتزام بها .
٢- المدرسة : وهي المؤسسة الثانية ولا تنقص أهمية عن الأسرة، فالمدرسة دورها كبير في تربية النشء على احترام القوانين ولربما يكون دورها أكثر فعالية عندما تسعى إلى تطبيق نماذج تعليمية لتدريب النشء وتعويدهم على احترام القوانين وذلك من خلال دورها والذي يبدأ بالتربية قبل التعليم .
٣- الإعلام: قد قيل أن الإعلام هو سلاح ذو حدين ، وهنا نقصد الإعلام المفيد وهو جزء مهم في صياغة فكر الأفراد وهو يعطي الكثير من المعلومات التي تُنمي حس المسؤولية لدى الجميع وتجعل مسارهم يتوافق مع القوانين لذلك يلعب الإعلام دوراً مهماً في تنظيم المجتمع وجعل أفراده أكثر تنظيماً في هذا المجال .
ومن هذا المنطلق تقاس المجتمعات البشرية بحضارتها وتقدمها إذا كان أفرادها منظمين ذاتياً من خلال الالتزام بالقوانين والأنظمة عن طريق الرقابة الذاتية للفرد وأنا أعتقد أن هذا المجال أجدر بتطبيقه في المجتمعات الإسلامية لأنهم لديهم قانون إِلهيّ منظم تنظيماً فيه إبداع ودقة متناهية وهو ما جاء به الدين الإسلامي الحنيف التي من الأجدر بنا الالتزام بتعاليمه لنصنع مجتمعاً منظماً قانونياً واجتماعياً.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: تنظیم المجتمع
إقرأ أيضاً:
إماراتيات: الاستثمار في المرأة يعزز دورها في مسيرة التنمية المستدامة
أكدت رائدات وسيدات أعمال أن شعار يوم المرأة العالمي 2025 "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم"، يعتبر نهجاً عملياً في الإمارات أخذت به قيادة الدولة إيماناً منها بأهمية تمكين ودمج المرأة في سوق العمل ومختلف المجالات، حتى أصبحت المرأة الإماراتية اليوم شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية المستدامة.
وقالت الرئيس التنفيذي لستاندرد تشارترد في الإمارات والشرق الأوسط وباكستان، رولا أبو منه: "الاستثمار في المرأة هو استثمار في مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة، ليس لأنها تشكل نصف المجتمع فحسب، بل لأنها قوة دافعة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، فقد أظهرت التجارب أن تمكين المرأة يفتح آفاقاً جديدة ويحفز الابتكار ويسرع التنمية".
دور محوري
وبدورها أشارت سيدة الأعمال، الحسناء سيف النعيمي، إلى أن المرأة تلعب دوراً محورياً في تحقيق التنميه المستدامة وتساهم فى مختلف المجالات الإقتصادية، والإجتماعية، والبيئية فهي شريك أساسي فى سوق العمل وتعزز النمو الإقتصادي من خلال ريادة الأعمال والمشاركة فى القطاعات الحيوية كما تسهم في تحسين جودة الحياه من خلال دورها في التعليم والصحة مما يساعد على بناء مجتمعات أكثر أستدامة".
ولفتت أن المرأة تساهم فى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الوعي البيئي مما يدعم أهداف التنمية، والقيادة الحكيمة عملت على تمكينها عبر توفير فرص متكافئه فى التعليم والتوظيف وتعزيز دورها فى صنع القرار انطلاقاً من إيمانها أن تمكين المرأه ليس مجرد حق إنساني بل ضرورة لتحقيق تنمية متوازنه مستدامه للمجتمعات".
اقتصادات مزدهرة
ولفتت مؤسس ورئيس دائرة سيدات الأعمال لتمكين النساء، الدكتورة ليلى رحال العطفاني، أن شعار "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم" ليس مجرد شعار، بل هو دعوة حقيقية لتمكين المرأة وتعزيز دورها في مسيرة التنمية المستدامة".
وقالت: "عندما نستثمر في المرأة، فإننا نستثمر في بناء مجتمعات قوية، واقتصادات مزدهرة، وأجيال مبتكرة، بالإضافة لبناء قياديات ملهمات لمستقبل زاهر متطور. المرأة ليست فقط قائدة، بل هي رمز للنجاح والطموح، وسرّ التغيير الإيجابي في عالمنا اليوم، لم تعد المرأة نصف المجتمع فقط، بل هي قوته و بناءه و أساسه يداً بيد مع الرجل، وشريك أساسي في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا. ودعم الرجل لها كان الأساس في نجاحها، لأن التقدم الحقيقي يتحقق بالتعاون والتكامل والتأزر والاحترام".
دولة رائدة
بدورها، لفتت سيدة الأعمال، إيمان السوم إلى أن الإمارات من الدول الرائدة على الصعيد العالمي في مجال دعم وتمكين المرأة الإماراتية التي تمكنت من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والتنموية وأصبحت شريكاً رئيسياً في تطور المجتمع، بفضل حرص القيادة الحكيمة التي آمنت بقدرات إبنة الإمارات.