صحيفة صدى:
2024-12-04@08:34:18 GMT

القانون وتنظيم المجتمع

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

القانون وتنظيم المجتمع

تطرقت سابقاً إلى مقال بعنوان القانون والاطار الاجتماعي وكان يتناول دور القانون في ضبط سلوك المجتمع والحفاظ على النظام العام وفي المقابل يتطرق إلى دور الاطار الاجتماعي في دعم ورعاية المتجاوزين للقانون عندما ينتقلون من بيئتهم الطبيعية إلى المؤسسات الاصلاحية ، ولذلك ينظر القانون في تطبيق لوائحه نظرة إجبارية للحفاظ على النظام العام والحد من الفوضوية التي يتصف بها البشر فمنذ القدم اخترع الإنسان القانون للحفاظ على المجتمع من أي خلل يصيبه ولكن السؤال المهم لو كان الإنسان منظم في حياته بطريقة ذاتية هل يحتاج إلى قوانين؟

لذلك من هذا المنطلق يأتي تنظيم المجتمع ودوره المهم في كيفية تربية الأجيال الحالية والقادمة على تنظيم أنفسهم وتطويعها بشكل يتوافق مع الدين الإسلامي الحنيف أولاً و يتطابق مع القوانين ثانياً وهذا جزء مهم في زرع هذه التربية وغرسها في الأجيال للحفاظ على النظام وكذلك حتى نستطيع بناء جيل يحترم القانون ويلتزم به فهو يعرف في قرارة نفسه أن القوانين وضعت لمصلحة المجتمع بشكل كامل وأنه من المهم بمكان التقيد بها حتى لو كانت هذه القوانين في بعض الأحيان صارمة ، لأن الشدة فيها هي لردع كل من تسول له نفسه لارتكاب الجريمة أو الاعتداء على الاخرين.

أن الدور المنوط في تنظيم المجتمع في هذا المجال يندرج في ثلاث مؤسسات رئيسية وهي :

١- الأسرة : وهي المؤسسة الأولى والمهمة في حياة الأفراد ومنها تُزرع بذور التربية الأولى في حياة الإنسان وهي الملاذ الآمن للفرد فهي تُكون شخصية الفرد منذ بداية حياته الأولى لذلك يرتكز دور الأسرة على زرع نموذج متميز في أفرادها نحو تنظيم أنفسهم، ومن ثم الاهتمام بالمساهمة في تنظيم المجتمع من خلال احترام القوانين والالتزام بها .

٢- المدرسة : وهي المؤسسة الثانية ولا تنقص أهمية عن الأسرة، فالمدرسة دورها كبير في تربية النشء على احترام القوانين ولربما يكون دورها أكثر فعالية عندما تسعى إلى تطبيق نماذج تعليمية لتدريب النشء وتعويدهم على احترام القوانين وذلك من خلال دورها والذي يبدأ بالتربية قبل التعليم .

٣- الإعلام: قد قيل أن الإعلام هو سلاح ذو حدين ، وهنا نقصد الإعلام المفيد وهو جزء مهم في صياغة فكر الأفراد وهو يعطي الكثير من المعلومات التي تُنمي حس المسؤولية لدى الجميع وتجعل مسارهم يتوافق مع القوانين لذلك يلعب الإعلام دوراً مهماً في تنظيم المجتمع وجعل أفراده أكثر تنظيماً في هذا المجال .

ومن هذا المنطلق تقاس المجتمعات البشرية بحضارتها وتقدمها إذا كان أفرادها منظمين ذاتياً من خلال الالتزام بالقوانين والأنظمة عن طريق الرقابة الذاتية للفرد وأنا أعتقد أن هذا المجال أجدر بتطبيقه في المجتمعات الإسلامية لأنهم لديهم قانون إِلهيّ منظم تنظيماً فيه إبداع ودقة متناهية وهو ما جاء به الدين الإسلامي الحنيف التي من الأجدر بنا الالتزام بتعاليمه لنصنع مجتمعاً منظماً قانونياً واجتماعياً.

 

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: تنظیم المجتمع

إقرأ أيضاً:

هل تخلت الكويت عن دورها الثقافي ؟

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

كانت الكويت حتى وقت قريب من اهم العواصم الثقافية في عموم العالم العربي. لكنها وللأسف الشديد تحولت الى نافذة تطل من خلالها (فجر السعيد) لتتحدث بلغة استعلائية مشبعة بالغرور والتبطر، والإمعان في تحقير الناس والاستخفاف بهم، والتكبر عليهم بأساليب فجة تتقاطع تماما مع طبيعة الشعب الكويتي الطيب الودود. .
تارة تتطاول على رموز الإعلام العرب (نذكر منهم جورج قرداحي والفنانة فيروز)، وتارة تتهجم على الفنانين الكويتيين والخليجيين (نذكر منهم: أحلام ونوال). واحيانا تتعمد الإساءة إلى وزراء وقادة البلدان العربية وغير العربية. ناهيك عن طريقتها المزعجة في الشماتة والتشفي. .
تتصرف دائما بلا قيود لتمنح نفسها حرية الانزلاق في دهاليز عالم السياسية، فتخوض في مواضيع ليست من اختصاصها، ولا تتماشى مع توجهات دولة الكويت، وربما تسببت في احراج دولتها، من دون ان تعترض عليها الدولة نفسها، حتى باتت إطلالة (فجر) مرفوضة وغير مرحب بها في عموم المدن الخليجية. .
اللافت للنظر ان سلوك (فجر بنت عثمان السعيد) يتعاظم يوما بعد يوم بالاتجاه المعاكس لتوجهات الكويت التي تستعد لاستضافة حدثين مهمين خلال العام المقبل، حيث تم اختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2025 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون (ألكسو). واختيارها عاصمة للإعلام العربي لعام 2025 بعد موافقة المجلس التنفيذي ل‍مجلس وزراء الإعلام العرب. .
نحن لا نشكك بالدور الريادي لدولة الكويت في المجالات الثقافية والإعلامية على مستوى الوطن العربي، ونرى ان العام القادم سيكون فرصة مهمة لتعزيز دورها الريادي، وفرصة لاستعادة مكانتها وبريقها من خلال تقديم العديد من المبادرات والبرامج والفعاليات خلال تلك الاستضافات المهمة. فالثقافة والإعلام أصبحا دلالة ورمزا لتقدم الشعوب، ومقياسا للتطور والتنمية والتقدم الحضاري، ويلزم ذلك الاستعداد التام من قبل الجهات المعنية مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكذلك وزارة الاعلام وكل الجهات المعنية في تنفيذ وتنظيم هذه الفعاليات والمؤتمرات. ولكن ليس على الطريقة التي تنتهجها (فجر) في الاستفزاز والإساءة للغير. .
ختاما: كنا حتى وقت قريب نمضي ساعات طويلة في مشاهدة تلفزيون الكويت وبرامجه الماتعة، ونتسابق لشراء مجلة (العربي) لكي ننهل منها ما نحتاجه من العلوم والفنون والاداب. وكانت الدراما الكويتية هي الأنيس الونيس لكل اسرة خليجية على طول المساحة الممتدة من البصرة وحتى رأس مسندم. .
نأمل ان تلتفت دولة الكويت وتبادر بغلق النوافذ الإعلامية المشاكسة والمتقاطعة مع ثقافتها العربية الأصيلة. . .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • هل تخلت الكويت عن دورها الثقافي ؟
  • الفهد للتصوير وتنظيم المعارض والمؤتمرات
  • بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر.. تنظيم قافلة طبية وغذائية مجانية بمؤسسة كبار بلا مأوى بمنوف
  • الجمارك تناقش القضايا الوظيفية وتنظيم القوى العاملة
  • صحة المنوفية تنظيم قافلة طبية وغذائية مجانية بمؤسسة كبار بلا مأوى بمنوف
  • وزير الثقافة والاعلام يناقش مع اللجنة الوطنية لجرائم وانتهاكات القانون الوطني والدولي تنظيم منبر اسبوعي يتناول انتهاكات المليشيا
  • نداء مصر: مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية يحقق التوازن بين المريض والمعالج
  • أمين تنظيم الجيل: مشروع قانون الضمان الاجتماعي يمثل استجابة لاحتياجات الأسر الفقيرة
  • استمع لشرح عن دورها في خدمة المجتمع.. محافظ جدة يستقبل رئيس لجنة المحامين بمنطقة مكة المكرمة