تُعد متاحف الشمع “مدام توسو” من أبرز الوجهات السياحية حول العالم، حيث تعرض تماثيل شمعية لأشهر الشخصيات التاريخية والفنية. لكن قصة مؤسسة هذه المتاحف، آنا ماريا توسو، تحمل في طياتها دراما إنسانية مثيرة، لا تقل سحرًا عن أي من المعروضات داخلها.

بداية مشوار مدام توسو

وُلدت آنا ماريا توسو، المعروفة باسم “ماري توسو”، في سبتمبر 1761 بمدينة ستراسبورغ، وهي جزء من منطقة الألزاس المتنازع عليها بين فرنسا وألمانيا.

بعد وفاة والدها، انتقلت عائلتها إلى سويسرا، حيث عملت والدتها مدبرة منزل للطبيب فيليب كورتيوس. كان كورتيوس، إلى جانب مهنته الطبية، فنانًا ماهرًا في تشكيل الشمع. ومن خلاله، تعلمت ماري فن النحت الشمعي وبدأت مسيرتها الفنية.
 

باريس والثورة الفرنسية

في الثمانينيات من القرن الثامن عشر، انتقلت ماري إلى باريس مع كورتيوس، حيث أصبح لهما شهرة كبيرة بين الأوساط الملكية والنخبة الفرنسية. خلال هذه الفترة، صنعت ماري أول أعمالها المستقلة، وهو تمثال للفيلسوف جان جاك روسو. كما انضمت إلى البلاط الملكي في فرساي لتعليم مدام إليزابيث، شقيقة الملك لويس السادس عشر، الفن.

لكن مع اندلاع الثورة الفرنسية، انقلبت حياة ماري رأسًا على عقب. اعتُقلت مع والدتها بتهمة التعاطف مع الملكيين، وحُكم عليها بالإعدام. قبل تنفيذ الحكم بساعات، تدخل معلمها كورتيوس لإنقاذها. لإثبات ولائها للثورة، كانت ماري توسو تؤدي واحدة من أصعب المهام وأكثرها تأثيرًا على حياتها النفسية. كانت تجلس بجوار المقصلة، حيث تُنفذ أحكام الإعدام، وتنتظر لحظة انتهاء العقوبة للحصول على رأس الضحية، ثم تصنع قناعًا شمعيًا للرأس، يُعرف بـ”قناع الموت”.

لم تكن هذه المهمة سهلة، إذ تحملت ماري أعباء نفسية هائلة بسبب رؤية مشاهد الإعدام المتكررة، خاصة عندما كان الضحايا من أفراد العائلة المالكة والنخبة، مثل الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت. لكن، ورغم تلك الصعوبات، كانت هذه الأقنعة وسيلة لإثبات ولائها للثورة، كما أنها أصبحت جزءًا من التاريخ الذي وثقته ماري في متحفها لاحقًا.

من باريس إلى لندن

بعد وفاة كورتيوس عام 1794، ورثت ماري مجموعته الشمعية. تزوجت لاحقًا من المهندس فرانسوا توسو، لكن زواجها لم يكن سعيدًا. في عام 1802، انتقلت إلى بريطانيا مع ابنها جوزيف، حيث قدمت أعمالها لأول مرة في مسرح “ليسيوم” بلندن. على الرغم من الصعوبات المادية واللغوية، بدأت ماري جولة فنية في المدن البريطانية الصغيرة، مما ساعدها على اكتساب شهرة كبيرة.

تأسيس معرض دائم

في عام 1835، أسست ماري أول معرض دائم لها في شارع بيكر بلندن، عُرف لاحقًا باسم “غرفة الرعب”. استعرض المعرض تماثيل لشخصيات من الثورة الفرنسية إلى جانب شخصيات شهيرة من مجالات أخرى.

توفيت مدام توسو في 16 أبريل 1850، لكنها تركت إرثًا ثقافيًا استثنائيًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الثورة الفرنسية مدام توسو متحف الشمع غرفة الرعب المزيد المزيد

إقرأ أيضاً:

آخرهم 3 مصريين.. رقم قياسي للإعدامات في السعودية

سجلت السعودية خلال العام الجاري رقماً "قياسياً" في عقوبات الإعدام مقارنة بالحصيلة السنوية المسجلة في المملكة، بحسب ما قالت وكالة فرانس برس.

وأوضحت الوكالة أنها استندت لمصادر رسمية سعودية من أجل إجراء تعداد لعقوبات الإعدام، وكانت النتيجة 304 عمليات إعدام منذ بداية العام الحالي.

وأربعة من هذه الإعدامات أعلنت عنها وزارة الداخلية السعودية، الثلاثاء، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (واس). 

وثلاثة من هؤلاء مصريّون، دينوا بـ"تلقي وترويج مادة الإمفيتامين المخدرة وأقراص خاضعة لتنظيم التداول الطبي" وفق بيان الداخلية.

أما الرابع،  بحسب بيان الداخلية، فهو سعودي الجنسية، دين بقتل رجل، حيث "ضربه ودفعه من أعلى الدرج مما أدى إلى سقوطه وارتطامه بالأرض ووفاته"، على أثر خلاف بينهما.

رقم "لم يسجل أبدا بتاريخ السعودية".. تضخم "غير منطقي" بعدد حالات الإعدام بالمملكة تواجه السعودية انتقادات متكررة لاستخدامها المفرط لعقوبة الإعدام على الرغم من التعهدات التي اطلقها ولي العهد محمد بن سلمان قبل أكثر من عامين والمتعلقة بالتخفيف من حالات الاعدام في البلاد، حيث يصف نشطاء ومدافعون عن حقوق الإنسان ما يجري في المملكة الخليجية بأنه "توحش وتوسع غير مبرر" في هذه الأحكام.

وفي تقرير سابق، ذكرت منظمة العفو الدولية إن السلطات السعودية أعدمت أكثر من 198 شخصا منذ بداية 2024 حتى 28 سبتمبر الماضي، ومثّل ذلك أعلى عدد من عمليات الإعدام يُسجل في تاريخ البلاد منذ عام 1990.

وقالت المنظمة إن السعودية زادت من عمليات الإعدام رغم الوعود المتكررة بالحد من استخدامها، في حين أنها "أخفقت على نحو مألوف في التقيّد بالمعايير والضمانات الدولية للمحاكمات العادلة للمتهمين".

وشهدت عمليات الإعدام بالنسبة للجرائم المرتبطة بالمخدرات "ارتفاعاً هائلاً" هذا العام بمعدل عملية إعدام واحدة كل يومين في شهر يوليو وحده.

كما اتهمت المنظمة الحقوقية المملكة بأنها "استخدمت عقوبة الإعدام كسلاح لإسكات المعارضة السياسية، ومعاقبة مواطنين من الأقلية الشيعية في البلاد أيّدوا الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي جرت بين 2011 و2013".

وتقع السعودية منذ سنوات في المراتب الأولى بين الدول العربية ودول الشرق الأوسط في تطبيق أحكام الإعدام، بحسب تقارير دولية.

مقالات مشابهة

  • كليمنتاين سلامي: رسالة من التقينا بهم في السودان كانت واضحة
  • عشبة الروز ماري تمنحك فوائد مذهلة.. أبرزها تقوية الذاكرة وإنبات الشعر
  • آخرهم 3 مصريين.. رقم قياسي للإعدامات في السعودية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلق الرصاص على قسم الطوارئ بمستشفى في الضفة الغربية
  • شاهد: شهيدان وإصابة في قصف الاحتلال مركبة شمال طوباس
  • عمار بن حميد: 53 عاماً صنعت مجد أمة
  • إلغاء الإعدام.. جدل بين العدالة وحفظ النفس في الإسلام
  • ولي عهد عجمان: 53 عاماً صنعت مجد أمة عبر مسيرة حافلة بالإنجازات
  • بدر عبدالعاطي: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا والتهجير عقابا للفلسطينيين في قطاع غزة