لجريدة عمان:
2025-04-10@21:51:48 GMT

المن والأذى في شبكات التواصل

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

من فضل الله علينا أن ولدنا فـي عصر شبكات التواصل الاجتماعي التي وضعت العالم بين أيدينا، كشفت لنا كيف يعيش من حولنا فـي بؤس وشظف عيش لم تكن عقولنا قادرة على استيعابه، وتلمسنا من خلالها حاجاتهم، وظهرت كثير من الفرق التطوعية والأعمال الخيرية التي تتبع هذه الاحتياجات وتنقلها لنا حتى نستطيع أن نوجه صدقاتنا التوجيه الصحيح، وتنبهنا إلى ما تشكله ظاهرة (التسول) من خطورة على المجتمعات، فقد كانت هذه هي الوسيلة التي كنا نوجه لها صدقاتنا فـي الغالب، صحيح أن التصريح بالصدقات غير جائز إذا كانت بهدف الرياء، لكن لا نستطيع أن ننكر أن الإعلان عنها فتح لنا آفاقا واسعة لتوجيه صدقاتنا المادية والمعنوية على حد سواء، فالمولى جلت قدرته يقول فـي محكم آياته:

«إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» والصدقة ليست بالضرورة أن تكون بالمال، أحيانا كلمة طيبة واحدة تقولها فـي لحظة استعداد من الطرف الآخر قادرة على نقله إلى مستويات لا يحلم بها، وفـي الوقت ذاته صدقة مالية يعقبها كلمة جارحة قادرة على أن تهوي بذات الشخص إلى مستويات مدمرة قد لا يخرج منها، وهو ما يدعونا إلى اختيار عطائنا بحذر، ونختار الطريقة بحذر، فإلى جانب الفوائد الجمة لعرض الصدقات، فـي المقابل هناك للأسف سلبيات أيضا تتمثل فـي عرض هذه الصدقات بطريقة قبيحة، يتم من خلالها تصوير المحتاج وهو يستلم الصدقة، وعرض تفاصيل حياته الخاصة فـي طريقة أجدها شخصيا مهينة، فالله سبحانه وتعالى قال أيضا فـي محكم آياته: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» فالله سبحانه صوَّر العطاء بمن وأذى، بالحصى الأملس الذي يتساقط عليه المطر، لكنه لا يستطيع الاحتفاظ بشيء من الماء، كذلك هو إنفاقنا بالمن والأذى، يذهب هباءً منثورًا لا يبقى لنا من أجره شيئًا، فلنختر عطاءنا بحذر.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ناشيونال إنترست: اليمنيون يفرضون معادلة بحرية جديدة والبحرية الأمريكية منهكة وغير قادرة على المواجهة

يمانيون../
في تقرير مطوّل حمل عنوان “كيف تفوق الحوثيون على واشنطن”، كشف موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي المتخصص في قضايا الدفاع والأمن، عن إخفاق الولايات المتحدة في مواجهة ما وصفه بـ”النجاح التكتيكي والاستراتيجي” للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، رغم حشدها لأكبر قوة بحرية في العالم.

اليمن يفرض حصاراً فعلياً على باب المندب
الكاتب الأمريكي رامون ماركس أوضح في تقريره أن البحرية الأمريكية، التي استعانت بحاملتي طائرات وقوات بحرية ضخمة لتأمين الملاحة في مضيق باب المندب، فشلت في تحقيق أهدافها، حيث تمكن اليمنيون من فرض حصار فعلي على المضيق لأكثر من عام، الأمر الذي أجبر مئات السفن التجارية الدولية على تغيير مسارها نحو طريق رأس الرجاء الصالح، رغم كلفته العالية وطوله الزمني الكبير.

أسلحة بسيطة.. وفعالية غير متوقعة
ماركس أشار إلى أن القوات اليمنية استخدمت تقنيات عسكرية وصفها بـ”الرخيصة والفعالة”، مثل الطائرات المسيّرة، والصواريخ المضادة للسفن، لتهديد السفن الأمريكية وتعطيل الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدًا أن هذه الأسلحة البسيطة نسبيًا غيّرت قواعد اللعبة البحرية، وقلبت موازين التفوق التقليدي، حيث لم تعد حاملات الطائرات والسفن المتطورة قادرة على صد هجمات تأتي من آلاف الكيلومترات بوسائل ذكية ومنخفضة التكلفة.

الإرهاق ينهك البحرية الأمريكية
التقرير لم يكتف بالحديث عن التفوق اليمني الميداني، بل ذهب أبعد من ذلك بالإشارة إلى الإرهاق الذي أصاب البحرية الأمريكية نتيجة الانتشار الواسع والمهام المتعددة، وخصوصًا في ظل التصعيد مع الصين في المحيط الهادئ، وانخراط واشنطن في حماية كيان الاحتلال الصهيوني.

وحذّر ماركس من أن الولايات المتحدة تواجه اليوم أسطولًا صينيًا يفوقها عدداً، بينما تعاني أحواض بناء السفن الأمريكية من عدم القدرة على مجاراة وتيرة الإنتاج الصيني، ما يعني أن القدرة البحرية الأمريكية آخذة في التآكل.

الفشل الجوي.. وضيق الخيارات
ورغم لجوء واشنطن إلى التصعيد الجوي عبر غارات مركزة باستخدام قاذفات B2 المتطورة على مواقع يمنية، إلا أن الكاتب أشار إلى أن هذه الهجمات لم تُحقق نتائج ملموسة، رغم تجاوز تكلفة الذخائر المستخدمة حاجز المليار دولار خلال أسابيع قليلة.

ومع تصاعد الهجمات اليمنية، بدأ الحديث في الأوساط الأمريكية عن إمكانية الانسحاب من البحر الأحمر وترك المهمة للقوى الأوروبية، التي تمتلك مجتمعة أكثر من ألف سفينة حربية، ولديها ارتباط اقتصادي أوثق بممرات البحر الأحمر.

لكن ماركس نبّه إلى أن أي انسحاب أمريكي سيُنظر إليه كإشارة ضعف جديدة، على غرار الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، الأمر الذي سيمنح اليمنيين تفوقًا معنوياً واستراتيجياً إضافياً.

أمريكا أمام خيارين مرّين
في ختام تقريره، قال ماركس إن واشنطن اليوم تقف أمام خيارين أحلاهما مرّ:

تصعيد شامل قد يقود إلى مواجهة برية محفوفة بالمخاطر.

أو انسحاب يوجه ضربة قاسية جديدة للهيبة الأمريكية.

وختم بالقول إن اليمنيين أدخلوا البحرية الأمريكية في “لعبة ضرب الخلد” (Whack-a-Mole) بلا نهاية، حيث تتلقى السفن الأمريكية الضربات المتكررة دون نصر حاسم، وهو ما يضع الهيبة الأمريكية على المحك الجاد لأول مرة منذ عقود.

ويبدو أن اليمن، بقوة الإرادة وابتكار الأساليب، قد أصبح لاعباً محورياً في المعادلة الجيوسياسية للمنطقة، وجعل من البحر الأحمر ساحة اختبار قاسية للتفوق الأمريكي التقليدي.

مقالات مشابهة

  • ناشيونال إنترست: اليمنيون يفرضون معادلة بحرية جديدة والبحرية الأمريكية منهكة وغير قادرة على المواجهة
  • إطلاق هاتف مميّز يعمل على «شبكات 5G»
  • منال الخولي: الطلاق آخر الحلول ويجب التعامل مع الخلافات الزوجية بحذر واحترام
  • شبكات صيد أوروبية لحماية القوات الأوكرانية من هجمات المسيرات الروسية
  • أمينة خليل: نيللي شخصية مش سهلة وحسيت بمسئولية كبيرة تجاه القضية
  • أمينة خليل عن شخصية نيللي في لام شمسية: كنت مرعوبة جدا
  • علماء روس يبتكرون بطاريات قادرة على العمل في 50 درجة تحت الصفر
  • عاجل.. غارات أمريكية تدك اهدافا حساسة لمليشيا الحوثي وتخرج شبكات الاتصالات عن الخدمة
  • بعد إشادة ترامب بأردوغان.. مصدر: أمريكا قادرة على منع التصعيد بين إسرائيل وتركيا في سوريا
  • حرب منصات التواصل الاجتماعي.. هل بيكسل فيد قادرة على منافسة إنستغرام؟