المن والأذى في شبكات التواصل
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
من فضل الله علينا أن ولدنا فـي عصر شبكات التواصل الاجتماعي التي وضعت العالم بين أيدينا، كشفت لنا كيف يعيش من حولنا فـي بؤس وشظف عيش لم تكن عقولنا قادرة على استيعابه، وتلمسنا من خلالها حاجاتهم، وظهرت كثير من الفرق التطوعية والأعمال الخيرية التي تتبع هذه الاحتياجات وتنقلها لنا حتى نستطيع أن نوجه صدقاتنا التوجيه الصحيح، وتنبهنا إلى ما تشكله ظاهرة (التسول) من خطورة على المجتمعات، فقد كانت هذه هي الوسيلة التي كنا نوجه لها صدقاتنا فـي الغالب، صحيح أن التصريح بالصدقات غير جائز إذا كانت بهدف الرياء، لكن لا نستطيع أن ننكر أن الإعلان عنها فتح لنا آفاقا واسعة لتوجيه صدقاتنا المادية والمعنوية على حد سواء، فالمولى جلت قدرته يقول فـي محكم آياته:
«إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» والصدقة ليست بالضرورة أن تكون بالمال، أحيانا كلمة طيبة واحدة تقولها فـي لحظة استعداد من الطرف الآخر قادرة على نقله إلى مستويات لا يحلم بها، وفـي الوقت ذاته صدقة مالية يعقبها كلمة جارحة قادرة على أن تهوي بذات الشخص إلى مستويات مدمرة قد لا يخرج منها، وهو ما يدعونا إلى اختيار عطائنا بحذر، ونختار الطريقة بحذر، فإلى جانب الفوائد الجمة لعرض الصدقات، فـي المقابل هناك للأسف سلبيات أيضا تتمثل فـي عرض هذه الصدقات بطريقة قبيحة، يتم من خلالها تصوير المحتاج وهو يستلم الصدقة، وعرض تفاصيل حياته الخاصة فـي طريقة أجدها شخصيا مهينة، فالله سبحانه وتعالى قال أيضا فـي محكم آياته: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» فالله سبحانه صوَّر العطاء بمن وأذى، بالحصى الأملس الذي يتساقط عليه المطر، لكنه لا يستطيع الاحتفاظ بشيء من الماء، كذلك هو إنفاقنا بالمن والأذى، يذهب هباءً منثورًا لا يبقى لنا من أجره شيئًا، فلنختر عطاءنا بحذر.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مسؤول إيراني بارز: حزب الله ظل صامدًا رغم الضربات
أكد القائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي أن "حزب الله، على الرغم من الضربات الثقيلة التي تلقاها، ظل صامدًا وأظهر شبابه أروع المشاهد". وأضاف خلال المهرجان الرابع عشر لمالك الاشتر أن "صواريخ إيران قادرة على استهداف أي هدف معادٍ في المنطقة والتغلب على الصواريخ المعادية وأن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري قادرة على خوض القتال ضد الأعداء في أي نقطة، بحسب وكالة "تسنيم".
وقال :"إن الحرس الثوري وُلد كمعجزة فكرية مستلهمة من التجارب المريرة في صدر الإسلام، وذلك بفضل رؤية الإمام الخميني الراحل".
أضاف :"ان المقاتلين على الحدود يمثلون أعمدة راسخة يعتمد عليها أمن البلاد وسمعتها".
وأوضح انه "إذا كان بلدنا ينعم بالهدوء وسط بحر من النيران، فإن ذلك يعود إلى تضحيات هؤلاء المقاتلين".
كما شدد اللواء سلامي على أن "قوات المشاة التابعة للحرس الثوري هي أول من يقف في وجه الأعداء، عندما يدخل مقاتلونا ساحة المعركة، يفرّ العدو هاربًا".
أضاف : "مقاتلو القوات البرية هم أول من يقف في وجه العدو، وعندما يدخلون الميدان يفر العدو".
وأوضح بأن "البحر هو نقطة الاتصال مع العالم"، وأكد أن "القوات البحرية التابعة للحرس الثوري قادرة على خوض المعركة ضد أي عدو في أي مكان".
وعلق على تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين قالوا إن عرض جزء من القوة البحرية للحرس الثوري يكفي لمواجهة كامل قوتهم البحرية، مؤكداً أن "هذا يُظهر قوة وقدرة الحرس الثوري في البحر".
كما تحدث عن قدرة الجوفضاء الحرس الثوري، موضحًا أن "تأثير هذه القوة يظهر في اللحظة نفسها، ويشعر بها العدو في كل مكان".
وقال: "اليوم، نرى أن جزءًا صغيرًا من قوة هذه الوحدة قد تم استخدامه، لكنه استطاع تغيير المعادلات العالمية وجعلها تحديًا أساسيًا لنا مع الأعداء".
وأشار إلى أن "صواريخ الحرس الثوري قادرة على ضرب أي هدف معاد في المنطقة والتغلب على صواريخ العدو وأن هذه القوة تمثل أساس قوة الردع الإيرانية"، مشيرًا إلى أنه "تم إثبات هذه القدرة في مواجهة القاعدة العسكرية الأميركية "عين الأسد" في العراق".
وتحدث عن "فيلق القدس" قائلاً : "هذه القوة قد نقلت العدو من مخابئه الاستراتيجية إلى ميادين العمليات، وبنت قوة في جميع النقاط. كما أنشأت ملاذات قوية للمظلومين، ووزعت طاقة العدو في ميادين واسعة، ما جعله في مواجهة استنزاف تدريجي".
وقال: "ان الفلسطيني الذي كان يقاتل بالحجارة لا يزال، بعد 16 شهرًا من النضال، يُعتبر قوة قوية تُحشد ضد إسرائيل".
أضاف :"ان اليمنيين، الذين جعلوا أميركا وبريطانيا غير فعالين، هم أيضًا مثال على الصمود".
وفي ما يتعلق بسوريا، قال :"إن العوامل التي لا مجال لذكرها الآن جعلت الأعداء يحققون بعض النتائج، لكن الوضع لن يبقى على حاله".
تابع: " نواجه اليوم جميع أنواع التهديدات في وقت واحد"، مشيرًا إلى أن "جميع طرق الاختراق يجب أن تُغلق، وأنه يجب أن نواصل القتال ضد العدو ليلاً ونهارًا".
وفي الختام شدد على أن " نجاحات الحرس الثوري تعود إلى نعمة القيادة والمرجعية الإسلامية للثورة"، قائلًا: "إنه بفضل قائدنا العظيم، قائد الثورة الإسلامية، الذي يوجهنا بموجب استراتيجيات مبنية على الحكمة والفكر، لا نرضى بالوضع الراهن ويجب أن نكون ممتنين لهذه النعمة الإلهية".